وكيع بن الجراح وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي، أبو سفيان: حافظ للحديث، ثبت، كان محدث العراق في عصره. ولد بالكوفة، وأبوه ناظر على بيت المال فيها. وتفقه وحفظ الحديث، واشتهر. وأورد الرشيد أن يوليه قضاء الكوفة، فامتنع ورعا. وكان يصوم الدهر. له كتب، منها (تفسير القرآن) و (السنن) و (المعرفة والتاريخ). قال الإمام ابن حنبل: ما رأيت أحدا أوعى منه و لا أحفظ، وكيع إمام المسلمين. وقال المديني: كان وكيع يلحن ولو حدثت بألفاظه لكانت عجبا. وأحصى له البلخي هنات، منها أنه وهم في (سوار بن داود) فسماه (داود بن سوار) وأن أبا نعيم قال: خالفني وكيع في حديث سفيان، في نحو من عشرين، فرجع في عامتها إلى حفظي. توفي بفيد راجعا من الحج. والرؤاسي نسبة إلى رؤاس وهو بطن من قيس عيلان.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 117
الإمام أبو سفيان وكيع بن الجراح بن مليح، الإمام أبو سفيان الرؤاسي الأعور الكوفي، أحد الأعلام، ورؤاس بطن من قيس عيلان، ولد سنة تسع وعشرين ومائة، وتوفي سنة سبع وتسعين ومائة، أصله من خراسان، وكان أبوه ناظرا على بيت المال بالكوفة، وأراد الرشيد يولي وكيعا القضاء فامتنع، وورث من أمه مائة ألف درهم، يصوم الدهر ويختم القرآن في كل ليلة، قال ابن معين: هو كالأوزاعي في زمانه، وقال أحمد بن حنبل: ما رأيت أحدا أوعى منه ولا أحفظ وكيع إمام المسلمين، وقد روى غير واحد أنه كان يترخص في شرب النبيذ، وقال: الجهر بالبسملة بدعة، سمعها أبو سعيد الأشج منه، قال داود بن يحيى بن يمان: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، فقلت: يا رسول الله من الأبدال؟ قال: الذين لا يضربون بأيديهم شيئا وإن وكيعا منهم، حج وكيع ومات بفيد سنة ست وتسعين، قاله أحمد والصحيح ما تقدم، وترجمته في تاريخ الشيخ شمس الدين سبع ورقات وروى له الجماعة.
ابن وكيع: الحسن بن علي،
وكبع القاضي اسمه: محمد بن خلف،
ابن الوكيل الشيخ صدر الدين: محمد بن عمر.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0
وكيع: "ع"
ابن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمجمة بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رؤاس، الإمام، الحافظ، محدث العراق، أبو سفيان الرؤاسي، الكوفي، أحد الأعلام.
ولد سنة تسع وعشرين ومائة. قاله: أحمد بن حنبل.
وقال خليفة، وهارون بن حاتم: ولد سنة ثمان وعشرين، واشتغل في الصغر.
وسمع من: هشام بن عروة، وسليمان الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن عون، وابن جريج، وداود الأودي، ويونس بن أبي إسحاق، وأسود بن شيبان، وهشام بن الغاز، والأوزاعي، وجعفر بن برقان، وزكريا بن أبي زائدة، وطلحة بن عمرو المكي، وفضيل بن غزوان، وأبي جناب الكلبي، وحنظلة بن أبي سفيان، وأبان بن صمعة، وأبان بن عبد الله البجلي، وأبان بن يزيد، وإبراهيم بن الفضل المخزومي، وإبراهيم بن يزيد الخوزي، وإدريس بن يزيد، وإسماعيل بن رافع المدني، وإسماعيل بن سليمان الأزرق، وإسماعيل بن أبي الصفيرا، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وأفلح بن حميد، وأيمن بن نابل، وبدر بن عثمان، وبشير بن المهاجر، وحريث بن أبي مطر، وأبي خلدة خالد بن دينار، وخالد بن طهمان، ودلهم بن صالح، وسعد بن أوس، وسعدان الجهني، وسعيد بن السائب، وسعيد بن عبيد الطائي، وسلمة بن نبيط، وطلحة بن يحيى، وعباد بن منصور، وعثمان الشحام، وعمر بن ذر، وعيسى بن طهمان، وعيينة بن عبد الرحمن بن جوشن، وكهمس، والمثنى بن سعيد الضبعي، والمثنى بن سعيد الطائي، وابن أبي ليلى، ومسعر بن حبيب، ومسعر بن كدام، ومعاوية بن أبي مزرد، ومصعب بن سليم، وابن أبي ذئب، وسفيان، وشعبة، وإسرائيل، وشريك، وخلق كثير.
وكان من بحور العلم، وأئمة الحفظ.
حدث عنه: سفيان الثوري -أحد شيوخه- وعبد الله بن المبارك، والفضل بن موسى السيناني -وهما أكبر منه- ويحيى بن آدم، وعبد الرحمن بن مهدي، والحميدي، ومسدد، وعلي، وأحمد، وابن معين، وإسحاق، وبنو أبي شيبة، وأبو خيثمة، وأبو كريب، وابن نمير، وأبو هشام الرفاعي، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وإبراهيم بن عبد الله العبسي، وأمم سواهم.
وكان والده ناظرا على بيت المال بالكوفة، وله هيبة وجلالة.
وروى عن: يحيى بن أيوب المقابري. قال: ورث وكيع من أمه مائة ألف درهم.
قال يحيى بن يمان: لما مات سفيان الثوري، جلس وكيع موضعه.
قال القعنبي: كنا عند حماد بن زيد، فلما خرج وكيع، قالوا: هذا راوية سفيان. قال حماد: إن شئتم قلت: أرجح من سفيان.
الفضل بن محمد الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: صحبت وكيعا في الحضر والسفر، وكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة.
قلت: هذه عبادة يخضع لها، ولكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية مفضولة، فقد صح نهيه -عليه الصلاة السلام- عن صوم الدهر، وصح أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، والدين يسر، ومتابعة السنة أولى، فرضي الله عن وكيع، وأين مثل وكيع؟! ومع هذا فكان ملازما لشرب نبيذ الكوفة الذي يسكر الإكثار منه، فكان متأولا في شربه، ولو تركه تورعا، لكان أولى به، فإن من توقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه، وقد صح النهي والتحريم للنبيذ المذكور، وليس هذا موضع هذه الأمور، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك، فلا قدوة في خطأ العالم، نعم، ولا يوبخ بما فعله باجتهاد، نسأل الله المسامحة.
قال يحيى بن معين: وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.
وقال أحمد بن حنبل: ما رأيت أحدا أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع.
قلت: كان أحمد يعظم وكيعا، ويفخمه.
قال محمد بن عامر المصيصي: سألت أحمد: وكيع أحب إليك أو يحيى بن سعيد؟ فقال: وكيع. قلت: كيف فضلته على يحيى، ويحيى ومكانه من العلم والحفظ والإتقان ما قد علمت؟ قال: وكيع كان صديقا لحفص بن غياث، فلما ولي القضاء، هجره، وإن يحيى كان صديقا لمعاذ بن معاذ، فلما ولي القضاء، لم يهجره يحيى.
وقال محمد بن علي الوراق: عرض القضاء على وكيع، فامتنع.
محمد بن سلام البيكندي: سمعت وكيعا يقول: من طلب الحديث كما جاء، فهو صاحب سنة، ومن طلبه ليقوي به رأيه، فهو صاحب بدعة.
قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: قد حدث وكيع بدمشق، فأخذ عنه: هشام بن عمار، وابن ذكوان.
قال أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا محمد بن يزيد، حدثني حسين أخو زيدان، قال: كنت مع وكيع، فأقبلنا جميعا من المصيصة -أو طرسوس- فأتينا الشام، فما أتينا بلدا إلا استقبلنا واليها، وشهدنا الجمعة بدمشق، فلما سلم الإمام، أطافوا بوكيع، فما انصرف إلى أهله -يعني: إلى الليل- قال: فحدث به مليحا ابنه، فقال: رأيت في جسد أبي آثار خضرة مما زحم ذلك اليوم.
قال محمد بن عبد الله بن عمار: أحرم وكيع من بيت المقدس.
وقال محمد بن سعد: كان وكيع ثقة، مأمونا، عاليا، رفيعا، كثير الحديث، حجة.
قال محمود بن غيلان: قال لي وكيع: اختلفت إلى الأعمش سنين.
وقال محمد بن خلف التيمي: أخبرنا وكيع، قال: أتيت الأعمش، فقلت: حدثني. قال: ما اسمك؟ قلت: وكيع. قال: اسم نبيل، ما أحسب إلا سيكون لك نبأ، أين تنزل من الكوفة؟ قلت: في بني رؤاس. قال: أين من منزل الجراح بن مليح؟ قلت: ذاك أبي؟ وكان على بيت المال. قال لي اذهب، فجئني بعطائي، وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث. فجئت إلى أبي، فأخبرته، قال: خذ نصف العطاء، واذهب، فإذا حدثك بالخمسة، فخذ النصف الآخر، حتى تكون عشرة. فأتيته بنصف عطائه، فوضعه في كفه، وقال: هكذا. ثم سكت، فقلت: حدثني. فأملى علي حديثين، فقلت: وعدتني بخمسة. قال: فأين الدراهم كلها؟ أحسب أن أباك أمرك بهذا، ولم يدر أن الأعمش مدرب، قد شهد الوقائع، اذهب، فجئني بتمامه، فجئته، فحدثني بخمسة، فكان إذا كان كل شهر، جئته بعطائه، فحدثني بخمسة أحاديث.
قال قاسم بن يزيد الجرمي: كان الثوري يدعو وكيعا وهو غلام، فيقول: يا رؤاسي! تعال، أي شيء سمعت؟ فيقول: حدثني فلان بكذا، وسفيان يتبسم، ويتعجب من حفظه.
قال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع، وكان جهبذا سمعته يقول: ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة سنة، إلا في صحيفة يوما. فقلت له: عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها. قال: وحدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمسمائة، أربعة أحاديث ليست بكثيرة في ذلك.
وقال يحيى بن معين: سمعت وكيعا يقول: ما كتبت عن الثوري قط، كنت أتحفظ، فإذا رجعت إلى المنزل كتبتها.
قال محمد بن عمران الأخنسي: سمعت يحيى بن يمان يقول: نظر سفيان إلى عيني وكيع، فقال: لا يموت هذا الرؤاسي حتى يكون له شأن. فمات سفيان، وجلس وكيع مكانه.
قال أحمد بن أبي الحواري: قلت لأبي بكر بن عياش: حدثنا. قال: قد كبرنا ونسينا الحديث، اذهب إلى وكيع في بني رؤاس.
قال الشاذكوني: قال لنا أبو نعيم يوما: ما دام هذا التنين حيا -يعني: وكيعا- ما يفلح أحدا معه.
قلت: كان وكيع أسمر، ضخما، سمينا.
قال ابن عدي: حديث عن نوح بن حبيب، عن عبد الرزاق، قال: رأيت الثوري، وابن عيينة، ومعمرا، ومالكا، ورأيت ورأيت، فما رأت عيناي قط مثل وكيع.
قال المفضل الغلابي: كنا بعبادان، فقال لي حماد بن مسعدة: أحب أن تجيء معي إلى وكيع. فأتيناه، فسلم عليه، وتحدثنا، ثم انصرفنا، فقال لي حماد: يا أبا معاوية! قد رأيت الثوري، فما كان مثل هذا.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كان وكيع حافظا حافظا، ما رأيت مثله.
وقال بشر بن موسى: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت قط مثل وكيع في العلم، والحفظ، والإسناد، والأبواب، مع خشوع وورع.
قلت: يقول هذا أحمد مع تحريه وورعه، وقد شاهد الكبار، مثل هشيم، وابن عيينة، ويحيى القطان، وأبي يوسف القاضي، وأمثالهم.
وكذا روى عن أحمد: إبراهيم الحربي، قال جعفر بن محمد بن سوار النيسابوري: سمعت عبد الصمد بن سليمان البلخي: سألت أحمد ابن حنبل عن يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن، ووكيع، وأبي نعيم، فقال: ما رأيت أحفظ من وكيع، وكفاك بعبد الرحمن معرفة وإتقانا، وما رأيت رجلا أوزن بقوم من غير محاباة، ولا أشد تثبتا في أمور الرجال من يحيى بن سعيد، وأبو نعيم أقل الأربعة خطأ، وهو عندي ثقة، موضع الحجة في الحديث.
وقال صالح بن أحمد: قلت لأبي: أيما أثبت عندك، وكيع أو يزيد؟ فقال: ما منهما -بحمد الله- إلا ثبت، وما رأيت أوعى للعلم من وكيع، ولا أشبه من أهل النسك منه، ولم يختلط بالسلطان.
وقال الترمذي: سمعت أحمد بن الحسن: سئل أحمد بن حنبل عن وكيع وابن مهدي، فقال: وكيع أكبر في القلب، وعبد الرحمن إمام.
وقال زاهد دمشق أحمد بن أبي الحواري: ما رأيت فيمن لقيت أخشع من وكيع.
