الصنعاني يحيى بن محمد بن عبد الله، حفيد الإمام القاسم بن محمد الحسنى الصنعانى: طبيب، من رجال القضاء. مولده ووفاته بصنعاء. ولى رئاسة القضاء، واكتفى بلقبها فلم يمارس القضاء. وكان عالما بالطب (القديم) لا يجاريه أحد فى مداواة المرضى، بصنعاء. وجمع (مجرباته) فى كتاب رتبه على حروف المعجم، وذكر فيه خواص ماسماه من النباتات والمعادن.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 169

السيد يحيى بن محمد بن عبد الله بن الحسين ابن الإمام القاسم ابن محمد الصنعاني
أخذ العلم بصنعاء عن جماعة من العلماء وشارك في الفقه وغيره وكان أحد قضاة الحضرة الإمامية بل كان رئيس القضاة ولكنه لم يكن بيده من الأمر شيء مع القاضي العلامة يحيى بن صالح السحولي وكان ساكنا وقورا قليل الخلاف غير محب للرياسة ولا مقتحماً للأمور الخطرة في فصل الخصومات ولو أراد ذلك لكان له يد قوية وصولة عظيمة لكونه من آل الإمام ولعلو سنه، وكان غالب اشتغاله بالطب والمعول
عليه في صنعاء في مداواة المرضى وفيه بركة ظاهرة قل أن يداوي مريضا فلا يشفى ولم يكن ليأخذ على ذلك أجرا بل قد يسمح بأدوية لها قيمة ومقدار لكثير من الفقراء وله ما جريات في العلاجات يتواصفها الناس فمنها ما أخبرني به بعض الثقات أن رجلا حصل معه مرض وورمت عضداه حتى صارتا في العظم والصلابة بحيث إذا غمزتا بالإصبع غمزا شديدا لا تدخل فيهما ولا يظهر لذلك أثر فذهب المخبر لي إلى صاحب الترجمة ووصف له ذلك فقال هذا المرض سببه أنه وضع قلنسوته التي تباشر رأسه وتتلوث بالعرق فلدغتها عقرب فصار فيها شيء من السم ثم وضع بعد ذلك القلنسوة على رأسه وعرق فتنزل ذلك في مسام الشعر واحتقن بالعضدين فهو لا شك ميت فكان الأمر كما ذكره من موت ذلك المريض وله من ذلك عجائب وغرائب مع أنه لم يأخذ علم الطب عن شيوخ مشهورين بل كانت فايدته بالمطالعة والتجريب المتكرر والممارسة ولم يخلف بعده مثله بحيث كثر تأسف الناس عليه ومن جملة ما اتفق باطلاعي أنه حصل مع الوالد رحمه الله انتفاخ في البطن وتقلص شديد فكتبت إلى صاحب الترجمة أصف له ذلك فأجاب أنه يحسن أن يشرب ماء ورد بعد أن يخلط به بزر قطنا فعجبت من ذلك وقلت في نفسي هذا الدواء إنما يصلح لمن كان محروراً وانتفاخ البطن لا يكو إلا من البرودة وهممت أن لا أظهر ذلك للوالد فزاد مرضه حتى خشيت عليه أن يموت فعرفته بما وصفه صاحب الترجمة من الدواء فاستدعاه وشربه فشفي من ساعته وذهب أثر الانتفاخ مع أن عمره حينئذٍ في نحو السبعين سنة ومات صاحب الترجمة في غرة شهر رجب سنة 1201 إحدى ومائتين وألف

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 343