أم سلمة هند بنت سهيل المعروف ب أبي أمية (ويقال اسمه حذيفة، ويعرف بزاد الراكب) ابن المغيرة، القرشية المخزومية، أم سلمة: من زوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) تزوجها في السنة الرابعة للهجرة. وكانت من أكمل النساء عقلا وخلقا. وهي قديمة الإسلام، هاجرت مع زوجها الأول " أبي سلمة بن عبد الأسد بن المغيرة " إلى الحبشة، وولدت له ابنه " سلمة " ورجعا إلى مكة، ثم هاجرا إلى المدينة، فولدت له أيضا بنتين وابنا. ومات أبو سلمة (في المدينة من أثر جرح) فخطبها أبو بكر، فلم تتزوجه. وخطبها النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت لرسوله ما معناه: مثلي لا يصلح للزواج، فإني تجاوزت السن، فلا يولد لي، وأنا امرأة غيور، وعندي أطفال. فأرسل إليها النبي (صلى الله عليه وسلم) بما مؤداه: أما السن فأنا أكبر منك، وأما الغيرة فيذهبها الله، وأما العيال فإلى الله ورسوله. وتزوجها. وكان لها " يوم الحديبية " رأي أشارت به على النبي (صلى الله عليه وسلم) دل على وفور عقلها. ويفهم من خبر عنها أنها كانت " تكتب " وعمرت طويلا. واختلفوا في سنة وفاتها، فأخذت بأحد الأقوال. وبلغ ما روته من الحديث 378 حديثا وكانت وفاتها بالمدينة
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 97
أم سلمة أم المؤمنين اسمها هند بنت أبي أمية حذيفة وقيل سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وفي الاستيعاب يقال اسمها رملة وليس بشيء.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 479
أم المؤمنين أم سلمة هند زوجة النبي صلى الله عليه وسلم كانت من أعقل النساء وكانت لها أساليب بديعة في استعطاف النبي صلى الله عليه وسلم عند غضبه وأدب بارع في مخاطباته وطلب الحوائج منه فمن ذلك لما لقيه ابن عمه وأخوه من الرضاعة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب عبد الله بن أبي أبي أمية المخزومي أخو أم سلمة لأبيها، وهو في طريقه إلى فتح مكة، فأستاذنا عليه فأعرض عنهما. فقالت أم سلمة: يا رسول الله، ابن عمك وابن عمتك وصهرك، فقال: لا حاجة لي بهما، أما ابن عمي فهتك عرضي (وكان يهجو رسول الله) وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال: (يعني قوله له: والله لا آمنت بك حتى تتخذ سلما إلى السماء فتعرج فيه وأنا أنظر ثم تأتي بصك وأربعة من الملائكة يشهدون أن الله أرسلك).
فقالت أم سلمة: لا يكن ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك. فقال أبو سفيان والله ليأذنن لي أو لآخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا. فرق لهما النبي فدخلا عليه وأسلما.
وقالت له لما أراد علي (ع) أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم في الأذن له في إدخال فاطمة عليه فدخلت أم أيمن على أم سلمة فأخبرتها وأخبرت سائر نسائه بذلك فاجتمعن عنده وقلن فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله إنا قد اجتمعنا لأمر لو كانت خديجة في الأحياء لقرت عينها، قالت أم سلمة فلما ذكرنا خديجة بكى وقالت خديجة وأين مثل خديجة؟ وأخذ في الثناء عليها، فقالت أم سلمة من بينهن فديناك بآبائنا وأمهاتنا إنك لم تذكر من خديجة أمرا إلا وقد كانت كذلك غير أنها قد مضت إلى ربها فهنأها الله بذلك وجمع بيننا وبينها في جنته، يا رسول الله هذا أخوك وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب يجب أن تدخل عليه زوجته قال حبا وكرامة، ثم التفت إلى النساء بعدما دخلن البيت فقال من ها هنا؟ فقالت أم سلمة أنا أم سلمة وهذه فلانة وفلانة، فكانت هي المبادرة بالجواب فأمرهن أن يصلحن من شأن فاطمة في حجرة أم سلمة، وابتدأتهن أم سلمة بالرجز أمام فاطمة لما زفت.
فانظر وقارن بين أم سلمة ماذا قالت في حق خديجة لما أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم وماذا قالته بعض أزواجه لما أثنى على خديجة فقالت وما كانت خديجة، وقد أبدلك الله خيرا منها.
