مصطفى القنيطري ابن أبي بكر بن أبي بكر بن عبد الباقي المعروف بالقنيطري الحنفي البعلي الأصل ولد بدمشق في سنة احدى ومائة وألف ونشأ بها وقرأ على قريبه الشيخ أبي المواهب والشيخ إسمعيل العجلوني والشيخ أحمد الغزي والشيخ محمد الحبال والشيخ عبد الغني النابلسي أخذ عنهم وأجازوه وكان له أدب ومعرفة عطاردي الطالع أظهر البدائع من كل صناعة وكان حظه قليلا وبالجملة فقد كان من الأدباء المفننين وله شعر ومن شعره قوله في الورد
قد سألنا الورود حين نزلنا | روضها والزهور ضاع شذاها |
فلماذا كتمتم العرف عنا | قبل نيل الشفاه منكم شفاها |
فأجابوا لو دنا القرب منها | قد فرشنا الخدود ثم الجباها |
وكتمنا العبير في الغصن شوقا | لتنال النفوس منكم مناها |
وروض طوى عرف الأحبة غيرة | عليه فنمت بالزهور الشمائل |
وما زال عني الورد يطوي حديثهم | إلى أن رمته بالأكف الأنامل |
صن سر من والاك بين الورى | دون الورى رعيا لحق الصديق |
فالروض في الورد طوى عرفه | دون الأزاهير لأجل الشقيق |
صن عرف فضلك عن صديق ناقص | كيلا يصير من الخجالة في وجل |
فالورد بين الزهر أخفى عرفه | خوفا على غصن الشقيق من الخجل |
اظهار جهل المرء من | خل شقيق لا يليق |
فاكتم كمالك إن عرا | في مجلس منه الصديق |
فالورد يكتم عرفه | عن أن ينم به الشقيق |
سألت من الورد الجني الغض عندما | رأيت زهور الروض تزهو على الرند |
أعرفك هذا ضاع في الروض قال بل | أعرت زهور الروض بعض الذي عندي |
سألنا ورود الروض حين ورودنا | حماها لماذا النشر عنا طويتم |
فقالوا طوينا عرفه خشية الصبا | إذا ما سرت فيه تنم عليكم |
ألا قل لمن أودعته السر في الورى | يكتمه عن صنوه وصديقه |
ألم تر أن الورد يكتم في الربا | شداه ولم يسمح به لشقيقه |
دار البشائر الإسلامية / دار ابن حزم-ط 3( 1988) , ج: 4- ص: 141