الوليد بن عقبة الوليد بن عقبة بن أبي معيط، أبو وهب، الاموي القرشي: وال. من فتيان قريش و شعرائهم و اجوادهم. فيه ظرف و مجون و لهو. وهو اخو عثمان بن عفان لأمه. اسلم يوم فتح مكة، وبعثه رسول الله (ص) على صدقات بني المصطلق، ثم ولاه عمر صدقات بني تغلب، وولاه عثمان الكوفة بعد سعد بن أبي وقاص (سنة 25 هـ) فانصرف اليها، واقام إلى سنة 29 فشهد عليه جماعة عند عثمان بشرب الخمر، فعزله و دعا به إلى المدينة، فجاء، فحده و حبسه. ولما قتل عثمان تحول الوليد إلى الجزيرة الفراتية، فسكنها. واعتزل الفتنة بين على و معاوية، و لكنه رثى عثمان و حرض معاوية على الاخذ بثأره. ومات بالرقة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 122

الوليد بن عقبة (ب د ع) الوليد بن عقبة بن أبي معيط، واسم أبي معيط: أبان بن أبي عمرو، واسم أبي عمرو ذكوان بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي. وقد قيل: إن ذكوان كان عبدا لأمية فاستلحقه. والأول أكثر. أمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أم عثمان بن عفان، فالوليد أخو عثمان لأمه.
أسلم يوم الفتح فتح مكة هو وأخوه خالد بن عقبة، يكنى الوليد أبا وهب.
قال أبو عمر: أظنه لما أسلم كان قد ناهز الاحتلام.
وقال ابن ماكولا: رأى الوليد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو طفل صغير.
أخبرنا أبو أحمد بن علي بإسناده عن أبي داود السجستاني: حدثنا أيوب بن محمد الرقي، حدثنا عمر بن أيوب، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، عن عبد الله الهمداني، عن الوليد قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم، فيمسح على رءوسهم ويدعو لهم بالبركة، فأتي بي إليه وأنا مخلق فلم يمسني من أجل الخلوق.
قال أبو عمر: «وهذا الحديث رواه جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، عن أبي موسى الهمداني، وأبو موسى مجهول، والحديث مضطرب، ولا يمكن أن يكون من بعث مصدقا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صبيا يوم الفتح! قال: ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن- فيما علمت- أن قوله عز وجل: {إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا} أنزلت في الوليد بن عقبة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مصدقا إلى بني المصطلق، فعاد وأخبر عنهم أنهم ارتدوا ومنعوا الصدقة، وذلك أنهم خرجوا إليه يتلقونه، فهابهم فانصرف عنهم، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد، فأخبروه أنهم متمسكون بالإسلام، ونزلت: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا} ... الآية. ومما يرد قول من جعله صبيا في الفتح: أن الزبير وغيره من أهل النسب والعلم بالسير ذكروا: أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم بنت عقبة عن الهجرة، وكانت هجرتها في الهدنة يوم الحديبية، فمن يكون غلاما في الفتح لا يقدر أن يرد أخته قبل الفتح، والله أعلم.
ثم ولاه عثمان رضي الله عنه الكوفة، وعزل عنها سعد بن أبي وقاص، فلما قدم الوليد على سعد قال له: والله ما أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك؟ فقال: لا تجزعن أبا إسحاق، فإنما هو الملك يتغداه قوم، ويتعشاه آخرون. فقال سعد: أراكم ستجعلونها ملكا.
وكان من رجال قريش ظرفا وحلما، وشجاعة وأدبا، وكان من الشعراء المطبوعين، كان الأصمعي وأبو عبيدة والكلبي وغيرهم يقولون: كان الوليد شريب خمر، وكان شاعرا كريما.
وروى عمر بن شبة عن هارون بن معروف، عن ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب قال: صلى الوليد بن عقبة بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات، ثم التفت إليهم فقال: أزيدكم؟ فقال عبد الله بن مسعود: ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم !.
قال أبو عمر: وخبر صلاته بهم سكران، وقوله لهم: «أزيدكم» بعد أن صلى الصبح أربعا، مشهور من رواية الثقات من أهل الحديث.
ولما شهدوا عليه بشرب الخمر، أمر عثمان به فجلد وعزل عن الكوفة، واستعمل عثمان بعده عليها سعيد بن العاص.
أخبرنا أبو القاسم يعيش بن علي الفقيه، أخبرنا أبو محمد يحيى بن محلي بن محمد ابن الطراح، أخبرنا الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي، أخبرنا علي بن عمر الدار قطني، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، حدثنا عبد العزيز بن المختار، حدثنا عبد الله بن فيروز الداناج، عن حصين بن المنذر الرقاشي قال: شهدت عثمان، وأتى بالوليد، فشهد عليه حمران ورجل آخر، فشهد عليه أحدهما أنه رآه يشرب الخمر، وشهد الآخر أنه رآه يتقيأها، فقال عثمان: لم يتقيأها حتى شربها. وقال لعلي: أقم عليه الحد. فقال علي للحسن: أقم عليه الحد. فقال: ول حارها من تولى قارها.
فأمر عبد الله بن جعفر فجلده أربعين. وذكر الطبري أنه تعصب عليه قوم من أهل الكوفة بغيا وحسدا، فشهدوا عليه، وقال له عثمان: «يا أخي، اصبر فإن الله يأجرك ويبوء القوم بإثمك.
قال أبو عمر: والصحيح عند أهل الحديث أنه شرب الخمر، وتقيأها، وصلى الصبح أربعا.
ولما قتل عثمان- رضي الله عنه- اعتزل الفتنة، وقيل: شهد صفين مع معاوية، وقيل: لم يشهدها، ولكنه كان يحرض معاوية بكتبه وشعره. وقد استقصينا ذلك في الكامل في التاريخ» وأقام بالرقة إلى أن توفي بها ودفن بالبليخ.
أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1243

