ابن صاعد يحيى بن محمد بن صاعد، أبو محمد الهاشمى بالولاء، البغدادى: من أعيان حفاظ الحديث. من أهل بغداد. رحل إلى الشام ومصر والحجاز. له (تصانيف) فى السنن مرتبة على الأحكام. قال أبو على النيسابورى: لم يكن بالعراق من أقران ابن صاعد أحد فى فهمه، والفهم عندنا أجل من الحفظ، وهو فوق ابن أبى داود فى الفهم والحفظ. وقال الذهبى: لابن صاعد كلام متين فى الرجال والعلل يدل على تبحره. وقال الدارقطنى: بنو صاعد ثلاثة: يوسف وأحمد ويحيى.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 164

ابن صاعد يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب، الإمام، الحافظ، المجود، محدث العراق، أبو محمد الهاشمي، البغدادي، مولى الخليفة أبي جعفر المنصور، رحال، جوال، عالم بالعلل والرجال.
قال: ولدت في سنة ثمان وعشرين ومائتين، وكتبت الحديث عن ابن ماسرجس سنة تسع وثلاثين.
قلت: سمع: يحيى بن سليمان بن نضلة، وعبد الله بن عمران العابدي، ومحمد بن سليمان لوينا، وأحمد بن منيع، وسوار بن عبد الله القاضي، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن بشار، وعبد الجبار بن العلاء العطار، وعمرو بن علي الصيرفي، وجميل بن الحسن الجهضمي، والحسن بن عرفة، ومؤمل بن هشام اليشكري، ومحمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري، وأبا هشام الرفاعي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمد بن هشام المروزي، وسفيان بن وكيع، والقاسم بن محمد المروزي، وعمر بن شبة، ومحمد ابن يحيى بن أبي حزم القطعي، وأزهر بن جميل، وأبا عبيد الله سعيد بن
عبد الرحمن المخزومي المكي، وعلي بن الحسين الدرهمي، ومحمد بن عمرو بن سليمان، وأبا همام الوليد ابن شجاع، وسعيد بن يحيى الأموي، وإسحاق بن شاهين، وعبيد الله بن يوسف الجبيري، والربيع بن سليمان المرادي، وبحر بن نصر الجولاني، وبكار بن قتيبة، وأبا مسلم الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، وعبد الله بن شبيب الربعي، ويحيى بن المغيرة المخزومي، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، وأبا سعيد الأشج، وأحمد بن المقدام العجلي، وحميد بن الربيع، وزيد بن أخزم، وعباد بن الوليد الغبري، وعبد الوهاب بن فليح المقرئ، ومحمد بن ميمون الخياط المكي، ومحمد بن عبد الله المخرمي، ومحمد بن منصور الجواز، والحسين بن الحسن المروزي، والزبير بن بكار، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن زنبور المكي، ومحمد ابن إسماعيل البخاري، ومحمد بن هشام بن ملاس الدمشقي، وسعيد بن محمد البيروتي، وخلقا كثيرا، وجمع، وصنف، وأملى.
حدث عنه: أبو القاسم البغوي -وهو أكبر منه- والجعابي، والشافعي، والطبراني، وابن عدي، والإسماعيلي، وأبو سليمان بن زبر، وأبو عمر بن حيويه، وأبو طاهر المخلص، وعيسى بن الوزير، وأبو مسلم الكاتب، وخلق كثير، وعبد الرحمن بن أبي شريح.
قال أبو يعلى الخليلي: كان يقال: أئمة ثلاثة في زمان واحد: ابن أبي داود، وابن خزيمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
قال الخليلي: ورابعهم: أبو محمد بن صاعد، ثقة، إمام، يفوق في الحفظ أهل زمانه، ارتحل إلى مصر والشام والحجاز والعراق، منهم من يقدمه في الحفظ على أقرانه، منهم: أبو الحسن الدارقطني، مات في سنة ثمان عشرة.
قلت: ويقع لنا -بل لأولادنا ولمن سمع منا- جملة من عوالي حديثه.
كتب إلينا المسلم بن علان، عن القاسم بن عساكر، أخبرنا أبي، أخبرنا علي بن أحمد بن البقشلان، أخبرنا أبو الحسن بن الأبنوسي، أخبرنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا يحيى بن محمد ابن صاعد -ثقة من أصحابنا- حدثنا الحسن بن مدرك الطحان، حدثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن داود ابن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: دخلنا على أسير -رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’لا يأتيك من الحياء إلا خير’’.
قال الدارقطني: لابن صاعد أخوان: يوسف بن محمد يروي عن خلاد بن يحيى وغيره، وأحمد الأوسط حدث عن: أبي بكر بن أبي شيبة، ولهم عم اسمه: عبد الله بن صاعد.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن يحيى بن محمد بن صاعد، فقال: ثقة، ثبت، حافظ، وعمهم يحدث عن: سفيان بن عيينة في التصوف والزهد.
