ابن الطثرية يزيد بن سلمة بن سمرة، ابن الطثرية، من بنى قشير بن كعب، من عامر بن صعصعة: شاعر مبوع. من شعراء بنى أمية، مقدم عندهم، وله شرف وقدر فى قومه بنى قشير. كنيته (أبو المكشوح) ونسبته إلى أمه من بنى (طثر) من عنز بن وائل. وفى اسم أبيه خلاف. كان حسن الشعر، حلو الحديث، شريفا، متلافا للمال، صاحب غزل وظرف وشجاعة وفصاحة. جمع على بن عبد الله الطوسى، ما تفرق من شعره فى (ديوان) وكذلك صنع أبو الفرج الأصبهانى، صاحب الأغانى. وفى حماسة أبى تمام، وحماسة ابن الشجرى مختارات بديعة من شعره. وهو صاحب القصيدة التى منها:
فديتك! أعدائى كثير، وشقتى | بعيد، وأشياعى لديك قليل |
وكنت إذا ما جئت، جئت بعلة، | فأفنيت علاتى، فكيف أقول؟ |
فما كل يوم لى بأرضك حاجة | ولا كل يوم لى إليك رسول |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 183
ابن الطثرية الشاعر اسمه يزيد بن سلمة.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
ابن الطثرية يزيد بن سلمة بن سمرة بن سلمة الخير بن كعب ن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو المكشوح بالشين المعجمة، المعروف بابن الطثرية بالطاء المهملة والثاء المثلثة والراء والياء آخر الحروف مشددة.
وهو اسم لأمه لأنها من بني طثر بن عنز بن وائل والطثر الخصب وكثرة اللبن. يقال: إن أمه ولدته في عام هذا وصفه. وقيل: إن أمه كانت مولعة بإخراج زبد اللبن فسميت بذلك لأن طثر اللبن زبدته.
إنما سمي أبا المكشوح لأنه كان على كشحه كي نار. وكان يزيد يسمى أيضا مودقا لحسن وجهه وحلاوة حديثه وكان إذا جلس بين النساء أودقهن.
ويقال: إنه كان عنينا ولا عقب له. وهو من أعيان الشعراء.
وقتل يزيد المذكور مع الوليد بن يزيد بن عبد الملك في حروب كانت سنة ست وعشرين ومئة باليمامة كانت الراية بيده فنشبت في عشره فعثر فضربه بنو حنيفة ثم قتلوه.
وكان ليزيد أخ كثير المال يدعى ثورا وكان متنسكا كثير الحج والصدقة ملازما لإبله ونخله. وكان يزيد يتلف مال أخيه. واستعدت يوما جرم على يزيد بن الطثرية في وحشية امرأة منهم كان يشبب لها، فكتب صاحب اليمامة إلى ثور وأمره أن يجعل عقوبته حلق لمته، فحلقها.
فقال يزيد:
أقول لثور وهو يحلق لمتي | بحناء مردود عليها نصابها |
ترفق بها يا ثور ليس ثوابها | بهذا ولكن غير هذا ثوابها |
ألا ربما يا ثور قد غل وسطها | أنامل رحضات حديث خضابها |
وتسلك مدرى العاج في مدلهمة | إذا لم تفرج مات غما صوابها |
فراح بها ثور ترف كأنها | سلاسل درع جريها وانسكابها |
منعمة كالسربة العرف جادها | نجاء الثريا هطلها وذهابها |
فأصبح رأسي كالصخرة أشرفت | عليها عقاب ثم طارت عقابها |
عقيلية أما ملاث إزارها | فدعص وأما خصرها فتبتيل |
تقيظ أكناف الحمى وتظله | بنعمان من وادي الأراك مقيل |
أليس قليلا نظرة إن نظرتها | إليك وكل ليس منك قليل |
فيا خلة النفس التي ليس دونها | لنا من أخلاء الصفاء خليل |
أما من مقام اشتكي غربة النوى | وخوف العدا فيه إليك سبيل |
فديتك أعدائي كثير وشقتي | بعيد وأشياعي لديك قليل |
فلا تحملي ذنبي وأنت ضعيفة | فحمل دمي يوم الحساب ثقيل |
وكنت إذا ما جئت جئت بعلة | فأفنيت علاتي فكيف أقول |
فما كل يوم لي بأرضك حاجة | ولا كل يوم لي إليك رسول |
بنفسي من لو مر برد بنانه | على كبدي كانت شفاء أنامله |
ومن هابني في كل شيء وهبته | فلا هو يعطيني ولا أنا سائله |
أعيب الذي أهوى وأطرى جواريا | يرين لها فضلا عليهن بينا |
برغمي أطيل الصد عنها إذا بدت | أحاذر أسماعا عليها وأعينا |
فقد غضبت إذ قلت أن ليس حاجتي | إليها وقالت لم يرد أن نجبنا |
وهل كنت إلا مغرما قاده الهوى | أسر فلما قاده الشوق أعلنا |
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى | وصادف قلبي فارغا فتمكنا |
على حين صارمت الأخلاء كلهم | إليك وأصغيت الهوى لك أجمعا |
وددتك أضعافا وغادرت في الحشا | عظام البلايا باديات ورجعا |
