التصنيفات

السيد مصطفى العلواني ابن إبراهيم بن حسن بن أويس المعروف بالأويسي العلواني الشافعي الحموي نزيل دمشق أحد الأفاضل كان أديبا بارعا ناثرا ناظما كاتبا لوذعيا ألمعيا له الحسب والنسب محرزا دقائق الكمالات جانيا ثمرات الفضائل والمعارف ولد بحماه سنة ثمان ومائة وألف كما أخبرني ونشأ في حجر والده وقرأ عليه وبه تخرج في فن العربية والأدب وقراءة القرآن وحمله على طلب العلم ونزل بمدرسة الباذرائية واشتغل بقراءة العلوم على أفاضل دمشق فمنهم الشيخ إسمعيل العجلوني وأخذ عن الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي ولازمه في الدروس وأخذ عن الشيخ عبد الله البصروي وعن الشيخ محمد العجلوني وعن الشيخ عبد السلام الكاملي ونظم الشعر والانشاء البليغ مع خط حسن باهر متناسق وشرف نفس وكان ملازم السكون في خلوته وارتحل إلى الروم مرات متعددة وعاد ببعضها متقلدا نقابة بلدته حماه وعزل منها ثم عاد إلى الروم لقضاء ما فات وبلوغ المرام وآخر أمره أن جعل دمشق مأواه وسكنه وكان في السوداء متسما بغاية لا تدرك وكان والدي يحبه وهو من أصدقائه وكتب لوالدي عدة كتب بخطه وأجازني بمروياته عن شيوخه واجازة خاصة بخطه وأجازني بمنظومته التي نظمها بطريق التوسل بأسمائه الحسنى جل وعلا وبأسمائه صلى الله عليه وسلم وأخبرني أنه اجتمع بالجد الكبير الأستاذ الشيخ مراد الحسيني قدس سره حين ارتحاله إلى الديار الرومية في سنة تسع عشرة بعد المائة وأخبرني أنه لما ذهب به ولاده إلى الجد وكان الجد مستقبل القبلة بعد اتمام صلاة ذلك الوقت فلما رآه الجد دعا له ولمس ظهره بكفه وكان المترجم من العلماء الأفاضل البارعين بفنون الأدب وغيره وشعره عليه طلاوة فمن شعره قوله

وله عند خروج الحاج متوجها نحو طيبة الطيبة على ساكنها الصلاة والسلام
وله أيضا
ومنها
إلى آخرها وله أيضا
وله معاتبا بعض الأشراف
وله من قصيدة
الخ
وله يمدح عبد الله باشا الجشنجي أمير دمشق ويشكو الفتن الواقعة فيها إذ ذاك بقوله
وله مؤرخا تعمير جامع دمشق بعد انهدامه بالزلازل ومادحا لجناب الوالد وكان إذ ذاك مفتي الشام في سنة ألف ومائة وأربع وسبعين
57 133 51 21 77 311 121 88 315
سنة 1174
وله مادحا لجناب أسعد أفندي قاضي العساكر الروم إيلية في قسطنطينية
وله مادحا جناب السيد سعيد أفندي ابن المرحوم شيخ ميرزا زاده
وله أيضا وقد كتبها إلى فتحي أفندي الدفتري
وله من قصيدة امتدح بها والدي عند ختم درس الهداية بالسليمانية مطلعها
ومن شعره
وله أيضا
وهو من قول ابن قلاقس
وممن مدح الغربة وذم الاقامة في دار الهوان الأديب الحكيم الأندلسي حيث قال
وأنشد الآخر
وللطغرائي من قصيدته المشهورة
وللشيخ محمد المناشيري الدمشقي
وهو من قول البديع الهمذاني الماء إذا طال مكثه ظهر خبثه وقال أبو فراس
وأنشد الآخر
وقال بعضهم
وأنشد بعضهم
وكتب صاحب الترجمة لبعض أحبابه
وله غير ذلك أشياء كثيرة ولم تطل مدته وكان من أفاضل أهل عصره يغلب عليه حب العزلة والامتناع عن مخالطة الناس حتى لزم في آخر أمره السكنى في حجرة في مدرسة الوزير إسمعيل باشا الكائنة بسوق الخياطين تتردد إليه الطلبة للقراءة عليه والأخذ عنه وكتب بخطه الحسن المضبوط عدة من الكتب ولما توفي السيد محمد سعيد السواري خادم المحيا ومدرس المدرسة المزبورة وجه التدريس المرقوم على صاحب الترجمة فدرس إلى وفاته وكانت وفاته بكرة يوم الثلاثاء سادس صفر سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى رحمة واسعة.

  • دار البشائر الإسلامية / دار ابن حزم-ط 3( 1988) , ج: 4- ص: 142