أبو دهبل الجمحي وهب بن زمعة بن أسد، من أشراف بني جمح بن لؤي بن غالب، من قريش: أحد الشعراء العشاق المشهورين. من أهل مكة. قال المرتضي: هو (من شعراء قريش، وممن جمع إلى الطبع التجويد). له مدائح في معاوية وعبد الله بن الزبير، وأخبار كثيرة مع عمرة الجمحية وعاتكة بنت معاوية. في شعره رقة وجزالة. وله (ديوان شعر –ط) من رواية الزبير بن بكار. وكان صالحا. ولاه عبد الله بن الزبير بعض أعمال اليمن، وتوفي بعليب (وفي معجم البلدان: عليب، موضع بتهامة).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 125
أبو دهبل الجمحي اسمه وهب بن زمعة.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 349
أبو دهبل وهب بن زمعة بن أسيد بن أميمة ابن خلف بن وهب بن حذاقة بن جمح
الجمحي المعروف بأبي دهل الجمحي
خرج مع التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي ولما وقف على قبر الحسين (ع) في كربلا قال ’’والنسخة التي نقلت منها قصيدته هذه كثيرة الغلط’’:
إليك أخا الصب الشجي صبابة | تذيب الصخور الجامدات همومها |
عجبت وأيام الزمان عجائب | ويظهر بين المعجبات عظيمها |
تبيت النشاوى من أمية نوما | وبالطف قتلى ما ينام حميمها |
وتضحى كرام من ذؤابة هاشم | يحكم فيها كيف شاء لئيمها |
وتغدو جسوم ما تغذت سوى العلى | غذاها على رغم المعالي سهوما |
وربات صون ما تبدت لعينها | قبيل السبا إلا لوقت نجومها |
تزاولها أيدي الهوان كأنما | نقحم ما لا عفو فيه أثيمها |
وما أفسد الإسلام إلا عصابة | تأمر نوكاها ودام نعيمها |
وصارت قناة الدين في كف ظالم | إذا مال منها جانب لا يقيمها |
وخاض بها طخياء لا يتهدى لها | سبيل ولا يرضى الهدى من يعومها |
ويخبط عشوا لا يراد مرادها | ويركب عميا لا يرد عزومها |
يجشمها ما لا يجشمه الردى | لإودى وعادت للنفوس جسومها |
إلى حيث ألقاها ببيداء مجهل | تضل لأهل الحلم فيها حلومها |
رمتها لأهل الطف منها عصابة | حداها إلى هدم المكارم لومها |
فشنت بها شعواء في خير فتية | تخلت لكسب المكرمات همومها |
على أن فيها مفخرا لو سمت به | إلى الشمس لم تحجب سناها غيومها |
فجردن من سحب الآباء بوارقا | يشيم الفنا قبل المنا من يشيمها |
فما صعرت خدا لإحراز عزة | إذا كان ساعة ما يضيمها |
أولئك آل الله آل محمد | كرام تحدت ما حداها كريمها |
أكارم أولين المكارم رفعة | فحمد العلى لولا علاهم ذميما |
ضياغم أعطين الضياغم جرأة | فما كان إلا من عطاهم قدومها |
يخوضون تيار المنايا ظواميا | كما خاض في عذب الموارد هيمها |
يقوم بهم للمجد أبيض ماجد | أخو عزمات أقعدت ص يرومها |
حمى بعد ما أدى الحفاظ حماية | وأحمى الحماة الحافظين زعيمها |
إلى أن قضى من بعد ما إن قضى على | ظماء يسلى بالسهام فطيمها |
أصابته شنعاء فلو حل وقعها | على الأرض دكت قبل ذاك تخومها |
فأيمها لم تلق بالطف كافلا | ولم ير من يحنو عليه فطيمها |
أصات غراب البين فيهم فأصبحت | من الشجو لا تأوي العمارة بومها |
فقصر فما طول الكلام ببالغ | مداها رمي بالعي عنها كليمها |
فما حملت أم الرزايا بمثلها | وإن ولدت في الدهر فهي عقيمها |
أتت أولا فيها بأول معضل | فماذا الذي شحت على من يسومها |
فاقسم لا تنفك نفسي جزوعة | وعيني سفوحا لا يمل سجومها |
حياتي أو تلقى أمية وقعة | يذل لها حتى الممات قرومها |
لقد كان في أم الكتاب وفي الهدى | وفي الوحي لم ينسخ لقوم علومها |
فرائض في القرآن قد تعلمونها | يلوح لذي اللب البصير أرومها |
بها دان من قبل المسيح بن مريم | ومن بعده لما أمر بريمها |
فأما لكل غير آل محمد | فيقضي بها حكامها وزعيمها |
وأما لميراث الرسول وأهله | فكل يراهم ذمها وجسيمها |
فكيف وضلوا بعد خمسين حجة | يلام على هلك الشراة أديمها |
يا ليت من يمنع المعروف يمنعه | حتى يذوق رجال غب ما صنعوا |
وليت رزق رجال مثل نائلهم | قوت كقوت ووسع كالذي وسعوا |
وليت للناس خطا في وجوههم | تبين أخلاقهم فيه إذا اجتمعوا |
وليت ذا الفحش لاقى فاحشا أبدا | ووافق الحلم أهل الحلم فابتدعوا |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 281