وقال حمزة بن يوسف السهمي: سألت أبا بكر أحمد بن عبدان، فقلت: ابن صاعد أكثر حديثا أو الباغندي؟ فقال: ابن صاعد أكثر حديثا، ولا يتقدمه أحد في الدراية، والباغندي أعلى إسنادا منه.
قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: لم يكن بالعراق في أقران أبي محمد بن صاعد أحد في فهمه، والفهم عندنا أجل من الحفظ.
قال الحاكم: وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: كان أبو عروبة لحقه وصدقه، فقال لي: بلغني أن أبا محمد بن صاعد حدث عن محمد بن يحيى القطعي، عن عاصم بن هلال، عن أيوب، عن نافع: عن ابن عمر، مرفوعا: ’’لا طلاق قبل نكاح’’. فقلت: حدثنا به من أصله، فقال: هذه مسألة مختلف فيها من لدن التابعين، لو كان ثم أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، لكان علم النظار في الشهرة، ولما كانوا يحتجون ضرورة لحسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
وقال محمد بن المظفر الحافظ: حدثنا ابن صاعد من أصله بحديث محمد بن يحيى القطعي في: ’’لا طلاق قبل نكاح’’. قال: فارتجت بغداد، وتكلم الناس بما تكلموا به، فبينما نحن ذات يوم عند علي بن الحسين الصفار نكتب من أصوله، إذ وقع بيدي جزء من حديث محمد بن يحيى القطعي، فنظرت، فوجدت الحديث في الجزء، فلم أخبر أصحابي، وعدوت إلى باب ابن صاعد، فسلمت عليه، وقلت: البشارة. فأخذ الجزء، ورمى به، ثم أسمعني، فقال: يا فاعل! حديث أحدث به أنا، أحتاج أن يتابعني عليه علي بن الحسين الصفار.
قال البرقاني: قال لي الفقيه أبو بكر الأبهري: كنت عند ابن صاعد، فجاءته امرأة، فقالت له: أيها الشيخ! ما تقول في بئر سقطت فيه دجاجة فماتت، هذا الماء طاهر أو نجس؟ فقال يحيى: ويحك! كيف سقطت الدجاجة، ألا غطيتيه؟ قال: الأبهري: فقلت لها: إن لم يكن الماء تغير، فهو طاهر، ولم يكن عند يحيى من الفقه ما يجيب المرأة.
قال الخطيب: قد كان ابن صاعد ذا محل من العلم عظيم، وله تصانيف في السنن وترتيبها على الأحكام، ولعله لم يجب المرأة ورعا، فإن المسألة فيها خلاف.
قال ابن شاهين وغيره: توفي ابن صاعد بالكوفة، في ذي القعدة، سنة ثمان عشرة وثلاث مائة، عن تسعين سنة وأشهر.
وقد ذكرنا مخاصمة بينه وبين ابن أبي داود، وحط كل واحد منهما على الآخر في ترجمة ابن أبي داود، ونحن لا نقبل كلام الأقران بعضهم في بعض، وهما -بحمد الله- ثقتان.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد العلوي بالثغر، أخبرنا محمد بن أحمد القطيعي، أخبرنا محمد بن عبيد الله، أخبرنا محمد بن محمد الزينبي، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا يحيى بن محمد، حدثنا إسحاق بن شاهين، حدثنا خالد بن عبد الله، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أسامة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’إنما الربا في النساء’’.
وبه: عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن أبي هريرة، قال: ’’ما احتذى النعال ولا ركب المطايا، ولا ركب الكور رجل أفضل من جعفر’’.
هذا ثابت عن أبي هريرة ولا ينبغي أن يزعم زاعم أن مذهبه: أن جعفر أفضل من أبي بكر وعمر. فإن هذا الإطلاق ليس هو على عمومه، بل يخرج منه الأنبياء والمرسلون، فالظاهر أن أبا هريرة لم يقصد أن يدخل أبا بكر ولا عمر، -رضي الله عنهم.
ومات مع ابن صاعد أبو عروبة الحراني الحافظ، والقاضي أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول التنوخي، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن المغلس البغدادي -صاحب لوين- وإسماعيل بن داود بن وردان المصري -صاحب ابن رمح- والحسن بن علي بن أحمد بن بشار البغدادي العلاف المقرئ، والمسند أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي، والحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفراييني، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، وشيخ الفقهاء أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر بمكة.
وأبو بكر محمد بن يوسف بن حماد الأستراباذي -روى عن أبي بكر بن أبي شيبة الكتب- وزنجويه بن محمد النيسابوري اللباد، وأبو يعلى محمد بن زهير الأبلي.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 11- ص: 306

يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب مولى أبي جعفر المنصور الحافظ الإمام الثقة أبو محمد الهاشمي البغدادي
ولد سنة ثمان وعشرين ومائتين وسمع ابن منيع
ومنه الدارقطني وأبو القاسم البغوي
قال الدارقطني ثقة ثبت حافظ
وقال أحمد بن عبدان الشيرازي هو أكثر حديثا من الباغندي ولا يتقدمه أحد في الرواية
وقال أبو علي النيسابوري لم يكن بالعراق في أقرانه أحد في فهمه والفهم عندنا أجل من الحفظ وهو فوق ابن أبي داود في الفهم والحفظ
وسئل محمد بن عمر الجعابي هل كان ابن صاعد يحفظ فتبسم وقال لا يقال لأبي محمد يحفظ كان يدري
وله كلام متين في الرجال والعلل يدلل على تبحره وله تصانيف في السنن والأحكام مات في القعدة سنة ثماني عشرة وثلاثمائة

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 327

والحافظ أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد الهاشمي مولاهم

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 109

يحيى بن محمد بن صاعد
ابن كاتب، مولى أبي جعفر المنصور، الإمام الحافط الثقة، أبو محمد الهاشمي البغدادي.
سمع: الحسن بن عيسى بن ماسرجس، ولويناً، وأحمد بن منيع، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبا همام السكوني، وأبا عمار الحسين بن حريث، وغيرهم من البصريين، والكوفيين، والشاميين، والمصريين.
روى عنه: البغوي مع تقدمه، والجعابي، وابن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين، وابن حبابة، وأبو طاهر المخلص، وعبد الرحمن بن أبي شريح، وأبو مسلم الكاتب، وخلق.
وله أخوان: أحمد ويوسف.
ولد سنة ثمانٍ وعشرين ومئتين، وقال: كتبت الحديث سنة تسعٍ وثلاثين في أولها.
وقال إبراهيم الحربي: بنو صاعد ثلاثة، أوثقهم يحيى.
وقال الدارقطني: ثقة، ثبتٌ، حافظ.
وقال أحمد بن عبدان الشيرازي: هو أكثر حديثاً من محمد بن محمد الباغندي، ولا يتقدمه أحدٌ في الدراية.
وقال البرقاني: قال لي الفقيه أبو بكر الأبهري: كنت عند ابن صاعد، فجاءته امرأة فقالت: ما تقول في بئرٍ سقطت فيها دجاجةٌ فماتت، هل الماء طاهرٌ أو نجس؟ فقال: ويحك كيف وقعت؟ ! ألا غطيتها حتى لا يقع فيها شيء؟. فقلت لها: إن كان الماء لم يتغير فهو طاهر. يشير الأبهري إلى أنه لم يكن فقيهاً، وليس الأمر كذلك. قال الخطيب: كان ابن صاعد ذا محل من العلم، وله تصانيف في السنن والأحكام، لعله لم يجب المرأة تورعاً، فإن المسألة فيها خلاف.
وقال أبو علي النيسابوري: لم يكن بالعراق في أقران ابن صاعد أحدٌ في فهمه، والفهم عندنا أجل من الحفظ، وهو فوق ابن أبي داود في الفهم والحفظ.
وقال أبو بكر بن عبدان: سئل الجعابي: أكان ابن صاعد يحفظ؟ فتبسم وقال: لا يقال لأبي محمد: يحفظ، كان يدري.
مات في ذي القعدة سنة ثمان عشرة وثلاث مئة.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 2- ص: 1