ذو الوزارتين المشرف أبو بكر محمد بن أحمد بن رحيم أعزه لله رجل الشرق سوددا وعلاء، وواحدة اشتمالا على الفضل واستيلاء، استقل بالنفض والإبرام، وأوضح رسم المجاملة والإكرام، فله الشفوف في المجد، والحفوف إلى الوفد، تجتليه بساما، وتنتضيه حساما، أن وأخاك أبرم عقد إخائه، وأعفاك من زهوة وانتخائه، مع أدب يزجر بحره، وتتزين به لبه الزمان ونحره، وسجية خلصت خلوص التبر، ونفس سلبت من الخيلا والكبر، تتهاداه الدول تهادي الروض للنسيم، وتفتقر إليه افتقار المصراع إلى القسم، فيطلع بأفاقها طلوع الشمس، وينشر سيرها الحميدة من رمس، قد آمنت غوائله، وحسنت أواخره وأوائله، وبنو رحيم من أعلام الشرق في القديم والحديث، وعنهم يؤثر أطيب الحديث، اتصلوا في الفضل اتصال الشوبوب، وانتشوا كالرمح أنبوبا على أنبوب، وقد أثبت له ما ترتشفه ريقا، وتبصر له في سماء الإحسان شروقا، من ذلك قوله من قصيدة: بسيط
نفديك من منزل بالنفس والذات | كم ل بمغناك من أيام لذات |
نجني بك العيش والآمال دانية | أعوام وصل قطعناها كساعات |
نسقي لديك اغتباقات مسلسلة | والده قد نام عنا باصطباحات |
يا قبة الدهر لا زلت مجددة | تلك المعالم ما دامت مقيمات |
حفظت من قبة بيضاء حف بها | نه تفضض يجري بين دوحات |
عليك مني ريحان السلام كما | حيتك مسكة دارين بنفحات |
خير البنيات لا تنفكك آهلة | بمن حوت وهم خير البريات |
لله يوم ضربنا للمدام بها | رواق لهو بطاسات وجامات |
وللبلابل ألحان مرجعة | تجيبهن غوانينا بأصوات |
وللرياحين أنفاس معنبرة | مع الرياح توافينا لأوقات |
وللمياه ابتسام في جداولها | كما تشق خيوب فوق لبات |
حدائق أحدقتها للمنى شجر | حسبت نفسي منها وسط جنات |
منازل لست أهوى غيرها سقيت | حيا يعم وخصت بالتحيات |
قادنا ودنا إليك فجئنا | بنفوس تفديك من كل بوس |
فنزلنا منزلا لبدور | وحللنا مطالعا لشموس |
خلصت إليك مع الأصيل الأنور | أمنية مثل الصباح المسفر |
غراء إلا أنها من خاطري | بمكان اسود ناظر من محجري |
أرجت شذا أرجاؤها كأنها | قد ضمخت بلخالخ من عنبر |
أهدت إلي مع النسيم تحية | فتقت نوافجها بمسك أذفر |
فاتت كما زارتك عاطرة اللمى | بيضاء صيغت جوهرا في جوهر |
هيفاء رود ذات خصر صائم | ومعاطف لدن وردف مفطر |
هزت جوانب همتي فكأنما | عجبا بها أنا تبع في حمير |
يا حسن موقع ذلك الأمل لذي | تزري حلاوته بطعم السكر |
نظم السرور كما نظمت لآلئا | بيد الصبابة في مقلد معصر |
ورد الكتاب به فرحت كأنني | نشوان راح في ثياب تبختر |
لما فضضت ختامه فتبلجت | بيض الأماني من سواد الأسطر |
قبلت من فرح به خد الثرى | شكرا ولاحظ لمن لم يشكر |
يا مورد الخبر الشهي وحادي ال | أمل القصي وهادي النبا السري |
زدني من الخبر الذي أوردته | يا برد ذاك على فؤاد المخبر |
