السيد علي المرادي السيد علي ابن السيد محمد ابن السيد مراد ابن السيد علي المعروف بالمرادي الحنفي البخاري الأصل الدمشقي المولد والمنشأ النقشبندي مفتي الحنفية بدمشق الشام وعين أعيانها وفارس ميدانها سيدي ووالدي ومن ورثت منه طريقي من المجد وتالدي الشهم الصدر المحتشم المهاب الوقور الجسور المقدام الفاضل العالم الأديب الأريب الذكي الحاذق اللوذعي الألمعي ذو الفكر الصائب كان رحمه الله تعالى فرد الدهر وواحدا في هذا العصر حسن الأخلاق كريم السجايا واسع الصدر قوالا بالحق يصدع الكبير والصغير ولا يبالي في اجراء الحقوق ولا تأخذه في الله لومة لائم متمسكا بالشريعة المحمدية مكرما للوافدين محبا للعلماء والأفاضل سخيا جوادا ممدوحا يراعي الله في أموره ويراقبه وانعقدت عليه صدارة دمشق الشام وروجع في الأمور من البلاد واشتهر صيته بين العباد وقصدته المداح وكاتبته الأعيان من سائر البلاد والأطراف لا سيما من قسطنطينية فإن أعيانها كانت تراجعه بمهمات دمشق حتى السلطان مصطفى خان صاحب المملكة يراجعه ويطلب دعاه ويوصيه بأهل دمشق وكانت مخاطبته له في أوامره المرسلة إليه عمدة المتورعين والزهاد زبدة المتشرعين والعباد سراج الارشاد مصباح السداد شيخنا ابن الشيخ مراد زيد فضله وكان يردع الحكام والظلمة عن دمشق وغيرها ويتكلم معهم كلاما قاطعا ويحترمونه ولا يمشون إلا على رأيه ومراده والذي بلغه من الجاه والسعة والاقبال وتوافق القلوب على حبه لا يحصيه قلم كاتب ولا مداد حاسب وأما صيته فملأ الخافقين وشاع بين الثقلين وله من الثناء الباقي المخلد في صفحات الأيام ما لو نسخت الدنيا يبقى إلى يوم القيام وهذه عطية من الله الرحمن وهبة من الرحيم المنان فإنه تفرد بكرمه وخلائقه وأفرد بحيث لم يسمع مثله سابقا ولا يجئ شبهه لاحقا فدامت هواطل الرضى على رمسه هامية ومراتبه في الفراديس الجنانية سامية ولد بدمشق في سنة اثنين وثلاثين ومائة وألف ونشأ بها في كنف والده وكان والده يحبه أكثر من اخوته ويميل إليه وقرأ القرآن العظيم على الشيخ علي المصري الحافظ المقري نزيل دمشق وأخذ وقرأ واشتغل بطلب العلم على جماعة كالشيخ محمد الديري نزيل دمشق والشيخ محمد الغزي مفتي الشافعية بدمشق والشيخ أحمد المنيني والشيخ صالح الجينيني ووالده العارف العالم الشيخ السيد محمد المرادي والشيخ إسمعيل العجلوني الدمشقي والشيخ علي الطاغستاني نزيل دمشق والشيخ موسى المحاسني وأخذ عن الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي بواسطة والده وبدون واسطة وعن الشيخ محمد حياة السندي والشيخ أسعد ابن العناق نزيل مكة والعالم الشيخ علي مفتي مكة والسيد عمر باعلوي سبط الشيخ عبد الله بن سالم المكي والشيخ محمد بن الطيب المغربي نزيل المدينة والعلامة المحقق المولى عبد الله الرومي مفتي الممالك العثمانية المعروف بالايراني وتفوق واشتهر ومهر وبرع وتولى رتبة قضاء القدس وافتاء الحنفية بدمشق واستقام بها إلى أن مات ودرس في المدرسة