يحيى البري ابن إبراهيم بن أحمد المدني الحنفي الشهير بالبري الشيخ الفاضل العالم الكامل أبو زكريا ولد بالمدينة المنورة سنة خمس وثمانين وألف ونشأ بها وطلب العلوم وكرع من بحار المنطوق والمفهوم فأخذ عن والده وعن الشهابي أحمد أفندي المدرس وغيرهما وفضل ونبل قدره ونسخ بخطه كتبا كثيرة منها حاشية الأشباه للحموي وكان أحد الخطباء والأئمة بالمسجد الشريف النبوي ولم يزل على حالة حسنة وطريقة مثلى إلى أن توفي وكانت وفاته بالمدينة سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى وله شعر لطيف منه قوله مخمسا
يا ريم رامة والعقيق وحاجر | يا من تبرقع بالجمال الباهر |
فزها برونقه البهي الزاهر | بالله ضع قدميك فوق محاجري |
وانظر لصب هائم بين الورى | جرت الدما من مقلتيه كما ترى |
وارفق به لتكف عنه ما جرى | واردد بوصلك ما سلبت من الكرى |
فهواك يا من قد أسال مدامعي | يمسي ويصبح آخذا بمجامعي |
فاردد فؤادي بالخطاب الجامع | وأعد حديثك لي فإن مسامعي |
هي خمرتي وبها ذكاء قرائحي | هي نشأتي ولها تميل جوانحي |
هي للجراح مراهم يا جارحي | يا بغيتي فلذاك كل جوارحي |
دار البشائر الإسلامية / دار ابن حزم-ط 3( 1988) , ج: 4- ص: 227