محمد بن محمد بن أحمد أبو حامد الغزالي حجة الإسلام زين الدين الطوسي الشافعي لم يكن في الآخرين مثله قد ولد في سنة خمسين وأربعمائة واشتغل بطوس ثم قدم نيسابور واختلف إلى درس إمام الحرمين وجد في الاشتغال وصار من الأعيان وصنف الكتب ولم يزل ملازما إلى أن توفي إمام الحرمين ثم لقي نظام الملك ودرس في النظامية ببغداد سنة أربع وثمانين وأربعمائة ثم قصد طريق الزهد وحج ورجع إلى الشام وأقام بدمشق وانتقل إلى بيت المقدس ثم إلى مصر وأقام بالإسكندرية ثم عاد إلى وطنه
وصنف الكتب يقال صنف تسعمائة وتسعا وتسعين تصنيفا منها ياقوت التأويل في تفسير القرآن أربعين مجلدا ثم عاد إلى نيسابور ودرس بالنظامية في مدينة نيسابور
ثم عاد إلى وطنه واتخذ خانقاها للصوفية ومدرسة للمتعلمين ووزع أوقاته لقراءة القرآن ومجالسة أهل القلوب ومذاكرة العلوم إلى أن مات يوم الأثنين رابع جمادي الآخرة سنة خمس وخمسمائة بطبران بفتح الباء بلدة بطوس هي ناحية من خراسان
كذا في تاريخ مرآة الجنان لليافعي وأكتفي بذكر مصنفاته في علوم القرآن
وفي أسامي الكتب صنف كتاب الذهب الإبريز في خواص القرآن العظيم وهو مؤلف نافع جليل أوله الحمد لله الموصوف بصفات الكمال وصنف جواهر القرآن ذكر فيه فضائل القرآن العظيم وهو كتاب شريف أيضا جليل القدر والشأن ومعتبرا
انتهى
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 152
محمد بن محمد بن أحمد أبو حامد الغزالي الطوسى زين الدين.
حجة الإسلام أحد الأئمة، ولد بطوس سنة خمسين وأربعمائة سنة مات الماوردي وأبو الطيب الطبري، وكان والده يغزل الصوف ويبيعه في دكانه بطوس، وكان اشتغاله أولاً لطلب القوت لما نفذ ما خلَّفه أبوه. قال الغزالي: ما لي إن يكون إلا للَّه، ويُحكى أن أباه كان يجالس المتفقه ويسأل اللَّه أن يرزقه ابناً فقيهاً ويجالس الوعَّاظ ويسأل اللَّه أن يرزقه ابنا واعظاً فاستجيب له في محمد وأحمد، إشتغل على الإمام وغيره ورحل، وكان الإمام ينحصر من تصانيفه وأنه لما صنف ’’المنخول’’ عرضه عليه فقال: دنفس وأنا حى فهلا صبرت حتى أموت، لأن كتابك غطَّى على كتابى. ولى تدريس النظامية ثم خرج عما هو فيه إلى طريق التصوف واستوطن دمشق عشر سنين، وصنف الإحياء. اجتمع بالشيخ نصر المقدسى ثم انتقل إلى القدس ثم إلى مصر والإسكندرية ثم عاد إلى طوس، وكان جامعاً للفنون وصنف فيها إلا النحو فإنه لم يكن فيه بذاك وإلا الحديث فإنه كان يقول: أنا مزحى البضاعة منه، ثم طُلب إلى تدريس النظامية فأجاب محتسباً فيه الخير والإفادة ونشر العلم فأقام يده على ذلك، ثم تركه وأقبل على لزوم داره وابتنى خانقاه إلى جواره ولزم تلاوة القرآن والإشتغال بالحديث فسمع البخارى وبعض سنن أبي داود ولو طالت مدته لبرز فيه لكن عجلته المنية فمات سنة خمس وخمسمائة عن خمس وخمسين سنة، ودفن بمقبرة الطائران، ومن مصنفاته المشهورة ’’البسيط’’، و’’الوسيط’’، و’’الوجيز’’، و’’الخلاصة’’، و’’الإحياء’’، و’’المستصفى’’، و’’المنخول’’، و’’اللباب’’، و’’بداية الهداية’’، و’’كيمياء السعادة’’، و’’الماحة’’ وغيرها، وقد تكلم على الإحياء جماعة منهم أبو بكر بن العربى والمازرى والطرطوسى أبو بكر محمد بن الوليد، وقد أوضحت ترجمته في كتاب ’’تذكرة الأحبار عما في الوسيط من الأخبار’’ فسارع إليه ترشد وباللَّه التوفيق، ومن شعره ما أنشده ابن السمعاني في ذيله:
حلت عقاب صدغه في خده قمراً فجل به عن الشبيه | ولقد عهدناه يحل ببرحها فمن العجائب كيف حلت فيه’’. |
هبى صوت لما ترون بزعمكم | وخطيب منه يلثم خد أزهري |
إنى اعتزلت فلا تلوموا إنه | أضحى نفساً يلقى بوجه أشعري |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1