السليمانية بالهداية وجعل من إنشائه في كل درس خطبة وتولى غيرها من التوالي التوالي لعلها جمع التولية والوكالات بحيث لو جمع الذي تولاه وناله وصرفه لاعى الحاسبين وبهر بهره غلبه الناظرين والسامعين وامتدح بالقصائد الغرر وجمعت فجاءت كتابا حافلا ورحل إلى الروم صحبة والده وكذلك إلى الحج ثلاث مرات وله من الخيرات والمبرات والمدارس والعثامنة شيء كثير لا يمكن العد والأحصاء له بالتقرير وله من التآليف شرح على صلوات والده ومن الرسائل الروض الرائض في عدم صحة نكاح أهل السنة للروافض واخرى سماها أقوال الأئمة العالية في أحكام الدروز والتيامنة واخرى سماها القول البين الرجيح عند فقد الحصبات تزويج أولي الأرحام صحيح وله شعر كثير ونثر غزير ونظم كله بداهة وقد جمعت ذلك بخطبة من إنشائي فجاء ديوانا بديعا وكان في زمنه العلماء والأفاضل محترمون ومبجلون والأسافل الجهال مكيدون محقرون وكل أحد سالك مسلكه لا يتعدى الحدود وكان ينظر لصاحب الحق ولو على ولده ويكرم الغرباء والحضور ويحسن الاعتقاد في الصلحاء ولا ينكر على أحد ولا يقبل الرشا والجرائم مع إن يده كانت طائلة إلى ما يشتهيه رحمه الله وكل من جال في ميدان التعفف واتبع أثر يحيى أفندي شيخ الاسلام وعلي باشا الشهيد الصدر في زمن السلطان أحمد الثالث ومع هذا إذا توفي أحد وخلف ولدا وكانت عليه وظائف كثيرة يجتهد بعملها لولده ولا يفرط بعثماني واحد إلى الغير ويحسن للفقراء والأغنياء بالتواضع والبشاشة وصفاء الخاطر والاحسان لمن يسئ إليه والملاطفة مع الكبير والصغير والغني والفقير ومجالسه دائما مشحونة بالأفاضل والعلماء والأدباء والمسائل دائما تجري بمجلسه والمطارحات والمساجلات الشعرية ولا غيبة في مجلسه ولا تميمة وأنا إذا أردت أصفه لا أنصفه ولو أنني جعلت الأيام طروسا ورقمتها بمداد سواد الليالي لا أوفى بعبارة ولا في اشارة وله شعر كثير فمن ذلك قوله من قصيدة مطلعها
ذكر الأحبة يا سعاد يحبب | وبذكر أهل القبلتين أشبب |
فعلام قلبي قد يطوف بحانة | ضاءت بها شمس عليها أكؤب |
قد زانها الساقي فجانس خده | لو نالها قد لذ فيه المشرب |
آه على زمن تقضي برهة | لم أدر إن البعد فيه يعقب |
في روضة لعب النسيم ببانها | وبدت حمائمها تهيم وتطرب |
متجوزا فيه الغدير كأنه | نهر المجرة في صفاه كوكب |
حصباؤه در تضي بصفائه | وبحافتيه الورد عطرا طيب |
والزهد قد ضاءت بأفق سمائها | في روضها الفضفاض ذاك محبب |
والترب فاح وقد شذاه عطره | من نفحه الفياح عرفا طيب |
ولطالما الحادي يسوق بعيسه | ليلا وبدر الأفق كان يغيب |
ويحث بدنا للوصول لروضة | من نورها السامي أضاءت يثرب |
بلد بها خير الخلائق طيب | سمع الصلاة لمن له يتقرب |
ويرد في حال السلام لوارد | والله يعلم ما بذلك يحجب |
وله مقام قد علا عن غيره | في موقف قد عز فيه المطلب |
من ذكر نجد يا حبيب فردد | وبوصف من حلوا هنالك فأنشد |
حيث الأراك على الغدير مخيم | وعليه غرد طيرها بتردد |
حيث الصبا مرت على سكانها | فتحملت طيبا وعطرت الصدى |