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 5- ص: 420

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 4- ص: 675

الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي، أخو عثمان بن عفان لأمه، أمهما أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وأمها البيضاء بنت عبد المطلب. يكنى أبا وهب.
قتل أبوه بعد الفراغ من غزوة بدر صبرا، وكان شديدا على المسلمين، كثير الأذى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان ممن أسر ببدر، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتله، فقال: يا محمد، من للصبية! قال: «النار».
وأسلم الوليد وأخوه عمارة يوم الفتح، ويقال: إنه نزل فيه: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا}... الآية. قال ابن عبد البر: لا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن أنها نزلت فيه، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مصدقا إلى بني المصطلق، فعاد، فأخبر عنهم أنهم ارتدوا ومنعوا الصدقة، وكانوا خرجوا يتلقونه وعليهم السلاح، فظن أنهم خرجوا يقاتلونه، فرجع، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خالد بن الوليد فأخبره بأنهم على الإسلام، فنزلت هذه الآية.
قلت: هذه القصة أخرجها عبد الرزاق في تفسيره، عن معمر، عن قتادة، قال: وبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق، فتلقوه فعرفهم، فرجع، فقال: ارتدوا، فبعث رسول الله إليهم خالد بن الوليد، فلما دنا منهم بعث عيونا ليلا فإذا هم ينادون بالصلاة ويصلون، فأتاهم خالد فلم ير منهم إلا طاعة وخيرا، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فنزلت هذه الآية.
وأخرجه عبد بن حميد، عن يونس بن محمد، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة نحوه.
ومن طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة نحوه. ومن طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد كذلك. وأخرجها الطبراني موصولة عن الحارث بن أبي ضرار المصطلقي، مطولة.
وفي السند من لا يعرف، ويعارض ذلك ما أخرجه أبو داود في السنن من طريق ثابت بن الحجاج، عن أبي موسى عبد الله الهمداني، عن الوليد بن عقبة، قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيمسح على رءوسهم، فأتى بي إليه، وأنا مخلق فلم يمسني من أجل الخلوق.
قال ابن عبد البر: أبو موسى مجهول، ومن يكون صبيا يوم الفتح لا يبعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم مصدقا بعد الفتح بقليل.
وقد ذكر الزبير وغيره من أهل العلم بالسير أن أم كلثوم بنت عقبة لما خرجت إلى النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرة في الهدنة سنة سبع خرج أخواها الوليد وعمارة ليرداها، فمن يكون صبيا يوم الفتح كيف يكون ممن خرج ليرد أخته قبل الفتح.
قلت: ومما يؤيد أنه كان في الفتح رجلا أنه كان قدم في فداء ابن عم أبيه الحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أمية، وكان أسر يوم بدر، فافتداه بأربعة آلاف، حكاه أصحاب المغازي، ونشأ الوليد بعد ذلك في كنف عثمان إلى أن استخلف، فولاه الكوفة بعد عزل سعد بن أبي وقاص، واستعظم الناس ذلك.
وكان الوليد شجاعا شاعرا جوادا.
قال مصعب الزبيري: وكان من رجال قريش وسراتهم، وقصة صلاته بالناس الصبح أربعا وهو سكران مشهورة مخرجة، وقصة عزله بعد أن ثبت عليه شرب الخمر مشهورة أيضا مخرجة في الصحيحين، وعزله عثمان بعد جلده عن الكوفة، وولاها سعيد بن العاص.
ويقال: إن بعض أهل الكوفة تعصبوا عليه، فشهدوا عليه بغير الحق. حكاه الطبري.
واستنكره ابن عبد البر.
ولما قتل عثمان اعتزل الوليد الفتنة، فلم يشهد مع علي ولا مع غيره، ولكنه كان يحرض على قتال علي بكتبه وبشعره.
ومن ذلك ما كتب به إلى معاوية لما أرسل إليه علي جريرا يأمره بأن يدخل في الطاعة، ويأخذ البيعة على أهل الشام، فبلغ ذلك الوليد، فكتب إليه من أبيات:

وكتب إليه أيضا من أبيات:
وهو القائل في مقتل عثمان:
وأقام بالرقة إلى أن مات.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث المقدم ذكره. وروى عن عثمان وغيره.
روى عنه حارثة بن مضرب، والشعبي، وأبو موسى الهمداني، وغيرهم.
قال خليفة: كانت ولاية الوليد الكوفة سنة خمس وعشرين، وكان في سنة ثمان وعشرين غزا أذربيجان، وهو أمير القوم، وعزل سنة تسع وعشرين، وقال أبو عروبة الحراني: مات في خلافة معاوية.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 6- ص: 481