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: لما سار علي إلى البصرة دخل على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم يودعها فقالت سر في حفظ الله وفي كنفه فو الله إنك لعلى الحق والحق معك ولولا أني أكره أن أعصي الله ورسوله فإنه أمرنا أن نقر في بيوتنا لسرت معك ولكن والله لأرسلن معك من هو أفضل عندي وأعز علي من نفسي ابني عمر. وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يتعقبه الذهبي في التلخيص. (وبسنده) عن أبي سعيد التيمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: كنت مع علي يوم الجمل فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر فقاتلت مع أمير المؤمنين فلما فرغ ذهبت إلى المدينة فأتيت أم سلمة فقلت إني والله ما جئت أسأل طعاما ولا شرابا ولكني مولى لأبي ذر فقالت مرحبا فقصصت عليها قصتي فقالت أين كنت حين طارت القلوب مطائرها قلت إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس قالت أحسنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. هذا حديث صحيح الإسناد وأبو سعيد هو عقيصاء ثقة مأمون ولم يخرجاه يعنى مسلما والبخاري.
وروى النسائي في الخصائص بسنده عن أبي عبد الله الجدلي قال دخلت على أم سلمة فقالت لي أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم؟ قلت سبحان الله أو معاذ الله، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سب عليا فقد سبني. وأبو عبد الله الجدلي واسمه عتبة بن عبد كان ساكنا في الشام فلهذا قالت له أم سلمة ذلك. وكانت فقيهة عارفة بغوامض الأحكام الشرعية حتى أن جابر بن عبد الله الأنصاري كان يستشيرها ويرجع إلى رأيها، فقد ذكر ابن الأثير في حوادث سنة 40 أنه لما أرسل معاوية بسر بن أبي أرطأة في ثلاثة آلاف حتى قدم المدينة أرسل إلى بني سلمة والله ما لكم عندي أمان حتى تأتوني بجابر بن عبد الله فانطلق جابر إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها ماذا ترين أن هذه بيعة ضلالة وقد خشيت أن أقتل، قالت أرى أن تبايع. وفي رواية الكلبي ولوط بن يحيى التي حكاها ابن أبي الحديد في شرح النهج أن أم سلمة قالت لجابر: اذهب فبايع، وقالت لابنها عمر اذهب فبايع. وفي رواية إبراهيم بن هلال الثقفي التي نقلها ابن أبي الحديد أيضا أن جابرا قال دخلت على أم سلمة فأخبرتها الخبر فقالت يا بني انطلق فبايع، احقن دمك ودماء قومك، فإني قد أمرت ابن أخي أن يذهب فيبايع، وإاني لأعلم أنها بيعة ضلالة.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 272
هند بنت أبي أمية هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية.
زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وإحدى أمهات المؤمنين، واسم أبيها أبي أمية: حذيفة، ويعرف بزاد الركب. وهو أحد أجواد قريش المشهورين بالكرم. وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة ابن مالك بن جذيمة بن علقمة- وهو جذل الطعان- بن فراس الكنانية.
اختلف في اسمها، فقيل: رملة. وليس بشيء. وقيل: هند. وهو الأكثر.
وكانت قبل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وكانت هي وزوجها أول من هاجر إلى الحبشة، ويقال أيضا: إن أم سلمة أول ظعينة هاجرت إلى المدينة.
وقيل: بل ليلى بنت أبي حثمة امرأة عامر بن ربيعة. وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث، بعد وقعة بدر. وقيل: إنه شهد أحدا ومات بعدها. قاله ابن إسحاق.
ولما دخل بها قال لها: إن شئت سبعت عندك وسبعت لنسائي، وإن شئت ثلثت ودرت؟
فقالت: ثلث.
وتوفيت أم سلمة أول أيام يزيد بن معاوية. وقيل: إنها توفيت في شهر رمضان- أو شوال- سنة تسع وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة. وقيل: صلى عليها سعيد بن زيد أحد العشرة.
قال محارب بن دثار: أوصت أم سلمة أن يصلي عليها سعيد بن زيد، وكان مروان بن الحكم أميرا على المدينة. وقال الحسن بن عثمان: كان أمير المدينة يومئذ الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، ودخل قبرها ابناها عمر وسلمة ابنا أبي سلمة، وابن أخيها عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية.
ودفنت بالبقيع. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، ويرد ذكرها في الكنى أكثر من هذا إن شاء الله تعالى.