علي بن الحسين بن حبان: عن أبيه: سمعت ابن معين يقول: ما رأيت أفضل من وكيع. قيل: ولا ابن المبارك؟ قال: قد كان ابن المبارك له فضل، ولكن ما رأيت أفضل من وكيع، كان يستقبل القبلة، ويحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة -رحمه الله- وكان قد سمع منه كثيرا.
قال صالح بن محمد جزرة: سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت أحدا أحفظ من وكيع. فقال له رجل: ولا هشيم؟ فقال: وأين يقع حديث هشيم من حديث وكيع؟! قال الرجل: إني سمعت علي بن المديني يقول: ما رأيت أحدا أحفظ من يزيد بن هارون. فقال: كان يزيد يتحفظ، كانت له جارية تحفظه من كتاب.
قال قتيبة: سمعت جريرا يقول: جاءني ابن المبارك، فقلت له: يا أبا عبد الرحمن! من رجل الكوفة اليوم؟ فسكت عني، ثم قال: رجل المصرين وكيع.
تمتام: حدثنا يحيى بن أيوب، حدثني بعض أصحاب وكيع الذين كانوا يلزمونه: أن وكيعا كان لا ينام حتى يقرأ جزءه من كل ليلة ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل، فيقرأ المفصل، ثم يجلس، فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر.
وقال أبو سعيد الأشج: حدثنا إبراهيم بن وكيع، قال: كان أبي يصلي، فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى، حتى جارية لنا سوداء.
عباس: حدثنا يحيى بن معين: سمعت وكيعا يقول كثيرا: وأي يوم لنا من الموت؟ ورأيته أخذ في كتاب "الزهد" يقرؤه، فلما بلغ حديثا منه، ترك الكتاب، ثم قام، فلم يحدث، فلما كان من الغد، وأخذ فيه، بلغ ذلك المكان، قام أيضا ولم يحدث، حتى صنع ذلك ثلاثة أيام. قلت ليحيى: وأي حديث هو؟ قال: حديث "كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل".
قال ابن عمار: كان وكيع يصوم الدهر، ويفطر يوم الشك والعيد، وأخبرت أنه كان يشتكي إذا أفطر في هذه الأيام.
وعن سفيان بن وكيع، قال: كان أبي يجلس لأصحاب الحديث من بكرة إلى ارتفاع النهار، ثم ينصرف، فيقيل، ثم يصلي الظهر، ويقصد الطريق إلى المشرعة التي يصعد منها أصحاب الروايا، فيريحون نواضحهم، فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرض إلى حدود العصر، ثم يرجع إلى مسجده، فيصلي العصر، ثم يجلس يدرس القرآن، ويذكر الله إلى آخر النهار، ثم يدخل منزله، فيقدم إليه إفطاره، وكان يفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام، ثم تقدم إليه قرابة، فيها نحو من عشرة أرطال من نبيذ، فيشرب منها ما طاب له على طعامه، ثم يجعلها بين يديه، ثم يقوم، فيصلي ورده من الليل، كلما صلى شيئا، شرب منها، حتى ينفدها، ثم ينام.
روى هذه الحكاية الدارقطني، عن القاضي ابن أم شيبان، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن بن سفيان بن وكيع، عن أبيه.
قال إسحاق بن بهلول: قدم علينا وكيع، فنزل في مسجد الفرات، وسمعت منه، فطلب مني نبيذا، فجئته به، وأقبلت أقرأ عليه الحديث وهو يشرب، فلما نفد ما جئته به، أطفأ السراج. قلت: ما هذا؟ قال: لو زدتنا، زدناك.
قال جعفر الطيالسي: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت رجلا يسأل وكيعا، فقال: يا أبا سفيان! شربت البارحة نبيذا، فرأيت فيما يرى النائم كأن رجلا يقول: شربت خمرا. فقال وكيع: ذلك الشيطان.
وقال نعيم بن حماد: تعشينا عند وكيع -أو قال: تغدينا- فقال: أي شيء تريدون أجيئكم منه: نبيذ الشيوخ، أو نبيذ الفتيان؟ فقلت: تتكلم بهذا؟ قال: هو عندي أحل من ماء الفرات. قلت له: ماء الفرات لم يختلف في حله، وقد اختلف في هذا.
قلت: الرجل -سامحه الله- لو لم يعتقد إباحته، لما قال هذا.
عن إبراهيم بن شماس، قال: لو تمنيت، كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه، وزهد ابن فضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخشوع عيسى بن يونس، وصبر حسين الجعفي، صبر ولم يتزوج، ولم يدخل في شيء من أمر الدنيا.
وروى بعض الرواة عن وكيع، قال: قال لي الرشيد إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيا، وقد رأيت أن أشركك في أمانتي وصالح عملي، فخذ عهدك. فقلت: يا أمير المؤمنين! أنا شيخ كبير، وإحدى عيني ذاهبة، والأخرى ضعيفة.
قال علي بن خشرم: ما رأيت بيد وكيع كتابا قط، إنما هو حفظ، فسألته عن أدوية الحفظ، فقال: إن علمتك الدواء، استعملته؟ قلت: إي والله. قال: ترك المعاصي، ما جربت مثله للحفظ.
وقال طاهر بن محمد المصيصي: سمعت وكيعا يقول: لو علمت أن الصلاة أفضل من الحديث، ما حدثتكم.
قال سفيان بن عبد الملك صاحب ابن المبارك: كان وكيع أحفظ من ابن المبارك.
وقال أحمد العجلي: وكيع: كوفي، ثقة، عابد، صالح، أديب، من حفاظ الحديث، وكان مفتيا.
وقال أبو عبيد الآجري: سئل أبو داود: أيما أحفظ: وكيع أو عبد الرحمن بن مهدي؟ قال: وكيع أحفظ، وعبد الرحمن أتقن، وقد التقيا بعد العشاء في المسجد الحرام، فتواقفا، حتى سمعا أذان الصبح.
عباس، وابن أبي خيثمة: سمعا يحيى يقول: من فضل عبد الرحمن بن مهدي على وكيع، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
قلت: هذا كلام رديء، فغفر الله ليحيى، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين، وأفضل، وأتقن، وبكل حال هما إمامان نظيران.
قال أبو داود: ما رئي لوكيع كتاب قط، ولا لهشيم، ولا لحماد بن زيد، ولا لمعمر.
قال ابن المديني: أوثق أصحاب سفيان الثوري: ابن مهدي، والقطان، ووكيع.
وقال أبو حاتم: أشهد على أحمد بن حنبل قال: الثبت عندنا بالعراق: وكيع، ويحيى القطان، وعبد الرحمن.
رواها أحمد بن أبي الحواري، عن أحمد بن حنبل أيضا، ثم قال: فذكرته ليحيى بن معين، فقال: الثبت عندنا بالعراق وكيع.
الساجي: حدثني أحمد بن محمد، سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت أحفظ من وكيع.
قال يعقوب الفسوي -وبلغه قول يحيى: من فضل عبد الرحمن على وكيع، فعليه اللعنة: كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم، ومن حاسب نفسه، لم يقل مثل هذا، وكيع خير، فاضل، حافظ.
وقد سئل أحمد بن حنبل: إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن، بقول من نأخذ؟ فقال: نوافق عبد الرحمن أكثر، وخاصة في سفيان، كان معنيا بحديثه، وعبد الرحمن يسلم منه السلف، ويجتنب شرب المسكر، وكان لا يرى أن يزرع في أرض الفرات.
قلت: عبد الرحمن له جلالة عجيبة، وكان يغشى عليه إذا سمع القرآن. نقله: صاحب "شريعة المقارئ".
عباس الدوري: قلت ليحيى: حديث الأعمش إذا اختلف وكيع وأبو معاوية؟ قال: يوقف حتى يجيء من يتابع أحدهما. ثم قال: كانت الرحلة إلى وكيع في زمانه.
قال أبو حاتم الرازي: وكيع أحفظ من ابن المبارك.
قال حنبل بن إسحاق: سمعت ابن معين يقول: رأيت عند مروان ابن معاوية لوحا فيه أسماء شيوخ: فلان رافضي، وفلان كذا، ووكيع رافضي، فقلت لمروان: وكيع خير منك.
قال: مني؟ قلت: نعم. فسكت، ولو قال لي شيئا، لوثب أصحاب الحديث عليه. قال: فبلغ ذلك وكيعا، فقال: يحيى صاحبنا، وكان بعد ذلك يعرف لي، ويرحب.
قلت: مر قول أحمد: إن عبد الرحمن يسلم منه السلف، والظاهر أن وكيعا فيه تشيع يسير، لا يضر -إن شاء الله- فإنه كوفي في الجملة، وقد صنف كتاب فضائل الصحابة، سمعناه قدم فيه باب مناقب علي على مناقب عثمان -رضي الله عنهما.
قال الحسين بن محمد بن عفير: حدثنا أحمد بن سنان، قال: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يتحدث في مجلسه، ولا يقوم أحد ولا يبرى فيه قلم، ولا يبتسم أحد، وكان وكيع يكونون في مجلسه كأنهم في صلاة، فإن أنكر من أمرهم شيئا، انتعل، ودخل، وكان ابن نمير يغضب ويصيح، وإن رأى من يبري قلما، تغير وجهه غضبا.
قال تميم بن محمد الطوسي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عليكم بمصنفات وكيع.
محمد بن أحمد بن مسعود: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل، سمعت أبي يقول: أخطأ وكيع في خمسمائة حديث.
وقال علي بن المديني: كان وكيع يلحن، ولو حدثت عنه بألفاظه، لكانت عجبا، كان يقول: حدثنا مسعر، عن "عيشة".
نقلها: يعقوب بن شيبة، عنه.
وقال أحمد بن حنبل: كان وكيع أحفظ من عبد الرحمن بكثير.
قال عبد الله بن أحمد: عن أبيه: ابن مهدي أكثر تصحيفا من وكيع، لكنه أقل خطأ.
وقال إبراهيم الحربي: سمعت أحمد يقول: ما رأت عيناي مثل وكيع قط، يحفظ الحديث جيدا، ويذاكر بالفقه، فيحسن مع ورع واجتهاد، ولا يتكلم في أحد.
قال الحافظ أحمد بن سهل النيسابوري: دخلت على أحمد بن حنبل بعد المحنة، فسمعته يقول: كان وكيع إمام المسلمين في زمانه.
قال سلم بن جنادة: جالست وكيعا سبع سنين، فما رأيته بزق، ولا مس حصاة، ولا جلس مجلسا فتحرك، وما رأيته إلا مستقبل القبلة، وما رأيته يحلف بالله.
وقال أبو سعيد الأشج: كنت عند وكيع، فجاءه رجل يدعوه إلى عرس، فقال أثم نبيذ؟ قال: لا. قال: لا نحضر عرسا ليس فيه نبيذ. قال: فإني آتيكم به، فقام.
وروي عن وكيع: أن رجلا أغلظ له، فدخل بيتا، فعفر وجهه، ثم خرج إلى الرجل، فقال: زد وكيعا بذنبه، فلولاه، ما سلطت عليه.
نصر بن المغيرة البخاري: سمعت إبراهيم بن شماس يقول: رأيت أفقه الناس وكيعا، وأحفظ الناس ابن المبارك، وأورع الناس الفضيل.
قال مروان بن محمد الطاطري: ما رأيت فيمن رأيت أخشع من وكيع، وما وصف لي أحد قط إلا رأيته دون الصفة، إلا وكيعا، رأيته فوق ما وصف لي.
قال سعيد بن منصور: قدم وكيع مكة، وكان سمينا، فقال له الفضيل بن عياض: ما هذا السمن وأنت راهب العراق؟! قال: هذا من فرحي بالإسلام، فأفحمه.
أبو سعيد الأشج: سمعت وكيعا يقول: الجهر بالبسملة بدعة.
قال الفضل بن عنبسة: ما رأيت مثل وكيع من ثلاثين سنة.
وقال إسحاق بن راهويه: حفظي وحفظ ابن المبارك تكلف، وحفظ وكيع أصلي، قام وكيع، فاستند، وحدث بسبع مائة حديث حفظا.
وقال محمود بن آدم: تذاكر بشر بن السري ووكيع ليلة -وأنا أراهما- من العشاء إلى الصبح، فقلت لبشر: كيف رأيته؟ قال: ما رأيت أحفظ منه.
وقال سهل بن عثمان: ما رأيت أحفظ من وكيع.
قال أحمد بن حنبل: كان وكيع مطبوع الحفظ.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: كانوا إذا رأوا وكيعا، سكتوا -يعني: في الحفظ والإجلال.
وقال أبو حاتم: سئل أحمد عن يحيى وابن مهدي ووكيع، فقال: وكيع أسردهم.
أبو زرعة الرازي: سمعت أبا جعفر الجمال يقول: أتينا وكيعا، فخرج بعد ساعة وعليه ثياب مغسولة، فلما بصرنا به، فزعنا من النور الذي رأيناه يتلألأ من وجهه. فقال رجل بجنبي: أهذا ملك؟ فتعجبنا من ذلك النور.
