التصنيفات

الفقيه القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن محمد الأموي،رحمه الله شيخ بلدنا وقاضيه ومفتيه وصالحه، ولي القضاء مرتين: مرة أيام برعواطة والأخرى أول دولة المرابطين، وكان حافظا للفقه والفرائض مشاركا في التفسير وعلم الناسخ والمنسوخ وغير ذلك، لكنه كان يقصر به لسانه عن تأدية بعض ما عنده إذا كان لم يطالع شيئا من علم العربية، صالحا ورعا مشهورا بالخير، سمع من القاضي أبي الأصبغ ابن سهل ومروان بن عبد الملك، وكأن شأنه الحفظ والتفقه ولم يكن له كبير شغل بالسماع والرواية.
وأخبرني أنه روى عن الفقيه أبي الأصبغ ابن سهل كتاب الكنز تأليف أبي الأصبغ القرشي المعروف بابن المشي من أهل قرطبة وسمعه عليه، حدثه به عن أبيه عبد المهيمن عنه وهو في روايتنا عن الفقيه أبي إسحاق ابن جعفر عن أبي الأصبغ بسنده المذكور.
وناظرت عليه مدة طويلة في المدونه وأخذت عنه فوائد من العلم كثيرة.
تفقه بأبي علي بن البربا وبأبي عبد الله بن العجوز والمسيلي، وابن سهل.
وشوور قديما وكان موصوفا بالصلاح والعفة من صغره من أهل الورع والتحرى. وتوفي، رحمه الله، يوم الأحد سادس رجب سنة سبع عشرة وخمسمائة، مولده سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.

  • دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 58