أخرجها الثلاثة.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1592
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 7- ص: 278
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 6- ص: 289
أم سلمة بنت أبي أمية (ب د ع) أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، واسمها: هند. وكان أبوها يعرف بزاد الركب. وكانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، فولدت له: سلمة، وعمر، ودرة، وزينب. وتوفي فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده. وكانت من المهاجرات إلى الحبشة وإلى المدينة.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار، عن سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة. عن جدته أم سلمة قالت: لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة، رحل بعيرا له وحملني، وحمل معي ابني سلمة، ثم خرج يقود بعيره. فلما رآه رجال بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه؟ علام تترك تسير بها في البلاد؟ ونزعوا خطام البعير من يده، وأخذوني. وغضبت عند ذلك بنو عبد الأسد، وأهووا إلى سلمة وقالوا: والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا. فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده. وانطلق به بنو عبد الأسد رهط أبي سلمة، وحبسني بنو المغيرة عندهم. وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة. ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني. قالت: فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي. حتي أمسي سنة أو قريبها. حتى مر بي رجل من بني عمي، من بني المغيرة، فرأى ما بي، فرحمني فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون من هذه المسكينة؟ فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها. فقالوا لي: الحقي بزوجك إن شئت. ورد علي بنو عبد الأسد عند ذلك ابني، فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة، وما معي أحد من خلق الله، فقلت: أتبلغ بمن لقيت حتى أقدم على زوجي. حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة بن أبي طلحة- أخا بني عبد الدار فقال: أين يا بنت أبي أمية؟ قلت: أريد زوجي بالمدينة. فقال: هل معك أحد؟ فقلت: لا والله، إلا الله وابني هذا. فقال: والله ما لك من مترك. فأخذ بخطام البعير فانطلق معى يقودني، فو الله ما صحبت رجلا من العرب أراه كان أكرم منه. إذا بلغ المنزل أناخ بي ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه فرحله، ثم استأخر عني وقال: اركبي. فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه، فقادني حتى ننزل. فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي إلى المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال: زوجك في هذه القرية- وكان أبو سلمة نازلا بها- فدخلتها على بركة الله تعالى، ثم انصرف راجعا إلى مكة.
وكانت تقول: ما أعلم أهل بيت أصابهم في الإسلام ما أصاب آل أبي سلمة، وما رأيت صاحبا قط. كان أكرم من عثمان بن طلحة.
وقيل: إنها أول ظعينة هاجرت إلى المدينة، والله أعلم. وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي سلمة.
أخبرنا يعيش بن صدقة الفقيه بإسناده عن أحمد بن شعيب: أخبرنا محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم، حدثنا يزيد، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، حدثني ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة قالت: لما انقضت عدتها بعث إليها أبو بكر يخطبها عليه فلم تزوجه. فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب يخطبها عليه، فقلت: أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني امرأة غيرى، وأني امرأة مصبية، وليس أحد من أوليائي شاهد. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: ارجع إليها فقل لها. أما قولك «إني امرأة غيرى» فسأدعو الله فيذهب غيرتك، وأما قولك «إني امرأة مصبية» فستكفين صبيانك، وأما قولك «ليس أحد من أوليائي شاهد» فليس أحد من أوليائك شاهد ولا غائب يكره ذلك. فقالت لابنها عمر: قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. فزوجه... مختصرا.
أخبرنا أرسلان بن يغان أبو محمد الصوفي، أخبرنا أبو الفضل بن طاهر بن سعيد بن أبي سعيد الميهني الصوفي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد ابن عبد الله، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا الحسن بن مكرم، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت}، قالت: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة، وعلي، والحسن، والحسين، فقال: هؤلاء أهل بيتي. قالت فقلت: يا رسول الله، أنا من أهل البيت؟ قال: بلى، إن شاء الله. أخرجها الثلاثة.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1613
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 7- ص: 329
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 6- ص: 340
هند بنت أبي أمية واسمه حذيفة، وقيل سهل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية، أم المؤمنين أم سلمة، مشهورة بكنيتها، معروفة باسمها.
وشذ من قال: إن اسمها رملة. وكان أبوها يلقب زاد الركب، لأنه كان أحد الأجواد فكان إذا سافر لم يحمل أحد معه من رفقته زادا، بل هو كان يكفيهم.
وأمها عاتكة بنت عامر، كنانية من بني فراس، وكانت تحت أبي سلمة بن عبد الأسد، وهو ابن عمها.
وهاجرت معه إلى الحبشة، ثم هاجرت إلى المدينة، فيقال: إنها أول ظعينة دخلت إلى المدينة مهاجرة. ولما مات زوجها من الجراحة التي أصابته خطبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، قالت: لما خطبني النبي صلى الله عليه وسلم قلت له: في خلال ثلاث: أما أنا فكبيرة السن، وأنا امرأة معيل، وأنا امرأة شديدة الغيرة. فقال: «أنا أكبر منك. وأما العيال فإلى الله. وأما الغيرة فأدعو الله فيذهبها عنك»، فتزوجها: فلما دخل عليها قال: «إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك سبعت لنسائي»، فرضيت بالثلاث.