وقال أحمد بن سنان: رأيت وكيعا إذا قام في الصلاة، ليس يتحرك منه شيء، لا يزول ولا يميل على رجل دون الأخرى.
قال أحمد بن أبي الحواري: سمعت وكيعا يقول: ما نعيش إلا في سترة، ولو كشف الغطاء، لكشف عن أمر عظيم، الصدق النية.
قال الفلاس: ما سمعت وكيعا ذاكرا أحدا بسوء قط.
قلت: مع إمامته، كلامه نزر جدا في الرجال.
قال أحمد بن أبي الحواري، عن وكيع: ما أخذت حديثا قط عرضا. فذكرت هذا لابن معين، فقال: وكيع عندنا ثبت.
قال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير: وكيع عن الثوري غاية الإسناد، ليس بعده شيء، ما أعدل بوكيع أحدا. فقيل له: فأبو معاوية؟ فنفر من ذلك.
قلت: أصح إسناد بالعراق وغيرها: أحمد بن حنبل، عن وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي "المسند" بهذا السند عدة متون.
قال عبد الله بن هاشم: خرج علينا وكيع يوما، فقال: أي الإسنادين أحب إليكم: الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، أو: سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الله؟ فقلنا: الأعمش، فإنه أعلى. فقال: بل الثاني، فإنه فقيه، عن فقيه، عن فقيه، عن فقيه، والآخر شيخ، عن شيخ، وحديث يتداوله الفقهاء، خير من حديث يتداوله الشيوخ.
نوح بن حبيب، حدثنا وكيع، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حضرت موت سفيان، فكان عامة كلامه: ما أشد الموت! قال نوح: فأتيت عبد الرحمن، فقلت له: حدثنا عنك وكيع، فكان متكئا، فقعد، وقال: أنا حدثت أبا سفيان، جزاه الله خيرا ومن مثل أبي سفيان؟! وما يقال لمثل أبي سفيان؟!
وقيل: إن وكيعا وصل إنسانا مرة بصرة دنانير؛ لكونه كتب من محبرة ذلك الإنسان، وقال: اعذر، فلا أملك غيرها.
علي بن خشرم: سمعت وكيعا يقول: لا يكمل الرجل حتى يكتب عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وعمن هو دونه.
وعن مليح بن وكيع، قال: لما نزل بأبي الموت، أخرج يديه، فقال: يا بني! ترى يدي ما ضربت بهما شيئا قط. قال مليح: فحدثت بهذا داود بن يحيى بن يمان، فقال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في النوم، فقلت: يا رسول الله! من الأبدال؟ قال: الذين لا يضربون بأيديهم شيئا، وإن وكيعا منهم.
قلت: بل الذي يضرب بيده في سبيل الله أشرف وأفضل.
محنة وكيع -وهي غريبة- تورط فيها، ولم يرد إلا خيرا، ولكن فاتته سكتة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع، فليتق عبد ربه، ولا يخافن إلا ذنبه".
قال علي بن خشرم: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله البهي: أن أبا بكر الصديق جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته، فأكب عليه، فقبله، وقال: بأبي وأمي، ما أطيب حياتك وميتتك. ثم قال البهي: وكان ترك يوما وليلة، حتى ربا بطنه، وانثنت خنصراه. قال ابن خشرم: فلما حدث وكيع بهذا بمكة، اجتمعت قريش، وأرادوا صلب وكيع، ونصبوا خشبة لصلبه، فجاء سفيان بن عيينة، فقال لهم: الله الله، هذا فقيه أهل العراق، وابن فقيهه، وهذا حديث معروف. قال سفيان: ولم أكن سمعته، إلا أني أردت تخليص وكيع.
قال علي بن خشرم: سمعت الحديث من وكيع بعدما أرادوا صلبه، فتعجبت من جسارته. وأخبرت أن وكيعا احتج، فقال: إن عدة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهم عمر، قالوا: لم يمت رسول الله، فأراد الله أن يريهم آية الموت.
رواها أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباشاني، قال: حدثنا علي ابن خشرم. وروى الحديث عن وكيع: قتيبة بن سعيد.
فهذه زلة عالم، فما لوكيع، ولرواية هذا الخبر المنكر، المنقطع الإسناد! كادت نفسه أن تذهب غلطا، والقائمون عليه معذورون، بل مأجورون، فإنهم تخيلوا من إشاعة هذا الخبر المردود، غضا ما لمنصب النبوة، وهو في بادئ الرأي يوهم ذلك، ولكن إذا تأملته، فلا بأس -إن شاء الله- بذلك، فإن الحي قد يربو جوفه، وتسترخي مفاصله، وذلك تفرع من الأمراض "وأشد الناس بلاء الأنبياء". وإنما المحذور أن تجوز عليه تغير سائر موتى الآدميين ورائحتهم، وأكل الأرض لأجسادهم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- فمفارق لسائر أمته في ذلك، فلا يبلى، ولا تأكل الأرض جسده، ولا يتغير ريحه، بل هو الآن -وما زال- أطيب ريحا من المسك، وهو حي في لحده، حياة مثله في البرزخ التي هي أكمل من حياة سائر النبيين، وحياتهم بلا ريب أتم وأشرف من حياة الشهداء الذين هم بنص الكتاب: {أحياء عند ربهم يرزقون}، وهؤلاء حياتهم الآن التي في عالم البرزخ حق، ولكن ليست هي حياة الدنيا من كل وجه، ولا حياة أهل الجنة من كل وجه، ولهم شبه بحياة أهل الكهف. ومن ذلك اجتماع آدم وموسى لما احتج عليه موسى، وحجه آدم بالعلم السابق، كان اجتماعهما حقا، وهما في عالم البرزخ، وكذلك نبينا -صلى الله عليه وسلم- أخبر أنه رأى في السماوات آدم، وموسى، وإبراهيم، وإدريس، وعيسى، وسلم عليهم، وطالت محاورته مع موسى، هذا كله حق، والذي منهم لم يذق الموت بعد، هو عيسى -عليه السلام- فقد تبرهن لك أن نبينا -صلى الله عليه وسلم- ما زال طيبا مطيبا، وإن الأرض محرم عليها أكل أجساد الأنبياء، وهذا شيء سبيله التوقيف، وما عنف النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة -رضي الله عنهم- لما قالوا له بلا علم: وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟! يعني: قد بليت. فقال: "إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء".
وهذا بحث معترض في الاعتذار عن إمام من أئمة المسلمين، وقد قام في الدفع عنه مثل إمام الحجاز؛ سفيان بن عيينة، ولولا أن هذه الواقعة في عدة كتب، وفي مثل "تاريخ الحافظ ابن عساكر"، وفي "كامل الحافظ ابن عدي"، لأعرضت عنها جملة، ففيها عبرة. حتى قال الحافظ يعقوب الفسوي في "تاريخه": وفي هذه السنة حدث وكيع بمكة، عن ابن أبي خالد، عن البهي ...، فذكر الحديث. ثم قال: فرفع ذلك إلى العثماني، فحبسه، وعزم على قتله، ونصبت خشبة خارج الحرم، وبلغ وكيعا، وهو محبوس. قال الحارث بن صديق: فدخلت عليه لما بلغني، وقد سبق إليه الخبر. قال: وكان بينه وبين ابن عيينة يومئذ متباعد، فقال لي: ما أرانا إلا قد اضطررنا إلى هذا الرجل، واحتجنا إليه. فقلت: دع هذا عنك، فإن لم يدركك، قتلت. فأرسل إلى سفيان، وفزع إليه، فدخل سفيان على العثماني -يعني: متولي مكة- فكلمه فيه، والعثماني يأبى عليه. فقال له سفيان: إني لك ناصح، هذا رجل من أهل العلم، وله عشيرة، وولده بباب أمير المؤمنين، فشخص لمناظرتهم. قال: فعمل فيه كلام سفيان، فأمر بإطلاقه. فرجعت إلى وكيع، فأخبرته، فركب حمارا، وحملنا متاعه، وسافر، فدخلت على العثماني من الغد، فقلت: الحمد لله الذي لم تبتل بهذا الرجل، وسلمك الله. قال: يا حارث، ما ندمت على شيء ندامتي على تخليته، خطر ببالي هذه الليلة حديث جابر بن عبد الله، قال: حولت أبي والشهداء بعد أربعين سنة، فوجدناهم رطابا يثنون، لم يتغير منهم شيء. ثم قال الفسوي: فسمعت سعيد بن منصور يقول: كنا بالمدينة، فكتب أهل مكة إلى أهل المدينة بالذي كان من وكيع، وقالوا: إذا قدم عليكم، فلا تتكلوا على الوالي، وارجموه حتى تقتلوه. قال: فعرضوا علي ذلك، وبلغنا الذي هم عليه، فبعثنا بريدا إلى وكيع أن لا يأتي المدينة، ويمضي من طريق الربذة، وكان قد جاوز مفرق الطريقتين، فلما أتاه البريد، رد، ومضى إلى الكوفة.
ونقل الحافظ ابن عدي في ترجمة عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد أنه هو الذي أفتى بمكة بقتل وكيع.
وقال ابن عدي: أخبرنا محمد بن عيسى المروزي -فيما كتب إلي- قال: حدثنا أبي، عيسى بن محمد، قال: حدثنا العباس بن مصعب، حدثنا قتيبة، حدثنا وكيع، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، فساق الحديث. ثم قال قتيبة: حدث وكيع بمكة بهذا سنة حج الرشيد، فقدموه إليه، فدعا الرشيد سفيان بن عيينة، وعبد المجيد بن أبي رواد، فأما عبد المجيد، فإنه قال: يجب أن يقتل، فإنه لم يرو هذا إلا من في قلبه غش للنبي -صلى الله عليه وسلم. وقال سفيان: لا قتل عليه، رجل سمع حديثا، فأرواه، والمدينة شديدة الحر، توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- فترك ليلتين؛ لأن القوم في إصلاح أمر الأمة، واختلفت قريش والأنصار، فمن ذلك تغير. قال قتيبة: فكان وكيع إذا ذكر فعل عبد المجيد، قال: ذاك جاهل، سمع حديثا لم يعرف وجهه، فتكلم بما تكلم.
قلت: فرضنا أنه ما فهم توجيه الحديث على ما تزعم، أفمالك عقل وورع؟ أما سمعت قول الإمام علي: حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ أما سمعت في الحديث: "ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم، إلا كان فتنة لبعضهم"؟ ثم إن وكيعا بعدها تجاسر وحج، وأدركه الأجل بفيد.
قال أبو حاتم الرازي: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا وكيع بحديث في الكرسي، قال: فاقشعر رجل عند وكيع، فغضب، وقال: أدركنا الأعمش والثوري يحدثون بهذه الأحاديث، ولا ينكرونها.
قال يحيى بن يحيى التميمي: سمعت وكيعا يقول: من شك أن القرآن كلام الله -يعني: غير مخلوق- فهو كافر.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: سمعت وكيعا يقول: نسلم هذه الأحاديث كما جاءت، ولا نقول: كيف كذا؟ ولا لم كذا؟ يعني: مثل حديث: "يحمل السماوات على إصبع".
قال أبو هشام الرفاعي: سمعت وكيعا يقول: من زعم أن القرآن مخلوق، فقد زعم أنه محدث، ومن زعم أن القرآن محدث، فقد كفر.
قال علي بن عثام: مرض وكيع، فدخلنا عليه، فقال: إن سفيان أتاني، فبشرني بجواره، فأنا مبادر إليه.
قال أبو هشام الرفاعي: مات وكيع سنة سبع وتسعين ومائة، يوم عاشوراء، فدفن بفيد. يعني: راجعا من الحج
وقال أحمد بن حنبل: حج وكيع سنة ست وتسعين، ومات بفيد.
قلت: عاش ثمانيا وستين سنة، سوى شهر، أو شهرين.
قال قيس بن أنيف: سمعت يحيى بن جعفر البيكندي: سمعت عبد الرزاق يقول: يا أهل خراسان؛ إنه نعي لي إمام خراسان -يعني: وكيعا قال: فاهتممنا لذلك، ثم قال: بعدا لكم يا معشر الكلاب، إذا سمعتم من أحد شيئا، اشتهيتم موته.
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد بن علي الهمذاني الزاهد بقراءتي، أخبركم أحمد بن أبي الفتح الدقاق، وأبو الفرج بن عبد السلام، وأخبرنا أبو حفص الطائي، عن أبي اليمن الكندي، قالوا: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر القاضي. وأخبرنا أحمد بن هبة الله، أنبأنا عبد المعز بن محمد الهروي، أخبرنا يوسف بن أيوب الزاهد "ح". وأخبرنا عمر بن عبد المنعم، عن عبد الجليل بن مندويه، أخبرنا نصر بن مظفر، قالوا ثلاثتهم: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور، أخبرنا علي بن عمر الحربي، حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا علي بن هاشم، ووكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إذا مات صاحبكم، فدعوه".
رواه أبو داود.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، ويوسف بن أحمد، قالا: أخبرنا سعيد بن أحمد بن البناء، أخبرنا أبو القاسم بن البسري، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن هشام، عن قتادة، عن أنس، عن زيد بن ثابت، قال: تسحرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قمنا إلى الصلاة. قلنا: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسون آية.
