الكركي يحيى بن عيسى الكركى: زنديق ملحد. من أهل الكرك (من شرقى الأردن) تفقه بمصر. وعاد إلى بلده، فكتب أوراقا شحنها بالزندقة. فطلبه الحاكم (الأمير حمدان بن فارس بن ساعد الغزاوى) إلى عجلون، وضربه 500 سوط. وذهب إلى دمشق، فعرض على الشهاب العيثاوى (رسالة) من ترهاته، طالبا تقريظها. وجلس فى الجامع الأموى يحدث الناس، فزعم أنه صعد إلى العرش وأنه رأى الله تعالى، فقبض عليه وأرسل إلى (البيمارستان) وطلبه قاضى القضاة، ليلا، وأظهر له رسالة من إنشائه، تشتمل على لعن الشيخ تقى الدين الحصنى وشتم العلماء ودعاوى فاسدة، فلم ينكرها. وذكر أنه كتبها فى وقت (الغيبة) وعرض عليه (رسالة) أخرى، بخطه، فى ستة أو سبعة كراريس، يطعن بها فى الدين وأهله، وينكر وجود الصانع، ويجهل الأنبياء، ويقول بالحلول والاتحاد، ويدعى أنه (الرب) فلم ينكر منها حرفا، فأعيد إلى البيمارستان. وراح أمره عند العامة وبعض كبار الجند، وخيفت الفتنة، فانعقد مجلس فى دار القضاء، حضره المفتى ورئيس الأطباء وعدد من العلماء، وجيء به، وهو فى الأغلال، فسئل، فاعترف، فأفتى المجلس بقتله. وكتب بذلك سجل أرسل إلى الوالى، فأمضاه. وضربت عنقه بفناء المحكمة، ولم يشهر به لئلا تحاول العامة إنقاذه.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 162