محمد الحبال ابن محمود بن إبراهيم بن عمر المعروف بابن الحبال الشافعي الأشعري المزي الأصل الدمشقي الشيخ المحقق العالم العامل الفرد المفسر الأصولي اشتغل بطلب العلم على جماعة من العلماء كالشيخ إسمعيل الحائك المفتي والشيخ عبد القادر العمري بن عبد الهادي والشيخ إبراهيم الفتال وغيرهم وحضر دروس الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وبرع وتفوق ومهر وصرف عمره في اكتساب العلوم واستفادتها ودرس بالجامع الأموي وفي حجرته داخل مدرسة الكلاسة وانتفع به خلق كثير وترجمه الأمين المحبي في ذيل نفحته وقال في وصفه مد إلى الأفق ساعدا فتناول العيوق قاعدا بهمة لا تقنع بمدار دون الفلك وفكرة تكاد تستخلص نور الشمس إلى الحلك وهو الآن مركز دائرة الانتفاع ولمن سامته في الفضل الانخفاض وله الارتفاع فعذبته على مناكب الجوزاء خافقه وبضاعته لم تزل في سوق الرواج نافقه ومن شعره قوله:
ولولا ثلاث هن همي إذا أمسى | لما بت مأثورا نهاري على أمسي |
فتكميل نفسي بالعلوم ودرسها | وتهذيبها قبل المسر إلى الرمس |
وتأميل إيفاء الحقوق لأهلها | وانقاء ثوب النفس من دنس البخس |
وزورة خير الخلق أفضل شافع | لأبرئها من ثقل وزر على النفس |
أفاض عليه كل يوم تحية | مدى الدهر ما امتد الشعاع من الشمس |
لولا ثلاث هن أقصى المراد | ما اخترت أن أبقى بدار النفاد |
تهذيب نفسي بالعوم التي | بها لقد نلت جميع المراد |
وطاعة أرجو باخلاصها | نورا به تشرق أرض الفؤاد |
كذاك عرفان الآله الذي | لأجله كان وجود العباد |
فاسئل الرحمن بالمصطفى | وآله التوفيق فهو الجواد |
لولا ثلاث هن والله من | أكبر آمالي من الدنيا |
حج لبيت الله أرجو به | أن يقبل النية والسعيا |
والعلم تحصيلا ونشرا إذا | رويت أو سعت الورى رأيا |
ما كنت أخشى الموت أنى أتى | بل لم أكن ألتذ بالمحيا |
دار البشائر الإسلامية / دار ابن حزم-ط 3( 1988) , ج: 4- ص: 116