محمد الأسبيري ابن يوسف بن يعقوب بن علي بن محسن بن شيخ اسكندر الغزالي الحلبي الشهير بالأسبيري مفتي حلب الشيخ الفاضل الفقيه الأوحد البارع الصالح العالم الكامل ولد بعينتاب سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف وقرأ القرآن العظيم والصرف والنحو والمنطق على ابن خال والده مصطفى أفندي وعلى الشيخ الياس المرعشي ثم سافر إلى كليس فقرأ المنطق على علي أفندي نجي زاده تلميذ تاتار أفندي المشهور وعلى شريكه صالح وأخذ أيضا شرح مختصر المنتهى لأبن الحاجب عن شيخي زاده وقدم حلب ولازم بها محمودا أفندي الأنطاكي وقرأ على ابن عمه محمد أفندي أيضا وأخذ بعينتاب أيضا عن عبد الرحمن أفندي الخاكي وأجازه اجازة عامة سنة تسع وخمسين ثم دار البلاد وقرأ على مشايخ يطول ذكر أسمائهم ثم دخل اسلامبول وصار بينه وبين نفير حبر الروم مباحثات ثم رجع إلى حلب وتوطنها ودرس بمدرسة الرضائية وأخذ عنه جماعة كثيرون وله من التآليف شرح على ايساغوجي سماه الفوائد الأسبيرية على الرسالة الأثيرية وقرظه بعض تلامذته بقوله
لعمرك ما در بنظم القلائد | بأحسن مما في كتاب الفوائد |
كتاب جلت حجب الظلام طروسه | بلؤلؤ لفظ مثل سلك الفرائد |
أزاح عن الغيد الحسان نقابها | فواصلنا من بعد طول التباعد |
ولا غرو إذ تأليفه منتم إلى | محمد أوصاف كريم موالد |
سلوا مشكلات العلم عنه فإنها | لأدري بهذا الحبر من كل واحد |
إليه انتساب المكرمات حقيقة | يلوح عليها نوره كالفراقد |
وهنوا أثير الدين حين تشرفت | رسالته الغراء ذات القواعد |
بشرح الامام الاسبري الذي حوى | خصال كمال أوجبت لمحامد |
فلا زال ماوي العلم والحلم والتقى | مدى الدهر ما لاح الصباح لماجد |
كتبتها وشرحها كاملة | برسم حبر فاضل علام |
مهذب الدين غزير العلم | والنقد طود راسخ الاقدام |
وألمعي السبر والتنقير بل | في كل فن أحد الأعلام |
شيخ الشيوخ واحد الدهر الذي | من حقه مشيخة الاسلام |
محمد المولى الكريم الاسبري | المجد غصن دوحة الكرام |
فدا لك النفس وهذا غاية التـ | ـقصير من عبد من الخدام |
فاسبل العفو وعامل كرما | وغض إن طاشت سهام الرامي |
سدا لما اختل من التحريف في الر | سم واخطأ من الاقلام |
وابق لها ما بقيت مؤرخا | واهنا بشرح عمدة الحكام |
دار البشائر الإسلامية / دار ابن حزم-ط 3( 1988) , ج: 4- ص: 120