الوليد بن عقبة ابن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، الأمير؛ أبو وهب الأموي.
له صحبة قليلة، ورواية يسيرة.
وهو أخو أمير المؤمنين عثمان لأمه، من مسلمة الفتح؛ بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صدقات بني المصطلق، وأمر بذبح والده صبرا يوم بدر.
روى عنه: أبو موسى الهمداني، والشعبي.
وولي الكوفة لعثمان، وجاهد بالشام، ثم اعتزل بالجزيرة بعد قتل أخيه عثمان، ولم يحارب مع أحد من الفريقين، وكان سخيا، ممدحا، شاعرا، وكان يشرب الخمر، وقد بعثه عمر على صدقات بني تغلب. وقبره بقرب الرقة.
قال علقمة: كنا بالروم وعلينا الوليد، فشرب، فأردنا أن نحده، فقال حذيفة بن اليمان: أتحدون أميركم، وقد دنوتم من عدوكم، فيطمعون فيكم؟ وقال هو:

وقال حضين بن المنذر: صلى الوليد بالناس الفجر أربعا وهو سكران، ثم التفت وقال: أزيدكم؟ فبلغ عثمان، فطلبه وحده.
وهذا مما نقموا على عثمان أن عزل سعد بن أبي وقاص عن الكوفة، وولى هذا.
وكان مع فسقه -والله يسامحه- شجاعا قائما بأمر الجهاد.
روى ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال الوليد بن عقبة لعلي: أنا أحد منك سنانا، وأبسط لسانا، وأملأ للكتيبة. فقال علي: اسكت، فإنما أنت فاسق. فنزلت: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا}.
قلت: إسناده قوي، لكن سياق الآية يدل على أنها في أهل النار.
وقيل: بل كان السباب بين علي وبين عقبة نفسه. قاله: ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس.
وله أخبار طويلة في ’’تاريخ دمشق’’، ولم يذكر وفاته.
وروى جرير بن حازم، حدثنا عيسى بن عاصم، أن الوليد أرسل إلى ابن مسعود: أن اسكت عن هؤلاء الكلمات: أحسن الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 4- ص: 427

الوليد بن عقبة بن أبي معيط واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو، واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وقد قيل: إن ذكوان كان عبدا لأمية فاستلحقه، والأول أكثر وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أم عثمان بن عفان، فالوليد بن عقبة أخو عثمان لأمه. يكنى أبا وهب. أسلم يوم الفتح هو وأخوه خالد بن عقبة، وأظنه يومئذ كان قد ناهز الاحتلام. قال الوليد: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم، فيمسح على رءوسهم، ويدعو لهم بالبركة، قال: فأتي بي إليه وأنا مضمخ بالخلوق، فلم يمسح على رأسي، ولم يمنعه من ذلك إلا أن أمي خلقتني، فلم يمسحني من أجل الخلوق. وهذا الحديث رواه جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، عن أبي موسى الهمداني، ويقال الهمذاني، كذلك ذكره البخاري بن الحجاج، عن أبي موسى الهمداني، ويقال الهمذاني، كذلك ذكره البخاري على الشك عن الوليد بن عقبة. وقالوا: وأبو موسى هذا مجهول، والحديث منكر مضطرب لا يصح، ولا يمكن أن يكون من بعث مصدقا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صبيا يوم الفتح.
ويدل أيضا على فساد ما رواه أبو موسى المجهول أن الزبير وغيره من أهل العلم بالسير والخبر ذكروا أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم عن الهجرة، فكانت هجرتها في الهدنة؟ بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة. وقد ذكرنا الخبر بذلك في باب أم كلثوم، ومن كان غلاما مخلقا يوم الفتح ليس يجيء منه مثل هذا، وذلك واضح والحمد لله رب العالمين.
ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أن قوله عز وجل: {إن جاءكم فاسق بنبإ} نزلت في الوليد بن عقبة، وذلك أنه بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق مصدقا، فأخبر عنهم أنهم ارتدوا وأبوا من أداء الصدقة، وذلك أنهم خرجوا إليه فهابهم، ولم يعرف ما عندهم، فانصرف عنهم وأخبر بما ذكرنا، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد، وأمره أن يتثبت فيهم، فأخبروه أنهم متمسكون بالإسلام، ونزلت: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ}.. الآية. وروي عن مجاهد وقتادة مثل ما ذكرنا، حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا ابن المفسر بمصر، حدثنا أحمد بن علي، حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن هلال الوزان، عن ابن أبي ليلى في قوله عز وجل: {إن جاءكم فاسق بنبإ}.. الآية، قال: نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط. ومن حديث الحكم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: نزلت في علي بن أبي طالب والوليد ابن عقبة في قصة ذكرها: فمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون. ثم ولاه عثمان الكوفة، وعزل عنها سعد بن أبي وقاص، فلما قدم الوليد على سعد قال له سعد: والله ما أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك؟ فقال: لا تجزعن أبا إسحاق فإنما هو الملك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون. فقال سعد: أراكم والله ستجعلونها ملكا.
وروى جعفر بن سليمان، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، قال: لما قدم الوليد بن عقبة أمير على الكوفة أتاه ابن مسعود فقال له: ما جاء بك؟ قال: جثت أميرا. فقال ابن مسعود: ما أدري أصلحت بعدنا أم فسد. الناس.
وله أخبار فيها نكارة وشناعة تقطع على سوء حاله وقبح أفعاله، غفر الله لنا وله، فلقد كان من رجال قريش ظرفا وحلما وشجاعة وأدبا، وكان من الشعراء المطبوعين، وكان الأصمعي وأبو عبيدة وابن الكلبي وغيرهم يقولون: كان الوليد بن عقبة فاسقا شريب خمر، وكان شاعرا كريما تجاوز الله عنا وعنه.
قال أبو عمر: أخباره في شرب الخمر ومنادمته أبا زبيد الطائي مشهورة كثيرة، يسمج بنا ذكرها هنا، ونذكر منها طرفا: ذكر عمر بن شبة، قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، قال: صلى الوليد ابن عقبة بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات ثم النفت إليهم فقال: أزيدكم. فقال عبد الله بن مسعود: ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم.
قال: وحدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا جرير، عن الأجلح، عن الشعبي في حديث الوليد بن عقبة حين شهدوا عليه، فقال الحطيئة:

