أبو ركوة الوليد، أبو ركوة:ثائر اموي، كاد يقضي على دولة الفاطميين بمصر. وهو من نسل هشام بن عبد الملك بن مروان، ومن اقارب هشام ’’المؤيد’’ الاموي صاحب الاندلس، في ايامه. ولد و نشأ في الاندلس، وقد يكون من أهل قرطبة. ولما استحوز ’’المنصور بن أبي عامر ’’ على المؤيد، وحجبه عن الناس و تتبع اهله يقتل منهم من يصلح للملك، هرب من اسنطاع النجاة بنفسه و فيهم الوليد ’’أبو ركوة ’’ وهو في بدء شبابه. و اقام مدة بمصر يقرأ الحديث. ورحل إلى مكة واليمن، في مظهر المتصوفة يحمل ’’ركوة’’ في اسفاره، على طريقتهم، وبها اشتهر بابي ركوة. وعاد إلى مصر، ونزل ببني قرة (من قبائل برقة) يعلم صغارهم ويؤم كبارهم. و اتفق ان الحاكم بأمر الله (الفاطمي) قتل جماعة من بني قرة و سجن بعض اعيانهم، فدعاهم أبو ركوة إلى خلع طاعته، فأجابوا، واطاعته قبائل زنانة. ووجه اليه الحاكم جيشا، عليه القائد ’’ينال الطويل’’ و كان تركيا، فظفر به أبو ركوة و قتله، وبعث السرايا إلى الصعيد و ارض مصر. وعظم امره، وخوطب بامير المؤمنين، ولقب بالثائر بامر الله، وضرب السكة باسمه. ثم زحف على مصر، ودخل ’’الجيزة’’ و اضطرب الحاكم. قال ابن تغرى بردى: ’’تعاظم امر أبي ركوة سنة 395هـ ، حتى عزم الحاكم على الخروج إلى الشام، وبرز إلى بلبيس بالعساكر و الاموال، فأشير عليه بالعود إلى مصر فعاد’’ و تعاقبت الوقائع، و تمكن الحاكم من الاتصال بمقدم جيوش أبي ركوة، واسمه الفضل بن عبد الله، فبعث اليه بخمسماية الف دينار (كما يقول ابن كثير) ليثنيه عن أبي ركوة. وفي هذه الرواية شك فابن الاثير يقول ان الفضل كان قائد جيش الحاكم، واستمال قائدا كبيرا من بني قرة يعرف بالماضي ’’فكان يطالعه باخبار القوم وما هم عازمون عليه، فيدبر الفضل امره حسب ما يعلمه منه’’و سواء اكان هذا ام ذاك، فأن كبيرا من رجال أبي ركوة خانة، وبدأ الضعف يدب في قواه. قال الذهبي:يقال: انه قتل من اصحاب أبي ركوة نحو سبعين الفا. و انتهى الامر بهزيمة من بقى معه، فرحل متجها إلى النوبة، فقبض عليه فيها، او قبل بلوغها (روايتان) و حمل إلى مصر، فأشتهر بها و ألبس طرطورا و جعل خلفه قرد يصفعه (وكان معلما ذلك) ثم اخذ إلى ظاهر القاهرة ليقتل و يصلب فتوفي قبل وصوله، فقطع رأسه وصلب. وقيل: وهو صاحب البيت المشهور:
#على المرء ان يسعى لما فيه نفعهـ ، و ليس عليه ان يساعده الدهر
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 119