أخرجه مسلم، عن ابن أبي شيبة، على الموافقة.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم، أخبرنا عبد الصمد بن محمد القاضي -وأنا حاضر- أخبرنا علي بن المسلم، أخبرنا الحسين بن محمد القرشي، أخبرنا محمد بن أحمد الغساني، حدثنا محمد بن الحسن البغدادي بالرملة، حدثنا محمد بن حسان الأزرق، حدثنا وكيع، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "نعم الإدام الخل".
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 7- ص: 559
وكيع بن الجراح ومنهم النصاح والمفهم المفصاح أبو سفيان وكيع بن الجراح
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، قال: سمعت جريرا، يقول: جاءني ابن المبارك فقلت له: ’’يا أبا عبد الرحمن من رجل الكوفة اليوم فسكت عني، ثم قال لي: «رجل المقرئين ابن الجراح يعني وكيعا»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا العباس بن محمد، قال: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: «حدثنا وكيع، ولو رأيت وكيعا رأيت رجلا لم تر بعينيك مثله قط»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا العباس، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: سمعت وكيعا، يقول: ’’ذهبت إلى أبي بكر بن عياش ومعي أحمد فانتخبت عليه أحاديث فلما حدثنا به، وقمنا، قال أبو بكر لإنسان : تدري ما انتخب هذه الأحاديث؟ انتخبها رجل أي رجل’’
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث، ثنا الأخنسي، عن يحيى بن يمان، قال: سمعت سفيان الثوري، ونظر، إلى وكيع بن الجراح، إن هذا الرقاشي لا يموت حتى يكون له شأن، قال فذهب سفيان وقعد وكيع مكانه’’
حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، قال: سمعت السائب سلم بن جنادة، يقول: «جالست وكيع بن الجراح سبع سنين، فما رأيته بزق وما رأيته مس والله حصاة بيده، وما رأيته جلس مجلسه فتحرك، وما رأيته إلا مستقبل القبلة، وما رأيته يحلف بالله»
حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، قال: سمعت الحسين بن أبي زيد، يقول: «صاحبت وكيع بن الجراح إلى مكة فما رأيته متكئا ولا رأيته نائما في محمله»
حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، قال: سمعت محمد بن أبي الصباح، يقول: كان وكيع بن الجراح إذا أراد أن يحدث، احتبى، فإذا احتبى سأله أصحاب الحديث فإذا نزع الحبوة لم يسألوه، وكان إذا حدث استقبل القبلة’’
حدثنا إبراهيم، ثنا محمد أبو قلابة، ثنا القعنبي، قال: ’’كنا عند حماد بن زيد لا أعلمه إلا سنة سبعين، وعنده وكيع فلما قام، قالوا: هذا راوية سفيان: فقال: هذا إن حدث أرجح من سفيان’’
حدثنا الشيخ الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله رحمه الله، ثنا إبراهيم، ثنا محمد، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان، قال: سمعت وكيعا، غير مرة يقول: كان يقال من سبهم أو قذفهم فهو طرف من الرياء’’
حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أبو الحريش الكلابي، ثنا يونس بن عبد الأعلى، قال قيل لوكيع أنت رجل تديم الصيام، وأنت كذا سمين فعلى ماذا قال: «بفرحي على الإسلام»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا محمد بن علي بن الحسن، قال: سمعت إبراهيم بن شماس، يقول: سمعت وكيع بن الجراح، يقول: «من لم يأخذ أهبة الصلاة قبل وقتها لم يكن وقرها»
وقال وكيع: «من تهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يديك منه»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك، ثنا زياد بن أيوب، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت مروان، يقول: «ما وصف لي أحد إلا رأيته دون الصفة إلا وكيع فإنه فوق ما وصف لي»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا الفضل بن محمد البيهقي، قال: سمعت أبي يقول: سمعت وكيعا، يقول وقد جاءه رجل يناظره في شيء من أمر المعاش أو الورع: فقال له وكيع: من أين تأكل؟ قال: ميراثا ورثته عن أبي قال: من أين هو لأبيك؟ قال: ورثه عن أبيه، قال: من أين هو كان لجدك؟ قال لا أدري، فقال له وكيع: ’’لو أن رجلا نذر لا يأكل إلا حلالا، ولا يلبس إلا حلالا، ولا يمشي إلا في حلال، لقلنا له: اخلع ثيابك وارم بنفسك في الفرات، ولكن لا تجد إلا السعة’’
ثم قال وكيع: «لو أن رجلا بلغ في ترك الدنيا مثل سلمان وأبي ذر وأبي الدرداء ما قلنا له زاهدا، لأن الزهد لا يكون إلا على ترك الحلال المحض والحلال المحض لا نعرفه اليوم، فالدنيا عندنا حلال وحرام وشبهات فالحلال حساب والحرام عذاب والشبهات عتاب، فأنزل الدنيا بمنزل الميتة وخذ منها ما يقيمك فإن كانت حلالا كنت قد زهدت فيها، وإن كانت حراما كنت قد أخذت منها ما يقيمك لأنه لا يحل لك من الميتة إلا قدر ما يقيمك، وإن كانت شبهات كان فيها عتاب يسير»
حدثنا إسحاق بن أحمد، ثنا إبراهيم بن أحمد، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت وكيعا، يقول: «إنما العاقل من عقل عن الله أمره، وليس من عقل أمر دنياه»
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن جابر الطرسوسي، ثنا عبد الله بن خبيق، قال وكيع: «هذه بضاعة لا يرتفع فيها إلا صادق»
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا الهيثم بن خلف، ثنا محمد بن نعيم البلخي، قال: سمعت مليح بن وكيع، يقول: ’’لما نزل بأبي الموت أخرج إلي يده، فقال: يا بني ترى يدي ما ضربت بها شيئا قط’’
قال مليح: وحدثني داود بن يحيى بن يمان، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله من الأبدال؟ قال: «الذين لا يضربون بأيديهم شيئا وإن وكيع بن الجراح منهم»
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا الهيثم بن خلف، ثنا محمد بن نعيم، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: «والله ما رأيت أحدا يحدث لله غير وكيع، وما رأيت رجلا أحفظ من وكيع، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه»
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا الهيثم بن خلف، ثنا ابن نعيم، قال: سمعت مليح بن وكيع، يقول: سمعت جريرا الرازي، يقول: ’’قدم ابن المبارك فقلت له: يا أبا عبد الرحمن من خلفت بالعراق؟ قال: وكيع، قلت: ثم من قال: ثم وكيع ’’ أسند وكيع عن الأئمة والأعلام ما لا يحد له من الصفات ولا يعد
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبيد بن غنام، له ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ح وحدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن وأحمد بن جعفر بن حمدان، قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي ح وحدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق، ثنا أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، ثنا إسحاق بن راهويه، قالوا: ثنا وكيع بن الجراح، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب «أنه حمل على فرس في سبيل الله فوجدها تباع في السوق وأراد أن يشتريها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه عن أوبته»
حدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ح، وحدثنا محمد بن أحمد، وأحمد بن جعفر، قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، قالا: ثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عاصم، عن ابن عمر، عن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم» صحيح متفق عليه من حديث هشام
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبيد، ثنا أبو بكر، ح، وحدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أبو حصين الوادعي، ثنا يحيى الحماني، ح، وحدثنا محمد بن أحمد، وأحمد بن جعفر، قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي ح، وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي، ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه، ثنا إسحاق بن إبراهيم، قالوا: ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد ابن الحنفية، عن أبيه علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم» مشهور لا يعرف إلا من حديث عبد الله بن عقيل بهذا اللفظ من حديث علي
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ح، وحدثنا محمد بن أحمد وأحمد بن جعفر، قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي قالا: ثنا وكيع، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الزبير بن عدي، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: ’’كنت إذا ركعت وضعت يدي بين ركبتي قال: فرآني أبي سعد بن مالك فنهاني وقال: إنا كنا نفعله فنهينا عنه ’’ صحيح ثابت من حديث سعد ومصعب بن سعد
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر، ح، وحدثنا محمد بن أحمد، وأحمد بن جعفر، قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي ح، وحدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أبو حصين الوادعي، ثنا يحيى الحماني، قالوا: ثنا وكيع، حدثني إبراهيم بن ميمون، مولى آل سمرة، عن إسحاق بن سعد بن سمرة، عن أبيه، عن أبي عبيدة بن الجراح، قال: إن آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخرجوا يهود الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب»
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، ثنا وكيع، عن داود الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المقام المحمود الشفاعة»
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا محمد بن سعيد، ح، وحدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي قالا: ثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: سمعت ابن أبي أوفى، يقول: «لو كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي ما مات ابنه»
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا الحسين بن عمر بن إبراهيم الثقفي، ثنا أبو بكر يعني ابن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن إسماعيل، عن قيس، عن المغيرة بن شعبة، أنه كان قائما على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وعروة يكلمه فقال له المغيرة: لتكفن يدك أو لا ترجع إليك يدك والمغيرة متقلد سيفا، فقال عروة: يا رسول الله من هذا فقال: «هذا ابن أختك» غريب من حديث إسماعيل لم نكتبه إلا من حديث وكيع
حدثنا مخلد بن جعفر، ثنا جعفر الفريابي، ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن إسماعيل، عن قيس، عن المغيرة بن شعبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون» رواه يحيى القطان وهشيم عن إسماعيل
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو، ثنا أبو حصين الوادعي، ثنا يحيى الحماني، ح، وحدثنا محمد بن محمد المقري، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ح وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه، ثنا أبي، قالوا: ثنا وكيع، عن عصام بن قدامة، عن مالك بن نمير الخزاعي، عن أبيه، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعا يده اليمنى في الصلاة ويشير بأصبعه السبابة» غريب من حديث مالك لم يروه عنه إلا عصام
حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا محمد بن العلاء، ثنا وكيع، عن سعد بن سعيد التغلبي، عن سعيد بن عمير الأنصاري، عن أبيه، وكان، بدريا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عبد من أمتي صلى علي صلاة صادقا بها من قبل نفسه إلا صلى الله عليه بها عشر صلوات، وكتب له بها عشر حسنات ومحي عنه بها عشر سيئات» لا أعلم أحدا رواه بهذا اللفظ إلا سعد عن سعيد
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عمي، ح وحدثنا محمد بن محمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا هارون بن إسحاق، قالا: ثنا وكيع، عن الصلت بن بهرام، عن الحارث بن وهب، عن الصنابحي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال هذه الأمة في مسكة من دينها ما لم يكلوا الجنائز إلى أهلها» تفرد به الصلت عن الحارث، وروى الثوري، عن الصلت، مثله
حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا سفيان بن وكيع، حدثني طارق، عن عمرو بن مالك الرواسي، عن أبيه: ’’أنه أغار هو وقوم من بني كلاب على قوم من بني أسد فقتلوا فيهم وعبثوا بالنساء، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فدعا عليهم فلعنهم ذلك مالكا فغل يده ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ارض عني رضي الله عنك فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ثم دار إليه فقال: ارض عني رضي الله عنك فأعرض عنه ثم أتاه الثالثة فقال: ارض عني رضي الله عنك فوالله إن الرب ليرضى فترضى فأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «تبت مما صنعت واستغفرت منه» قال: نعم قال: «اللهم تب عليه وارض عنه» غريب تفرد به الجراح وعنه ابنه وكيع وعنه ابنه سفيان وطارق هو طارق بن علقمة بن مردي
حدثنا محمد بن محمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا أبي عن عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن أبي غرة الهذلي، وكانت له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبي وعمي أبو بكر، قالا: ثنا وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن أبي هريرة، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث» لا أعلم رواه عن مجاهد إلا يونس
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ح وحدثنا محمد بن جعفر بن عمرو، ثنا أبو حصين، ثنا يحيى الحماني، ح وحدثنا أبو جعفر محمد بن محمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو بكر، قالا: ثنا وكيع، عن الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، عن أبيه، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم فقال: ’’صم من الشهر يوما، قلت: يا رسول الله إني أقوى، قال: صم يومين من الشهر، قلت: يا رسول الله زدني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: زدني زدني صم ثلاثة أيام من كل شهر’’
