ابن طريف الوليد بن طريف بن الصلت التغلبي الشيباني: ثائر من الابطال. كان رأس الشراة في زمنه. خرج بالجزيرة الفراتية، سنة 177هـ ، في خلافة هارون الرشيد، و حشد جموعا كثيرة. وكان يتنقل بين نصيبين و الخابور و تلك النواحي. واخذ ارمينية، و حصر خلاط، وسار إلى اذربيجان ثم إلى حلوان و ارض السواد، وعبر إلى غرب دجلة، وعاث في بلاد الجزيرة، فسير اليه الرشيد جيشا كثيفا مقدمة يزيد بن مزيد الشيباني، فأقام قريبا منه يناجزه و يطاوله مدة، ثم ظهر عليه يزيد، فقتله بعد حرب شديدة. وهو الذي تقول اخته ’’الفارعة’’ في رثائه، من قصيدة:

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 120

الشاري الوليد بن طريف الشيباني الشاري، أحد الأبطال الشجعان الطغاة، كان رأس الخوارج، وكان مقيما بنصيبين والخابور وتلك النواحي، خرج في أيام هارون الرشيد وبغى وحشد جموعا كثيرة، فنهض إليهم عامل ديار ربيعة فقتلوه وحضروا عبد الملك بن صالح الهاشمي بالرقة، فاستشار الرشيد ليحيى بن خالد البرمكي في من يوجه إليه فقال له: وجه إليه موسى بن خازم التميمي فإن فرعون اسمه الوليد وموسى غرقه، فوجهه في جيش كثيف فلاقاه الوليد فهزم أصحابه وقتله فوجه إليه معمر بن عيسى العبدي، فكانت بينهم وقائع بدارا وزاد ظهور الوليد، فأرسل إليه الرشيد جيشا كثيفا مقدمه أبو خالد يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني، وسوف يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في مكانه من حرف الياء، فجعل يحتاله ويماكره، وكانت البرامكة منحرفة عن يزيد فأغروا به الرشيد وقالوا: إنه يراعيه من جهة الرحم وإلا فشوكة الوليد يسيرة، وهو يواعده وينتظر ما يكون من أمره، فوجه إليه الرشيد كتاب مغضب وقال: لو وجهت بأحد الخدم لقام بأكثر مما تقوم به ولكنك مداهن متعصب وأمير المؤمنين يقسم بالله تعالى: لئن أخرت مناجزة الوليد ليبعثن إليك من يحمل رأسك إلى أمير المؤمنين، فلقي الوليد فظهر عليه فقتله، وذلك في سنة تسع وسبعين ومائة عشية خميس في شهر رمضان وهي واقعة مشهورة، وكانت للوليد أخت تسمى الفارعة وقيل فاطمة، تجيد الشعر وتسلك سبيل الخنساء في مراثيها لأخيها صخر، فرثت أخاها الوليد بقصائد، وكان الوليد ينشد يوم المصاف:

#جوركم أخرجني من داري ولما انكسر جيش الوليد وانهزم تبعه يزيد بن مزيد بنفسه حتى لحقه على مسافة بعيدة فقتله وحز رأسه، ولما علمت أخته لبست عدة حربها وحملت على جيش يزيد، فقال يزيد: دعوها، ثم خرج فضرب بالرمح فرسه وقال: اغربي غرب الله عليك، فقد فضحت العشيرة، فاستحيت وانصرفت، وقالت ترثي أخاها الوليد:
وقالت فيه أيضا:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0

الوليد بن طريف الشيباني، وقيل: هو من بني تغلب، أحد أمراء العرب.
خرج بالجزيرة في ثلاثين نفسا بسقي الفرات، فقتلوا تاجرا نصرانيا، وأخذوا ماله، ثم عاث بدارا، ونهب، وكثر جيشه، فقصد ميافارقين، ففدوا البلد منه بعشرين ألفا، وصالحه
أهل خلاط على مال، وهزم عسكر الرشيد، واستفحل أمره، واستباح نصيبين، فقتل بها خمسة آلاف، إلى أن حاربه يزيد بن مزيد، وظفر به، فقتله. ورثته أخته بأبيات مشهورة، واسمها الفارعة. ومن أبياتها:

قتل في سنة تسع وسبعين ومائة.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 7- ص: 266