فتعطر المشتاق من نفحاتها | وبها يحن إلى الديار وانجد |
حتى ينادي في المهامه منشد | زموا الركاب فلست بالمتفند |
إني أرى البانات من علم الحمى | وأرى منازل أهل ذاك السؤدد |
شبه السراة إذا الليالي أظلمت | أهدوا بنور للنبي محمد |
من طيبة الغراء مصباح الهدى | أكرم به من حالل وموسد |
بحر الهداية والعناية والتقى | وشفيعنا عند التزاحم في غد |
قبلت يدك في المنام تكرما | يا من علا فوق السماء وقد سما |
فالله خصك من عناية فضله | بعظيم خلق جل من قد عظما |
وبسورة الأسراء أسرى عبده | من مكة البطحا لقدس يمما |
نادي لموسى اختلع نعليك في | وادي المقدس يا كليم فكلما |
أنت الذي في الأنبياء جميعهم | كنت الامام وما برحت مقدما |
ولقد عرجت على البراق مصاحبا | لأمينه يا خير من وطئ السما |
حتى وصلت إلى العلا في همة | ولقاب قوسين الدنو مكرما |
للسدرة العظمى تجرر أذيلا | فيها الفخار وقد حظيت تكلما |
حتى تراجع ربك الأعلى لنا | فيما يقول من الصلاة ترحما |
خضعت لهيبتك العوالم كلها | لما الآله عظيم خلقك اعلما |
فالله خصك في فضائل عدة | وعن صفها عجز البليغ وافحما |
من ذا يروم ثنا علاك بمدحه | والله قد أثنى عليك وعظما |
فالشهب لا تحصى كذاك علاك لا | يحصى وقدرك يا نبي تعظما |
لما دعيت إلى حماك وقد أرى | شوقي إليك أعز فيه وأكرم |
جاءت بي الأقدار أمشي خاضعا | حتى أريق دما وقدرك أعظم |
وأقول شعرا قاله من كندة | شهم له غر القوافي تخدم |
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى | حتى يراق على جوانبه الدم |
اليك على الذات والوصف والوهب | حثثت مطايا العزم والشوق والحب |
وحق لنا حث المطايا إلى فتى | تسامى بوهبي العلوم وبالكسب |
شريف له بالمصطفى خير نسبة | تعالت على أوج المجرة والشهب |
عليم بأنواع العلوم همامها | وقاموس فضل فاض بالمشرب العذب |
كريم له الجود الخضم وإنه | لحاتم هذا العصر في جوده الرحب |
سرى يسر الكون فضل قوله | بفعل مصون عن خيال ذوي العجب |
سليل المرادي المهذب شيخنا | هزبر العلي في منهج النقل واللب |
فلله من فرع حذا حذو أصله | وجاراه في شرق الكمالات والغرب |
هو السيد المفتي مريدي شريعة | بعلم حنيفي به زينة الكتب |
هو العارف الهادي مريدي حقيقة | إلى حضرة الاطلاق حسبي بها حسبي |
له الله مولى كل ما فيه مشرق | بما حازه بالله من حضرة القرب |
وإني له داع بكل مراده | فأرجو إجاباتي يجود بها ربي |
فيا سد أسعد الزمان به علا | ومشربه بالحق بالمرتجى ينبي |
لك الله يا خدن المكارم من أخ الـ | ـمزايا التي جلت لدى السلم والحرب |
وأبقاك ذو الأفضال في خلعة العلى | ولا زلت حصنا في رخاء وفي جدب |
ودونك أبيات الوداد وانها | تشكر فضلا منك يسمو به قلبي |
ودم وابق يا مولاي في خير عزة | تسر بها أهل المودة والحب |
وأزكى صلاة الله ثم سلامه | على المصطفى المختار والآل والصحب |
وأتباعهم ما فاح عرف الحمى وما | سقت روضة الأدواح ساجمة السحب |