وقال أيضا:
وخبر صلاته بهم وهو سكران، وقوله: أزيدكم- بعد أن صلى الصبح أربعا مشهور من رواية الثقات من نقل أهل الحديث وأهل الأخبار. قال مصعب: كان الوليد بن عقبة من رجال قريش وشعرائها، وكان له خلق ومروءة، استعمله عثمان على الكوفة إذ عزل عنها سعدا، فحمدوه وقتا، ثم رفعوا عليه، فعزله نهم، وولى سعيد بن العاص الكوفة، وقال بعض شعرائهم:
وقد روى فيما ذكر الطبري أنه تعصب عليه قوم من أهل الكوفة بغيا وحسدا، وشهدوا عليه زورا أنه تقيأ الخمر، وذكر القصة وفيها: إن عثمان
قال له: يا أخي، اصبر، فإن الله يأجرك ويبوء القوم بإثمك. وهذا الخبر من نقل أهل الأخبار لا يصح عند أهل الحديث، ولا له عند أهل العلم أصل.
والصحيح عندهم في ذلك ما رواه عبد العزيز بن المختار، وسعيد بن أبي عروبة، عن عبد الله الداناج، عن حصين بن المنذر أبي ساسان، أنه ركب إلى عثمان، فأخبره بقصة الوليد، وقدم على عثمان رجلان فشهدا عليه بشرب الخمر، وأنه صلى الغداة بالكوفة أربعا، ثم قال: أزيدكم، فقال أحدهما: رأيته يشربها، وقال الآخر: رأيته يتقيأها. فقال عثمان: إنه لم يتقيأها حتى شربها.
وقال لعلي: أقم عليه الحد، فقال علي لابن أخيه عبد الله بن جعفر: أقم عليه الحد. فأخذ السوط وجلده، وعثمان يعد، حتى بلغ أربعين فقال علي: أمسك، جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وجلد عمر ثمانين، وكل سنة. وروى ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر محمد بن علي، قال: جلد علي الوليد بن عقبة في الخمر أربعين جلدة بسوط له طرفان. قال أبو عمر: أضاف الجلد إلى علي لأنه أمر به على الوجه الذي تقدم في الخمر.
قال أبو عمر: لم يرو الوليد بن عقبة سنة يحتاج فيها إليه.
وروى ابن إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن الوليد بن عقبة، قال: ما كانت نبوة إلا كان بعدها ملك. وسكن الوليد بن عقبة المدينة، ثم نزل الكوفة، وبنى بها دارا، فلما قتل عثمان نزل البصرة، ثم خرج إلى الرقة، فنزلها واعتزل عليا ومعاوية، ومات بها، وبالرقة قبره، وعقبة في ضيعة له،
وكان معاوية لا يرضاه، وهو الذي حرضه على قتال علي، فرب حريص محروم، وهو القائل لمعاوية يحرضه ويغريه بعلي:
وهو القائل أيضا:
فأجابه الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب:

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1552

الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس. ويكنى أبا وهب وأمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس. وهو أخو عثمان بن عفان لأمه. وكان عثمان بن عفان قد ولاه الكوفة فابتنى بها دارا كبيرة إلى جنب المسجد.
ثم عزله عثمان عن الكوفة وولاها سعيد بن العاص. فرجع الوليد إلى المدينة فلم يزل بها حتى قتل عثمان. فلما كان من علي ومعاوية ما كان خرج الوليد بن عقبة إلى الرقة معتزلا لهما فلم يكن مع واحد منهما حتى تصرم الأمر. ومات بالرقة وله بها بقية.
وبالكوفة أيضا بعض ولده. وداره بالكوفة الدار الكبيرة دار القصارين.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 101

الوليد بن عقبة بن أبي معيط. بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. ويكنى أبا وهب. وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف. وهي أم عثمان بن عفان. رضي الله عنه. ورحمة الله على عثمان. كان الوليد بن عقبة خرج من الكوفة معتزلا لعلي. ع. ومعاوية فنزل الجزيرة بالرقة ومات بها. وله بها اليوم عقب.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 331

