الوليد بن يزيد الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، أبو العباس: من ملوك الدولة المروانية بالشام. كان من فتيان بني امية و ظرفائهم و شجعانهم و اجوادهم، يعاب بالانهماك في اللهو و سماع الغناء. له شعر رقيق و علم بالموسيقى. قال أبو الفرج:’’ له اصوات صنعها مشهورة، وكان يضرب بالعود ويوقع بالطبل و يمشي بالدف على مذهب أهل الحجاز ’’ وقال السيد المرتضى:’’ كان مشهورا بالالحاد، متظاهرا بالعناد ’’ وقال ابن خلدون:ساءت القالة فيه كثيرا، وكثير من الناس نفوا ذلك عنه وقالوا انها شناعات الاعداء الصقوها به. ولي الخلافة (سنة 125هـ) بعد وفاة عمه هشام بن عبد الملك، فمكث سنة و ثلاثة اشهر، ونقم عليه الناس حبه للهو، فبايعوا سرا ليزيد بن الوليد بن عبد الملك، فنادى بخلع الوليد –وكان غائبا في ’’الاغدف’’ من نواحي عمان، بشرقي الاردن –فجاءه النبأ، فانصرف إلى البخراء، فقصده جمع من اصحاب يزيد فقتلوه في قصر النعمان بن بشير. وكان الذي باشر قتله عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك. وحمل رأسه إلى دمشق فتصب في الجامع ولم يزل اثر دمه على الجدار إلى ان قدم المأمون دمشق (سنة 215) فأمر بحكه.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 123
الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي ابن الحكم، الخليفة، أبو العباس الدمشقي، الأموي.
ولد: سنة تسعين.
وقيل: سنة اثنتين وتسعين.
ووقت موت أبيه، كان للوليد نيف عشرة سنة، فعقد له أبوه بالعهد من بعد هشام بن عبد الملك، فلما مات هشام، سلمت إليه الخلافة.
قال أحمد بن حنبل في (مسنده) : حدثنا أبو المغيرة، حدثنا ابن عياش، حدثني الأوزاعي، وغيره، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر، قال:
ولد لأخي أم سلمة ولد، فسموه الوليد، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سميتموه بأسماء فراعنتكم، ليكونن في هذه الأمة رجل، يقال له: الوليد، لهو أشد لهذه الأمة من فرعون لقومه ).
رواه: الوليد، والهقل، وجماعة، عن الأوزاعي، فأرسلوه، وما ذكروا عمر.
وفي لفظ: (لهو أضر على أمتي).
وجاء بإسناد ضعيف: (سيكون في الأمة فرعون، يقال له: الوليد).
قال مروان بن أبي حفصة: قال لي الرشيد: صف لي الوليد.
قلت: كان من أجمل الناس، وأشعرهم، وأشدهم.
قال الليث: حج الوليد وهو ولي عهد سنة ست عشرة.
وللوليد من البنين: عثمان والحكم المذبوحين في الحبس، ويزيد، والعباس، وعدة بنات.
الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه:
كان الزهري يقدح أبدا عند هشام في الوليد، ويذكر أمورا عظيمة، حتى يذكر الصبيان، وأنه يخضبهم، ويقول: يجب خلعه.
فلا يقدر هشام، ولو بقي الزهري، لفتك به الوليد.
قال الضحاك بن عثمان الحزامي: أراد هشام خلع الوليد، فقال الوليد:
كفرت يدا من منعم لو شكرتها | جزاك بها الرحمن ذو الفضل والمن |
رأيتك تبني جاهدا في قطيعتي | ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني |
أراك على الباقين تجني ضغينة | فيا ويحهم إن مت من شر ما تجني |
كأني بهم يوما وأكثر قيلهم: | ألا ليت أنا، حين يا ليت لا تغني |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 6- ص: 103