فسرى عن الأسرار عن سركم ينبي | وعن مشرق العرفان ضاء به لبي |
أجيبو الداعي الحق أهل ودادنا | فإني منادي الحق في حضرة القرب |
أهيل المصلى والعقيق وحاجر | أهيم بكم وجد أو مسكنكم قلبي |
أقلب طرفي في الخيام وما حوت | ولم أر يوما في الوجود سوى ربي |
سيكشف لي ربي حجابا يظنه | على أولو الأبعاد طرقا لي سلبي |
فهذي عطايا لم ينلها مؤمل | سوى دائرات الحان عن سرها ينبي |
وأضحى خليعا لا يرى في مدامها | أنيسا وعين الشرب في صفوها شربي |
أهيم به وجدا وإن ظن معشر | بأني عن الأكوان أخلو من الكسب |
فهيهات أن يبدو عبانا لمعشر | أيدرون لبلى بالستور وبالحجب |
فاهي الأنزهة لأولي النهى | فعجل بصافي الدن من حضرة الوهب |
فأدار في الكاسات إلا كلامها | بظرف من الأسماع صنع من الترب |
فغنى بها الحادي وأطرب معشرا | فعادوا ثمالا خالصين عن السغب |
يهيمون في ذكر الحبيب ووصفه | وينفون ذكر الغير من معرض السلب |
ويبدون ذكر الذات من معشر السوى | ويروون عين الذات عن منهل عذب |
عن الأحمد الهادي عليه صلاتنا | دواما مع التسليم من حضرة الغيب |
وآل وأصحاب بدور هداتنا | إلى سبل أهل الحق والوهب والكسب |
يا ابن المعالي ومن حازوا لمجدهم | فخرا على هامة الزهراء ينتسب |
على م تشكي جوى ما ليس نافعه | غير التألم في وسط الحشا لهب |
ما أنت أول سار ضل في قمر | حتى ولا أنت حاك فاته الشنب |
رام المدام بأن يحكي باكؤسه | دور الغلايين لما مدت القصب |
فهب نفح دخان التبغ ينشده | لقد حكيت ولكن فاتك الشنب |
دع المدامة يعلو فوقها الحبب | رضابه وثناياه لنا أرب |
قالت مباسمه للبرق حين سرى | لقد حكيت ولكن فاتك الشنب |
حكى دخانا سما من فوق وجنة من | قد مص غليونه إذ هزه الطرب |
غيم علا بدر تم قد تقطع من | أيدي النسيم فولي وهو ينسحب |
فقلت والنار في قلبي لها لهب | لقد حكيت ولكن فاتك الشنب |
قال الاقاح حكيت الثغر قلت له | ترك المقالة في هذا هو الأدب |
في اللون أن تدعى واللين مشبهه | نعم حكيت ولكن فاتك الشنب |
إن تاه ثغر الأقاحي أن نشبهه | بثغر حبك واستولى به الطرب |
فقل له عندما يحكيه مبتسما | لقد حكيت ولكن فاتك الشنت |
أمن صاغ للجهال رفع رؤسهم | إذا ما رأوا ذا العلم والأدب الغض |
أما ينظروا الصفصاف من عدم الجنى | حياء من الأشجار أطرق للأرض |
بيضاء لما آيست من وصلها | دنفا غدا ولهان في أهوائه |
ماست تتيه بفرق صبح صادق | وبدت بدو البدر وسط سمائه |
أترعت في حجري غديرا بالبكا | حتى ترائى دره لصفائه |
وصقلت مرآة المياه تعطفا | فعسى يلوح خيالها في مائه |
بيضاء لما آيست من وصلها | وكوت فؤادا طال فرط عنائه |
وغدت تميس كما القضيب تأودا | وبدت بدو البدر وسط سمائه |
أترعت في حجري غديرا بالبكا | لا الدر يحكي منه حسن صفائه |
قد غاب عن عيني شخص جمالها | فعسى يلوح خيالها في مائه |
ما تعجبوا من ذكر أحمد سادتي | فالتخت نادى معلنا بصفاته |
نطق الجماد بأسره في مولد | وأنا الذي قد همت من بركاته |