الوليد بن عقبة بن أبي معيط القرشي أبو وهب كان ممن أتى به النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وهو مطيب بالخلوق فلم يمسح رأسه وكان يمسح رءوس الصبيان إذا أتي بهم إليه مات بالكوفة وكان واليا عليها

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 78

الوليد بن عقبة بن أبي معيط، أبو وهبٍ، القرشي.
رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
كان والي الكوفة.
قال لي محمد بن عبد الله العمري: حدثنا زيد بن أبي الزرقاء الموصلي، قال: حدثنا جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج الكلابي، عن عبد الله الهمداني، عن أبي موسى، عن الوليد بن عقبة، قال: لما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، جعل أهل مكة يجيؤونه بصبيانهم، فيمسح رؤوسهم، ويدعو لهم بالبركة، فجيء بي إليه وأنا مطيبٌ بالخلوق، فلم يمسح رأسي، ولم يمنعه إلا أن أمي خلقتني بالخلوق، فلم يمسني من أجله.
وقال عبيد: حدثنا يونس، قال: حدثنا جعفر، عن ثابتٍ، عن أبي موسى الهمداني، عن الوليد، عن النبي صلى الله عليه وسلم... نحوه.
وقال الوليد بن صالح: حدثنا فياض الرقي، عن جعفر، ولم يذكر أبا موسى... مثله.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 8- ص: 1

الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي
أخو عثمان لامه أروى ابنة عمة النبي صلى الله عليه وسلم من الطلقاء استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات بني المصطلق عنه الشعبي وحارثة بن مضرب ولي الكوفة فلما قتل أخوه اعتزل الفتنة بالرقة د

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

(د) الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبان بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو وهب الأموي، أخو خالد، وعمارة، وأم كلثوم.
قال أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري في كتابه «تاريخ الرقة»: له رؤية، وقبره بالبلخ.
وقال المرزباني: كان يظهر العداوة لعلي بن أبي طالب.
ومن ولده فيما ذكره محمد بن سعد: عثمان، وعمرو، وخالد، وعثمان الأصغر، وأبان، وعاصم، ومحمد، ويعلى، وعمر، وخالد الأصغر، والحارث الشاعر.
وذكر أبو الفرج الأموي في تاريخه: أنه أرسل إلي لبيد بن ربيعة الجعفري بأبيات: -

وأجابته ابنة لبيد: -

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 12- ص: 1

الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو وهب القرشي
والي الكوفة أتى به النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وهو مطيب بالخلوق فلم يمسح رأسه وكان يمسح رؤوس الصبيان إذا أتى بهم إليه وهو أخو عثمان بن عفان لأمه وكنيته أبو وهب اعتزل عليا ومعاوية وخرج إلى ناحية الرقة وسكنها إلى أن مات

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، نا أبي، نا فياض بن محمد، عن جعفر بن برقان، وحدثنا محمد بن بشر أخو خطاب، نا عمرو بن محمد الناقد، نا عمرو بن عثمان، نا أصبغ بن محمد، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، عن عبد الله الهمداني، عن الوليد بن عقبة قال: «لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة جعل الناس يأتونه بأبنائهم يدعوا لهم بالبركة يمسح رءوسهم وكانت أمي قد خلفتني بخلوق فلم يمنعه أن يمسني إلا مكان ذلك الخلوق» حدثنا محمد بن عثمان، نا عقبة بن مكرم، نا يونس بن بكير، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، عن أبي موسى الأنصاري، عن الوليد بن عقبة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 3- ص: 1

الوليد بن عقبة بن أبي معيط، واسم أبي معيط: أبان بن أبي عمرو، واسمه ذكوان، بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشي الأموي، وأبو وهب:
قال ابن عبد البر: أسلم يوم الفتح، هو وأخوه خالد بن عقبة، وأظنه يومئذ كان قد ناهز الاحتلام، وضعف ابن عبد البر الحديث المروى عن الوليد هذا، في أن أهل مكة، لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، ظل أهلها يأتون بصبيانهم، فيمسح على رءوسهم، ويدعو لهم بالبركة، وأنه أتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يمسح عليه من أجل الخلوق الذي خلقته به أمه.
وذكر ابن عبد البر، أن هذا الحديث منكر مضطرب لا يصح، ولا يمكن، واستدل على كونه لم يكن صبيا حين فتح مكة بأمرين، أحدهما: ما ذكره الزبير وغيره من أهل العلم بالسير والخبر، من أن الوليد، وعمارة ابنى عقبة، خرجا ليردا أختهما أم كلثوم
عن الهجرة، وكانت هجرتها في الهدنة بين النبي صلى الله عليه وسلم، وبين أهل مكة، والأمر الآخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم، بعثه إلى بنى المصطلق مصدقا، فأخبر عنهم، أنهم ارتدوا عن الإسلام، وأبوا من أداء الصدقة، وذلك أنهم خرجوا إليه، فهابهم، ولم يعرف ما عندهم، فانصرف عنهم، وأخبر بما ذكرنا، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد، وأمره أن يتثبت فيهم، فأخبره أنهم متمسكون بالإسلام. قال ابن عبد البر: ولا يمكن أن يكون من بعث مصدقا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، صبيا يوم الفتح. انتهى.
وذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة، وقال: يكنى أبا وهب، أسلم يوم فتح مكة، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات بنى المصطلق، وولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه صدقات بنى تغلب، وولاه عثمان بن عفان رضي الله عنه الكوفة، بعد سعد ابن أبي وقاص، ولم يزل بالمدينة حتى بويع على رضي الله عنه، فخرج إلى الرقة فنزلها، واعتزل عليا ومعاوية، فلم يكن مع واحد منهما، حتى مات بالرقة، فقبره بعين الرومية، على خمسة عشر ميلا من الرقة، وكانت ضيعة له، فمات بها.
وقال ابن البرقي: وكان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم رجلا، له حديث. انتهى.
وقال الزبير بن بكار: وكان من رجال قريش وشعرائهم، وكان له سخاء، استعمله عثمان رضي الله عنه على الكوفة، فرفعوا عليه، أنه شرب الخمر، فعزله عثمان رضي الله عنه، وجلده الحد، وقال فيه الحطيئة يعذره [من الكامل]:

