ابن فضلان يحيى (وكان اسمه واثقا فغيره) بن علي ابن الفضل بن هبة الله بن بركة، أبو القاسم، جمال الدين المعروف بابن فضلان: مناظر، من فقهاء الشافعية. بغدادي المولد والوفاة. تفقه بنيسابور. وسمع الحديث، وحدث. له نظم حسن، منه قوله:
#وإذا بغى باغ عليك، فخلهـ ، والدهر، فهو له مكاف كاف قال اليافعي: كان من أئمة علم الخلاف والجدل، مشارا إليه. وقال المنذري: كان عذب الكلام، مليح العبارة. وقال ابن كثير: ساد أهل بغداد، وانتفع به الطلبة والفقهاء، وبنيت له مدرسة فدرس بها وبعد صيته. وعرفه ابن تغري بردى بمدرس النظامية، وقال: كان مقطوع اليد، وقع عن الجمل فكسرت، وقطعت. له أخبار. وفضلان لقب جده الفضل.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 159

ابن فضلان شيخ الشافعية، أبو القاسم يحيى الواثق بن علي بن الفضل بن هبة الله بن بركة، البغدادي.
قال له ابن هبيرة: لا يحسن أن تكتب بخطك إلى الخليفة: الواثق، لأنه لقب خليفة. قال: فكتبت يحيى.
مولده سنة سبع عشرة وخمس مائة.
سمع أبا غالب ابن البناء، وإسماعيل بن السمرقندي، ومن أبي الفضل الأرموي.
روى عنه: ابن خليل في ’’معجمه’’، فسماه واثقا، وابن الدبيثي، وجماعة.
وكان بارعا في الخلاف والنظر، بصيرا بالقواعد، ذكيا، يقظا، لبيبا، عذب العبارة، وجيها، معظما، كثير التلامذة، ارتحل إلى ابن يحيى صاحب الغزالي مرتين، ووقع في السفر، فانكسر ذراعه، وصارت كفخذه، ثم أدته الضرورة إلى قطعها من المرفق، وعمل محضرا بأنها لم تقطع في ريبة. فلما ناظر المجير مرة، وكان كثيرا ما ينقطع في يد المجير، فقال: يسافر أحدهم في قطع الطريق، ويدعي أنه كان يشتغل، فأخرج ابن فضلان المحضر، وأخذ يشنع على المجير بالفلسفة.
وكان ابن فضلان ظريف المناظرة، ذا نغمات موزونة، يشير بيده بوزن مطرب أنيق، يقف على أواخر الكلم خوفا من اللحن. قاله الموفق عبد اللطيف، ثم قال: وكان يداعبني كثيرا، ثم رمي بالفالج في أواخر عمره رحمه الله.
قلت: وتفقه ببغداد على أبي منصور الرزاز، وتخرج به أئمة، وسمع بخراسان من أبي الأسعد القشيري، وعمر بن أحمد بن الصفار.
درس بمدرسة دار الذهب، وقد تلا بالروايات على محمد ابن العالمة، وكان على دروسه إخبات وجلالة.
مات في شعبان سنة خمس وتسعين وخمس مائة.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 15- ص: 399