الشيخ البكري شيخ الإسلام أبو الحسن تاج العارفين الفقيه المفسر المحدث الصوفي كان عظيم الشأن واضح البرهان ذا همة عالية وله تأليفات مفيدة وتعليقات مجيدة إن فسر أوقع في الفخ طائر الفخر الرازي وإن
نحا ينحي ابن عصفور
وأخذ علوم الشرع والتصوف عن جمع من الأعيان منهم شيخ الإسلام زكريا السنيكي وشيخ الإسلام برهان ادين ابن شريف
وجد واجتهد وصار يلقي في الجامع الأزهر دروسا في التفسير والتصوف لم يسبقه إلى مثلها أحد وقصده الطلبة للأخذ عنه من جميع الآفاق
من تصانيفه تفاسيره الثلاثة أصغر وأوسط وأكبر وشرح على المنهاج كذلك ثلاثة وشروح على الإرشاد ثلاثة كذلك وعدة متون في الفقه ورسائل في التصوف وشرح الروض والعباب وغير ذلك مما كمل ومما لم يكمل وقد فاق أهل عصره في كثرة التصانيف فليس فيهم من يساويه في ذلك
وكان شديد الذكاء قوي الحافظة والاستحضار
ولم يزل الشيخ المذكور على حاله راقيا في درج كماله حتى نقله الله تعالى إلى دار إفضاله في سنة نيف وخمسين وتسعمائة
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 379