والحديث في الصحيح من طرق.
وأخرج ابن سعد، من طريق عاصم الأحول، عن زياد بن أبي مريم، قال: قالت أم سلمة لأبي سلمة: بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة ثم لم تتزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة، وكذا إذا ماتت امرأة وبقي الرجل بعدها، فتعال أعاهدك أن لا أتزوج بعدك ولا تتزوج بعدي، قال: أتطيعيني؟ قالت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك. قال: فإذا مت فتزوجي. ثم قال: اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني، لا يخزيها ولا يؤذيها. قالت: فلما مات قلت: من هذا الذي هو خير لي من أبي سلمة، فلبثت ما لبثت، ثم تزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي «الصحيح»، عن أم سلمة- أن أبا سلمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي وآجرني فيها»، وأردت أن أقول: «وأبدلني بها خيرا منها»
فقلت: من هو خير من أبي سلمة؟ فما زلت حتى قلتها، فذكرت القصة.
وقال ابن سعد: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن هند بنت الحارث الفراسية، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن لعائشة مني شعبة ما نزلها مني أحد»، فلما تزوج أم سلمة سئل: ما فعلت الشعبة؟ فعرف أن أم سلمة قد نزلت عنده.
وقال: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكر لنا في جمالها، قالت: فتلطفت لها حتى رأيتها، فرأيتها أضعاف ما وصف لي في الحسن والجمال، فقالت حفصة... والله إن هذا إلا الغيرة، فتلطفت لها حفصة
حتى رأتها، فقالت لي: لا، والله ما هي كما تقولين، وإنها لجميلة، قالت: فرأيتها بعد فكانت كما قالت حفصة.
روت أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثيرا، وعن أبي سلمة، وروى عنها أولادها: عمر، وزينب، ومكاتبها نبهان، وأخوها عامر بن أبي أمية، ومواليها: عبد الله بن رافع، ونافع، وسفينة، وأبو كثير، وسليمان بن يسار.
وروى عنها أيضا ابن عباس، وعائشة، وأبو سعيد الخدري، وقبيصة بن ذؤيب، ونافع مولى ابن عمر، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وآخرون.
قال الواقدي: ماتت في شوال سنة تسع وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة، ولها أربع وثمانون سنة، كذا قال.
وتلقاه عنه جماعة، وليس بجيد، فقد ثبت في صحيح مسلم أن الحارث بن عبد الله ابن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان- دخلا على أم سلمة في ولاية يزيد بن معاوية فسألاها عن الجيش الذي يخسف به... الحديث. وكانت ولاية يزيد بعد موت أبيه في سنة ستين.
وقال ابن حبان: ماتت في آخر سنة إحدى وستين بعد ما جاءها الخبر بقتل الحسين بن علي.
قلت: وهذا أقرب. قال محارب بن دثار: أوصت أم سلمة أن يصلي عليها سعيد بن زيد، وكان أمير المدينة يومئذ مروان بن الحكم، وقيل: الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.
قلت والثاني أقرب، فإن سعيد بن زيد مات قبل تاريخ موت أم سلمة على الأقوال كلها، فكأنها كانت أوصت بأن يصلي سعيد عليها في مرضة مرضتها ثم عوفيت. ومات سعيد قبلها.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 8- ص: 342
أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشية المخزومية أم المؤمنين، اسمها هند. وقال أبو عمر: يقال اسمها رملة، وليس بشيء، واسم أبيها حذيفة، وقيل سهيل، ويلقب زاد الراكب، لأنه كان أحد الأجواد، فكان إذا سافر لا يترك أحدا يرافقه ومعه زاد، بل يكفي رفقته من الزاد، وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك الكنانية، من بني فراس، وكانت زوج ابن عمها أبي سلمة بن عبد الأسد بن المغيرة، فمات عنها كما تقدم في ترجمته، فتزوجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جمادى الآخرة سنة أربع، وقيل سنة ثلاث، وكانت ممن أسلم قديما هي وزوجها وهاجرا إلى الحبشة، فولدت له سلمة، ثم قدما مكة وهاجرا إلى المدينة، فولدت له عمر، ودرة، وزينب، قاله ابن إسحاق.
