أبو الحسين الطالبي يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد ابن على بن الحسين السبط: ثائر، من أباة أهل البيت. خرج فى أيام المتوكل العباسى (سنة 235) واتجه ناحية خراسان بجماعة، فرده عبد الله بن طاهر إلى بغداد، فأمر المتوكل بضربه وحبسه. ثم أطلقه، فأقام مدة فى بغداد. وتوجه إلى الكوفة فى أيام المستعين بالله، فجمع بعض الأعراب، ودخلها ليلا، فأخذ ما فى بيت مالها، وفتح السجون فأخرج من فيها، ودعا إلى الرضى من آل محمد، فبايعه الناس، وطرد نواب الخليفة من الكوفة، واستحوذ عليها، وعسكر بالفلوجة. وقصده جيش، فحاربه. وظفر، فقوى أمره جدا، قال ابن كثير: (وتولاه أهل بغداد، من العامة وغيرهم ممن ينسب إلى التشيع، وأحبوه أكثر من كل من خرج قبله من أهل البيت). وأقبل عليه جيش آخر، جهزه محمد بن عبد الله بن طاهر، فاقتتلا بشاهى (قرب الكوفة) فتفرق عسكر الطالبى، وبقى فى عدد قليل، وتقنطر به فرسه، فقتل وحمل رأسه إلى المستعين. وكان حسن السيرة والديانة، قوى الساعد يلوى عمود الحديد، على عنق من يسخط عليه من خدمه، فلا يحله غيره. ورثاه كثير من الشعراء، منهم ابن الرومى.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 160