ياقوت الحموي ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي، أبو عبد الله، شهاب الدين: مؤرخ ثقة، من أئمة الجغرافيين، ومن العلماء باللغة والأدب. أصله من الروم. أسر من بلاده صغيرا، وابتاعه ببغداد تاجر اسمه عسكر ابن إبراهيم الحموي، فرباه وعلمه وشغله بالأسفار في متاجره، ثم أعتقه (سنة 596 هـ) وأبعده. فعاش من نسخ الكتب بالأجرة. وعطف عليه مولاه بعد ذلك، فأعطاه شيئا من المال واستخدمه في تجارته، فاستمر إلى أن توفي مولاه، فاستقل بعمله، ورحل رحلة واسعة انتهى بها إلى مرو (بخراسان) وأقام يتجر، ثم انتقل إلى خوارزم. وبينما هو فيها خرج التتر (سنة 616) فانهزم بنفسه، تاركا ما يملك، ونزل بالموصل وقد أعوزه القوت، ثم رحل إلى حلب وأقام في خان بظاهرها إلى أن توفي. أما نسبته فأرجح أنها انتقلت إليه من مولاه عسكر الحموي. من كتبه (معجم البلدان –ط) و (إرشاد الأريب – ط) ويعرف بمعجم الأدباء، وفي النسخة المطبوعة نقص استدرك بتراجم ملفقة دست فيه، و (المشترك وضعا والمفترق صقعا –ط) و (المقتضب من كتاب جمهرة النسب –خ) و (المبدأ والمآل) في التاريخ، وكتاب (الدول) و (أخبار المتنبي) و (معجم الشعراء).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 131

ياقوت الأديب الأوحد شهاب الدين الرومي مولى عسكر الحموي، السفار، النحوي، الأخباري، المؤرخ.
أعتقه مولاه، فنسخ بالأجرة، وكان ذكيا، ثم سافر مضاربة إلى كيش، وكان من المطالعة قد عرف أشياء، وتكلم في بعض الصحابة فأهين، وهرب إلى حلب، ثم إلى إربل وخراسان، وتجر بمرو وبخوارزم، فابتلي بخروج التتار فنجا برقبته، وتوصل فقيرا إلى حلب، وقاسى شدائد، وله كتاب ’’الأدباء’’ في أربعة أسفار، وكتاب ’’الشعراء المتأخرين والقدماء’’، وكتاب ’’معجم البلدان’’، وكتاب ’’المشترك وضعا، والمختلف صعقا’’ كبير مفيد، وكتاب ’’المبدأ والمآل في التاريخ’’، وكتاب ’’الدول’’، وكتاب ’’الأنساب’’، وكان شاعرا متفننا جيد الإنشاء، يقول في خراسان:
وكانت -لعمر الله- ذات رياض أريضة، وأهوية صحيحة مريضة، غنت أطيارها، وتمايلت أشجارها، وبكت أنهارها، وضحكت أزهارها، وطاب نسيمها، فصح مزاج إقليمها، أطفالهم رجال، وشبابهم أبطال، وشيوخهم أبدال، فهان على ملكهم ترك تلك الممالك.
وقال: يا نفس الهوا لك، وإلا فأنت في الهوالك.
إلى أن قال: فمررت بين سيوف مسلولة، وعساكر مغلولة، ونظام عقود محلولة، ودماء مسكوبة مطلولة، ولولا الأجل لألحقت بالألف ألف أو يزيدون.
توفي في العشرين من رمضان، سنة ست وعشرين وست مائة، عن نيف وخمسين سنة، ووقف كتبه ببغداد على مشهد الزيدي. وتواليفه حاكمة له بالبلاغة. والتبحر في العلم، استوفى ابن خلكان ترجمته وفضائله.
ابن قنيدة، ابن وردان:

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 16- ص: 232