فزادوا فيها من غير قول الحطيئة:
قال الزبير: وقال الوليد بن عقبة حين ضرب [من البسيط]:
ثم قال: وخرج الوليد بن عقبة من الكوفة يرتاد منزلا، حتى أتى الرقة، فأعجبته، فنزل على [ ..... ] وقال: منك المحشر، فمات بها.
قال ابن عبد البر: ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت، أن قوله عزوجل: {إن جاءكم فاسقٌ بنبإٍ} [الحجرات: 6] نزلت في الوليد بن عقبة. وذكر أن سبب ذلك، ما حكاه الوليد عن بنى المصطلق. قال: ثم ولاه عثمان رضي الله عنه الكوفة، وعزل عنها سعد بن أبي وقاص، فلما قدم الوليد على سعد، قال له سعد: والله ما أدري، أكست بعدنا أم حمقنا بعدك؟ فقال: لا تجزعن أبا إسحاق، فإنما هو الملك، يتغداه قوم ويتعشاه آخرون، فقال سعد: أراكم والله ستجعلونها ملكا. قال: وروى جعفر بن سليمان، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، قال: لما قدم الوليد بن عقبة أميرا على الكوفة، أتاه ابن مسعود، فقال له: ما جاء بك؟ قال: جئت أميرا، فقال ابن مسعود: ما أدري أصلحت بعدنا أم فسد الناس؟، قال ابن عبد البر: وله أخبار فيها نكارة وشناعة، تقطع على سوء حاله، وقبح أفعاله، غفر الله لنا وله، فقد كان من رجال قريش، ظرفا وحلما وشجاعة وأدبا، وكان من الشعراء المطبوعين، كان الأصمعى، وأبو عبيدة، وابن الكلبي، وغيرهم، يقولون: كان الوليد بن عقبة فاسقا شريب خمر، وكان شاعرا كريما.
قال ابن عبد البر: أخباره كثيرة في شربه الخمر، ومنادمته أبا زبيد الطائى كثيرة مشهورة، يسمج بنا ذكرها هنا، ونذكر منها طرفا ذكره عمر بن شبة، قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، قال: صلى الوليد ابن عقبة بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات، ثم التفت إليهم فقال: أزيدكم؟ فقال عبد الله بن مسعود: ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم، وذكر أن الحطيئة الشاعر قال في ذلك [من الوافر]:
قال ابن عبد البر: وخبر صلاته بهم سكران، وقوله لهم: أزيدكم - بعد أن صلى الصبح - أربعا، مشهور من حديث الثقات، من نقل أهل الحديث وأهل الأخبار.
وقد روى فيما ذكر الطبري، أنه تعصب عليه قوم من أهل الكوفة، بغيا وحسدا، وشهدوا عليه زورا، أنه تقيأ الخمر، وذكر القصة وفيها: أن عثمان رضي الله عنه قال له: يا أخى، اصبر، فإن الله يأجرك ويبوء القوم بإثمك.
قال ابن عبد البر: وهذا الخبر من نقل أهل الأخبار، لا يصح عند أهل الحديث، ولا له عندهم أصل، والصحيح في ذلك، ما رواه عبد العزيز بن المختار، وسعيد بن أبي عروبة، عن عبد الله الداناج، عن حضين بن المنذر، أبي ساسان، أنه ركب إلى عثمان، فأخبره بقصة الوليد. وقدم على عثمان رجلان، فشهدا عليه بشرب الخمر، وأنه صلى الغداة بالكوفة أربعا، ثم قال: أزيدكم؟ قال أحدهما: رأيته يشربها، وقال الآخر: رأيته يتقيأها. فقال عثمان، رحمه الله: إنه لم يتقيأها حتى شربها. فقال لعلي: أقم عليه الحد، فقال على لابن أخيه عبد الله بن جعفر: أقم عليه الحد، فأخذ السوط فجلده، وعثمان يعد، حتى بلغ أربعين، فقال علي: أمسك، جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين، وجلد أبو بكر رضي الله عنه أربعين، وجلد عمر رضي الله عنه ثمانين، وكل سنة. قال ابن عبد البر: ولم يرو الوليد بن عقبة سنة يحتاج فيها إليه.
وروى ابن إسحاق عن حارثة بن مضرب، عن الوليد بن عقبة قال: ما كانت نبوة إلا وبعدها ملك.