صفحا وعفوا للزمان فإنه | ضحكت أسرة وجهه المتنمر |
طلع البشير بنجم سعد لاح من | أفق العلى وبشبل ليث مخدر |
لله درك أي فرع سيادة | أعطيته وقضيب دوحة مفخر |
طابت أرومته وأينع فرعه | والفرع يعرف فيه طب العنصر |
أنت الجدير بكل فضله نلته | وحويته ويكل مكرمة حري |
تهنا رحيما أنها قد أنجبت | برحيم المحمود أسنى مذخر |
نامت عيون الدهر عن جنباه | وحمت مناهله متون الضمر |
وصفا له ولإخوة يتلونه | ماء الحيوة لديك غير مكدر |
فلأنت بدر السعد وهو هلاله | ولأنت سيف المجد وهو السمهري |
أفدي لبشير بمهجتي وبتالدي | وبطارقي وعذرت إن لم يعذر |
بابي أبوة أخي كبيري والذي | أسدى إلي مواهبا لم تصغر |
ذاك الذي علقت بعلق نفاسة | منه العلى وكأنه لم يشعر |
مصباح من هامت به ظلماؤه | ومنار هدى السادر المتحير |
بدر ولكن أن تطع كامل | ليث ولكن عند عزمته جري |
نذب تدل على علاه خلاله | كالسيف يدري فضله في الجوهر |
سيف تحلى بالعلاء رياسة | وصفت جواهره لظيب المكسر |
لو كانت العلياء شخصا ماثلا | لرايته منها مكان المغفر |
وكذا رحيم من نمته فإنه | حاز السيادة أكبرا عن أكبر |
نحن الرحيميون أن ذكر الندى | نذكر وأن ذكر الخني لم نذكر |
قسموا الثناء مع البرية والسنا | يوما ففازوا بالقداح الأيسر شرف |
شرف سقاه الفضل وسمي العلى | فتضوع أزهار الثناء الأعطر |
ساداتنا سادات كل معاشر | أن حصلوا ولانت سيد معشري |
فإذا تلاحظت المكارم من فتى | مضر أشار إليك أهل المحضر |
وإذا جروا يوم المكر سبقتهم | وأتوا لقسمة مغنم لم تحضر |
وإذا دها خطب والظلم ليله | جليت ظلمته بفضل تدبر |
وإذا وهبت فأنت أكرم واهب | وإذا نطقت فأنت أصدق مخبر |
إياك يعني من غدا متناشدا | بيتا رووه على مرور الأعصر |
وإذا تباع كريمة أو تشتري | فسواك بائعها وأنت المشتري |
كم من يد عندي له أعلت يدي | أن حصلت أو عددت لم تحصر |
هو مفخري يوم الجدال ومنصلي | يوم النزال ورايتي في العسكر |
من أين لي شكر يقاوم بعض ما | فسرته وكثيرة لم أذكر |
فلأستعين عليه في شكري له | بالأوحد القاضي الأجل الأكبر |
قاضي القضاة وماجد الأمجاد وال | حبر المعظم والإمام الأشهر |
ملك الملوك ونخبة الأملاك من | كلب وكل متوج في جير |
السامي النسبين أن ذكر العلا | والمحرز الشرقين يوم المفخر |
من ذروة المجد الذي حل السهى | وجري بسعد عطارد والمشتري |
لولاه ما طلعت أهله سودد | فينا لو طلعت لنا لم تقمر |
من لم يرد علياه لم يرد العلى | من لم يلذ بجريمة لم ينصر |
طرزت ديباج القصيد بذكره | فأتى كما راقتك حلة عبقر |
ونشرت بعض خلاله فكأنني | بالمسك قد أذكيت عود المجمر |
هو مفخر الأشعار ذكرت به | فإذا خلت من ذكره لم تذكر |
وغدت كأجسام مضت أرواحها | فتخالينا منسية لم تقبر |
يا باعثا جدلي إلي ومنجدي | أبدا على صرف الزمان ومظهر |