وفي رواية يونس بن بكير وغيره عنه: حدثني أبي، عن سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة، قال: لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل بعيرا له وحملني وحمل معي ابني سلمة، ثم خرج يقول بعيره، فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه علام نتركك تسير بها في البلاد؟ ونزعوا خطام البعير من يده، وأخذوني، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد وأهووا إلى سلمة، وقالوا: والله لا نترك
ابننا عندها إذا نزعتموها من صاحبنا، فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد ورهط أبي سلمة.
وحبسني بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ففرق بيني وبين زوجي وابني، فكنت أخرج كل غداة وأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسى سبعا أو قريبها حتى مر بي رجل من بني عمي، فرأى ما في وجهي، فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون من هذه المسكينة؟ فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها! فقالوا: الحقي بزوجك إن شئت. ورد علي بنو عبد الأسد عند ذلك ابني، فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة، وما معي أحد من خلق الله، فكنت أبلغ من لقيت، حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدار، فقال: أين يا بنت أبي أمية؟ قلت: أريد زوجي بالمدينة. فقال: هل معك أحد؟ فقلت: لا، والله إلا الله وابني هذا. فقال: والله ما لك من مترك! فأخذ بخطام البعير، فانطلق معي يقودني، فو الله ما صحبت رجلا من العرب أراه كان أكرم منه إذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري قدمه ورحله، ثم استأخر عني، وقال: اركبي، فإذ ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقادني حتى نزلت، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بين المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال: إن زوجك في هذه القرية، وكان أبو سلمة نازلا بها.
وقيل: إنها أول امرأة خرجت مهاجرة إلى الحبشة، وأول ظعينة دخلت المدينة.
ويقال: إن ليلى امرأة عامر بن ربيعة شركتها في هذه الأولية.
وأخرج النسائي أيضا بسند صحيح عن أم سلمة، قالت: لما انقضت عدة أم سلمة خطبها أبو بكر فلم تتزوجه، فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطبها عليه، فقالت: أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني امرأة غيري، وأني امرأة مصبية، وليس أحد من أوليائي شاهدا.
فقال: «قل لها: أما قولك غيري فسأدعو الله فتذهب غيرتك. وأما قولك: إني امرأة مصبية فستكفين صبيانك. وأما قولك: ليس أحد من أوليائي شاهدا- فليس أحد من أوليائك شاهد أو غائب يكره ذلك».
فقالت لابنها عمر: قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فزوجه.
وعنده أيضا بسند صحيح، من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام-
أن أم سلمة أخبرته أنها لما قدمت المدينة- أخبرتهم أنها بنت أبي أمية بن المغيرة، فقالوا: ما أكذب الغرائب، حتى أنشأ أناس منهم الحج، فقالوا: أتكتبين إلى أهلك؟ فكتبت معهم، فرجعوا يصدقونها، وازدادت عليهم كرامة.
فلما وضعت زينب جاءني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخطبني، فقالت: ما مثلي ينكح. أما أنا فلا يولد لي وأنا غيور ذات عيال، فقال: «أنا أكبر منك، وأما الغيرة فيذهبها الله، وأما العيال فإلى الله ورسوله»، فتزوجها فجعل يأتيها فيقول: «أين زناب»، حتى جاء عمار بن ياسر فأصلحها، وكانت ترضعها، فقال: هذه تمنع رسول الله حاجته، فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «أين زناب»، وقالت قريبة بنت أبي أمية- فوافقتها عندها: أخذها عمار بن ياسر، فقال: إني آتيكم الليلة... الحديث.
ويجمع بين الروايتين بأنها خاطبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك على لسان عمر. ويقال إن الذي زوجها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابنها سلمة. ذكره ابن إسحاق.
وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة سلمة.
وأخرج ابن سعد من طريق عروة عن عائشة بسند فيه الواقدي، قالت: لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكر لنا من جمالها، فتلطفت حتى رأيتها، فرأيت والله أضعاف ما وصفت، فذكرت ذلك لحفصة، فقالت: ما هي كما يقال، فتلطفت لها حفصة حتى رأتها فقالت: قد رأيتها، ولا والله ما هي كما تقولين ولا قريب، وإنها لجميلة قالت: فرأيتها بعد ذلك فكانت كما قالت حفصة، ولكني كنت غيري.
وكانت أم سلمة موصوفة بالجمال البارع، والعقل البالغ، والرأي الصائب، وإشارتها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية تدل على وفور عقلها وصواب رأيها.
روت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن أبي سلمة، وفاطمة الزهراء.
