يزيد بن عبد الملك يزيد بن عبد الملك بن مروان، أبو خالد: من ملوك الدولة الأموية فى الشام. ولد فى دمشق، وولى الخلافة بعد وفاة عمر بن عبد العزيز (سنة 101هـ) بعهد من أخيه سليمان بن عبد الملك. وكانت فى أيامه غزوات أعظمها حرب الجراح الحكمى مع الترك، وانتصاره عليهم. وخرج عليه يزيد ابن المهلب، بالبصرة، فوجه إليه أخاه مسلمة فقتله. وكان أبيض جسيما مدور الوجه، مليحة؛ فيه مروأة كاملة، مع إفراط فى الانصراف إلى اللذات. مات فى إربد (من بلاد الأردن) أو بالجولان، بعد موت (قينة) له اسمها (حبابة) بأيام يسيرة، وحمل على أعناق الرجال إلى دمشق، فدفن فيها. وكان لحبابة، هذه، أثر فى أحكام التولية والعزل، على عهده. ونقل الديار بكرى (فى تاريخ الخميس) أنه: (مات عشقا) قال: (ولا يعلم خليفة مات عشقا غيره) وكان يلقب ب (القادر بصنع الله) ونقش خاتمه: (فنى الشباب يا يزيد!) وربما قيل له (يزيد بن عاتكة) نسبة إلى أمه أنه لما استخلف قال: سيروا بسيرة عمر بن عبد العزيز؛ فأتوه بأربعين شيخا شهدوا له أن الخلفاء لاحساب عليهم ولا عذاب! وكانت مدة خلافته أربع سنين وشهرا.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 185

أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك بن مروان الحكم أمير المؤمنين أبو خالد الأموي الدمشقي ولي الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة لست بقين من شهر رجب سنة إحدى ومائة وله سبع وثلاثون سنة وأربعون يوما.
وتوفي بأرض البلقاء ويقال، مات بعمان ليلة الجمعة لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة وله إحدى وأربعون سنة فكانت أيامه أربع سنين وشهرا.
وكان طويلا جسيما مدور الوجه لم يشب، وكان شديد الكبر عاجزا وهو صاحب لهو ولذات وصاحب حبابة وسلامة وهما جاريتان شغف بهما وماتت حبابة فمات بعدها بيسير أسفا عليها ولما ماتت تركها أياما لم يدفنها وعوتب في ذلك فدفنها وقيل: إنه دفنها ثم نبشها بعد الدفن.
وكان يسمى يزيد الماجن.
وكان كاتبه أسامة بن زيد ورجل من أهل الشام يقال له: عثمان، وزيد بن عبد الله. وأسامة هذا هو الذي ينسب إليه نهر أسامة وحاجبه خالد وسعيد مولياه. ونقش خاتمه قني السيئات يا عزيز. وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية وقد تقدم ذكرها في مكانه من حرف العين. وكانت ولايته بعهد من أخيه سليمان.
ولما تولى الخلافة أقبل إلى الشرب والانهماك، وفيه قال المختار الخارجي حين ذم بني أمية خطبة له معروفة منهم: يزيد الفاسق يضع حبابة عن يمينه وسلامة عن يساره ثم يشرب إلى أن يسكر ويغنيانه فيطرب ثم يشق جلدا ضربت في نسجها الآبار وهتكت فيها الأستار ثم يقول: أطير أطير.
فيقولان: إلى من تترك الخلافة؟ فيقول: إليكما. وإني أقول له: طر إلى لعنة الله وناره.
ولما ولي الخلافة قالت له زوجته: هل بقي لك أمل بعد الخلافة فقال: نعم أن تحصل في ملكي حبابة. وفيها يقول:

فسكتت عنه إلى أن أنفذت تاجرا اشتراها بمال عظيم وأحضرتها له خلف ستر وأمرتها بالغناء، فلما سمعها اهتز وطرب وقال: هذا غناء أجد له في قلبي وقعا فما الخبر، فكشفت الستر وقالت: هذه حبابة وهذا غناؤها فدونك وإياها فغلبت على قلبه من ذلك ولم ينتفع به في الخلافة.
وقال في بعض أيام خلواته: الناس يقولون: إنه لم يصف لأحد من الملوك يوم كامل وأنا أريد أن أكذبهم في ذلك. ثم أقبل على لذاته وأمر أن يحجب عن سمعه وبصره كل ما يعكره فبينما هو في صفو عيشه إذ تناولت حبابة حبة رمان فغصت بها فماتت فاختل عقله إلى أن نبشها من قبرها.
وتحدث الناس عن خلعه من الخلافة ولم يعش بعدها غير خمسة عشر يوما وفيها يقول لما دفنت:
وكان ليزيد من الأولاد ما نذكره وهم، الوليد ولي الخلافة ويحيى وعاتكة وعبد الله وعائشة والغمر وعبد الجبار وسليم وهاشم وأبو سفيان وسليمان وعبد المؤمن وداوود والعوام.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 28- ص: 0

يزيد بن عبد الملك الخليفة أبو خالد القرشي الأموي، الدمشقي.
استخلف بعهد عقده له أخوه سليمان بعد عمر بن عبد العزيز.
وأمه: هي عاتكة بنت يزيد بن معاوية.
ولد: سنة إحدى وسبعين، وكان أبيض، جسيما، جميلا، مدور الوجه، لم يتكهل.
قال ابن جابر: أقبل يزيد بن عبد الملك إلى مجلس مكحول، فهممنا أن نوسع له، فقال: دعوه يتعلم التواضع.
ابن وهب: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد، قال: لما توفي عمر بن عبد
العزيز، قال يزيد: سيروا بسيرة عمر بن عبد العزيز، فأتى بأربعين شيخا شهدوا أن الخلفاء ما عليهم حساب ولا عذاب.
وقال ابن الماجشون، وآخر:
إن يزيد قال: والله ما عمر بن عبد العزيز بأحوج إلى الله مني.
فأقام أربعين يوما يسير بسيرته، فتلطفت حبابة، وغنته أبياتا، فقال للخادم:
ويحك! قل لصاحب الشرط يصلي بالناس.
وهي التي أحب يوما الخلوة معها، فحذفها بعنبة، وهي تضحك، فوقعت في فيها، فشرقت، فماتت، وبقيت عنده حتى أروحت، واغتم لها، ثم زار قبرها، وقال:

ثم رجع، فما خرج إلا على النعش.
وقيل: عاش بعدها خمسة عشر يوما.
وكانت بديعة الحسن، مجيدة للغناء، لامه أخوه مسلمة من شغفه بها، وتركه مصالح المسلمين، فما أفاد.
وكان لا يصلح للإمامة، مصروف الهمة إلى اللهو والغواني.
قيل: مشى مع جارية في قصوره بعد موت حبابة، فقالت جاريته:
فصاح، وخر مغشيا عليه، ومات بعد أيام.
قيل: مات بسواد الأردن، ومرض بنوع من السل.
وقال أبو مسهر: مات بإربد.
وقالوا: مات لخمس بقين من شعبان، سنة خمس ومائة.
فكانت دولته: أربعة أعوام وشهرا.
وعهد بالخلافة إلى أخيه هشام، ثم من بعده لولده الوليد بن يزيد ذاك الفويسق، وخلف أحد عشر ابنا.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 468