يا باعث جذلي إلي ومنجدي | أبدا على صرف الزمان ومظهري |
من بعد ما قضيت حق أبي أمي | ية ذي المعالي والسناء الأبهر |
هنأت نفسي ثم جئت مهنئا | أنا حاضر معكم وإن لم أحضر |
أنا ذاك شيمتي الوفاء وأنني | لا بالملول ولست بالمتغير |
وإذا تنكرت الأحبة فالرضى | مني الجزاء ولست بالمتنكر |
أني لأصبر عند كل عظيمة | وإذا ظلمت مجاهرا لم أصبر |
ودي هو الود الذي ينأى به | أولى فجرب ثم بعد تخير |
مهما تقسني بالرجال وجدتهم | مثل الحصا ووجدتني كالجوهر |
وإليكها مثل العروس زففتها | سكرى تجر يولها بتبختر |
عذراء إلا نني حملتها | عذر التأخر ليت لم أتأخر |
وركبت أعناق الرجال مسارعا | وشققت كل ثنوفة لم تعمر |
مستهديا عطف التجاوز والرضى | مستنشقا عرف الكثيب الأعفر |
فابسط بفضلك عذر وافدة العلى | وأبسط لها وجه الكريم الموسر |
واسمح لها لا تنتقدها أنها | مع مفرط الإعجال قول مقصر |
لولا تجاوزك الكريم لأصبحت | نهب المزيف عرضة المستقصر |
لا زلت تبقى للمحامد جامعا | مع أحمد في ظل عيش أخضر |
والسعد ينشر فوق رأسك راية | تبقى مع العليا بقاء الأدهر |
ألا هل أمر الدهر مثل أبي بكر | بفكر فإني لست ينفك عن فكري فراجعه عنها: طويل |
سلام كما حيتك عاطرة لنشر | وإلا كما هب النسيم مع الفجر |
وود كما سلسلت صافية الطللا | وعهد كما راقت خدود من الزهر |
وذكر كما غنت حمامة أيكة | وشوق كما حن الحمام إلى الوكر |
وحن إلى ذاك الجلال كما أتى | حبيب بلا وعد ووصل على هجر |
تحية من يفديك من كل حادث | وقيت الردى بالنفس والأهل والوقر |
ولله روض من جنابك زارني | للفت له رأسي حياء أبا بكر |
هو السحر بل أخفى من السحر رقة | وأسرى إلى الأكباد من نطف الخمر |
نسيت يدي مهما نسيتك معرضا | وأخمل ذكري أن أرحتك عن ذكري |
ولا ذكرتني السن الحمد ما انثنى | لساني عن حمد لأقوالك الغر |
ولكن عدتني عنك لا متلاهيا | عود عدت من عادة الزمن النكر |
فحسن ولا تعتب بنا الظن والتمس | وعندي لك العتب لنا أحسن العذر |
أمثلي يرى عن ذلك السرو ساليا | سلوت إذا عن كل مكرمة بكر |
ولو لم نكن بيني وبينك أسرة | لهمت بذاك الفضل والعلم والشعر |
ولكنها قربى تعلق بالحشا | لدي لها الإخلاص في السر والجهر |
وحب مع الأيام يزداد جدة | تتمكن ما بين الجوانح والصدر |
ولم لا وقد أسلفت كل بديعة | من الفضل قد خطت على صفحة البدر |
سقيت الملا ماء المكارم والندى | وأطلعت في روض العلا أينع الزهر |
وقلدت جيد الدهر سلك محاسن | وصنعت سوار المجد في معصم الدهر |
وألبستنيها من تنائك حلة | مطرزة العطفين بالنظم والنثر |
نثرت على القول دار كأنه | سقيط رذاذ الغيث في الورق النضر |
وكم لك عندي من يد المعية | يقل لها بذل البقية من عمري |
ومن مدح ضمتها كل مفخر | حبيبة الأنفاس مسكية النشر |
