محمد بن جمعة محمد بن جمعة: محمد بن جمعة، الشيخ الإمام العلامة بدر الدين الفيومي الحنفي المعروف بابن جمعة، من أعيان العلماء الفضلاء بمصر ومشاهيرهم بها، ولي، مشيخة القبة بتربة بشبك بالمطرية، ودخل إلى الروم مرتين، ودخل فيهما دمشق، الأولى صحبة قاصد السلطان قايتباي، فعاد إلى دمشق منها في جمادى الأولى سنة ست وتسعمئة، والثانية في سنة سبع وتسعمئة، بتقديم السين فيهما، وكتب فيها بدمشق عند جوازه بها قاصدا لملك الروم السلطان أبي يزيد بن عثمان، في نصف شهر صفر من السنة المذكورة إلى شيخ الإسلام رضي الدين الغزي جدي لغزا صورته:
يا من له أدب وفضل لا يحد | ومحاسن فوق الحساب فلا تعد |
ويحل إن نفث البليغ معانيا | في مبهمات اللفظ فهي لها عقد |
ما اسم تركب من حروف مثل ما | قد قامت الأركان منا بالجسد |
فأعجب لها من أربع قد ركبت | فردين مع زوجين في اللفظ انعقد |
فرد وزوج أولان اتصلا | كأن ذا وذاك روح وجسد |
وآخران انفصلا بعدهما | كعاشق معشوقه عنه انفرد |
فبين فردين أتى زوج كذا | ما بين زوجين لنا فرد ورد |
والأول النصف لثان عده | والثالث النصف لرابع العدد |
والثالث الثلث لأول كما | رابعه ثلث لثانيه يعد |
وعد حرف منه ساوى عدد الـ | ـباقي لمن قابل ذا بذا وعد |
حرف له نصف وحرف ثلث | وحرف السدس حسابا لن يرد |
ذاك ثلاثة وهذا إثنان والـ | ـآخر إن تطلبه واحد أحد |
يلقى الذي يلقاه أبو لم يلقه | جوى بقلب واجب طول الأبد |
قد بان ما قد بان من لغز يرى | طردا وعكسا في نظام اطرد |
فهاك لغزي إن ترد جوابه | تجده دونه بدا يا ذا الرشد |
فأت به مبينا مفصلا | وحل مافي النظم حل وانعقد |
يا سيدا حاز الفضائل وانفرد | بمعارف قد جد فيها واجتهد |
مازلت تبدي كل حين تحفة | بعجائب من بحر عرفان تمد |
أرسلت لي لغزا بديعا وصفه | عقدته بنوادر لا تنتقد |
في اسم تركب من حروف أربع | معلومة مثل الطبائع في العدد |
فردين مع زوجين فيها ركبا | من أول مع آخر أيضا ورد |
مع ما ذكرت به من الألغاز في | نظم ببحر كامل منه استمد |
وطلبت فيه جواب ما ألغزته | مني بتفصيل يحلل ما انعقد |
وجواب لغزك بين أوضحته | بصريح لفظ فيه بالمعنى اتحد |
النصف منه الربع أو إن شئت قل | نصف وربع نصفه من غير رد |
والربع نصف ربعه أو ضعفه | من طرده أو عكسه حيث اطرد |
والربع نصف سدسه أو سدسه | هندسة ما ثم من لها جحد |
والقلب واجبا إذا انتدبته | كذا وليس خافيا على أحد |
وهو الصواب إن حذفت أولا | عوضته بسورة بلا فند |
وهو الجواب بحذف آخر وإن | يبدل بدال فجواد ذو مدد |
وإنه المسؤول عنه ظاهرا | فدم بجنة الرضى إلى الأبد |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1977) , ج: 1- ص: 35