وقال أبو الحسن الدارقطني: أخبرنا منصور بن محمد الأصبهاني، معلم الأمير ابن بدر، قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن أحمد بن زيرك، قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد، حدثنا أبو الوليد هشام بن محمد، حدثنا أبو مخنف لوط بن يحيى، قال: حدثني خالى المصعب بن زهير بن عبد الله بن زهير بن سلم الأزدي، عن محمد بن مخنف، قال: كان أول عمال عثمان أحدث منكرا: الوليد بن عقبة، كان يدنى السحرة، ويشرب الخمر، وكان يجالسه على شرابه، أبو زبيد الطائى، وكان نصرانيا، وكان صفيا له، فأنزله دار القبطى، وكانت لعثمان بن عفان، واشتراها من عقيل بن أبي طالب، وكانت لأضيافه، وكان يجالسه أيضا على شرابه، عبد الرحمن بن خنيس الأسدي، وكان الناس يتذاكرون شربهم وإسرافهم على أنفسهم، فخرج بكير بن حمران من القصر، فأتى النعمان بن أوس المزني، وجرير بن عبد الله البجلى، فأسر إليهما، أن الوليد شرب الساعة، فقاما ومعهما رجل من جلسائهما، فمروا بحذيفة بن اليمان، فأخبروه الخبر، فقال: ادخلا عليه، فانظرا إن أحبتما، فمضيا حتى دخلا عليه، فسلما، ونظر إليهما الوليد، فأخذ كل شيء كان بين يديه، فأدخله تحت السرير، فأقبلا حتى جلسا، فقال لهما: ما حاجتكما؟ قالا: ما هذا الذي تحت السرير، ولم يريا بين يديه شيئا، فأدخلا أيديهما تحت السرير، فإذا هو طبق عليه قطف من عنب، قد أكل عامته، فاستحييا وقاما، وأخذا يظهران عذره، ويردان الناس عنه، ثم لم يرعهما من الوليد إلا وقد أخرج سريره، فوضعه في صحن المسجد، وجاء بساحر يدعى بطروى، وكان ابن الكلبي يسميه الشيبانى من أهل بابل، فاجتمع إليه الناس، فأخذ يريهم الأعاجيب، يريهم حبلا في المسجد مستطيلا، وعليه فيل يمشى، وناقة تخب، وفرس تركض، والناس يتعجبون مما يرون، ثم يدع ذلك ويريهم حمارا بحى سد حتى يدخل من فيه ويخرج من دبره، ثم يعود فيدخل من دبره، فيخرج من فيه، ثم يريهم رجلا قائما، ثم يضرب عنقه، فيقع رأسه جانبا، ويقع الجسد جانبا، ثم يقول له: قم، فيرونه يقوم، وقد عاد حيا كما كان.
فرأي جندب بن كعب ذلك، فخرج إلى معقل، مولى لمصعب بن زهير بن أنس الأزدي، كانت عنده سيوف، وكان معقل صقيلا، فقال: أعطنى سيفا قاطعا، فأعطاه إياه، فأقبل على مصعد التيمى، من بنى تيم الله بن ثعلبة، فقال له: أين تريد يأبا عبد الله؟ فقال: أريد أن أقتل هذا الطاغوت، الذي عليه الناس عكوف، قال: من تعنى؟ قال: هذا العلج الساحر، الذي سحر أميرنا الفاجر العاتى، فإني والله لقد مثلث الرأي فيهما، فظننت إن قتلت الأمير، ستوقع بيننا فرقة تورث عداوة، فأجمع رأيى على قتل الساحر، قال: فاقتله ولا تك في شك، وأنت على هدى، وأنا شريكك، فجاء حتى انتهى إلى المسجد، والناس فيه مجتمعون على الساحر، وقد التحف على السيف بمطرف كان عليه، فدخل بين الناس، فقال: أفرجوا، أفرجوا، فأفرجوا له، فدنا من العلج، فشد عليه، فضربه بالسيف فأردى رأسه، ثم قال: أحى نفسك! فقال الوليد: على به، فأقبل به إليه عبد الرحمن بن خنيس الأسدي، وهو على شرطته، فقال: اضرب عنقه، فقام مخنف بن سليم في رجال من الأزد، فقالوا: سبحان الله! أتقتل صاحبنا بعلج ساحر؟ لا يكون هذا أبدا.
فحالوا بين عبد الرحمن وبين جندب، فقال الوليد: على بمضر، فقام إليه شبث ابن ربعى، فقال: لم تدعو مضر؟ تريد أن تستعين بمضر على قوم منعوا أخاهم منك، أن تقتله بعلج ساحر كافر من أهل السواد، لا تجيبك والله مضر إلى الباطل، وإلى ما لا يحل.
قال الوليد: انطلقوا به إلى السجن، حتى أكتب فيه إلى عثمان، قالوا: أما السجن، فإنا لا نمنعك أن تحبسه، فلما حبس جندب، أقبل ليس له عمل إلا الصلاة بالليل كله وعامة النهار، فنظر إليه رجل يدعى دينارا، ويكنى أبا سنان، صالحا مسلما، وكان على سجن الوليد، فقال له يا أبا عبد الله، ما رأيت رجلا قط خيرا منك، فأذهب رحمك الله حيث أحببت، فقد أذنت لك.
قال: إنى أخاف عليك هذا الطاغية أن يقتلك، قال أبو سنان: ما أسعدنى إن قتلنى، انطلق أنت راشدا.