تسير بها الركبان في كل غارب | من الأرض سيرا مثل سير القطا الكدر |
بإنشادها تحدو لحداة ويهتدي | بها كل من قد هام في المهمه القفر |
وهل أنت إلا دوحة المجد أثمرت | لنا فاجتنينا يانعا ثمر الفخر |
نماك إلى العليا جهابذ سادة | نمتهم ذوو التيجان في سالف الدهر |
ومن يك من قحطان فهو ممجد | فقحطان ذو التاج المكلل بالدر |
وكم لك من جد رفيع متوج | بتاجين من در وآخر من تبر |
فحاتمكم رب المكارم والعلى | وحيدا كما قد قيل عن بيضة العقر |
وميسرة حاز البسيطة بالقنا | وباليمنيات المهندة البتر |
وثار على ملك الأميين قائما | بملك بني العباس ناهيك من فخر |
بأرائه البيض ارتقى درج العلى | وحل ذرى العليا براياته الخضر |
وفي يمن أضحى الفخار فإنها | حمت أحمد المختار بالبيض والسمر |
ولم لم يكن للحميريين غير ما | أتتنا به الآثار عن ملتقى بدر |
ويوم حنين إذ دعاهم محمد | نبي الهدى فاستوصلت شافة الكفر |
فلا عزة ما لم تكن حميرية | ولا همة إلا لمعتلي القدر |
وإن كانت الدنيا أرتك تجهما | فمن عادة الدنيا مطالبة الحر |
وإن قعدت بعض القعود فقد درت | بنك حقا واحد الدهر والعصر |
وقد علمت قوم بأنك تاجها | ولو أنها حلت ذرى الأنجم الزهر |
فتعسا الأيام تحط ذوي العلى | وتعلي حطيط النفس والقدر والفخر |
فدونكها كالروض سامرة الحيا | وحياة غب المحل منسجم القطر |
مقنعة خوف انتقادك خجلة | كما أقبلت عذراء في حلل خضر |
على أنني أدري بأني مقصر | ولكنني أرسلتها بيدي عذر |
فكنت كمن يهدي إلى الماء نغبة | ويقصد أرض الهاشميين بالتمر |
ولابد من وصل الزيارة قائما | بحق العلى مني على دم البر |
خليلي سيرا واربا بالمناهل | وردا تحية الخليط المزائل |
فإن سأل الأحباب عني تشوقا | فقولا تركناه رهين البلابل |
وأن يتناسوني لعذر فذكا | بأمري ولا تدري بذاك عواذلي |
لعل الصبا تأتي فتحيي بنفحة | فؤادي من تلقاء من هو قاتلي |
فيا ليت أعناق الرياح تقلني | وتنزلني ما بين تلك المنازل |
بدا فكأنه قمر | على أزراره طلعا |
يفت المسك عن نيق ال | جبين بنانه ولعا |
وقد خلعت عليه الر | راح من أثوابها خلعا |
فأهدى من محاسنه | إلى أبصارنا بدعا |
فلما فت أكبدنا | وحاز قلوبنا رجعا |
ففاضت أعين أسفا | وفاضت أنفس جزعا |
سلام كما نمت بروض أزاهر | وذكر كما نامت عيون سواهر |
تحية من شطت به عنك داره | وأنت له قلب وسمع وناظر |
فيا سيد السادات غير مدافع | ويا واحد الدنيا ولا من يفاخر |
لك الشرف الأسمى الذي لاح وجهه | كما لاح وجه الصبح والصبح سافر |
لئن شهرت في المعلوات أوائل | لقد شرفت بالمأثرات أواخر |
سجايا استوت منهن فكيف بواطن | أقامت عليهن الدليل ظواهر |
أبا حسن شكري لبرك حافل | وذكري وإن لم أقض حقك عاطر |
حرمت ندى تلك الظلال فأحرقت | فؤادي سموم للنوى وهواجر |
