النووي يحيى بن شرف بن مري بن حسن الحزامي الحوراني، النووي، الشافعي، أبو زكريا، محيي الدين: علامة بالفقه و الحديث. مولده ووفاته في نوا (من قرى حوران، بسورية) و اليها نسبته. تعلم في دمشق، واقام بها زمنا طويلا. من كتبه ’’تهذيب الاسماء و اللغات –ط’’ و’’منهاج الطالبين-ط’’ و’’الدقائق –ط’’ و’’ التصحيح التنبيه-ط’’ في فقه الشافعية، و’’المنهاج في شرح صحيح مسلم –ط’’ خمس مجلدات، و’’التقريب و التيسير-ط’’ في مصطلح الحديث، و’’حلية الابرار –ط’’ يعرف بالاذكار النووية، و’’خلاصة الاحكام من مهمات السنن وقواعد الاسلام-خ’’ و’’رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين –ط’’ و’’بستان العارفين –خ’’ و’’الايضاح –ط’’ في المناسك، و’’شرح المهذب للشيرازي –خ’’ و’’روضة الطالبين –خ’’ فقه، و’’التبيان في اداب حملة القران-ط’’ و’’المقاصد-ط’’ رسالة في التوحيد، و’’مختصر طبقات الشافعية لابن الصلاح –خ’’ و’’مناقب الشافعي –خ’’ و’’المنثورات –خ’’ فقه، وهو كتاب فتاويه، و’’ مختصر التبيان –خ’’ مواعظ، والاصل له، و’’ منار الهدى –ط’’ في الوقف و الابتداء، تجويد، و’’المهمات من رجال الحديث –خ’’ رسالة، و’’الاربعون حديثا النووية –ط’’ شرحها كثيرون. وافردت ترجمته في رسائل، ما زالت مخطوطة، احداها للسحيمي، والثانية للسخاوي، و الثالثة ’’ المنهاج السوي’’ للسيوطي، ذكرها تيمور. وفي طبقات ابن قاضي شهبة: قال الاسنوي: وينسب اليه تصنيفان ليسا له، احدهما مختصر لطيف يسمى:النهاية في اختصار الغاية’’ و الثاني ’’اغاليط على الوسيط’’ مشتملة على خمسين موضعا فقخية و بعضها حديثية، وممن نسب اليه هذا ’’ابن الرفعة’’ في شرح الوسيط، فاحذره، فانه لبعض الحمويين، ولهذا لم يذكره ابن العطار تلميذه حين عدد تصانيفه و استوعبها. واورد ابن مرعى، في ’’ الفتوحات الذهبية ’’ نسبه كاملا، وقال: مرى، بضم الميم و كسر الراء، كما وجد مضبوطا بخطه، والحزامي: بكسر الحاء المهملة، و بالزاي المعجمة، و النووي: نسبة لنوا، يجوز كتبها بالالف: ’’نواوي’’ قلت: كان يكتبها هو بغير الالف، انظر نموذج خطه.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 149

النووي الشيخ محيي الدين اسمه: يحيى بن شرف.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0

يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن حزام ابن محمد بن جمعة النووي الشيخ الإمام العلامة محيي الدين أبو زكريا شيخ الإسلام أستاذ المتأخرين وحجة الله على اللاحقين والداعي إلى سبيل السالفين
كان يحيى رحمه الله سيدا وحصورا وليثا على النفس هصورا وزاهدا لم يبال بخراب الدنيا إذا صير دينه ربعا معمورا له الزهد والقناعة ومتابعة السالفين من أهل السنة والجماعة والمصابرة على أنواع الخير لا يصرف ساعة في غير طاعة هذا مع التفنن في أصناف العلوم فقها ومتون أحاديث وأسماء رجال ولغة وتصوفا وغير ذلك
وأنا إذا أردت أن أجمل تفاصيل فضله وأدل الخلق على مبلغ مقداره بمختصر القول وفصله لم أزد على بيتين أنشدنيهما من لفظه لنفسه الشيخ الإمام وكان من حديثهما
أنه أعني الوالد رحمه الله لما سكن في قاعة دار الحديث الأشرفية في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة كان يخرج في الليل إلى إيوانها ليتهجد تجاه الأثر الشريف ويمرغ وجهه على البساط وهذا البساط من زمان الأشرف الواقف وعليه اسمه وكان النووي يجلس عليه وقت الدرس فأنشدني الوالد لنفسه

