ابن أبي مسلم يزيد بن دينار الثقفى، أبو العلاء: وال من الدهاة فى العصر الأموى. كان من موالى ثقيف، وجعله الحجاج كاتبا له، فظهرت مزاياه، فلما احتضر الحجاج استخلفه على الخراج بالعراق، وأقره الوليد بن عبد الملك بعد موت الحجاج (سنة 95هـ) ولما مات الوليد وتولى أخوه سليمان (سنة 96) عزل صاحب الترجمة، وطلبه، فجاءه إلى الشام، فحادثه سليمان، فأعجبه عقله ومنطقه، فاستبقاه عنده. ثم ولى إمارة إفريقية (سنة 101) فانتقل إليها، فأتمر به جماعة من أهلها، فقتلوه. واتهم بقتله عبد الله بن موسى بن نصير، فقتله بشر بن صفوان الكلبى وبعث برأسه إلى يزيد بن عبد الملك، فنصب فى الشام. وأبو مسلم كنية أبيه.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 182
ابن أبي مسلم الثقفي كاتب الحجاج ومولاه اسمه: يزيد بن دينار.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0
ابن أبي مسلم الثقفي يزيد بن دينار أبي مسلم الثقفي أبو العلاء كان مولى الحجاج وكاتبه، فيه نهضة وكفاية قدمه الحجاج بسببهما، لما حضرته الوفاة استخلفه على الخراج بالعراق فلما مات الحجاج أقره الوليد ولم يغير عليه شيئا. وقيل: بل الوليد هو الذي ولاه. وقال الوليد يوما: مثلي ومثل الحجاج ومثل يزيد بن أبي مسلم كرجل ضاع منه درهم فوجد دينارا. فلما مات الوليد وتولى سليمان بعث مكانه يزيد بن المهلب بن أبي صفرة فأحضر إليه يزيد بن أبي مسلم في جامعه، وكان رجلا قصيرا، دميما، قبيح الوجه، عظيم البطن، تحتقره العين. فلما نظر إليه سليمان قال له: أنت يزيد بن أبي مسلم.
قال: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: لعن الله من أشركك في أمانته وحكمك في دينه.
فقال: لا تفعل يا أمير المؤمنين فإنك رأيتني والأمور مدبرة عني ولو رأيتني والأمور مقبلة علي لاستعظمت ما استصغرت ولاستجللت ما استحقرت.
فقال سليمان: قاتله الله فما أسد عقله وأعصب لسانه.
ثم قال له سليمان: يا يزيد أترى صاحبك الحجاج يهوي بعد في نار جهنم أم قد استقر في قعرها.
فقال يزيد: لا تقل ذلك يا أمير المؤمنين. فإن الحجاج عادى عدوكم ووالى وليكم. وبذل مهجته لكم فهو يوم القيامة عن يمين عبد الملك ويسار الوليد فاجعله حيث أحببت.
قال سليمان: قاتله الله فما أوفاه لصاحبه، إذا ما اصطنعت الرجال فليصنع مثل هذا.
فقال رجل من جلسائه: يا أمير المؤمنين اقتل يزيد ولا تستبقه.
فقال يزيد: من هذا.
فقالوا: فلان بن فلان.
فقال: والله لقد بلغني أن أمه كان شعرها لا يوازي ذنبها، فما تمالك سليمان أن ضحك وأمر بتخليته.
ثم أن سليمان كشف عليه فلم يجد عليه جباية دينار ولا درهم فهم باستكتابه فقال له عمرو بن عبد العزيز: آثرك الله يا أمير المؤمنين أن تحيي ذكر الحجاج.
فقال يا حفص: إني كشفت عنه فلم أجد عليه خيانة.
فقال:............... منه.
فقال سليمان: من هو.
قال: إبليس ما مس دينارا ولا درهما بيده وقد أهلك الخلق. فتركه سليمان.
ويقال: إن عمر بن عبد العزيز بلغه أن يزيد بن أبي مسلم في جيش من جيوش المسلمين فكتب إلى عامل الجيش أن يرده وقال: إني لأكره أن استنصر بجيش هم منهم.
وقال ابن عساكر أبو القاسم في سنة إحدى ومئة أمر يزيد بن أبي مسلم على أفريقية ونزع إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر مولى بني مخزوم فسار أحسن سيرة.
وفي سنة اثنتين ومئة قتل يزيد.
وقال الوضاح بن خيثمة: أمرني عمر بن عبد العزيز بإخراج قوم من السجن وفيهم يزيد فتركته فحقد علي، وإني بأفريقية إذ قيل: قدم يزيد فهربت منه فطلبني فظفر بي وحملت إليه فلما رآني قال: لطالما سألت الله أن يمكنني منك.
فقلت: وأنا طالما سألت الله يعيذني منك.
فقال: ما أعاذك الله. والله لأقتلنك ولو سابقني فيك ملك الموت لسبقته.
ثم دعا بالسيف والنطع فأتي بهما وأمر الوضاح فأقيم على النطع وقام وراءه بالسيف وأقيمت الصلاة فخرج إليها فلما سجد أخذته السيوف ودخل إلى الوضاح من قطع كتافه وأطلقه وأعيد على الولاية محمد بن يزيد مولى الأنصار.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 28- ص: 0