الشيخ محمد بن علي الأزهري العالم الفاضل المحقق شمس الدين المصري
قد صنف الحاشية على تفسير الكشاف وهي حاشية عظيمة جليلة القدر والشأن أولها الحمد لله الذي صور بكمال فضله وجوده وجود الإنسان إلى آخره ثم قال وبعد فإن كتاب الكشاف كتاب علي القدر رفيع الشأن لم ير مثله في تصانيف الأولين ولم يرد شئ في تأليف المتأخرين اتفق على حسن تركيبه كافة المهرة المتقنين واجتمع على صحة أساليبه جل الفضلاء المتقدمين المتكلمين قد برع رحمه الله في تنقيح قوانين التفسير وتهذيب براهينه وتمهيد تشييد معاقده ومبانيه
حتى قيل إن كل كتاب بعده في التفسير محمول عليه ولو فرض أنه لا يخلو من التغيير والنقير والقطمير لا يكون له تلك الطلاوة ولا يجد شيئا من تلك الحلاوة وإن زعم زاعم أن يقتفي أثره ويسلك سبيل ضرره لم يركب تركيبا من تراكيبه إلا وقع في الخطأ والخلل وسقط في مزالق الخبط والذلل ومع ذلك كله إذا فتشت عن حقيقة الخبر وجدت فيه العين والأثر ولذلك تداوله أيدي النظار واشتهر في الأقطار اشتهار الشمس في وسط النهار
وكانت وفاته في سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة
من أسامي الكتب
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 326