فخرج، فانطلق إلى المدينة، وبعث الوليد إلى أبي سنان، فأمر به، فأخرج إلى السبخة، فقتل. فانطلق جندب ابن كعب، فلحق بالحجاز، وأقام بها سنين، ثم إن مخنف بن سليم، وجندب بن زهير، قدما على عثمان، فأتيا عليه فقصا عليه قصة جندب بن كعب، وأخبراه بظلم الوليد له. فكتب عثمان إلى الوليد: أما بعد، فإن مخنف ابن سليم، وجندب بن زهير، شهد عندي لجندب بن كعب بالبراءة، وظلمك إياه، فإذا قدما عليك، فلا تأخذن جندبا بشيء مما كان بينك وبينه، ولا الشاهدين بشهادتهما، فإني والله أحسبهما قد صدقا، والله لئن أنت لم تعتب، ولم تتب، لأعزلنك عنهم عاجلا، والسلام.
وقد روينا في كتاب «فضل الأسخياء والأجواد» للدارقطني، حكاية تدل على جوده، وفيها أبيات مدح فيها. أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أبي المجد الدمشقي إذنا، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن أبي القاسم الرشتى، وغيره، قالوا: أنبأنا يوسف بن خليل الحافظ، أخبرنا يحيى بن أسعد بن يونس التاجر، أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا، أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد الآبنوسى، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، حدثنا القاضي الحسين بن إسماعيل، حدثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثني محمد بن الحسن بن محمد بن سيار البجلى، حدثنا الحسن بن حفص المخزومي: أن لبيدا، جعل على نفسه أن يطعم ما هبت الصبا، قال: فألحت عليه [ ..... ] زمن
الوليد بن عقبة، فصعد الوليد المنبر فقال: أعينوا أخاكم، وبعث إليه بثلاثين جزورا، وكان لبيد قد ترك الشعر في الإسلام، فقال لابنته: أجيبى الأمير، فأجابت [من الوافر]:
فقال لبيد: أحسنت، لولا أنك سألت! قالت: إن الملوك لا يستحيى من مسألتهم، قال: وأنت في هذا أشعر.
وقد ذكر هذا الخبر غير واحد، منهم: صاحب الأغانى.
وقال ابن عبد البر: وكان معاوية لا يرضاه، وهو الذي حرضه على قتال على رضي الله عنه، فرب حريص محروم، وهو القائل لمعاوية يحرضه ويغريه بعلي رضي الله عنه [من الطويل]:
وذكر الزبير بن بكار له أبياتا غير هذه، يحرض فيها معاوية على على، فقال الزبير: حدثني عمى مصعب بن عبد الله، قال: قدم معاوية الكوفة، فلما صعد المنبر، قال: أين أبو وهب؟ فقام إليه الوليد، فقال: أنشدني قولك [من الوافر]:
فأنشده إياها، فلما فرغ، قال معاوية [من الطويل]:
وهو القائل على ما ذكر ابن عبد البر [من الطويل]:
وقد ذكرها الزبير بن بكار، وفيها مخالفة لما ذكره ابن عبد البر، فقال: وهو الذي يقول:
فأجابه الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب، على ما ذكر ابن عبد البر، ولم يذكر ذلك الزبير بن بكار:
انتهى.
وابن أروى في شعر ابنة لبيد، هو الوليد بن عقبة، وفي شعر الوليد، هو عثمان بن عفان، أخو الوليد بن عقبة، هذا لأن أمهما أروى بنت كريز بن زمعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب.
وقال ابن عبد البر: سكن الوليد بن عقبة المدينة، ثم نزل الكوفة، وبنى فيها دارا، فلما قتل عثمان، نزل البصرة، ثم خرج إلى الرقة، فنزل بها، واعتزل عليا ومعاوية، ومات بها، وقبره بالرقة. انتهى.
وكانت ولاية الوليد بن عقبة للكوفة خمس سنين على ما ذكر محمد بن إسحاق، فيما رواه عمار بن الحسن الدارى، عن سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق.
وكانت ولايته لها في سنة خمس وعشرين من الهجرة، لأن خليفة بن خياط، ذكر أن في هذه السنة، عزل عثمان سعد بن أبي وقاص، عن الكوفة، وولاها الوليد بن عقبة. وقال في أخبار سنة تسع وعشرين: فيها عزل عثمان الوليد بن عقبة عن الكوفة، وولاها سعيد ابن العاص. وقال أبو عروبة: مات في أيام معاوية.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1

الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبو وهب
أحد بني أمية بن عبد شمس ابتنى بالكوفة داراً ومات بالرقة فولده بها إلى اليوم وكانت له صحبة روى عنه أبو موسى الهمداني المسمى عبد الله سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 9- ص: 1