روى عنها ابناها: عمر، وزينب، وأخوها عامر، وابن أخيها مصعب بن عبد الله، ومكاتبها نبهان، ومواليها: عبد الله بن رافع، ونافع، وسفينة، وابنه، وأبو كثير، وخيرة والدة الحسن. وممن يعد في الصحابة: صفية بنت شيبة، وهند بنت الحارث الفراسية، وقبيصة بنت ذؤيب، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام. ومن كبار التابعين: أبو عثمان النهدي، وأبو وائل، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة، وحميد: ولدا عبد الرحمن بن عوف، وعروة، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وسليمان بن يسار، وآخرون. قال الواقدي: ماتت في شوال سنة تسع وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة. وقال ابن حبان: ماتت في آخر سنة إحدى وستين بعد ما جاءها نعي الحسين بن علي. وقال ابن أبي خيثمة: توفيت في خلافة يزيد بن معاوية.
قلت: وكانت خلافته في أواخر سنة ستين. وقال أبو نعيم: ماتت سنة اثنتين وستين، وهي من آخر أمهات المؤمنين موتا.
قلت: بل هي آخرهن موتا، فقد ثبت في صحيح مسلم أن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان دخلا على أم سلمة في خلافة يزيد بن معاوية، فسألا عن الجيش الذي يخسف به، وكان ذلك حين جهز يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة بعسكر الشام إلى المدينة، فكانت وقعة الحرة سنة ثلاث وستين، وهذا كله يدفع قول الواقدي.
وكذلك ما حكى ابن عبد البر أن أم سلمة أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد، فإن سعيدا مات سنة خمسين أو سنة إحدى أو اثنتين، فيلزم منه أن تكون ماتت قبل ذلك، وليس كذلك اتفاقا، ويمكن تأويله بأنها مرضت فأوصت بذلك، ثم عوفيت، فمات سعيد قبلها.
والله أعلم.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 8- ص: 404
أم سلمة: أم المؤمنين اسمها هند بنت أبي أمية.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0
هند أم سلمة أم المؤمنين هند بنت أبي امية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم واسمه حذيفة ويعرف بزاد الراكب وهو أحد أجواد قريش، وهي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من قال: اسمها رملة، قال ابن عبد البر: هند هو الصواب وعليه جماعة العلماء، كانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أبي سلمة بن عبد الأسد، وهي بنت عم أي جهل وبنت عم خالد بن الوليد، وأبو سلمة أخو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وهي آخر أمهات المؤمنين وفاة، قال بعضهم: توفيت سنة تسع وخمسين وهو غلط وتوفيت في حدود السبعين للهجرة، ويقال: إنها أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة، وقيل بل ليلى بنت أبي حثمة زوج عامر بن ربيعة، تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة سنة اثنتين من الهجرة بعد وقعة بدر عقد عليها في شوال وابتنى بها فيه وقال لها: إن شئت سبعت عندك وسبعت لنسائي، وإن شئت ثلثت ودرت، قالت: ثلث، ولما توفيت أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد، وكان أميرا بالمدينة يومئذ مروان وقيل بل الوالي الوليد بن عتبة وصلى عليها أبو هريرة ودخل قبرها عمر وسلمة ابنا أبي سلمة وعبد الله بن عبد الله بن أمية وعبد الله بن وهب بن زمعة ودفنت بالبقيع رضي الله عنها، وروى لها الجماعة وهاجرت أم سلمة وأم حبيبة إلى أرض الحبشة، ولما خرجت إلى المدينة خرج معها رجل من المشركين وكان ينزل بناحية منها إذا نزلت ويسير معها ويرحل بعيرها ويتنحى إذا ركبت، فلما رأى نخل المدينة قال لها: هذه النخل التي تريدين، ثم سلم عليها وانصرف، وشهدت أم سلمة غزوة خيبر، فقالت: سمعت وقع السيف في إنسان مرحب، وروى شعبة عن خليد بن جعفر قال: سمعت أبا إياس يحدث عن أم الحسن أنها كانت عند أم سلمة فأتى مساكين فجعلوا يلحون وفيهم نساء فقلنا: أخرجوا أو اخرجن، فقالت أم سلمة: ما بهذا أمرنا يا جارية ردي كل واحد أو كل واحدة ولو بتمرة تضعينها في يدها.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0
أم سلمة أم المؤمنين السيدة المحجبة الطاهرة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة المخزومية بنت عم خالد بن الوليد سيف الله وبنت عم أبي جهل بن هشام.
من المهاجرات الأول. كانت قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- عند أخيه من الرضاعة: أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي الرجل الصالح.
دخل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنة أربع من الهجرة وكانت من أجمل النساء وأشرفهن نسبا.
وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين. عمرت حتى بلغها مقتل الحسين الشهيد فوجمت لذلك وغشي عليها وحزنت عليه كثيرا لم تلبث بعده إلا يسيرا وانتقلت إلى الله.
ولها أولاد صحابيون: عمر وسلمة وزينب ولها جملة أحاديث.
روى عنها: سعيد بن المسيب وشقيق بن سلمة والأسود بن يزيد والشعبي وأبو صالح السمان ومجاهد ونافع بن جبير بن مطعم ونافع مولاها ونافع مولى ابن عمر وعطاء بن أبي رباح وشهر ابن حوشب وابن أبي مليكة وخلق كثير.
عاشت نحوا من تسعين سنة.
وأبوها: هو زاد الراكب أحد الأجواد قيل اسمه حذيفة.
وقد وهم من سماها: رملة تلك أم حبيبة.
وكانت تعد من فقهاء الصحابيات.
الواقدي: حدثنا عمر بن عثمان، عن عبد الملك بن عبيد، عن سعيد بن يربوع، عن عمر بن أبي سلمة قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبي إلى أبي قطن في المحرم سنة أربع، فغاب تسعا وعشرين ليلة، ثم رجع في صفر، وجرحه الذي أصابه يوم أحد منتقض، فمات منه لثمان خلون من جمادى الآخرة، وحلت أمي في شوال وتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
إلى أن قال: وتوفيت سنة تسع وخمسين في ذي القعدة.
ابن سعد: أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي: حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم الأحول، عن زياد بن أبي مريم قالت أم سلمة لأبي سلمة: بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة ثم لم تزوج إلا جمع الله بينهما في الجنة. فتعال أعاهدك إلا تزوج بعدي ولا أتزوج بعدك. قال: أتطيعينني؟ قالت: نعم. قال: إذا مت تزوجي. اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني، لا يحزنها ولا يؤذيها. فلما مات قلت: من خير من أبي سلمة فما لبثت وجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام على الباب فذكر الخطبة إلى ابن أخيها أو ابنها. فقالت: أرد على رسول الله أو أتقدم عليه بعيالي. ثم جاء الغد فخطب.
عفان: حدثنا حماد حدثنا ثابت، حدثني ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه أن أم سلمة لما انقضت عدتها خطبها أبو بكر فردته ثم عمر فردته فبعث إليها رسول الله فقالت: مرحبا أخبر رسول الله أني غيرى، وأني مصبية، وليس أحد من أوليائي شاهدا.
فبعث إليها: ’’أما قولك: إني مصبية فإن الله سيكفيك صبيانك. وأما قولك: إني غيرى فسأدعو الله أن يذهب غيرتك، وأما الأولياء فليس أحد منهم إلا سيرضى بي’’.
قالت: يا عمر قم فزوج رسول الله.
#وقال رسول الله: ’’أما إني لا أنقصك مما أعطيت فلانة .... ’’. الحديث.
عبد الله بن نمير: حدثنا أبو حيان التيمي، عن حبيب بن أبي ثابت قال: قالت أم سلمة: أتاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكلمني وبيننا حجاب فخطبني فقلت: وما تريد إلي؟ ما أقول هذا إلا رغبة لك، عن نفسي إني امرأة قد أدبر من سني وإني أم أيتام وأنا شديدة الغيرة وأنت يا رسول الله تجمع النساء.
قال: ’’أما الغيرة فيذهبها الله. وأما السن فأنا أكبر منك. وأما أيتامك فعلى الله وعلى رسوله’’. فأذنت فتزوجني.
أبو نعيم: حدثنا عبد الواحد بن أيمن، حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب أم سلمة. فقالت: في خصال ثلاث: كبيرة ومطفل وغيور....، الحديث.
وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: دخلت أيم العرب على سيد المسلمين أول العشاء عروسا وقامت آخر الليل تطحن يعني: أم سلمة.
مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: لما بنى رسول الله بأم سلمة قال: ’’ليس بك على أهلك هوان إن شئت سبعت لك وسبعت عندهن -يعني نساءه- وإن شئت ثلاثا ودرت’’؟.
قالت: ثلاثا.
روح بن عبادة: حدثنا ابن جريج أخبرني حبيب بن أبي ثابت، أن عبد الحميد بن عبد الله والقاسم بن محمد حدثاه: أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن يخبر أن أم سلمة أخبرته: أنها لما قدمت المدينة أخبرتهم: أنها بنت أبي أمية فكذبوها حتى أنشأ ناس منهم الحج فقالوا: أتكتبين إلى أهلك فكتبت معهم فرجعوا فصدقوها وازدادت عليهم كرامة.
