يحيى الطالبي يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن على بن أبي طالب: من كبار الطالبيين في ايام موسى الهادي و هارون الرشيد العباسيين. رباه جعفر الصادق في المدينة، فروى الحديث و تفقه. وكان مع ابن عمه (الحسين بن على بن الحسن) في ثورته بالمدينة و استيلائه عليها، ايام موسى الهادي، وحضر مقتله في معركة ’’فخ’’ سنة 169هـ ، ونجا فدعا إلى نفسه، فبايعه كثير من أهل الحرمين و اليمن و مصر. وذهب إلى اليمن فأقام مدة ز ودخل مصر و المغرب. وعاد إلى المشرق فدخل العراق متنكرا. وقصد بلاد الري وخراسان فوصل إلى ما وراء النهر. ’’الرشيد’’ في طلبه، فانصرف إلى خاقان (ملك الترك) ومعه من شيعته و انصاره نحو 170 رجلا، فاقام سنتين و ستة اشهر. و خرج إلى طبرستان، فبلاد الديلم. واعلن بها دعوته (سنة 175) و كثر جمعه، فندب الرشيد لحربه الفضل بن يحيى البرمكي في خمسين الفا و ضعف امر الطالبي، وخاف ان يغدر به ملك الديلم، فطلب امان الرشيد، فاجابه بخطه، واستقدمه إلى بغداد، فدخلها و اغدق عليه الرشيد عطاياه، إلى ان بلغه انه يدعو لنفسه سرا، وانه ما زال عنده من يقوم بدعوته، فحبسه عند الفضل بن يحيى. ورق له هذا بعد مدة، فأطلقه. وعلم الرشيد، فكان ذلك مما احفظه على البرامكة، وارسل من اعاد يحيى إلى الاعتقال، في سرداب. ووكل به مسرورا السياف. وكان كثيرا ما يدعو به اليه فيناظره. واستمر إلى ان مات في حبسه. وقيل: قتل بالجوع و العطش. وكان اسمرا، نحيفا، خفيف العارضين، ملء نفسه اباء و اعتزاز.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 154