ابن أبي خالد يزيد بن عبد الله بن أبى خالد اللخمى، أبو عمرو: كاتب أندلسى، له شعر جيد. من أهل إشبيلية، ووفاته بها. قال ابن الأبار: وإلى سلفه ينسب (المعقل) المعروف بحجر أبى خالد.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 184
ابن أبي خالد الإشبيلي يزيد بن عبد الله بن أبي خالد اللخمي أبو عمرو وقيل: ابن عبيد الله اللخمي الكاتب من أهل إشبيلية.
قال ابن الآبار في تحفة القادم: هو صدر في نبهائها وأدبائها. فيمن له قدر في منجبيها ونجبائها وإلى سلفه ينسب المعقل المعروف بحجر أبي خالد.
توفي بها سنة اثنتي عشرة وستمائة. وأورد له في فتح المهدية سنة اثنتي عشرة وستمائة:
كم غادر الشعراء من متردم | ذخرت عظائمه لخير معظم |
تبعا لمذحفه الفتوح فإنها | جاءت له بخوارق لم تعلم |
من كل سامية المنال إذا انتمت | رفعت إلى اليرموك صوت الميتمي |
وتوسطت في النهروان بنسبة | كرمت ففازت بالمحل الأكرم |
ويا للجواري المنشآت وحسنها | طوائر بين الماء والجو عوما |
إذا نشرت في الجو أجنحة لها | رأيت به روضا ونورا مكمما |
وإن لم يهجه الريح جاء مصافحا | فمرت له كفا خضيبا ومعصما |
مجاذف كالحيات مدت رؤوسها | على وجه في الماء كي تروي الظمأ |
كما أسرعت عدا أنامل حاسب | بقبض وبسط تسبق العين والفما |
هي الهدب في أجفان أكحل أوطف | فهل صبغت من عندم أو بكت دما |
هام صرف الردى بهام الأعادي | أن سمت نحوهم لها أجياد |
وتراءت بشركها كعيون | دأبها مثل خائفيها سهاد |
ذات هدب من المجاذيف | حاك هدب باك لدمعه إسعاد |
حمم فوقها من البيض نار | كل من أرسلت عليه رماد |
ومن الخط في يدي كل ذمر | ألف خطها على البحر صاد |
وكأنما سكن الأراقم جوفها | من عهد نوح خشية الطوفان |
فإذا رأين الماء يطفح نضنضت | من كل خرت جية بلسان |
شرعوا جوانبها مجاذف أتعبت | شأو الرياح لها ولما تتعب |
تنصاع من كثب كما نفر القطا | طورا وتجتمع اجتماع الربرب |
والبحر يجمع بينها فكأنه | ليل يقرب عقربا من عقرب |
ولها جناح يستعار يطيرها | طوع الرياح وراحة المتطرب |
يعلو بها حدب العباب مطاره | في كل لج زاخر مغلولب |
يتنزل الملاح منه ذؤابة | لو رام يركبها القطا لم يركب |
وكأنما رام استراقة مقعد | للسمع إلا إنه لم يشهب |
وحال الموج بين بني سبيل | يطير بهم إلى الغول ابن ماء |
أغر له جناح من صباح | يرفرف فوق جنح من مساء |
وجارية ركبت بها ظلاما | يطير من الصباح بها جناح |
يا حبذا من بنات الماء سابحة | تطفو لما شب أهل النار تطفئه |
تطيرها الريح غربانا بأجنحة | الحمائم البيض للأشراك ترزؤه |
من كل أدهم لا يلفى به جرب | فما لراكبه بالقار يهنؤه |
يدعى غرابا وللفتخاء شرعته | وهو ابن ماء وللشاهدين جؤجؤه |
كم دعاه إذ رآه عرة | وأباه إذ دعاه يا أبه |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 28- ص: 0