ولد النووي في المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة بنوى وكان أبوه من أهلها المستوطنين بها وذكر أبوه أن الشيخ كان نائما إلى جنبه وقد بلغ من العمر سبع سنين ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان فانتبه نحو نصف الليل وقال يا أبت ما هذا الضوء الذي ملأ الدار فاستيقظ الأهل جميعا قال فلم نر كلنا شيئا قال والده فعرفت أنها ليلة القدر
وقال شيخه في الطريقة الشيخ ياسين بن يوسف الزركشي رأيت الشيخ محيي الدين وهو ابن عشر سنين بنوى والصبيان يكرهونه على اللعب معهم وهو يهرب منهم ويبكي لإكراههم ويقرأ القرآن في تلك الحال فوقع في قلبي حبه وجعله أبوه في دكان فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء عن القرآن قال فأتيت الذي يقرئه القرآن فوصيته به وقلت له هذا الصبي يرجى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم وينتفع الناس به فقال لي منجم أنت فقلت لا وإنما أنطقني
الله بذلك فذكر ذلك لوالده فحرص عليه إلى أن ختم القرآن وقد ناهز الاحتلام
فصل
لا يخفى على ذي بصيرة أن لله تبارك وتعالى عناية بالنووي وبمصنفاته، وأستدل على ذلك بما يقع في ضمنه فوائد حتى لا تخلو ترجمته عن الفوائد فنقول
ربما غير لفظا من ألفاظ الرافعي إذا تأمله المتأمل استدركه عليه وقال لم يف بالاختصار ولا جاء بالمراد ثم نجده عند التنقيب قد وافق الصواب ونطق بفصل الخطاب وما يكون من ذلك عن قصد منه لا يعجب منه فإن المختصر ربما غير كلام من يختصر كلامه لمثل ذلك وإنما العجب من تغيير يشهد العقل بأنه لم يقصد إليه ثم وقع فيه على الصواب وله أمثلة منها
قال الرافعي في كتاب الشهادات في فصل التوبة عن المعاصي الفعلية في التائب إنه يختبر مدة يغلب على الظن فيها أنه أصلح عمله وسريرته وأنه صادق في توبته وهل تتقدر تلك المدة قال قائلون لا إنما المعتبر حصول غلبة الظن بصدقه ويختلف الأمر فيه بالأشخاص وأمارات الصدق هذا ما اختاره الإمام والعبادي وإليه أشار صاحب الكتاب بقوله حتى يستبرئ مدة فيعلم إلى آخره وذهب آخرون إلى تقديرها
وفيه وجهان قال أكثرهم يستبرأ سنة انتهى بلفظه
فإذا تأملت قوله قال أكثرهم وجدت الضمير فيه مستحق العود على الآخرين الذاهبين إلى تقديرها لا إلى مطلق الأصحاب فلا يلزم أن يكون أكثر الأصحاب على التقدير فضلا عن التقدير بسنة بل المقدر بعضهم واختلف المقدرون في المدة وأكثرهم على أنها سنة فهذا ما يعطيه لفظ الرافعي في الشرح الكبير وصرح النووي في الروضة بأن الأكثرين على تقدير المدة بسنة فمن عارض بينها وبين الرافعي بتأمل قضى بمخالفتها له لأن عبارة الشرح لا تقتضي أن أكثر الأصحاب على التقدير وأنه سنة بل إن أكثر المقدرين الذين هم من الأصحاب على ذلك ثم يتأيد هذا القاضي بالمخالفة بأن عبارة الشافعي رضي الله عنه ليس فيها تقدير بسنة ولا بستة أشهر وإنما قال أشهر وأطلق الأشهر رضى الله عنه اطلاقا إلا أن هذا إذا عاود كتب المذهب وجد الصواب ما فعله النووي فقد عزى التقدير وأن مقداره سنة إلى أصحابنا قاطبة فضلا عن أكثرهم الشيخ أبو حامد الإسفرايني في تعليقه وهذه عبارته قال الشافعي ويختبر مدة أشهر ينتقل فيها من السيئة إلى الحسنة ويعف عن المعاصي وقال أصحابنا يختبر سنة انتهى
وكذلك قال القاضي الحسين في تعليقته ولفظه قال الشافعي مدة من المدد قال أصحابنا سنة انتهى
وكذلك الماوردي ولفظه وصلاح عمله معتبر بزمان اختلف الفقهاء في حده فاعتبره بعضهم بستة أشهر واعتبره أصحابنا بسنة كاملة انتهى
وكذلك الشيخ أبو إسحاق فإنه قال في المهذب وقدر أصحابنا المدة بسنة
وكذلك البغوي في التهذيب وجماعات كلهم عزوا التقدير بالسنة إلى الأصحاب فضلا عن أكثرهم ولم يقل بعض الأصحاب إلا القاضي أبو الطيب والإمام ومن تبعهما فإنهم قالوا قال بعض أصحابنا تقدر بسنة وقال بعضهم زاد الإمام أن المحققين على عدم التقدير
ومن تأمل ما نقلناه أيقن بأن الأكثرين على التقدير بسنة وبه صرح الرافعي في المحرر ولوح إليه تلويحا في الشرح الصغير فظهر حسن صنع النووي وإن لم يقصده عناية من الله تعالى به

  • دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 8- ص: 395

النووي الإمام الفقيه الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الحزامي الحوراني الشافعي
ولد في المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة وقدم دمشق سنة تسع وأربعين وحج مرتين وسمع من الرضي بن البرهان والنعمان بن أبي اليسر والطبقة
وصنف التصانيف النافعة في الحديث والفقه وغيرها كشرح مسلم والروضة وشرح المهذب والمنهاج والتحقيق والأذكار ورياض الصالحين والإرشاد والتقريب كلاهما في علوم الحديث وتهذيب الأسماء واللغات ومختصر أسد الغابة في الصحابة والمبهمات وغير ذلك
وكان إمامًا بارعاً حافظًا متقناً أتقن علوماً شتى وبارك الله في علمه وتصانيفه لحسن قصده وكان شديد الورع والزهد أماراً بالمعروف ناهياً عن المنكر تهابه الملوك تاركًا لجميع ملاذ الدنيا ولم يتزوج وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية بعد أبي شامة فلم يتناول منها درهما مات في رابع عشري رجب سنة ست وسبعين وستمائة
قلت أخرت ترجمته بالتأليف
قال الذهبي وهو سيد الطبقة الآتية وإنما ذكر هنا لتقدم موته

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 513

وشيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي الشافعي كهلا

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 215

النواوي
الإمام، الفقيه، الحافظ الأوحد، القدوة، الزاهد، محيي الدين، أبو زكريا، يحيى بن شرف بن مرى، الحزامي، الحوراني، الشافعي، صاحب التصانيف.
ولد في المحرم سنة إحدى وثلاثين وست مئة.
وقدم دمشق سنة تسع وأربعين، فسكن في الرواحية، وحفظ -فيما قيل- ’’التنبيه’’ في أربعة أشهر ونصف، وقرأ ربع ’’المهذب’’
من حفظه في باقي السنة على شيخه الكمال إسحاق بن أحمد، ثم حج مع أبيه، وسمع من الرضي بن البرهان، وشيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد الأنصاري، وزين الدين بن عبد الدائم، وزين الدين خالد بن يوسف، وتقي الدين بن أبي اليسر، وجمال الدين بن الصيرفي، والشيخ شمس الدين بن أبي عمر، وغيرهم.
وقرأ ’’الكمال’’ للحافظ عبد الغني على الزين خالد، وشرحاً في أحاديث ’’الصحيحين’’ على المحدث أبي إسحاق إبراهيم بن عيسى المرادي، وأخذ الأصول عن القاضي التفليسي، وتفقه على جماعة منهم: الكمال سلار الإربلي، وشمس الدين عبد الرحمن بن نوح، وقرأ النحو على الشيخ أحمد المصري، وقرأ على ابن مالك كتاباً من تصنيفه.
ولازم الاشتغال والتصنيف، وتخرج به جماعة، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية بعد أبي شامة.
حدث عنه: ابن أبي الفتح، والمزي، وابن العطار، وغيرهم.