بوشك ثقيل كان يشفى من الجوى | تكاد له أرواحنا أن تصدعا |
على إثر هجران وساعة خلوة | من الناس أخشى أعينا أن تطلعا |
إذا ما الريح نحو الأثل هبت | وجدت الريح أطيبها جنوبا |
فماذا تصنع الأرواح تسري | بريا أم عمرو أن تطيبا |
أليست أعطيت من حسن خلق | كما شاءت وجنبت العيونا |
بنفسي من لا بد أني أهاجره | ومن أنا في الميسور ذاكره |
ومن بان مني يوم بان وما درى | أكنت أنا الموتور أم أنا واتره |
أرى الأثل من بطن العقيق مجاوري | مقيما وقد غالت يزيد غوائله |
فتى قد قد بالسيف لا متضايلا | ولا وهل لباته وأباجله |
فتى لا يرى قد القميص بخصره | ولكنه توهى القميص كواهله |
فتى ليس كابن العم كالذئب إن رأى | بصاحبه يوما دما فهو آكله |
يسرك مظلوما ويرضيك ظالما | وكل الذي حملته فهو حامله |
إذا نزل الأضياف كان عذورا | على الحي حتى تستقل مراجله |
إذا القوم أموا بيته فهو عامد | لأحسن ما ظنوا به فهو فاعله |
إذا جد عند الجد أرضاك جده | وذو باطل إن شئت ألهاك باطله |
مضى وورثناه دريس مفاضه | وأبيض هنديا طويلا حمايله |
فتى كان يروي المسرفي بكفه | وتبلغ أقصى حجره الحي نايله |
كريم إذا لاقيته متبسما | وإما تولى أشعث الرأس حافله |
يمر على الوادي فتومي رماله | إليه وبالنادي فتثنى أرامله |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 28- ص: 0
يزيد بن سلمة بن سمرة بن سلمة الخير بن قشير بن كعب بن ربيعة بن
عامر بن صعصعة، أبو مكشوح المعروف بابن الطثرية، وطثرة اللبن زبدته: وكان يلقب مورقا لحسن وجهه وشعره وحلاوة حديثه، وكان يعشق جارية من جرم يقال لها وحشية، وله فيها أشعار حسنة، وكان جوادا متلافا يغشاه الدين فإذا أخذ به قضاه عنه أخوه ثور بن سلمة. وكان صاحب غزل زير نساء يجلسن إليه فيحادثهن، وكان ظريفا عفيفا، وقتل في الوقعة التي قتل فيها الوليد بن يزيد بن عبد الملك سنة سبع وعشرين ومائة.
ومن شعره:
عقيلية أما ملاث إزارها | فدعص وأما خصرها فبتيل |
تقيظ أكناف الحمى ويظلها | بنعمان من وادي الأراك مقيل |
أليس قليلا نظرة إن نظرتها | إليك وكلا ليس منك قليل |
فيا خلة النفس التي ليس دونها | لنا من أخلاء الصفاء خليل |
ويا من كتمنا حبها لم يطع به | عدو ولم يؤمن عليه دخيل |
أما من مقام أشتكي غربة النوى | وخوف العدى فيه إليك سبيل |
فديتك أعدائي كثير وشقتي | بعيد وأشياعي لديك قليل |
وكنت إذا ما جئت جئت بعلة | فأفنيت علاتي فكيف أقول |
فما كل يوم لي بأرضك حاجة | ولا كل يوم لي اليك رسول |
صحائف عندي للعتاب طويتها | ستنشر يوما والعتاب طويل |
فلا تحملي ذنبي وأنت ضعيفة | فحمل دمي يوم الحساب ثقيل |
لو انك شاهدت الصبا يا ابن بوزل | بجزع الغضا إذ راجعتني غياطله |
بأسفل خل الملح إذ دين ذي الهوى | مؤدى وإذ خير الوصال أوائله |
لشاهدت لهوا بعد شحط من النوى | على سخط الأعداء حلوا شمائله |
بنفسي من لو مر برد بنانه | على كبدي كانت شفاء أنامله |
ومن هابني في كل شيء وهبته | فلا هو يعطيني ولا أنا سائله |
ألا حبذا عيناك يا أم شنبل | إذا الكحل في جفنيهما جال جائله |
فداك من الخلان كل مماذق | تكون لأدنى من يلاقي وسائله |
فرحنا بيوم سرنا بام شنبل | ضحاه وأبكتنا عليه أصائله |
وكنت كأني حين كان سلامها | وداعا وقلبي موثق الوجد حامله |
رهين بنفس لم تفك كبولها | عن الساق حتى جرد السيف قاتله |
ألا رب راج حاجة لا ينالها | وآخر قد تقضى له وهو جالس |
يروح لها هذا وتقضى لغيره | فتأتي الذي تقضى له وهو آيس |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2838
يزيد بن الطثرية الشاعر، المحسن، أبو المكشوح يزيد بن سلمة بن سمرة. وله شعر فائق، كثير في ’’الحماسة’’ وقيل: إن أبا الفرج صاحب ’’الأغاني’’ جمع شعره، ودونه قتل: باليمامة، في سنة ستة وعشرين ومائة والطثر: ضرب من اللبن.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 6- ص: 237