محمد طبيعة الدمشقي ابن يس بن مصطفى المعروف بطبيعة الحنفي البقاعي الأصل الدمشقي كان والده من أفاضل فقهاء الحنفية سيما بالفرائض وسائر العلوم وكان يخالط الكبراء والأعيان ويتردد إليهم والجميع يستلذون بمصاحبته وعشرته وهو مشهور بالنكات والأجوبة وله شعر لطيف منه قوله في عذار:
ألا بروحي غزال أنس | له فؤاد الشجي كناس |
بدر بوجه بدا كبدر | علاه من عنبر نواس |
زها بخد حكته شمس | وعنبر السالفين كاس |
فحين أضحى به ثمولي | وصار في عقلي اختلاس |
أشار نحول وقال قولا | صغى له الفكر والحواس |
بما تؤرخه يا نديمي | فقلت ورد عليه آس |
نظر الحب لي فسألت دموعي | من غرامي به ونيران فقدي |
ما هو الدمع إنما نصل سهم | منه قد ذاب في حرارة وجدي |
مذ أقصد الحب قلبي | بسهم تلك الجفون |
أذابه الشوق حتى | ألقته دمعا عيوني |
رنا فأودع قلبي | سهم الآسى والمنون |
فذاب من حر شوقي | فقطرته جفوني |
قيمت لك الأفراح في كانون | إذ كنت بالأسخان كالكانون |
أوصيك عبد المحسن التقوى فلا | تأتي إليها من ورا الطاحون |
قد كنت ترغب بالحرام وطالما | جئت البيوت بأظهر وبطون |
أصبحت ترغب في الحلال تكلفا | ورجعت منه بصفقة المغبون |
وأقمت في شق العجوز مخيما | والناس راجعة على ذنون |
فأسلم ودم بالكسكسون منعما | تحشى النقانق في حشا خاتون |
فأما أن تكون أخي بصدق | فأعرف منك غثى من ثميني |
وإلا فأطرحني وأتخذني | عدوا أتقيك وتتقيني |
دار البشائر الإسلامية / دار ابن حزم-ط 3( 1988) , ج: 4- ص: 117