ابن صقلاب يزيد بن محمد بن صقلاب، أبو بكر: كاتب أندلسى، من الشعراء. كان غزلا ماجنا. من أهل المرية. تولى أعمالها بعد أبيه. وكان عالى الهمة، واسع الأدب.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 187
ابن صقلاب المغربي اسمه يزيد بن محمد.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
ابن صقلاب
أبو بكر يزيد بن محمد بن صقلاب الكاتب، من أهل المرية، وعاملها بعد أبيه أبي عبد الله. وكان غَزِلاً ماجناً صاحب إبداع، في قوافٍ وأسجاع، مع سراوة وسخاوة، توفي سنة تسع عشرة وستمائة.
له:
لهفَ القَصِيِّ لقد طالت شكايتُه | ولا طبيبَ بقُربِ الدَّار يُشْكيهِ |
قد طارحَتْهُ حمامُ الأيكِ نَغْمَتها | حرفاً بحرفٍ فيحكيها وتحكيه |
وساجلتْ عبراتِ السُّحبِ عبرتهُ | إذا تفيضُ فتبكيها وتبكيه |
إذا عُقدت كفٌّ على ذي مُروءةٍ | فأنت الَّذي تُثْنى عليه الخناصرُ |
وإن أثنتِ الأعصارُ يوماً على امرئٍ | فأنت الَّذي تُثْني عليه الأعاصر |
دِنْ بالرِّضا واجنح لأسبابهِ | ودَع من العَتْب وأوصابه |
وقاسمِ الحُرَّ وأقسمْ به | في حُلْوه إن كان أو صابه |
وارْبُط على العهد وحافظْ على | ما قاله الخِلُّ وأوصى به |
وأخي فتنةٍ أدار علينا | من يَديْه ومُقلتَيْه رَحيقا |
عاينْته عيونُنا فصبغْنا | دُرَّ خدّيه بالعُيون عَقيقا |
جعل النَّقلَ لَثْمنا مِرْشَفيْهِ | فانتقلنا على المُدامة ريقا |
عُتِّقت هذه وهذا عَتيقٌ | فشربنا على العتيق عتيقا |
أسكر النَّقلُ والشرابُ جميعاً | وأبى الكأسُ واللَّمى أن أُفيقا |
كلما قلتُ قد صحوتُ قليلاً | عُدتُ في حَيرةِ الخُمار غَريقا |
لم أكُن شاعرَ الطَّريقة لكنْ | مُذ تعشَّقْتُه سلكتُ الطَّريقا |
حكّمتنا يدُ الهوَى في القوافي | فغَزلنا من الرَّقيقِ رقيقا |
من النَّاس من يبقى من اللؤم عرضهُ | وإن زانه ثوبٌ عليه جديدُ |
ومنهم جوادُ النفسِ لو سيلَ نفسَهُ | لكان بها طلقَ الجبين يجودُ |
فذاك الَّذي تبقى مآثرُ مجدهِ | وآثارُها في العالمين شهود |
فإن عاش فالآمالُ خالدةٌ به | وإن مات فالأمداحُ فيه خلود |
أما ورياضٍ من ضميرك ما درت | غزارةَ بحرٍ لا ولا بنتَ راقمِ |
ولا رقمتْ كفُّ الغمامةِ بُرْدَها | وقد خلعتْ فيها جلودَ أراقم |
فللخاطرِ السيَّالِ فيها سحابةٌ | وللقلمِ الجاري بها كفُّ راقم |
لقد أنعمتني إذ تنسمتُ عَرْفَها | على رمَقٍ لا يستلينُ لناقم |
وإن جاد يوماً بالرضى فهو مازجٌ | على إثره شهدَ الرضى بالعلاقم |
مسحتَ بها حُرَّ الجوى عن جوانحٍ | حَوَتْ ضِعْفَ ما تحويه حَرَّةُ واقم |
أنا صبٌّ وابن صبٍّ | بالعوالي والمعالي |
وبناني وجناني | بهما قد المعالي |
فهما إن فسح اللَّ | هـ مدى العمر معا لي |
رأوا ممن يحبهمُ نحولاً | فعابوه بجهلهمُ عليهِ |
وأمضى ما يكونُ السَّيفُ قطعاً | إذا أخذ الضنا من شفرتيهِ |
دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 178