وأني على فقد الصديق لجازع | على أن قلبي للحوادث صابر |
حنانيك أغبيت العلاء فجئته | أذكره عهدي فهل أنت ذاكر |
فإن كنت قد أخللت فالفضل باهر | وإن كنت قد قصرت فالمجد عاذر |
أما أنه لولا خلائقك الرضى | لما كان لي عذر ولا قام ناصر |
فمد يد الصفح الجميل فأنني | على كل ما تولي وأوليت شاكر |
هي السيادة حلت منزل القمر | وأنت منها سواد القلب والبصر |
وهي الجلالة لا تدري لها صفة | لكنها عبرة جاءت من البعير |
أما المعالي فقد حطت رواحلها | لديك ولخبر يغنيني عن الخبر |
طرزت ثوب المعالي بعدما درست | رسومه فأتانا معم الطرز |
رقت فراقت سناء للعلى شيم | كأنها قطعت من رقة السحر |
وضاع عرف ثناء ذاع ريقه | كما نشقت نسيم العنبر الذفر |
لولاك ما انساب ماء المكرمات ندى | وعندي ولا سفرت لي أوجه البشر |
كم من يدلك في أجيادنا كتبت | والله يعلمها في صفحة القمر |
لا تنثني أبدا نثني عليك بها | كأنما هي آيات من السور |
يفديك كل من الأسوأ سوى نفر | علمت بغيهم لا كان من نفر |
يخفون ضد الذي يبدون من ملق | فلا تثقفهم وكن منهم على حذر |
إن الحجارة تلقى وهي خامدة | حتى إذا قدحت حيتك بالشرر |
خص يا غيث مربع الأحباب | وتعاهد بالعهد عهد التصابي |
ولتسلم على معرس سلمى | ولتصل بالرباب دار الرباب |
هي روضات كل أنس وطيب | ومغان سكانها أصل ما بي |
فكساها العلاء ثوب بهاء | وسقاها الجمال ماء الشباب |
ثم طارت ألبابنا فبقينا | بين أهل الهوى بلا الباب |
وأصيبت بها القلوب فصارت | لشقاءي مألف الأوصاب |
أمرضتني مرضى صحاح ولكن | ن عذابي بين الثنايا العذاب |
أقسم الشوق أن يقسم قلبي | بين قوم لم يسألوا عن مصابي |
فرقة أثرت صدودي وأخرى | أخذت حد سيرها في الذهاب |
أي وجد أشكو وقد صار متى ما | لم أمت حسرة على الأحباب |
بعت حظي من الوفاء متى ما | لم أمت حسرة على الأحباب |
ولئن همت بالجمال فإني | أبدا عفت موضع الارتياب |
ودعتني عن المقابح نفس | خلقت من محاسن الآداب |
يا سريا تحتال منه الوزارة | في الحلي تارة وف الحلي تاره |
بك تزدان خطة حملت من | ك على شخصها بهاء وشاره |
ظهرت فيك للجلال خلال | وعلى الندب للسناء إماره |
يا أبا بكر الوحيد بعصر | لم يزل جاعلا عليك مداره |
زرت بالفضل والفضائل تقضي | أن نوالي إلى ذراك الزياره |
دمت بالفضل والفضائل تقضي | إن نوالي إلى ذراك الزياره |
دمت يا نخبة الكرام عزيزا | ما تلا الليل في الزمان نهاره |
يا زكيا غدا يشيد فخاره | مرشدا للعلى يشد إزاره |
وحساما براجحة المجد عضبا | شحذت راحة الذكاء شفاوة |
سامر الفضل منك روض وفاء | هصرت في يد العلى أزهاره |
وهمت ديمة الصفاء فروت | مربع الود بيننا وثماره |
يا سنا مقلة الزمان أبا العب | باس يا حلي جيده يا فخاره |
فإذا قيل من فتى الفضل يوما | وأشاروا فأنت معنى الإشارة |