حدثنا جعفر بن محمد، ثنا محمد بن الحسين، ثنا يحيى الحماني، ح، وحدثنا محمد بن محمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو بكر، قالا: ثنا وكيع، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة، عن أبيه، عن جده، ’’ أن النبي صلى الله عليه وسلم استسلف منه ثلاثين أو أربعين ألفا حين غزا حنينا، فلما قدم قضاها إياه ثم قال له: «بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الوفاء والحمد»
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة إملاء، ثنا أبو علي أحمد بن جعفر بن الهيثم الثعلبي، ثنا جدي أبو أمي سلمان بن خالد الثعلبي ثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم إن أثقل الصلاة على المنافقين العشاء والفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من السفلى، وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك أدناك» غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا من حديث وكيع
حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى الربعي، ثنا محمد بن هارون الحضرمي، ثنا الحسين بن علي بن الأسود العجلي، ثنا فليح، ثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المختلعات والمتبرجات هن المنافقات» غريب من حديث الأعمش والثوري تفرد به وكيع
حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي، ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد، ثنا محمد بن أبان، مستملي وكيع ثنا وكيع، ثنا زمعة بن صالح، عن ابن طاوس، عن أبيه، وعن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن يزيد، قالا: قال عمر بن الخطاب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن» غريب من حديث طاوس وعمر ولم نكتبه إلا من حديث زمعة
حدثنا إسحاق بن أحمد، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا أبو كريب، ثنا وكيع، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس، قال: «كان نعل النبي صلى الله عليه وسلم ذا قبالين مثنى شراكهما» تفرد به وكيع عن سفيان
حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف، ثنا عبد الله بن ناجية، ح، وحدثنا محمد بن حميد، ثنا محمد بن الليث الجوهري، قالا: ثنا سفيان بن وكيع، ثنا أبي، عن أسامة بن زيد، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الغازي في سبيل الله مثل الأسطوانة صائما وقائما» غريب من حديث صفوان تفرد به وكيع
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا إسماعيل بن إسحاق السراج، ح، وحدثنا الحسن بن علان، ثنا أحمد بن الحسين بن إسحاق الصولي، قالا: ثنا سفيان بن وكيع، ثنا أبي، عن أسامة بن زيد، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل بقدر يقال لها الكفيت فأكلت منها أكلة فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع» غريب من حديث صفوان تفرد به وكيع
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع ثنا عروة بن ثابت عن ثمامة بن عبد الله عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بالطيب لم يرده
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا وكيع، ثنا عروة بن ثابت، عن ثمامة، عن أنس بن مالك: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الإناء ثلاثا» تفرد بهما عن ثمامة عروة
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا وكيع، ثنا ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {يوم يأتي بعض آيات ربك} [الأنعام: 158] قال: «طلوع الشمس من مغربها» لا أعلم رواه عن عطية مرفوعا إلا ابن أبي ليلى
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن خالد الحذاء، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس، قال: «بعث النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين وأقام بمكة خمس عشرة سنة وبالمدينة عشرا وقبض وهو ابن خمس وستين سنة» تفرد به وكيع عن الثوري
حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان، قالا: ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا يحيى بن إسماعيل الواسطي، ثنا وكيع، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله تعالى غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه» غريب تفرد به وكيع عن الثوري بهذا اللفظ
حدثنا أبو بكر أحمد بن السندي، ثنا بيان بن أحمد بن علويه القطان، ثنا عبد الله بن عمر، ثنا وكيع، عن الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمطر في أول مطرة ينزع ثيابه كلها إلا الإزار» غريب بهذا اللفظ تفرد به الرقاشي عن أنس
حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب، ثنا الحسين بن الكميت، ثنا محمد بن يزيد، أبو شعيب الواسطي، ثنا وكيع، ثنا الفضل بن دلهم، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، وتكلم الرجل علاقة سوطه، وشراك نعله، ويخبره بما أحدث أهله بعده» غريب من حديث الفضل عن أبي نضرة
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن القاسم بن مساور، ثنا أحمد بن عمر، ثنا وكيع، ثنا داود بن أبي عبد الله، عن ابن جدعان، عن جدته، عن أم سلمة، قالت: دعا النبي صلى الله عليه وسلم وصيفة له فأبطأت عليه، فقال: «لولا مخافة اللوم يوم القيامة لأوجعتك بهذا السواك» داود هو أخو شقيق بن أبي عبد الله وابن جدعان عبد الرحمن بن محمد بن زيد بن جدعان تفرد به عنه داود
حدثنا علي بن هارون، ثنا موسى بن هارون، ثنا مجاهد بن موسى، ثنا وكيع، ثنا حبيب، عن ثابت، عن أنس، قال: مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن صبيان فقال: «السلام عليكم يا صبيان» حبيب هو ابن حجر
حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، ثنا جدي أبو حصين، ثنا مليح بن وكيع، حدثني أبي، ثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله تعالى كذابا» عزيز مرفوعا من حديث الأعمش
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسين بن جعفر القتات، ثنا إسماعيل بن محمد الطلحي، ثنا وكيع، عن مطيع بن عبد الله، عن كردوس الكعبي، عن عائشة، قالت: «ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من طعام حتى مضى لسبيله» غريب من حديث كردوس تفرد به عنه مطيع
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسين بن حعفر، ثنا إسماعيل بن محمد، ثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «كان ضجاع رسول الله صلى الله عليه وسلم محشوا ليفا»
حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف، ثنا أحمد بن أبي عون، ثنا عمرو الناقد، ثنا وكيع، ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلك المتقذرون يعني المرق يقع فيه الذباب فيهراق» تفرد به عبد الله بن سعيد عن أبيه
حدثنا أبو محمد طلحة وأبو إسحاق سعد، ثنا محمد بن إسحاق الناقد، قالا: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبي، ثنا وكيع، ثنا محمد بن قيس، عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن: أن عثمان، ’’ أشرف على الناس يوم الدار فقال: ’’أما علمتم أنه لا يجب القتل إلا على أربعة: رجل كفر بعد إسلامه أو زنى بعد إحصانه أو قتل نفسا بغير نفس أو عمل عمل قوم لوط ’’ غريب تفرد به وكيع عن محمد بن قيس وهو الأسدي الكوفي يجمع حديثه وأبو عبد الرحمن هو السلمي
حدثنا أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن عبد الصمد الجعفي الخزاز، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو بكر، وعثمان، ابنا أبي شيبة قالا: ثنا وكيع، عن مصعب بن محمد، عن يعلى بن أبي يحيى، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للسائل حق وإن جاء على فرس» رواه سفيان الثوري عن مصعب
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا نوح بن منصور، ثنا سلم بن جنادة، ثنا وكيع، عن شعبة عن محمد بن جحادة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’ما منكم من أحد ينجيه عمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ’’ غريب من حديث شعبة تفرد به وكيع
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا أحمد بن علي الخزاز، ثنا مليح بن وكيع، ثنا أبي، عن شعبة، عن محارب بن دثار، عن جابر، قال: «لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أمرني فصليت في المسجد ركعتين ونحر بقرة أو جزورا» تفرد به وكيع عن شعبة بذكر النحر
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 8- ص: 368
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 8- ص: 368
وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي. بضم الراء وهمزة ثم مهملة، ورؤاس بطن من قيس عيلان.
الإمام الحافظ الثبت محدث العراق أبو سفيان الكوفي.
صاحب «التفسير» الذي رواه عنه محمد بن إسماعيل الحساني.
ولد وكيع سنة تسع وعشرين ومائة.
وسمع هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن عون، وابن جريج، وسفيان، والأوزاعي، وخلائق.
وعنه ابن المبارك مع تقدمه، وأحمد، وابن المديني، ويحيى، وإسحاق، وزهير ابن حرب، وابنا أبي شيبة، وأبو كريب، وعبد الله بن هشام، وعلي ابن حرب، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وأمم سواهم.
وكان أبوه على بيت المال، وأراد الرشيد أن يولي وكيعا قضاء الكوفة فامتنع. قال يحيى بن يمان: لما مات سفيان جلس وكيع موضعه.
وقال القعنبي: كنا عند حماد بن زيد، فلما خرج وكيع قالوا: هذا راوية سفيان، فقال: هذا إن شئتم أرجح من سفيان.
وعن يحيى بن أيوب المقابري قال: ورث وكيع من أمه مائة ألف درهم.
وقال الفضل بن محمد الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: صحبت وكيعا في السفر والحضر، فكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة.
قال يحيى بن معين: وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.
وقال أحمد: ما رأيت أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع.
وقال يحيى: ما رأيت أفضل منه، يقوم الليل، ويسرد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة، وكان يحيى القطان يفتي بقول أبي حنيفة أيضا.
وقال ابن المبارك: رجل المصرين اليوم ابن الجراح.
قال سلم بن جنادة: جالست وكيعا سبع سنين، فما رأيته بزق، ولامس حصاة، ولا جلس مجلسه فتحرك، ولا رأيته إلا مستقبل القبلة، وما رأيته يحلف بالله.
قال إبراهيم بن شماس: لو تمنيت، كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه، وزهد فضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخشوع عيسى بن يونس، وصبر حسين الجعفي، ثم قال: كان وكيع أفقه الناس.
وقال مروان بن محمد الطاطري: ما رأيت أخشع من وكيع، وما وصف لي أحد إلا ورأيته دون الصفة، إلا وكيع فإني رأيته وفق ما وصف لي.
قال سعيد بن منصور: قدم وكيع مكة وكان سمينا، فقال له الفضيل ابن عياض: ما هذا السمن وأنت راهب العراق؟ قال: هذا من فرحي بالإسلام فأفحمه.
قال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث منه.
قال أبو داود: ما روي لوكيع كتاب قط.
وقال أحمد بن حنبل: ما رأت عيني مثل وكيع قط، يحفظ الحديث، ويذاكر بالفقه فيحسن، مع ورع واجتهاد، ولا يتكلم في أحد.
قال حماد بن مسعدة: قد رأيت الثوري، ما كان مثل وكيع.
وقال أحمد بن زهير سمعت يحيى بن معين يقول: من فضل عبد الرحمن على وكيع فعليه كذا وكذا- ولعن.
قال أبو حاتم: وكيع أحفظ من ابن المبارك.
وقال أحمد بن حنبل: عليكم بمصنفات وكيع.
وروى أبو هاشم وغيره عن وكيع قال: من زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر. توفي وكيع بفيد راجعا من الحج سنة سبع وتسعين ومائة، يوم عاشوراء قال وكيع: الجهر بالبسملة بدعة. سمعه منه أبو سعيد الأشح.
وقيل: إنه ورث من أمه مائة ألف، وقد وصل إنسانا مرة بصرة دنانير لكونه كتب من محبرته، وقال: اعذرني فإني لا أملك غيرها.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 2- ص: 358
وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن الفرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. ويكنى أبا سفيان.
حج سنة ست وتسعين ومائة ثم انصرف من الحج فمات بفيد في المحرم سنة سبع وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون. وكان ثقة مأمونا عالما رفيعا كثير الحديث حجة.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 365
وكيع بن الجراح الكوفي كان عالما وحدث في بغداد وكان محدثا ومفسرا
كانت ولادته سنة تسع وعشرين ومائة ووفاته سنة سبع وتسعين ومائة
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 22
وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي الرؤاسي أبو سفيان من الحفاظ المتقنين وأهل الفضل في الدين ممن رحل وكتب وجمع وصنف وحفظ وحدث وذاكر وبث كان مولده سنة تسع وعشرين ومائة ومات بفيد في طريق مكة سنة ست وتسعين ومائة
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 272
وكيع بن الجراح بن مليح أبو سفيان الرؤاسى الكوفي الحافظ أحد الائمة الاعلام.
قال ابن المديني: كان وكيع يلحن، ولو حدثت بألفاظه لكانت عجبا، كان يقول:
حدثنا الشعبي، عن عائشة.
وسئل أحمد بن حنبل: إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن ابن مهدي بقول من نأخذ؟ فقال: عبد الرحمن يوافق أكثر وخاصة في سفيان، وعبد الرحمن يسلم منه السلف ويجتنب شرب المسكر.
وكان لا يرى أن تزرع أرض الفرات.
قال ابن المديني في التهذيب: وكيع كان فيه تشيع قليل.
قال ابن حنبل: سمعت يحيى بن معين يقول: رأيت عند مروان بن معاوية لوحا فيه فلان كذا، فلان رافضي.
فقلت له: وكيع خير منك.
قال: منى؟ قلت: نعم.
فما قال لي شيئا، ولو قال شيئا لوثب عليه أصحاب الحديث.
فبلغ ذلك وكيعا، فقال: يحيى صاحبنا.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 4- ص: 335
وكيع بن الجراج
..
دار الوعي - حلب-ط 1( 1950) , ج: 1- ص: 128
وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس، أبو سفيان، الرؤاسي.
من قيس عيلان.
الكوفي.
سمع إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، والثوري، وابن عون.
روى عنه: ابن المبارك، ويحيى بن آدم.
قال عبد الله بن أبي الأسود: مات وكيع سنة سبع وتسعين ومئة.
وقال أحمد بن حنبل: ولد وكيع سنة تسع وعشرين ومئة.