تخشع التخت لما | روو الذكر الحبيب |
فارتج يبدي حنينا | كجزع طه المنيب |
قطاف كأس سرور | على جميع القلوب |
أحمامة الوادي بشر في الغضا | بالشعب من نحو العذيب ولعلع |
إني أحن إلى الديار فغردي | إن كنت مسعدة الكئيب فرجعي |
إنا تقاسمنا الغضا فغضونه | سمر القنا تدمى بكل مولع |
والريح تنثر نور غصن قد غدا | في راحتيك وجمره في أضلعي |
أدر الزجاجة بالصبابة علني | إن انتشى طربا فحبك علني |
يا أهيفا أنا في هواه تفتني | لا تخش سلواني عليك فانني |
فإن بحبك كل من قد يعشق | ويرى حديث العشق وهو مصدق |
إني أقول وكل شيء ينطق | باب التسلي عن جمالك مغلق |
يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته | عن حضرة الأنس في قرب وإيناس |
وقال يبدي أعاجيبا منوعة | عن المدام ولا يلهو عن الكاس |
أطاعه سكره حتى تمكن من | آنست من قبس نار الأقباس |
هذي مظاهره في السكر أعجب من | فعل الصحاة فهذا سيد الناس |
يسقى ويشرب لا تلهيه سكرته | في ألحان عن حال اسعاف وإيناس |
يلهو عن اللهو صفوا غير ممتنع | عن المدام ولا يلهو عن الكاس |
أطاعه سكره حتى تمكن من | حيث الكؤس على استعداد جلاس |
تلقاه مستغرقا في سكره وله | فعل الصحاة فهذا سيد الناس |
سر الوجود حيب الله صفوته | صافي الشراب سقاه ثم ثبته |
وقام يسقي وطابت فيه نشوته | يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته |
أدناه حضرته فالروع منه أمن | حباه سر وجود في الغيوب كمن |
مذ شاهد السر في أقداحه ويقن | أطاعه سكره حتى تكن من |
أضحت مطاف ندامى الأنس حضرته | وجملت بهجة الحانات نضرته |
ما زال مذ شعشعت في الكأس خمرته | يسقى ويشرب لا تلهيه سكرته |
ثبات حال له نهج السداد ضمن | وإنه بالمزايا الفائقات قمن |
لما احتساها ومن غول الشراب أمن | أطاعه سكره حتى تمكن من |
إن الذي في ذرى العلياء رتبته | ومن هو البرزخ المفتاح نشأته |
سر الوجود سرت في الكل بهجته | يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته |
شمس الحقيقة سر السر منه زكن | وهو الوساطة في نيل الكمال فان |
أراد في سكره إنشاءنا وضمن | أطاعه سكره حتى تمكن من |
هذا الرسول الذي عمت فضيلته | وعظمت بصريح النص أمته |
من خمرة الذات في التوحيد شربته | يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته |
لقد هدانا بارشاد له وضمن | والله أعطاه حتى إن رضى وأمن |
من مثل طه وسر الله منه ركن | أطاعه سكره حتى تمكن من |
من كان من نور ذات الحق نشأته | ومن علت ذروة الأفلاك رتبته |
من حالة القرب والتقديس خمرته | يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته |
عن درك أوصافه قد حار كل فطن | فدوهر العلم والتحقيق فيه كمن |
إن رام في سكره الارشاد فهو أمن | أطاعه سكره حتى تمكن من |
دفنوا الجسم في الثرى | ليس في الجسم منتفع |
إنما السر في الذي | كان في الجسم وارتفع |
دار البشائر الإسلامية / دار ابن حزم-ط 3( 1988) , ج: 3- ص: 219