هود هود (عليه السلام) ابن عبد الله بن رباح ابن الخلود بن عاد: نبي عربي، من قوم عاد الأولى (وهي قبل ثمود) من سكان الأحقاف (شمالي حضرموت) وفي نسبه أقوال. كان يتكلم بالعربية. وقيل: أنزل عليه: (ياهود، إن الله آثرك أنت وذريتك بسيد الكلام) وكان قومه وثنيين: (ألا إن عادا كفروا ربهم، ألا بعدا لعاد قوم هود) فدعاهم إلى الله، فكذبوه واتهموه في عقله، فأنذرهم ؛ وحذرهم غضب الله: (كذبت عاد المرسلين ؛ إذ قال لهم أخوهم هود: ألا تتقون؟ إني لكم رسول أمين ؛ فاتقوا الله وأطيعون. وما أسألكم عليه من أجر، إن أجرى إلا على رب العالمين. أتبنون بكل ريع آية تعبثون؟ وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون؟ وإذا بطشتم بطشتم جبارين؟ فاتقوا الله وأطيعون. واتقوا الذي أمدكم بما تعملون. أمدكم بأنعام وبنين، وجنات وعيون. إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم. قالوا: سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين. إن هذا إلا خلق الأولين ؛ وما نحن بمعذبين. فكذبوه، فأهلكناهم ؛ إن في ذلك لآية، وما كان أكثرهم مؤمنين. وإن ربك لهو العزيز الرحيم) وأمسك الله عنهم المطر. ثم أرسلت عليهم ريح استمرت ثمانية أيام، فهلك أكثرهم، ونجا هود ومن آمن به، فأقام في حضرموت إلى أن توفي. ودفن على مراحل من مدينة (تريم). وكان من أسواق العرب المشهورة في الجاهلية (كما في المحبر، لابن حبيب) سوق (الشحر) وهو شحر مهرة، قال: (فتقوم السوق تحت ظل الجبل الذي عليه قبر هود عليه السلام ؛ وكان قيامها للنصف من شعبان). وقيل: توفي ودفن بالأحقاف، في مكان يدعى (الهنيق) بقرب نهر الحفيف. وكان أهل فلسطين يذكرون أنه دفن عندهم، وقد بنوا له قبرا. وفيخبر أنه مدفون بمكة بين زمزم والحجر. ونقل الهمداني حكاية عن رجل من حضرموت سأله علي بن أبي طالب عن قبر هود، فقص عليه أنه كان يسير في وادي الأحقاف مع جماعة ؛ فدخلوا أحد الكهوف، فوجدوا فيه رجلا على سرير، شديد السمرة، طويل الوجه، قد يبس جسده، وإذا مس فهو صلب لا يتغير، وعند رأسه كتابة بالعربية: (أنا هود، آمنت بالله وأسفت على عاد وكفرها، وما كان لأمر الله من مرد) وفي الرواة من يقول: أقام زمنا في (بابل) واتهم بتعلم السحر من أهلها، وقدم مكة، وعاد إلى اليمن ونزل بجوار الأحقاف. ومن الأقوال أنه والد (قحطان). وأطلعني عبد الرحمن بن عبيد الله، مفتي حضرموت، على كتاب من تأليفه سماه (بضائع التابوت في نتف من تاريخ حضرموت) يشتمل على فصل ضاف عن النبي هود، ختمه بما خلاصته: (و لايزال أهل حضرموت يزورون قبره إلى اليوم ؛ في شعبان من كل سنة ؛ وكان السابقون يرون كمال الزيارة بالحضور ليلة النصف من شعبان، وهي العادة التي كانوا عليها في الجاهلية وقد تغير ذلك فصار أهل سيوون ومن كان في غربيهم ومن يتاخمهم يردون في التاسع منه وينفرون في الحادي عشر، وآل عينات يردون في العاشر الخ) أما عصره فيقول أبو الفداء: كان هود وصالح قبل إبراهيم الخليل.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 101