زارني من سماء فكرك روض | مثل ما واصل الحبيب الزيارة |
مهرق جاء في ثياب عروس | أصبح المجد تاجه وسواره |
أي شكر أم أي بر يكافي | حق حر سناءه قد أناره |
ومن العي أن أراجع لا بالشع | ر فتى لا اشق فيه غباره |
غير أني وثقت أعضاء ندب | عبر الدهر عنه أي عبارة |
خطت بنان الشوق بين جوانحي | مرءاك فالتهبت من الوجد |
وتحدثت نفسي بزورتك التي | قطعت بلا شك من الخلد |
فتعللك بالوهم وانتعشت | سرا حشاشتها على البعد |
يا بغيتي قلبي لديك رهينة | فلتحفظيه فربما قد ضاعا |
أوقدته وتركته متضرما | بأوار حبك يستطير شعاعا |
لا تسلميه فإنه نزعت به | تلك الخلال إلى هواك نزاعا |
حاشا لمثلك أن يضيع ضراعتي | ولمثل حبي أن يكون مضاعا |
أني لأقنع من وصالك بالمنى | ومن الحديث بأن يكون سماعا |
سقى الله الحمى صوب الولي | وحيا بالأراكة كل حي |
وإن ذكر العقيق فباكرته | سحائب معقبات بالروي |
تروض مسقط العلمين سكبا | وتلبسه جنى الزهر الجني |
ولا بليت لمرسية برود | مطرزة بأشتات الحلي |
ذكرت معاهدا أقوت وكانت | أواهل بالقريب وبالقصي |
أقول وإن غدوت حليف شجو | أعلل لوعة القلب الشجي |
لأصرف عفة كفي ولحظي | عن اللحظ العليل النرجسي |
وأخزن منطقي عن كل هجو | وأهجر كل ملسان بذي |
ولما أن رأيت الدهر يدني | دنيا ثم يسطو بالسني |
وجدت به على الأيام غيظا | كما وجد اليتيم على الوصي |
طلبت فما سقطت على خبير | يخبر عن ودود أو صفي |
كما أني بحثا على كريم | فما ألفيت ذا خلق على شخص سري |
هو الملك المعظم من ملوك | ينير بها سنا الأفق السني |
له همم تعالي كل حين | يفوت بها ذرى النجم العلي |
وحسن خلائق رقت فجاءت | كما هب النسيم مع العشي |
مصون العرض مبذول العطايا | ندي الترب مبرور الندي |
جواد جوده إن سال سيل | ويأتي عرفه مثل الآتي |
يمد إلى العفاة يمين يمن | تلين قسوة الدهر الأبي |
حلى ملكه بحلى نهاه | كما أزدان المقلد بالحلي |
تدار عليه أكواس المعالي | فتأخذ من هزير أريحي |
يطارد بالضحا خيل الأعادي | ويأوي كل وفد بالعشي |
لإبرهيم عند الله سر | يدق على على النظر الخفي |
يرى غيب الأمور إذا ادلهمت | بعين الرأي والفكر البدي |
ويوضح كل مشكلة فيرمي | بها فيصيب شاكلة الرمي |
درت صنهاجة ولها علاها | بأن علاه مفتخر الندي |
وتعلم أنه السيف المحلى | لدفع الخطب أو قرع الكمي |
وكم من سيد فيهم ولكن | أتى الوادي فطم على القرى |
أيا ليث الحروب ومن تردى | رداء الفضل والخلق الرضي |
لقد أصبحت روح العدل حقا | واسود مقلة الملك الحفي |
سواك يريح من وخد المطي | ويقصر عن مدى الأمل القصي |
وأنت تصادم العلياء لما | غدت مرقى لكل فتى علي |
تصادر كل معضلة نود | متى هجمت بصدر السمهري |
وتكشف كل غماء بهدي | حكى هدى النبي الهاشمي |
أبا اسحق يا أمير ملك | يقصر عنه ملك التبعي |
