الوليد بن عبد الملك الوليد بن عبد الملك بن مروان، أبو العباس: من ملوك الدولة الاموية في الشام. ولي بعد وفاة ابيه (سنة 86هـ) فوجه القواد لفتح البلاد، وكان من رجاله موسى بن نصير و مولاه طارق بن زياد. وامتدت في زمنه حدود الدولة العربية إلى بلاد الهند، فتركستان، فأطراف الصين، شرقا، فبلغت مسافتها مسيرة ستة اشهر بين الشرق و الغرب و الجنوب و الشمال. وكان ولوعا بالبناء و العمران، فكتب إلى والي المدينة يأمره بتسهيل الثنايا و حفر الابار، وان يعمل فوارة، فعملها و اجرى ماءها. وكتب إلى البلدان جميعها باصلاح الطرق و عمل الابار. ومنع المجذومين من مخالطة الناس، و اجرى لهم الارزاق. وهو اول من احدث المستشفيات في الاسلام. وجعل لكل اعمى قائدا يتقاضى نفقاته من بيت المال. واقام لكل مقعد خادما. ورتب للقراء اموالا و ارزاقا. واقام بيوتا و منازل يأوى اليها الغرباء. وهدم مسجد المدينة و البيوت المحيطة به، ثم بناه بناءا جديدا، و صفح الكعبة و الميزاب و الاساطين في مكة. وبنى المسجد الاقصى في القدس. وبنى مسجد دمشق الكبير، المعروف بالجامع الاموي، فكانت نفقات هذا الجامع (000، 200، 11) دينار، أي نحو ستة ملايين دينار ذهبي من نقود زماننا، بدأ فيه سنة 88هـ ، و اتمه اخوه سليمان. وكانت وفاته بدير مران (من غوطة دمشق) ودفن بدمشق. ومدة خلافته 9 سنين و 8 اشهر. وكان نقش خاتمه:’’ياوليد انك ميت’’.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 121

أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو العباس أمير المؤمنين الأموي، كان يلقب النبطي للحنه، أعاب عليه أبوه عبد الملك لحنه، وقال: كيف تعلو رؤوس الناس، فدخل بيت وأخذ جماعة عنده يتعلم منهم العربية وطين عليه وعليهم الباب، وقال: لا أخرج حتى أقيم لساني إعرابا، ثم إنه خرج بعد ستة أشهر أو أكثر، فلما خطب زاد لحنه على ما كان، فقال أبوه: لقد أبلغت عذرا، أمه ولادة بنت العباس، وقد تقدم ذكرها في موضعه، كان أبيض أفطس، به أثر جدري بمقدم رأسه ولحيته، وكان جميلا طويلا، بويع له بدمشق يوم الخميس نصف شوال بعهد من أبيه سنة ست وثمانين وقيل لعشر خلون من شوال، وتوفي يوم السبت لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة بدمشق، وصلى عليه أخوه سليمان وله تسع وأربعون سنة، وقيل صلى عليه ابنه عبد العزيز وقيل عمر بن عبد العزيز بدير مران من دمشق، وحمل على أعناق الرجال ودفن بباب الصغير، وكانت أيامه تسع سنين وسبعة أشهر ويوما، وفي أيامه هلك الحجاج، وكاتبه القعقاع بن خليد ويقال هو ابن جبلة، ويقال إن الدواوين نقلت من الفارسية إلى العربية في أيامه نقلها سليمان بن سعد الخشيني وصالح بن عبد الرحمن مولى بني مرة وحاجبه سعد مولاه وخالد مولاه، ونقش خاتمه: يا وليد إنك ميت، وقيل إنه كان ذميما وكان يتبختر في مشيته قال: لولا أن الله تعالى ذكر آل لوط في القرآن ما ظننت أن أحدا يفعل هذا، وكان يختن الأيتام ويرتب لهم المؤدبين ورتب للزمنى والأضراء من يقودهم ويخدمهم لأنه أصابه رمد بعينيه فأقام مدة لا يبصر شيئا فقال: إن أعادهما الله علي قمت بحقه فيهما فلما برئ رأى أن شكر هذه النعمة الإحسان إلى العميان، فأمر أن لا يترك أعمى في بلاد الإسلام يسأل بل يرتب له مايكفيه، ولما حضرته الوفاة قال: ما أبالي بفراق الحياة بعدما فتحت السند والأندلس وبنيت جامع دمشق وأغنيت العميان عن عيونهم ويكفيه بناؤه جامع دمشق ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزخرفتيهما، ورزق الفقهاء و الفقراء فإن له في ذلك شرفا خالدا وذكرا باقيا وكان مطلاقا لا يصبر على المرأة إلا القليل ويطلقها، فقيل له في ذلك، فقال: إنما النساء رياحين فإذا ذبلت باقة استأنفت أخرى، يقال إنه تزوج ثلاثا وستين امرأة، وحديثه مع وضاح اليمن ومع زوجته أم البنين مذكور في ترجمة وضاح اليمن واسمه عبد الرحمن، ولما مات أبوه عبد الملك بن مروان تمثل هشام أو سليمان:

فقال الوليد: اسكت فإنك تكلم بلسان الشيطان أفلا قلت كما قال أوس بن حجر:
وعيره خالد بن يزيد باللحن فقال: أنا ألحن في قولي وأنت تلحن في فعلك، وكان لأمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك من الأولاد جماعة وهم العباس وعبد العزيز ومروان وعنبسة ومحمد وعائشة أمهم أم البنين ويزيد وهو الناقص وإبراهيم وليا الخلافة وأمهما شاهفريد بنت يزدجرد وعمر وأمه نباتة الكندية وأبو عبيدة لأم ولد وعبد الرحمن ويحيى وتمام ومسرور وبشر وروح وجزى ومنصور ومبشر وعتبة وخالد وصدقة لأمهات أولاد شتى.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0

الوليد الخليفة، أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، الدمشقي، الذي أنشأ جامع بني أمية.
بويع بعهد من أبيه، وكان مترفا، دميما، سائل الأنف، طويلا، أسمر، بوجهه أثر جدري في عنفقته شيب يتبختر في مشيه، وكان قليل العلم، نهمته في البناء أنشأ أيضا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزخرفه، ورزق في دولته سعادة.
ففتح بوابة الأندلس، وبلاد الترك، وكان لحنة، وحرص على النحو أشهرا، فما نفع، وغزا الروم مرات في دولة أبيه، وحج.
وقيل: كان يختم في كل ثلاث، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة. وكان يقول: لولا أن الله ذكر قوم لوط ما شعرت أن أحدا يفعل ذلك.
قال ابن أبي عبلة: رحم الله الوليد، وأين مثل الوليد افتتح الهند والأندلس، وكان يعطي قصاع الفضة أقسمها على القراء.
وقيل: إنه قرأ على المنبر ’’يا ليتها’’ بالضم، وكان فيه عسف، وجبروت، وقيام بأمر الخلافة، وقد فرض للفقهاء، والأيتام، والزمنى، والضعفاء، وضبط الأمور -فالله يسامحه- وقد ساق ابن عساكر أخباره.
مات في جمادى الآخرة، سنة ست وتسعين، وله إحدى وخمسون سنة. وكان في الخلافة عشر سنين سوى أربعة أشهر، وقبره بباب الصغير.
وقام بعد: أخوه سليمان بعهد له من أبيهما عبد الملك.
وقد كان عزم على خلع سليمان من ولاية العهد لولده عبد العزيز، فامتنع عليه عمر بن عبد العزيز وقال: لسليمان بيعة في أعناقنا. فأخذه الوليد، وطين عليه، ثم فتح عليه بعد ثلاث وقد مالت عنقه. وقيل خنقه بالمنديل حتى صاحت أخته أم البنين، فشكر سليمان لعمر ذلك، وعهد إليه بالخلافة. وله ترجمة طويلة في ’’تاريخ دمشق’’ وغير ذلك.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 202

الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى القرشي الأموي، أبو العباس، الخليفة:
كان ولى عهد أبيه، وولى الخلافة بعده حتى مات، وكانت مدة خلافته عشر سنين، إلا أربعة أشهر، وافتتح في دولته الهند، وبعض بلاد والترك، وجزيرة الأندلس، وغير ذلك. وله مآثر حسنة بمكة وغيرها.
فمن مآثره الحسنة: أنه حلى الكعبة بالذهب، ورخمها، وهو أول من رخمها وحلاها في الإسلام، وجملة ما حلى به الكعبة، ستة وثلاثون ألف دينار، عملت في أركانها وأساطينها، وفي بابها وميزابها، وعمر المسجد الحرام عمارة حسنة، بعد أن نقض ما عمله أبوه في المسجد الحرام، وسقفه بالساج، وعمل على رءوس الأساطين الذهب، على صفائح ألبسه من الصفر، وجعل في وجوه الطيقان من أعلاها الفسيفساء، وهو أول من عملها فيه، وأول من نقل إليه أساطين الرخام، وأزر المسجد بالرخام من داخله. ومن مآثره بغير مكة: أنه وسع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وزخرفه، عمل ذلك له عامله على المدينة، ابن عمه عمر بن عبد العزيز بن مروان رضي الله عنه. ومن مآثره الحسنة: عمارته لجامع دمشق، وكان نصفه الذي ليس فيه محراب الصحابة، كنيسة للنصارى، فأرضاهم الوليد عنه بعدة كنائس، وهدمه، سوى حيطانه الأربعة، وبقى العمل فيه تسع سنين، حتى قيل إن الذين يعملون فيه، اثنا عشر ألف مرخم، وغرم عليه مائة قنطار، وأربعة وأربعين قنطارا بالدمشقي ذهبا مضروبا، وحلاه أيضا بالجواهر وأستار الحرير، وصار نزهة في الدنيا. وهو أول من زخرف المساجد. وكان دميما سائل الأنف، يختال في مشيته، قليل العلم. وكان يختم القرآن في ثلاث. قال إبراهيم بن أبي عبلة: كان يختم في رمضان سبع عشرة مرة. وكان يعطينى أكياس الدراهم، أقسمها في الصالحين.
ويحكى عن الوليد بن عبد الملك هذا، أنه قال: لولا أن الله تعالى ذكر اللواط في كتابه، ظننت أن أحدا يفعله.
توفى في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين، عن خمسين سنة، وترك أربعة عشر ولدا.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1