علي بن محمد القوشجي المولى علاء الدين العالم العامل الكامل الفاضل
كان أبوه من خدام الأمير
ألغ بك
ومن منصفاته شرح على التجريد والحاشية على أوائل حاشية تفسير الكشاف للعلامة التفتازاني ذكر في أسامي الكتب وهي حاشية لطيفة الحجم جيدة علقها عليها وفرغ منها قبل وفاته بأيام قليلة انتهى
وصنف الحاشية على شرح المطالع
وقد كانت وفاته بمدينة قسطنطنية ودفن في حريم أبي أيوب الأنصاري في زمان دولة السلطان محمد خان في سنة تسع وسبعين وثمانمائة
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 342
على بن محمد القوشجىي
بفتح القاف وسكون الواو وفتح الشين المعجمة بعدها جيم وياء النسبة ومعنا هذا اللفظ بالعربية حافظ البازي وكان أبوه من خدام ملك ما وراء النهر يحفظ البازي قرأ على علماء سمرقند ثم رحل إلى الروم وقرأ على قاضي زاده الرومي ثم رحل إلى بلاد كرمان فقرأ على علمائها وسود هنالك شرحه للتجريد ثم عاد إلى ملك ما وراء النهر ولم يدرى أين ذهب فلما وصل إليه عاتبه على الاغتراب فاعتذر بأنه اغترب لطلب العلم فقال له بأي هدية جئت قال رسالة حللت بها إشكال القمر وهو إشكال تحير في حله الأقدمون فقال هات أنظر فيها فقرأها قائما فأعجبته وقد كان ذلك الملك بنى رصداً وأمر جماعة من العلماء بعلمه فماتوا فأمر صاحب الترجمة فأكمله وكتبوا عنه ما حصل وهو المشهور بالزيج الجديد وهو أحسن الزيجات ثم لما توفي ذلك الملك وتولى مكانه بعض أولاده لم يعرف قدر صاحب الترجمة فاستأذنه للحج فلما وصل إلى تبريز أكرمه سلطانها إكراماً عظيما وأرسله إلى سلطان الروم محمد خان فلما وصل إليه أكرمه إكراماً زائدا على إكرام سلطان تبريز له وسأله أن يسكن لديه فأجابه إلى ذلك ووعده الرجوع بعد أن يوصل جواب الرسالة وأخذ عليه عهداً على ذلك فلما أدى الرسالة أرسل السلطان محمد خان إليه من خدامه جماعة فخدموه وأكرموه وصرفوا إليه في كل مرحلة ألف درهم بأمر السلطان محمد خان فوصل إلى مدينة قسطنطينية في حشمة وافرة وعند ملاقاته للسلطان أهدى إليه رسالة في علم الحساب سماها المحمدية ثم صنف رسالة أخرى في علم الهيئة باسم السلطان محمد خان وسماها الرسالة الفتحية لمصادفتها لفتح عراف العجم وجعله السلطان مدرساً في بعض المدارس وعين له كل يوم مائتي درهم وعين لكل من أولاده وأتباعه شيئا خارجا عن ذلك وكانوا كثيرين يزيدون على مائتي نفس ولما قدم قسطنطينية أول قدمة تلقاه علماؤها فذكر لهم ما رآه من الجزر والمد في البحر فتكلم أكبر علماء الروم في ذلك الزمن وهو خواجة زاده الآتي ذكره إن شاء الله في سبب ذلك ثم ذكر صاحب الترجمة ما جرى بين السعد والشريف من المباحثة ورجح جانب السعد فخالفه خواجة زاده ورجح جانب الشريف وله تصانيف منها شرح التجريد الذي تقدمت الإشارة إليه وهو شرح عظيم سائر في الأقطار كثير الفوائد وله حاشية على أوائل حاشية السعد على الكشاف وله كتاب عنقود الزهور في الصرف وهو من مشاهير العلماء ولم أقف على تاريخ وفاته ولكنه كان موت السلطان محمد خان الذي قدم الروم في زمنه سنة 886 ست وثمانين وثمان مائة
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 495