ليوسف مفخر يروى ويتلى | كما يتلى الحديث عن النبي |
ركبت مناهج التقوى ففاقت | أمورك كل أمر معتلي |
وسرت بسيرة العمرين عدلا | ولم تقعد مضاء من علي |
أيا ملكت الملوك لدى قول | فوطئ لي على كنف وطي |
وحسن فضل أخلاق كرام | إذا حيت فعن مسكت ذكي |
لك الفضل الذي أوليتنيه | فأشكره ولي حق الولي |
وأمري مظلم بالشرق حتى | تبلجه لدى المولى العلي |
وهذا وقت خدمة كل أمر | فسبب بي إلى السبب الحظي |
ومهما دار قول نمقته | رجال لا تصاف إلى سري |
فلا تسمع لمشاء بنم | ودع أقوال هماز غوي |
دعي الصفاء وليس يعطي | بقدر الحب والود الخفي |
وليت قلوبنا شقت فتدري | بها فضل الخون من الوفي |
ويهني المجد غزو نلت فيه | جسيم الأجر بالسعي الزكي |
كلامي قادة ودي فاهدي | إليك قصيدة مثل الهدي |
فخذها كالعروس تفوت طبعا | ويا ويل الشجي من الخلي |
لدى سراك لعدو الجرد تصميم | وفي عداك لبيض الهند تحطيم |
وللمكارم لا زالت مخيمة | بساحة الدولة العلياء تخييم |
ثوى بربعك ملء الأرض منتظما | من المآثر منثور ومنظوم |
آيات عدلك تتلى وهي معتبر | سر لكم في ضمير الدهر مكتوم |
لله فيك حديث سوف يوضحه | وللمعالي على علياك تحويم |
تدبير ملكك بالتأييد مفتتح | ما لم يكن هذا ملك فمذموم |
قسطت عدلك بين الناس فاعتدلوا | وللمالك تقسيط وتقسيم |
لله فضلك ما يلقاك مكتئب | ألا انثنى وهو مسرور ومعصوم |
قضى الإله وجود منك يغمرنا | بان مالك بين الخلق مقسوم |
لما سريت إلى حمص وقد ظمئت | أسرى إليها سحاب منك مركوم |
وافيت الريح تستقي الغمام بها | مهما تهب فللأنواء تغييم |
كأنما المحل والأنواء تكنفه | جيشان ذا هازم يلفى ومهزوم |
لما اكتسى الدهر واشيا من أزاهره | ومبرم المحل منبث ومفصوم |
عاد الزمان ربيعا عندما طلعت | مني لها في سماء الفضل تعظيم |
رق النسيم وقت كل غادية | فالأفق طلق برد الأرض مرقوم |
قيدتني بأياد منك طائلة | شتى فمنهن مجهول ومعلوم |
كم منة لك عندي لا ينوء بها | شكري على أنه بالمسك مختوم |
من لي بذاك ولو وافتك تنجدني | السبعة الشهب والسبع الأقاليم |
يحف بي منك إعلاء وتكرمة | بر بمنطقة الجوزاء محزوم |
من حق من هجر الأوطان من سعة | وقادة نحوكم حب وتتييم |
أن يعتلي ويرى في النجم منزلة | يحفه منك تكريم وتنعيم |
بيني وبين النوى دخل فإن صدعت | شملي فعندي تفويض وتسليم |
وإن تكن نثرت سلكي نوى قذف | فإن سلك رجائي فيك منظوم |
سقيا لعهد خليط لست أذكره | ألا حننت كما قد حنت الهيم |
مهما تنسمت من تلقائه نفسا | شوقا تحدر من عيني تسنيم |
فالنفس من بعد جمر له صفة | ميم وواو وجيم بعدها جيم |
عسى الليالي بسعد الملك تنظما | إن أنصف الدهر والإنصاف معدوم |
مكتبة المنار - الأردن-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 114