وقال وكيع: سمعت الأعمش سنة خمس وأربعين، فجاءنا خبر محمد، أنه قد خرج بالمدينة، وهشام بن عروة عندنا، فمات الأعمش سنة ثمان وأربعين ومئة، وخرجنا فيها إلى البصرة.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 8- ص: 1
وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي أبو سفيان الكوفي الحافظ
روى عن أبيه وبقية وحماد بن سلمة والسفيانين ومالك والأوزاعي وخلق
وعنه بنوه عبيد وفليح وسفيان وأحمد بن حنبل وإسحاق ويحيى وخلق
قال أحمد ما رأيت أوعى للعلم منه ولا أحفظ ولا رأيت معه كتابا قط ولا رقعة
وقال ابن معين ما رأيت أفضل منه كان يستقبل القبلة ويحفظ حديثه ويقوم الليل ويسرد الصوم ويفتي بقول أبي حنيفة مات سنة ست وتسعين ومائة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 133
وكيع بن الجراح أبو سفيان الرؤاسي
أحد الأعلام عن الأعمش وهشام بن عروة وعنه أحمد وإسحاق وإبراهيم بن عبد الله القصار ولد سنة 128 قال أحمد ما رأيت أوعى للعلم منه ولا أحفظ كان أحفظ من بن مهدي وقال حماد بن زيد لو شئت لقلت إنه أرجح من سفيان وقال أحمد لما ولي حفص بن غياث القضاء هجره وكيع مات بفيد يوم عاشوراء 197 ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمجمة أبو سفيان الرؤاسي الكوفي
من قيس غيلان
روى عن كهمس بن الحسن في الإيمان وزكريا بن إسحاق والثوري والأعمش ومسعر وهشام الدستوائي وفضيل بن غزوان ويزيد بن إبراهيم وهشام بن عروة وإسرائيل في الوضوء وشعبة في الوضوء والزكاة وغيرهما وزكريا بن أبي زائدة وحماد بن سلمة في الصلاة وإسماعيل بن أبي خالد وجعفر بن زبرقان في الصلاة والدعاء وطلحة بن يحيى وأبي سنان ضرار الأوزاعي في الصلاة والأشربة والدعاء والبحتري بن المختار وأبيه الجراح في الصلاة وعمران بن حدير ويعلى بن الحارث المحاربي في الصلاة وموسى بن علي بن رباح في الصوم وحاجب بن عمر في الصوم وسعيد بن عبيد الطائي في الجنائز ومحمد بن قيس الأسدي في الجنائز ومالك بن مغول في الجنائز وغيرها وابن أبي ذئب في الصوم وابن عون في الصوم وعزرة بن ثابت في الحج والأطعمة ومساور الوراق في الحج وعبد الحميد بن جعفر في الأحكام والنكاح وابن جريج في البيوع والقدر وحنظلة بن أبي سفيان في البيوع وإسماعيل بن مسلم العبدي في البيوع والأشربة وعلي بن صالح وأسامة بن زيد في الجهاد وعكرمة بن عمار في الأشربة والفتن وعقبة بن التوأم في الأشربة ومعرف بن واصل في الأشربة ومعاوية بن أبي مزرد في البر وعثمان الشحام في الفتن وقرة بن خالد في الزهد
روى عنه زهير بن حرب وابن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق وأبو سعيد الأشبح وابن نمير ويحيى بن يحيى ومحمد بن الصباح وعمرو الناقد وعبد الله بن هاشم في الصلاة والحج ومحمد بن حاتم ونصر بن علي الجهضمي وسعيد بن أزهر الواسطي وابن أبي عمر وعلي بن خشرم وعثمان بن أبي شيبة وقتيبة بن سعيد ويقال إن أصل وكيع من نيسابور من قرية قرى استوا مات بفيد منصرفا من الحج وكان حافظاً متقنا
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1
(ع) وكيع بن الجراح بن مليح الرواسي، أبو سفيان الكوفي الأعور.
ذكر المزي وفاته سنة سبع وتسعين من عند جماعة، ثم قال: زاد ابن سعد: بفيد منصرفا من الحج. انتهى، أغفل من كتاب ابن سعد - إن كان رآه - وذكره في الطبقة السابعة: كانت وفاته في المحرم في خلافة محمد بن هارون.
وزعم أيضا أن ابن فضيل، وأبا حسان، وأبا زرعة، وخليفة قالوا: مات سنة ست [ق213/أ] وتسعين ومائة، وأن خليفة قال: ولد سنة ثمان وعشرين ومائة، انتهى كلامه. وهو غير جيد؛ لأن الذي ذكره خليفة بن خياط في الطبقة التاسعة من كتاب الطبقات، وكتاب التاريخ الذي على السنين: مات وكيع بن الجراح سنة سبع، لم يذكر شيئا فيهما، ولا تاريخ مولده، فينظر.
وفي قوله: عن الأثرم عن أحمد بن حنبل: حج وكيع سنة ست وتسعين، ومات في الطريق، وكذلك قال الغلابي عن أبيه – نظر؛ إذ يفهم منه أن الغلابي قال كقول أحمد، وليس كذلك، إنما رواه عن أحمد بن حنبل كما رواه الأثرم، بين ذلك: الكلاباذي، وغيره.
وفي رواية مسلم عن أحمد: مات في أول سنة سبع أو في آخر سنة ثمان.
وفي رواية الأثرم أيضا: وله ست وستون سنة.
وذكر مولده من عند أبي نعيم، ولم يذكر وفاته من عنده لما عدد ذاكري وفاته، وهي ثابتة في تاريخه، ورواها أيضا عنه الأئمة سنة ست وتسعين.
وذكر المزي من عند العجلي لفظا، وأغفل منه: وكيع، وأبو نعيم، والأشجعي، والقطان، وابن مهدي، والحفري: أثبت في حديث سفيان من الفريابي وأصحابه.
وفي قوله: قال ابن سعد، وأبو هشام، وابن المديني، وابن نمير: مات سنة سبع وتسعين، زاد ابن سعد: بفيد، وزاد أبو هشام: يوم عاشوراء - نظر؛ لأن أبا هشام الرفاعي نص على فيد كما ذكره ابن سعد، قال أبو هشام – فيما ذكره أبو الوليد في كتاب الجرح والتعديل وغيره – وسأله أحمد بن علي: متى مات وكيع؟ قال: سنة سبع وتسعين ومائة يوم عاشوراء، ودفن بفيد، ومات ابن عيينة بعده.
وقال الهيثم بن عدي في الطبقة السادسة: توفي زمن هارون أمير المؤمنين.
وقال ابن حبان في الثقات: أمه: بنت عمارة بن شداد بن ثور الرؤاسية، وكان حافظا متقنا، سمعت محمد بن أحمد بن أبي عون يقول: سمعت فياض بن زهير يقول: ما رأينا بيد وكيع كتابا قط، كان يقرأ كتبه من حفظه.
وفي «سؤالات الآجري»: سألت أبا داود: أيما أثبت: وكيع، أو ابن أبي زائدة؟ قال: وكيع أثبت، وسألته عن سماع وكيع فقال: بعد الهزيمة، وسمعت صالحا الخندقي، قال: سمعت وكيعا قال: كنا ندخل على سعيد فنسمع، فما كان من صحيح حديثه أخذناه، وما لم يكن صحيحا طرحناه، وسمعت أبا داود يقول: قال ابن جريج: لوكيع باكرت العلم، وكان لوكيع ثمان عشرة سنة، وسمع من ابن جريج بالكوفة.
وسئل أبو داود: أيما أحفظ وكيع أو عبد الرحمن؟ فقال: وكيع، وعبد الرحمن أقل وهما، وكان أتقن، قال أبو داود: التقى وكيع وعبد الرحمن في المسجد الحرام، فتوافقا حتى جاء أذان الصبح.
وقال علي لوكيع بعبادان: منصور عن إبراهيم في الخمرة للمضطر؟ فقال: اجعل مكان منصور بردا، ومكان إبراهيم مكحولا، لم نخرف بعد.
وقال أبو داود: ما رئي لوكيع قط كتاب، ولا لهشيم، ولا لحماد ولا لمعمر.
قال أبو داود: كان ابن المبارك نافر وكيعا قبل أن يموت بعشرين سنة، فكان لا يكلمه، قلت: حدث عنه؟ قال: لا.
وقال أبو أحمد بن حنبل: ما كتبت عن أحد ما كتبت عن وكيع.
قلت لأبي داود: كان وكيع يقول في حديث بريرة: حجرا، ثم قال: حجيرا.
قال أبو داود: وسمعت أحمد بن حنبل يقول هذا.
قال أبو داود: ما رئي لوكيع كتاب قط، وأملى عليهم حديث سفيان عن الشيوخ، ثم قال: لا عدت إلى هذا المجلس أبدا.
وأظن حدثني الحسن بن عيسى قال: قال لي وكيع: ما صنفت حديثا قط.
قال أبو داود: وكان وكيع لا يحدث عن هشيم؛ لأنه كان يخالط السلطان، ولا يحدث عن إبراهيم بن سعد، وضرب على حديث [ابن أبي عبلة].
قال أبو داود: قال عبد الرزاق: شكا إلي سفيان بن عيينة، وقال: ترك حديثي، قال أبو داود: وكان أبوه على بيت المال، فكان إذا روى عنه قال: حدثنا أبي وسفيان، أبي وإسرائيل، وما أقل ما أفرده!.
وفي «تاريخ بغداد»: قال وكيع: جئت إلى الأعمش، فقال لي: ما اسمك؟ قلت: وكيع، قال [ق215/أ]: اسم نبيل، ما أحسب إلا يكون لك نبأ، أين تنزل من الكوفة؟ قلت: في بني رؤاس، قال: أين من منزل الجراح بن مليح، قال: قلت: ذاك أبي، وكان أبي على بيت المال، فقال: اذهب فجئني بعطائي وأحدثك بخمسة أحاديث، فكان كل شهر أجيء له بعطائه ويحدثني خمسة أحاديث، وجاء رجل إلى وكيع مرة فقال: إني أمت إليك بحرمة، فقال: وما هي؟ قال: كنت تكتب من محبرتي في مجلس الأعمش، فوثب وكيع وجاءه بصرة فيها دنانير، وقال: اعذرني فإني لا أملك غيرها.
وقال يحيى بن معين: رأيت عند مروان بن معاوية لوحا فيه أسماء شيوخ: فلان رافضي، وفلان كذا، وفلان كذا، ووكيع رافضي، قال يحيى: فقلت له: وكيع خير منك، قال: مني؟ قلت: نعم، قال: فما قال لي شيئا. ولو قال شيئا لوثب أصحاب الحديث عليه.
وقال يحيى بن أكثم: صحبت وكيعا في السفر والحضر، فكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة، وقال ابنه سفيان: كان أبي يصوم الدهر، فكان يبكر فيجلس لأصحاب الحديث إلى ارتفاع النهار، ثم يقيل إلى صلاة الظهر، فإذا صلى الظهر قصد طريق المشرعة التي يصعد منها أصحاب الروايا يريحون
نواضحهم، فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرض إلى حدود العصر، ثم يرجع إلى مسجده فيصلي، ثم يجلس فيدرس القرآن، ويذكر الله عز وجل إلى آخر النهار، ثم يدخل منزله فيقدم له إفطاره، وكان يفطر على نحو عشرة أرطال طعام، ثم يقدم له برادة فيها نحو عشرة أرطال نبيذ فيشرب منها ما طاب له على طعامه، ثم يجعلها بين يديه ويقوم فيصلي ورده، وكلما صلى ركعتين أو أكثر من شفع أو وتر شرب منها حتى ينفذها ثم ينام.
وقال نعيم بن حماد: تعشينا - أو قال تغدينا - عند وكيع، فقال: إيش تريدون أجيئكم: نبيذ الشيوخ، أو نبيذ الفتيان؟ قال: فقلت له: أنت تتكلم بهذا؟! فقال: هو عندي أحل من ماء الفرات، فقلت له: ماء الفرات لم يختلف فيه، وقد اختلف في هذا.
وقال يحيى: أخذ وكيع يقرأ كتاب [ق215/ب] الزهد، فلما بلغ حديثا منه ترك الكتاب، ثم قام فلم يحدث، فلما كان الغد فعل كذلك ثلاثة أيام، قيل ليحيى: أي حديث هو؟ قال: قوله - صلى الله عليه وسلم -: ’’ كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ’’، قال يحيى: رأيت ستة أو سبعة يحدثون ديانة، منهم وكيع، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.
ولما ذكره ابن راهويه وحفْظَه، قال: كان حفظه طبيعيا، وحفظنا تكلف.
وقال ابن المديني: جاء رجل إلى ابن مهدي فجعل يعرض بوكيع، وكان بين عبد الرحمن وبين وكيع ما يكون من الناس، فقال ابن مهدي للرجل: قم عنا، بلغ من الأمر أنك تعرض بشيخنا، وكيع شيخنا وكبيرنا ومن حملنا عنه العلم.
وذكر المزي عن أبي موسى وحده وفاته سنة ثمان، وقد قاله أيضا أبو إسحاق الحربي، قال: أخذه البطن، فما زال به إلى فيد فكان ينزل في كل منزل مرارا، مات بفيد، ودفن في الجبل آخر القبور، سنة ثمان وتسعين ومائة في آخرها، وثم قبر عبد الرحمن بن إسحاق القاضي.
وفي كتاب المزي – بخط المهندس وضبطه -: قالوا لحماد: يا أبا إسماعيل، هذا رواية سفيان، وهو غير جيد، والصواب الذي ذكره الخطيب الذي نقله فيما أرى من عنده: راوية سفيان.
