البحتري الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي، أبو عبادة البحتري: شاعر كبير، يقال لشعره ’’سلاسل الذهب’’. وهواحد الثلاثة الذين كانوا اشعر ابناء عصرهم: المتنبي، وابو تمام، والبحتري. قيل لابي العلاء المعري: أي الثلاثة اشعر؟ فقال: المتنبي و أبو تمام حكيمان، و انما الشاعر البحتري. ولد بمنبج (بين حلب و الفرات) و رحل إلى العراق، فاتصل بجماعة من الخلفاء اولهم المتوكل العباسي، ثم عاد إلى الشام، وتوفي بمنبج. له ’’ديوان شعر-ط’’ و كتاب ’’الحماسة –ط’’ على مثال حماسة أبي تمام. وللآمدي ’’الموازنة بين أبي تمام و البحتري –ط’’ و للمعري ’’عبث الوليد –ط’’ في شرح ديوانه و نقده، و لعبد السلام رسم ’’طيف الوليد او حياة البحتري –ط’’ و لرفيق فاخوري ’’البحتري –ط’’ و لحنا نمر ؛ و لمحمد صبري ’’ أبو عبادة البحتري –ط’’ و لجرجيس كنعان ’’البحتري، درس و تحليل –ط’’ و كلها رسائل، و فيها ما يحسن الرجوع اليه.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 121

البحتري اسمه الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 541

البحتري الشاعر اسمه الوليد بن عبيد.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0

البحتري الشاعر الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملال بن جابر بن سلمة بن مسهر بن الحارث بن الخيثم بن أبي حارثة ينتهي إلى يعرب بن قحطان أبو عبادة الطائي البحتري، ولد بمنبج وقيل بزردفنة بزاي مفتوحة وبعدها راء ساكنة ودال مهملة مفتوحة وفاء ساكنة وبعدها نون وهاء، قرية من قرى منبج سنة ست وقيل سنة خمس ومائتين وقيل سنة مائتين، وتوفي سنة أربع وثمانين وقيل خممس وثمانين وقيل ثلاث وثمانين ومائتين، وتوفي وهو ابن ثمانين سنة أو أكثر، نشأ البحتري وتخرج بمنبج وخرج إلى العراق ومدح جماعة من الخلفاء، أولهم المتوكل وخلقا كثيرا من الأكابر، ثم عاد إلى الشام، قال صالح بن الأصبغ: رأيت البحتري ها هنا عندنا قبل أن يخرج إلى العراق، يجتاز بنا في الجامع من هذا الباب يمدح أصحاب البصل والباذنجان وينشدنا في ذهابه ومجيئه، ثم كان أمره ما كان، وكان البحتري يقول: أول أمري في الشعر ونباهتي فيه أني صرت إلى أبي تمام وهو بحمص، فعرضت عليه شعري وكان يجلس فلا يبقى شاعر إلا قصده وعرض عليه شعره، فلما سمع شعري أقبل علي وترك سائر الناس، فلما تفرقوا قال: أنت أشعر من أنشدني فكيف حالك؟ فشكوت خلة، فكتب إلى أهل معرة النعمان، وشهد لي بالحذق وشفع لي إليهم، وقال: امتدحهم، فصرت إليهم، فأكرموني بكتابه ووظفوا لي أربعة آلاف درهم، فكانت أول ما أصبته، وقال: أول ما رأيت أبا تمام أني دخلت إلى أبي سعيد محمد بن يوسف، فامتدحته بقصيدتي التي أولها:

فأنشدتها له، فلما أتممتها سر بها وقال لي: أحسن الله إليك يا فتى، فقال له رجل في المجلس: هذا أعزك الله شعري علقه هذا، فسبقني إليه، فتغير أبو سعيد وقال: يا فتى، قد كان في نسبك وقرابتك ما يكفيك أن تمت به إلينا، ولا تحمل نفسك على هذا، فقلت: هذا شعري أعزك الله، فقال الرجل: سبحان الله يا فتى لا تقل هذا، ثم ابتدأ فأنشد من القصيدة أبياتا، فقال أبو سعيد: نحن نبلغك ما تريد ولا تحمل نفسك على هذا، فخرجت متحيرا لا أدري ما أقول، ونويت أن أسأل عن الرجل من هو، فما أبعدت حتى ردني أبو سعيد وقال لي: جنيت عليك فاحتمل، أتدري من هذا؟ قلت: لا، قال: هذا ابن عمك، حبيب بن أوس الطائي أبو تمام، قم إليه، فقمت إليه فعانقته، ثم أقبل يقرظني ويصف شعري وقال: إنما مزحت معك، فلزمته بعد ذلك وعجبت من سرعة حفظه، وقال الصولي: إن أبا تمام راسل أم البحتري في التزوج بها فأجابته وقالت: اجمع الناس للإملاك، فقال: الله أجل أن يذكر بيننا، ولكن نتصافح ونتسافح، وقيل للبحتري: أيما أشعر أنت أم أبو تمام؟ فقال: جيده خير من جيدي ورديئي خير من رديئه، قلت: لعمري إن البحتري لصادق وقد أنصف. وقيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر، أبو تمام أم المتنبي أم البحتري؟ فقال: أبو تمام والمتنبي حكيمان، والشاعر البحتري. وفيه يقول ابن الرومي:
وقال البحتري: أنشدت أبا تمام شيئا من شعري، فأنشد بيت أوس بن حجر:
وقال: نعيت إلي نفسي، فقلت: أعيذك بالله، فقال: إن عمري ليس يطول، وقد نشأ لطيء مثلك، أما علمت أن خالد بن صفوان المنقري رأى شبيب بن شبة -وهو من رهطه- يتكلم، فقال: يا بني نعى إلي نفسي إحسانك في كلامك لأنا أهل بيت ما نشأ فينا خطيب إلا مات من قبله، قال: فمات أبو تمام بعد سنة من هذا، وقال: أنشدت أبا تمام شعرا لي في بعض بني حميد وصلت به إلى ما خطر، فقال لي: أحسنت أنت أمير الشعراء بعدي، فكان قوله هذا أحب إلي من جميع ما حويته، وكان للبحتري غلام اسمه نسيم، فباعه، فاشتراه أبو الفضل الحسن بن وهب الكاتب، ثم إن البحتري ندم على بيعه وتتبعته نفسه، وكان يعمل فيه الشعر وقيل إنه خدع في بيعه ولم يبعه باختياره، فمن قوله فيه:
وله فيه أشعار كثيرة مشهورة، ولذلك قلت وأنا في رمل مصر وقد زاد الحر ولم تهب نسمة هواء:
وقال صاحب الأغاني: كان نسيم غلاما روميا ليس بحسن الوجه، وكان البحتري قد جعله بابا من أبواب الحيل على الناس، وكان يبيعه ويعمل أن يصيره إلى بعض أهل المروءة ومن ينفق عنده الأدب، فإذا حصل في ملكه شبب به وتشوقه ومدح مولاه، حتى يهبه له، ولم يزل كذلك حتى مات نسيم وكفي الناس أمره، قلت: لو كان الذي يفعله البحتري حيلة، لكان لما مات نسيم اشترى مملوكا غيره وأقامه مقام نسيم، والله أعلم. وكان بحلب شخص يقال له محمد بن طاهر الهاشمي، مات أبوه وخلف له مقدار مائة ألف دينار، فأنفقها على الشعراء والزوار وفي سبيل الله تعالى، فقصده البحتري من العراق، فلما وصل إلى حلب، قيل له إنه قعد في بيته من ديون ركبته، فاغتم لذلك غما شديدا وبعث المدحة إليه مع بعض مواليه، فلما وصلته ووقف عليها، بكى، ودعا بغلام له وقال له: بع داري، فقال: تبيع دارك وتبقى على رؤوس الناس؟ فقال: لا بد من بيعها، فأباعها بثلاثمائة دينار، وأخذ صرة وأودعها مائة دينار وأنفذها إلى البحتري وكتب معها:
فلما وصلت الرقعة إلى البحتري رد الدنانير وكتب إليه:
فلما عادت الدنانير حل الصرة وضم إليها خمسين دينارا أخرى وردها إليه وحلف أنه لا يعيدها، فلما وصلت إلى البحتري قال:
واجتاز البحتري مرة بالموصل أو برأس عين فمرض بها مرضا شديدا وكان الطبيب يختلف إليه ويداويه فوصف له يوما مزورة ولم يكن عنده من يخدمه سوى غلامه، وكان بعض رؤساء البلد عنده قد جاء يعوده فقال الرئيس: ليس هذا الغلام يحسن طبخها وعندي طباخ من نعته من صفته، فترك الغلام عملها اعتمادا على ذلك الرئيس، وقعد البحتري ينتظرها واشتغل الرئيس عنها ونسي أمرها، فلما أبطأت عليه وفات وقت وصولها إليه ولم تجيء، كتب البحتري إلى ذلك الرئيس:
حدث أبو العنبس الصيمري قال: كنت عند المتوكل والبحتري ينشده:
حتى بلغ إلى قوله:
قال: وكان البحتري من أبغض الناس إنشادا يتشدق ويتزاور في مشيته مرة جانبا ومرة القهقرى ويهز رأسه ومنكبيه ويشير بكمه ويقف عند كل بيت ويقول: أحسنت والله، ثم يقبل على المستمعين ويقول: ما لكم لا تقولون لي أحسنت؟ هذا والله ما لا يحسن أحد أن يقول مثله، فضجر المتوكل وقال: أما تسمع يا صيمري ما يقول؟ فقلت: بلى يا سيدي فمر بما أحببت، فقال: بحياتي اهجه على هذا الروي، فقلت: تأمر ابن حمدون أن يكتب ما أقول: فدعا بدواة وقرطاس وحضرني على البديهة أن قلت:
قال: فخرج مغضبا وأنا أصيح به:
والمتوكل يضحك ويصفق حتى غاب عنه، وأمر لي بالصلة التي كانت أعدت له. ولما قتل المتوكل قال أبو العنبس:
فشاعت حتى وصلت إلى البحتري، فضحك وقال: هذا الأحمق يرى أني أجيبه عن مثل هذا، ولو عاش امرؤ القيس، وقال هذا لم أجبه. وقال البحتري قصيدة يرثي بها العلاء بن صاعد، من جملتها:
فقيل إن السبب في خروج البحتري عن بغداد في آخر أيامه هذا البيت لأن بعض أعدائه شنع عليه بأنه ثنوي، وكانت العامة حينئذ غالبة على البلد فخاف على نفسه فقال لابنه أبي الغوث: قم يا بني حتى تطفأ هذه الثائرة بخرجة نلم فيها ببلدنا ونعود، فخرج منها فلم يعد.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0

البحتري شاعر الوقت، وصاحب الديوان المشهور أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد الطائي البحتري المنبجي.
مدح الخلفاء والوزراء وصاحب مصر خمارويه.
حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي.
وعاش نيفا وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة.
وقد اجتمع بأبي تمام الطائي، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي.
قال: فسررت بقوله.
وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري.
وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل.
وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له فقال: نعيت إلي نفسي.
وقيل: سئل أبو العلاء المعري: من أشعر الثلاثة: أبو تمام، والبحتري، والمتنبي؟ فقال: حكيمان، والشاعر: البحتري.
للبحتري ’’حماسة’’ كـ’’حماسة’’ أبي تمام وكتاب معاني الشعر.
مات بمنبج، وقيل: بحلب، سنة ثلاث، أو أربع وثمانين ومئتين.
وله أملاك بمنبج وحفيدان، هما: أبو عبادة، وعبيد الله ابنا يحيى ابن البحتري اللذان مدحهما المتنبي، وكانا رئيسين في زمانهما.
مات معه: شاعر زمانه أبو الحسن علي بن أبو العباس بن الرومي صاحب التشبيهات البديعة.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 10- ص: 491