وقد ذكر ابن العطار ’’سيرته’’ في كراريس، وحكى عنه أنه كان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على مشايخه شرحاً وتصحيحاً: درسين في ’’الوسيط’’، ودرساً في ’’المهذب’’، ودرساً في ’’الجمع بين الصحيحين’’، ودرساً في ’’صحيح مسلم’’، ودرساً في ’’اللمع’’ لابن جني، ودرساً في ’’إصلاح المنطق’’، ودرساً في التصريف، ودرساً في أصول الفقه، ودرساً في أسماء الرجال، ودرساً في أصول الدين. قال: وكنت أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل، ووضوح عبارة، وضبط لغة، وبارك الله لي في وقتي، وخطر لي أن أشتغل بالطب، واشتريت كتاب ’’القانون’’ فأظلم قلبي، وبقيت أياماً لا أقدر على الاشتغال، فأفقت على نفسي، وبعت ’’القانون’’ فأنار قلبي.
قال ابن العطار: وكان يمتنع من أكل الفواكه والخيار ويقول: أخاف أن يرطب جسمي، ويجلب النوم. وكان يأكل في اليوم والليلة أكلةً، ويشرب شربة واحدة عند السحر، وكلمته في الفاكهة فقال: دمشق كثيرة الأوقاف، وأملاك من تحت الحجر والتصرف لهم لا يجوز إلا على وجه الغبطة لهم، ثم المعاملة فيها على وجه المساقاة، وفيها خلاف، فكيف تطيب نفسي بأكل ذلك؟
وقال ابن فرح: الشيخ محيي الدين قد صار إلى ثلاث مراتب، كل مرتبة منها لو كانت لشخص لشدت إليه الرحال: العلم، والزهد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقال الشيخ شمس الدين بن الفخر الحنبلي: كان إماماً بارعاً، حافظاً مفتياً، أتقن علوماً شتى، وصنف التصانيف الجمة، وكان شديد الورع والزهد، تاركاً لجميع ملاذ الدنيا من الماكول إلا ما يأتيه به أبوه من كعك وتين، وكان يلبس الثياب الرثة المرقعة، ولا يدخل حماماً، وترك الفواكه جميعها، ولم يتناول من الجهات درهماً.
وقال الشيخ قطب الدين اليونيني: كان أوحد زمانه في العلم والورع والعبادة، والتقلل وخشونة العيش، واقف الملك الظاهر بدار العدل غير مرة: فحكي عن الملك الظاهر أنه قال: أنا أفزع منه.
سافر لزيارة بيت المقدس، وعاد إلى نوى فمرض عند والده، ومات في رجب سنة ست وسبعين وست مئة.
وفيها: مات شيخ العراق العلامة المقرئ مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش البغدادي الحنبلي. والشيخ شمس الدين قاضي القضاة أبو بكر محمد بن العماد إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي بمصر، وله أربع وسبعون سنة.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 4- ص: 1

يحيي بن شرف بن ميري بن حسن النووي
ذكرت أحواله موضحة في شرح المنهاج فراجعها منه، مات ببلده نوى سنة ست وسبعين وستمائة -رحمه اللَّه-.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1