وفي كتاب «الكفاية» لأبي بكر الخطيب عن علي بن المديني: كان وكيع يلحن، ولو حدثت عنه بألفاظه لكان عجبا، كان يقول: ثنا مسعر عن عيشه.
وفي «ربيع الأبرار»: كان وكيع يقول: ما خطوت للدنيا منذ أربعين سنة، ولا سمعت حديثا قط فنسيته، قيل: وكيف ذلك؟ قال: لأني لم أسمع شيئا إلا عملت به.
وفي «تاريخ المنتجيلي»: كوفي ثقة، قال عبد الله بن صالح: كان يحفظ نيفا وعشرين ألف حديث، وكان متعبدا، له فقه وأدب، وكان إذا اشتهى الشيء لم يقل: اشتروا لي، يقول لابنه أحمد: كيف يباع العنب اليوم؟ كيف تباع الرطب؟ فيشترونه له، وكان إذا أراد الجماع لم يدع أهله، بل يلبس ثياب الجماع فتأتيه زوجه، وكان إذا أراد الوضوء لبس ثياب الوضوء، فيضعون له وضوءه، قال يزيد بن هارون: إنما أعانه على ذلك [ق216/أ] اليسار، ولو كان مقلا وقال: اشتروا لي كذا وكذا لما فعلوا.
وعن وكيع: طلبت العلم في معدنه أربعين سنة ولي ألف رجل.
وكان أحمد بن حنبل يفضله، وكانت أخلاقه حسنة، وكان ناسكا أديبا صاحب سنة، وكان لا يرفع طرفه إلى السماء، وعن وكيع قال: بعث إلي هارون بن محمد، فأرادني على تولية القضاء، قال: فقلت: إنما عيني هذه الضريرة، فأمير المؤمنين مبصر ضررها، وأما هذه وأشرت بأنملتي إليها أيضا فوالله ما أبصر بها شيئا.
وقال عبد الله بن صالح: كان وكيع يستحفظ كل يوم ثلاثة أحاديث، ولما جاء نعيه إلى يحيى بن آدم، قال: ما أرى وكيعا أخذ من الناس إلا لأمر قد قرب منهم، وقال حسين أخو زيد: إن كنت مع وكيع حتى مات، فقال لي: أنا في
السوق، ولكني أقطع بنفسي مخافة أن يغتم ابني أحمد، ثم قال: يا أحمد، بقي علينا من السنة باب لم ندخل فيه، أخضبني.
وقال ابن معين: كان وكيع لا يجلس ولا يحدث إلا ووجهه إلى القبلة، وكان يقول: من لم يدرك التكبيرة الأولى لا يرج خيره، وأجازه هارون بألف مثقال فأبى أن يقبلها، وكان له أربعة من الولد: مليح: وكان رجلا صالحا، وأحمد: وهو أفضل ولده، وسفيان، وعبيد: رجل صالح، ولم يرو شيئا.
وقال وكيع: أدركت الأعمش، وذكر جماعة يشربون النبيذ، ولا يحرمه إلا صاحب هوى شيعي.
وفي «علل» عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: وكيع لم يسمع من ابن المسيب، ولا من عبيد الله بن عمر شيئا، زاد عبد الله: ولم يدركه، قال أبي: ولم يسمع من عثمان بن الأسود شيئا.
وقال يعقوب بن سفيان: كان خيرا فاضلا حافظا.
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 12- ص: 1
وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمجمة بن سفيان بن عمرو بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رؤاس الرؤاسي
من أهل الكوفة كنيته أبو سفيان
يروي عن إسماعيل بن أبي خالد والكوفيين روى عنه أحمد بن حنبل وأهل العراق وكان حافظاً متقنا سمعت محمد بن أحمد بن أبي عونٍ يقول سمعت فياض بن زهير يقول ما رأينا بيد وكيع كتابا قط كان يقرأ كتبه من حفظه قال أبو حاتم رضي الله عنه كان مولد وكيع سنة تسع وعشرين ومائة ومات سنة ست أو سبع وتسعين ومائة بفيد في طريق مكة وكان أبوه الجراح على بيت المال للمهدي وأم وكيع بنت عمرة بن شداد بن ثور من رؤاس
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 7- ص: 1
وكيع بن الجراح أبو سفيان كوفي
ثقة عابد صالح أديب من حفاظ الحديث وكان يفتى وهو أثبت في سفيان من جماعة ذكرهم قال العجلي كان عكرمة بن عمار يحدث في المسجد الحرام بمكة ووكيع بن الجراح يكتب في الألواح فجاء عبد الله بن المبارك فجعل ينظر مع وكيع فقال وكيع نرى إنساناً ينظر مع آخر في ألواح ببصر جيد
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
وكيع بن الجراح (ع)
ابن مليح، الإمام الحافظ الثبت، محدث العراق، أبو سفيان الرؤاسي الكوفي، ورؤاس: بطنٌ من قيس عيلان.
ولد سنة تسعٍ وعشرين ومئة.
وسمع: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن عون، وابن جريج، وسفيان، والأوزاعي، وخلقاً.
وعنه: ابن المبارك مع تقدمه، وأحمد، وابن المديني، وابن معين، وإسحاق، وزهير، وابنا أبي شيبة، وأبو كريب، وعبد الله بن هاشم، وعلي بن حرب، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وخلائق.
وكان أبوه على بيت المال.
وأراد الرشيد أن يولي وكيعاً قضاء الكوفة فامتنع.
قال يحيى بن يمان: لما مات سفيان جلس وكيعٌ موضعه.
وقال القعنبي: كنا عند حماد بن زيد، فلما خرج وكيعٌ قالوا: هذا راوية سفيان، فقال: هذا - إن شئتم - أرجح من سفيان.
وعن يحيى بن أيوب المقابري قال: ورث وكيعٌ من أمه مئة ألف درهم.
وقال يحيى بن أكثم: صحبت وكيعاً في السفر والحضر، فكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة.
وقال ابن معين: وكيعٌ في زمانه كالأوزاعي في زمانه.
وقال أحمد: ما رأيت أوعى للعلم، ولا أحفظ من وكيع.
وقال يحيى: ما رأيت أفضل منه، يقوم الليل، ويسرد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة، وكان يحيى القطان يفتي بقول أبي حنيفة أيضاً.
وقال ابن المبارك: رجل المصريين اليوم ابن الجراح.
وقال مروان الطاطري: ما رأيت أخشع من وكيع.
وقال سعيد بن منصور: قدم وكيع مكة، وكان سميناً، فقال له الفضيل بن عياض: ما هذا السمن، وأنت راهب العراق؟ قال: هذا من فرحي بالإسلام. فأفحمه.
وقال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث منه.
وقال أبو داود: ما رئي لوكيعٍ كتابٌ قط.
وقال أحمد بن حنبل: ما رأت عيني مثل وكيع قط، يحفظ الحديث [جيداً] ويذاكر بالفقه فيحسن، مع ورع واجتهاد، ولا يتكلم في أحد.
وقال يحيى بن يمان: إن لهذا الحديث رجالاً خلقهم الله عز وجل يوم خلق السموات والأرض، وإن وكيعاً منهم.
وقال ابن معين: من فضل عبد الرحمن على وكيعٍ فعليه كذا وكذا، ولعن.
وقال أبو حاتم: وكيعٌ أحفظ من ابن المبارك.
وقال أحمد: عليكم بمصنفات وكيع.
وقال ابن المديني: كان وكيعٌ يلحن، ولو حدثت عنه بألفاظه لكانت عجباً، يقول: عن عيشة.
ومناقب وكيع كثيرة، وترجمته طويلة في ’’تاريخ دمشق’’، و’’تاريخ بغداد’’.
توفي بفيد راجعاً من الحج سنة سبعٍ وتسعين ومئة، يوم عاشوراء. رحمة الله تعالى.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1
وكيع بن الجراح
مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1
وكيع بن الجراح
مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 2- ص: 1
وكيع بن الجراح
فمنهم بالكوفة وكيع بن الجراح بن عدي بن فرس أبو سفيان الرؤاسي من قيس عيلان كوفي وهو من الطبقة الثانية.
ما ذكر من علم وكيع بن الجراح وفقهه
حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي نا صالح بن أحمد بن حنبل قال قلت لأبي وكيع بن الجراح فقال ما رأيت أحداً أوعى للعلم من وكيع بن الجراح ولا أشبه باهل النسك منه حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال قلت للفضل بن عنبسة مات وكيع بن الجراح فقال مات وتغير وجهه وقال رحمه الله ما رأيت مثل وكيع منذ ثلاثين سنة حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال حدثني بعض أصحابنا قال قال سفيان الثوري لوكيع لئن بقيت ليكثرن اختلاف أقدام الرجال إلى بني رؤاس قال أبو محمد يعني إلى محلته حدثنا عبد الرحمن ثنا علي بن الحسين بن الجنيد قال سمعت بن نمير يقول وكيع أعلم بالحديث من بن إدريس حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال قلت لأبي بكر بن عياش حدثنا قال قد كبرنا ونسينا اذهب إلى وكيع في بني رؤاس حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان نا وكيع قال اختلفت إلى الأعمش سنتين حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة ثم صار علم هؤلاء الستة إلى اثني عشر ثم انتهى علم هؤلاء الاثني عشر إلى ستة إلى يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة وعبد الله بن المبارك ويحيى بن آدم.
ما ذكر من حفظ وكيع
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة النيسابوري قال سمعت إسحاق بن إبراهيم يعني بن راهوية يقول حفظي وحفظ ابن المبارك تكلف وحفظ وكيع أصلي قام وكيع يوماً قائماً ووضع يده على الحائط وحدث سبعمائة حديث حفظاً حدثنا عبد الرحمن انا محمود بن آدم المروزي فيما كتب إلي قال رأيت وكيعاً وبشر بن السري يتذاكران ليلة من العشاء إلى أن نودي بالفجر فلما أصبحنا قلنا لبشر كيف رأيت وكيعاً قال ما رأيت أحفظ منه حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا سهل بن عثمان قال ما رأيت أحفظ من وكيع حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت أبي يقول كان وكيع مطبوع الحفظ كان حافظاً حافظاً وكان أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيراً كثيراً حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد قال سمعت بن نمير يقول كانوا إذا رأوا وكيعاً سكتوا يعني في الحفظ والإجلال حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال سئل أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع فقال كان وكيع أسردهم حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عن وكيع عن الأعمش أحب إليك أو عبد الله بن داود الخريبي فقال وكيع أحفظ من بن داود الخريبي وأحفظ من ابن المبارك.
ما ذكر من فضل وكيع وزهده وورعه
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول سمعت أبا جعفر الجمال يقول أتينا يوماً وكيع بن الجراح فلم يخرج إلينا فظننا أنه يغسل ثيابه فلما كان بعد غد خرج ونحن قعود وعليه ثيابه التي غسلت فلما بصرنا به فزعنا من النور الذي يتلالأ من وجهه وقال لي رجل كان بجنبي من هذا ملك هذا فتعجبنا من ذلك النور حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال قال يحيى بن يمان إن لهذا الحديث رجالاً خلقهم الله عز وجل منذ يوم خلق السماوات والأرض وأن وكيعاً منهم حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين الهرثمي قال سمعت أبا داود البستي وسأله أبو بكر الخراز وغيره من أفضل من أدركت عندك فقال ما أدركت رجلاً كان أخشع لله عز وجل من وكيع حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي البصري بمكة قال سمعت القعنبي يعني عبد الله بن مسلمة قال كنا عند حماد بن زيد وجاء وكيع بن الجراح وسأله عن أشياء ثم ذهب فقيل له يا أبا إسماعيل هذا صاحب الثوري فقال ليس الثوري عندنا بأفضل منه حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال رأيت وكيعاً إذا قام في الصلاة ليس يتحرك منه شيء لا يزول ولا يميل على رجل دون الأخرى لا يتحرك كأنه صخرة قائمة حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال قال لي عمر بن عثمان انحدر جانب رداء وكيع وهو في الصلاة فلم يرده إلى عاتقه حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت وكيع بن الجراح يقول ما نعيش إلا في ستره ولو كشف الغطاء لكشف عن أمر عظيم قال وسمعت وكيعاً يقول الصدق النية حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال قلت لأبي أيهما أصلح عندك وكيع أو يزيد يعني بن هارون قال ما فيهما بحمد الله إلا كل إلا إن وكيعاً لم يختلط بالسلطان حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال سمعت وكيعاً يقول وذاكره رجل شيئاً من أمر المعاش أو الورع فقال له وكيع من أين تأكل قال ميراث ورثته عن أبي قال من أين هو لأبيك قال ورثه عن أبيه قال من أين هو لجدك قال لا أدري فقال وكيع لو أن رجلاً يظن لا يأكل إلا الحلال ويلبس إلا الحلال ولا يدخل إلا في حلال قلنا له انزع ثيابك وارم بنفسك في الفرات ثم قال وكيع ما نجد إلا السعة ما نجد إلا السعة حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال ما سمعت وكيعاً ذاكراً أحداً بسوء قط حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون الخراز قال سمعت يحيى بن زياد يعني بن أبي الخصيب قال كنا عند وكيع ومعنا جماعة فقدم إلينا طبقاً من رطب فجعل يرفع التمرة إلى فيه يوهمنا أنه يأكل ولا يأكلها إذا هو صائم.
ما ذكر من معرفة وكيع بن الجراح بناقلة الأخبار ورواة الآثار وكلامه فيهم
حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت مقاتل بن محمد قال سمعت وكيعاً يقول لقيت يونس بن يزيد الأيلي فذاكرته بأحاديث الزهري المعروفة فجهدت أن يقيم لي حديثاً فما أقامه حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعاً يقول أبو نجيح المكي ثقة حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت محمد بن بشار يقول سمعت وكيعاً يقول لم يسمع الأعمش من مجاهد إلا أربعة أحاديث حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا عبد الله بن عمران يعني الأصبهاني قال سمعت وكيعاً يقول يحيى بن الضريس من حفاظ الناس لولا أنه خلط في حديثين فذكر حديثا لمنصور حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعاً وسئل عن أبي سعد البقال قال فقال نعم كان يروي عن أبي وائل وكان أبو وائل ثقة حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أنا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعاً وسئل عن عبد الرحمن بن خصير قال كان يروي عن أبي نجيح المكي وأبو نجيح ثقة حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أخبرنا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعاً وسئل عن عمر بن هارون فقال بات عندنا الليلة حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى قال انا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعاً يقول وسئل عن مقاتل بن سليمان فقال سمعنا منه والله المستعان حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود قال سمعت وكيعاً وذكر عنده يزيد بن إبراهيم فقال نعم ثقة ثقة حدثنا عبد الرحمن نا الحسن بن عرفة قال سمعت وكيعاً وسألني عن عباد بن العوام فقال يحدث قلت نعم قال ليس عندكم أحد يشبهه حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت محمد بن يزيد يعني الرفاعي قال سمعت وكيعاً يقول عبد العزيز بن أبي عثمان أثبت من بقي اليوم في جامع سفيان اذهبوا فاسمعوا منه حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال سمعت وكيعاً يقول مهما شككتم في شيء فلا تشكوا إن جابر بن يزيد أبو محمد الجعفي ثقة حدثنا عنه مسعر وسفيان وشعبة وحسن بن صالح حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا الحسن بن الزبرقان قال سمعت وكيعاً يقول لا نروي عن إبراهيم بن أبي يحيى حرفاً حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال سمعت وكيع بن الجراح يقول أتينا المعلي بن هلال وأن كتبه لمن أصح كتب ثم ظهرت أشياء ما نقدر أن نحدث عنه بشيء حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت عمرو بن محمد الناقد يقول رأيت وكيعاً يعرض عليه أحاديث المعلي بن هلال فجعل يقول قال أبو بكر الصديق الكذب مجانب للإيمان حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا مقاتل بن محمد نا وكيع عن عيسى بن عمر الهمداني وكان ثقة عن عمرو بن مرة حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا محمد بن سلمة الطوريني قال سألت وكيعاً عن أبي زهير يعني عبد الرحمن بن مغراء فقال طلب الحديث قبلنا وبعدنا حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا سهل بن عثمان قال سمعت وكيعاً ونظر في حديث عبد الرحيم بن سليمان الرازي وقال ما أصح حديثه كان عبد الرحيم وحفص بن غياث يطلبان الحديث معاً حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا الحميدي نا وكيع نا أبو حنيفة أنه سمع عطاء إن كان سمعه حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا علي بن محمد الطنافسي ثنا وكيع نا حميد الأصم وكان ثقة حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا علي بن محمد الطنافسي ثنا وكيع قال حدثني حوشب بن عقيل وكان ثقة حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع نا سكين بن عبد العزيز وكان ثقة عن أبيه عن بن عباس حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع عن الصلت بن أبي عثمان القطان قال وكيع وكان ثقة قال قلت للحسن حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني يزيد بن خالد أخو محمود بن خالد قال سمعت وكيع بن الجراح يقول رأيت ثور بن يزيد فلم أر رجلاً أعبد منه وكان إذا أقيمت الصلاة انتعل حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت وكيعاً يقول كنا نتبع ما سمع الأعمش من مجاهد فإذا هي سبعة أو ثمانية ثم حدثنا بها حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت وكيعاً يقول قدم علينا إسماعيل بن عياش فأخذ مني أطرافاً لإسماعيل بن أبي خالد فرأيته يخلط في أخذه فقال لي وكيع يروون عندكم عنه قلت أما الوليد ومروان فيرويان عنه وأما الهيثم بن خارجة ومحمد بن اياس فكأنهم قال وأي شيء الهيثم وابن إياس إنما أصحاب البلد الوليد ومروان حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال حدثني أبي نا وكيع عن مسكين أبي هريرة التيمي قال وكيع وكان ثبتاً حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال قلت لأبي رحمه الله مسلم الأعور قال كان وكيع لا يسميه قلت لم قال كان يضعفه حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول قال وكيع مغيرة بن زياد الموصلي ثقة حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال سألت وكيعاً عن حديث ليث بن أبي سليم فقال ليث ليث كان سفيان لا يسمي ليثا حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عن يزيد بن مردانبة فقال قال وكيع ثنا يزيد بن مردانبة وكان ثقة أخبرنا أبو بكر بن أبي خثيمة فيما كتب إلي حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي ثنا وكيع بن الجراح نا هشام الدستوائي وكان ثبتاً حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال قال أبو عقيل محمد بن حاجب المعروف بشاه سمعت عبد الرزاق قال قلت لوكيع ما تقول في يحيى بن العلاء الرازي قال ما ترى ما كان أجمله وما كان أفصحه قلت ما تقول فيه قال ما أقول في رجل حدث بعشرة أحاديث في خلع النعل إذا وضع الطعام حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت عبد الله بن عمران الأصبهاني يقول سمعت وكيعاً يقول ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود الطيالسي قال عبد الله بن عمران فذكرت ذلك لأبي داود فقال قل له ولا لقصير حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد فيما كتب إلي قال سمعت أبي يقول كان وكيع إذا أتى على حديث حنظلة يقول حدثنا حنظلة بن أبي سفيان وكان ثقة ثقة حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع عن عكرمة بن عمار وكان ثقة حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع عن عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني وكان ثقة حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت وكيعاً يقول حدثني سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرة وكان ثقة قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعاً وسئل عن عمر بن هارون فقال بات عندنا الليلة حاد عن الجواب حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حموية بن الحسن قال سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال كان وكيع يفخر بسلمة بن نبيط يقول حدثنا سلمة بن نبيط وكان ثقة حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إسماعيل الأحمسي قال قلنا لوكيع يوماً حدثنا بحديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة نا الرهن مركوب ومحلوب فحدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن أبي هريرة قال الرهن مركوب ومحلوب أيهما أصح إسناداً الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو سفيان عن منصور عن إبراهيم عن أبي هريرة قالوا منصور عن إبراهيم قال والله ما أرى سمعه إبراهيم من أبي هريرة حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت نعيم بن حماد قال سمعت وكيعاً يقول إذا ذهب حفص من الكوفة ذهب غريب حديثها وإذا ذهب بن فضيل ذهب إسنادها حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال قال أبي وكيع كانوا يقولون إن عبد الوهاب بن مجاهد لم يسمع من أبيه.
ما ذكر من جودة أخذ وكيع للعلم
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت وكيعاً يقول ما أخذت حديثاً قط عرضاً قلت عندنا من أخذ عرضاً قال من عرف ما عرض مما سمع فخذ منه يعني السماع.
ما ذكر من إتقان وكيع وتثبته
حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سألت علي بن المديني قلت من أوثق أصحاب الثوري قال وكيع من الثقات حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال ذكرت ليحيى بن معين وكيعاً فقال وكيع عندنا ثبت حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال قلت لأبي أيما أثبت عندك وكيع أو يزيد يعني بن هارون قال ما منهما بحمد الله الأثبت حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سمعت عبد الرحمن يعني بن الحكم بن بشير يقول وكيع عن سفيان غاية الإسناد ليس بعده شيء حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سئل عبد الرحمن من أثبت في الأعمش بعد الثوري فقال ما أعدل بوكيع أحداً فقال له رجل يقولون أبو معاوية فنفر من ذلك وقال أبو معاوية عنده كذا وكذا وهما حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال أشهد على أحمد بن حنبل أنه قال الثبت عندنا بالعراق وكيع بن الجراح ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول وقيل له قال يحيى بن معين وكيع أحب إلى من سفيان عن عبد الرحمن بن مهدي فأيهما أحب إليك قال عبد الرحمن ثبت ووكيع ثقة.
ما ذكر من جلالة وكيع
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا أبو جعفر الجمال قال سمعت أزهر البجلي يقول قال بن عيينة سفيان لوكيع أني لآنس بك وأنت بالكوفة حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو زرعة قال سمعت من يذكر عن أبي نعيم أنه كان يقول لا نفلح ما بقي وكيع فلما مات وكيع قال عبيد الله بن موسى قد مات الرواسي فليفلح أبو نعيم حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن عبد الملك الدقيقي نا نوح بن حبيب نا وكيع نا عبد الرحمن بن مهدي قال حضرت موت سفيان فكان عامة كلامه ما أشد الموت قال نوح بن حبيب فأتيت بن مهدي فقلت أدركت موت سفيان وقد حدثنا وكيع عنك وحكيت له الكلام وكان متكئاً فقعد فقال أنا حدثت أبا سفيان جزى الله أبا سفيان خيراً ومن مثل أبي سفيان وما يقال لمثل أبي سفيان.
7باب ما ذكر من تبجيل وكيع للعلم
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال كان وكيع لا يتحدث في مجلسه ولا يبري قلم ولا يتبسم ولا يقوم أحد قائماً كانوا في مجلسه كأنهم في صلاة فإن أنكر منهم شيئاً انتعل ودخل.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 1- ص: 1
وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس أبو سفيان الرؤاسي
من قيس عيلان كوفي
روى عن الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة وعبد الله بن عون روى عنه يزيد بن هارون ومسدد وابن نفيل والحميدي وأحمد بن حنبل وابن نمير وعثمان وعبد الله ابنا أبي شيبة سمعت أبي يقول ذلك. نا عبد الرحمن نا أحمد بن أبي الحواري قال قلت لأبي بكر بن عياش حدثنا قال قد كبرنا ونسينا الحديث اذهب إلى وكيع في بني رؤاس حدثنا أحمد بن سنان حدثنا موسى بن داود وهو قاضي طرسوس قال سمعت عثمان بن زائدة الرازي وكان رجلاً صالحاً قال قدمت الكوفة قدمة فقلت لسفيان الثوري من ترى أن أسمع منه قال عليك بزائدة بن قدامة وسفيان بن عيينة. قال قلت فأين أبو بكر بن عياش قال إن أردت التفسير فعنده نا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان نا وكيع قال اختلفت إلى الأعمش سنتين. نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل قال قلت لأبي: أيما أثبت عندك وكيع أو يزيد يعني بن هارون فقال: ما منهما بحمد الله إلا ثبت. قلت فأيهما أصلح عندك في الأبدان قال: ما منهما بحمد الله إلا كل إلا أن وكيعاً لم يتلطخ بالسلطان وما رأيت أحداً أوعى للعلم من وكيع ولا أشبه بأهل النسك نا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت أبي يقول: كان وكيع مطبوع الحفظ كان حافظاً حافظاً وكان وكيع أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيراً كثيراً ثنا عبد الرحمن نا أبي قال سألت علي بن المديني: من أوثق أصحاب الثوري قال يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح هؤلاء الثقات نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال ذكرت ليحيى بن معين وكيعا قال: وكيع عندنا ثبت نا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد قال سمعت بن نمير يقول وكيع أعلم بالحديث من بن إدريس ولكن ليس مثل بن إدريس وكانوا إذا رأوا وكيعاً سكتوا يعني في الحفظ والإجلال وسمع وكيع من سعيد بن أبي عروبة بآخرة. نا عبد الرحمن انا يعقوب بن إسحاق فيما كتب إلي قال نا عثمان بن سعيد قال قلت ليحيى بن معين عبد الرحمن أحب إليك في سفيان أو وكيع؟ قال: وكيع قلت فوكيع أحب إليك أو أبو نعيم؟ فقال: وكيع قال عثمان عبد الرحمن كأنه أثبت من وكيع. قلت فابن المبارك أعجب إليك أو وكيع؟ فلم يفضل. نا عبد الرحمن قال سألت أبي عن وكيع عن الأعمش أحب إليك أو بن داود فقال: وكيع أحفظ من بن داود الخريبي وأحفظ من ابن المبارك نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول وقيل له قال يحيى بن معين وكيع أحب إلي في سفيان من عبد الرحمن بن مهدي قلت لأبي أيهما أحب إليك؟ قال عبد الرحمن ثبت ووكيع ثقة.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 9- ص: 1