قالت: فلما وضعت زينب جاءني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخطبني فقلت: ما مثلي ينكح!
قال: فتزوجها فجعل يأتيها فيقول: ’’أين زناب’’ حتى جاء عمار فاختلجها وقال: هذه تمنع رسول الله. وكانت ترضعها.
فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ’’أين زناب’’ فقيل: أخذها عمار. فقال: ’’إني آتيكم الليلة’’.
قالت: فوضعت ثفالي وأخرجت حبات من شعير كانت في جرتي وأخرجت شحما فعصدته له ثم بات ثم أصبح فقال: ’’إن بك على أهلك كرامة إن شئت سبعت لك؟ وإن أسبع لك أسبع لنسائي’’.
قال مصعب الزبيري: هي أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة فشهد أبو سلمة بدرا وولدت له عمر وسلمة وزينب ودرة.
أبو أسامة، عن الأعمش، عن شقيق، عن أم سلمة قالت: لما توفي أبو سلمة أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: كيف أقول؟ قال: ’’قولي اللهم اغفر لنا ذنوبنا وأعقبني منه عقبى صالحة’’. فقلتها فأعقبني الله محمدا -صلى الله عليه وسلم.
وروى مسلم في ’’صحيحه’’. أن عبد الله بن صفوان دخل على أم سلمة في خلافة يزيد.
وروى إسماعيل بن نشيط، عن شهر قال: أتيت أم سلمة أعزيها بالحسين.
ومن فضل أمهات المؤمنين قوله تعالى: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن} إلى قوله: {وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة}.
فهذه آيات شريفة في زوجات نبينا -صلى الله عليه وسلم.
قال زيد بن الحباب: حدثنا حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت}. قال: نزلت في نساء النبي -صلى الله عليه وسلم. ثم قال عكرمة: من شاء باهلته أنها نزلت في نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة.
إسحاق السلولي: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن حذيفة: أنه قال لامرأته: إن سرك أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم على أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة.
روى عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار: أن أم سلمة أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد أحد العشرة.
وهذا منقطع. وقد كان سعيد توفي قبلها بأعوام فلعلها أوصت في وقت ثم عوفيت وتقدمها وهو.
وروي أن أبا هريرة صلى عليها ولم يثبت وقد مات قبلها. ودفنت بالبقيع.
قال محمد بن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: لما تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكروا لنا من جمالها فتلطفت حتى رأيتها فرأيتها والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن فذكرت ذلك لحفصة وكانتا يدا واحدة فقالت: لا والله إن هذه إلا الغيرة ما هي كما تقولين وإنها لجميلة فرأيتها بعد فكانت كما قالت حفصة ولكني كنت غيرى.
مسلم الزنجي، عن موسى بن عقبة، عن أمه، عن أم كلثوم قالت: لما تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أم سلمة قال لها: ’’إني قد أهديت إلى النجاشي أواقي من مسك وحلة وإني أراه قد مات ولا أرى الهدية إلا سترد فإن ردت فهي لك. قالت: فكان كما قال فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية وأعطى سائره أم سلمة والحلة’’.
القعنبي: حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري، عن هشام به عروة، عن أبيه: أن رسول الله أمر أم سلمة أن تصلي الصبح بمكة يوم النحر وكان يومها فأحب أن توافيه.
الواقدي، عن ابن جريج، عن نافع قال: صلى أبو هريرة على أم سلمة.
قلت: الواقدي ليس بمعتمد والله أعلم ولا سيما وقد خولف.
وفي صحيح مسلم: أن عبد الله بن صفوان دخل على أم سلمة في خلافة يزيد.
وبعضهم أرخ موتها في سنة تسع وخمسين فوهم أيضا والظاهر وفاتها في سنة إحدى وستين -رضي الله عنها.
وقد تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- حين حلت في شوال سنة أربع.
ويبلغ مسندها ثلاث مائة وثمانية وسبعين حديثا.
واتفق البخاري ومسلم لها على ثلاثة عشر. وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بثلاثة عشر.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 467
هند بنت أبي أمية أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أبوها أبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. واسمه حذيفة، يعرف بزاد الراكب، وهو أحد أجواد قريش المشهورين بالكرم. وأمها عاتكة بنت عامر ابن ربيعة بن مالك بن خزيمة بن علقمة بن فراس.
واختلف في اسم أم سلمة، فقيل رملة، وليس بشيء. وقيل: هند، وهو الصواب، وعليه جماعة من العلماء في اسم أم سلمة. وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أبي سلمة بن عبد الأسد، وكانت هي وزوجها أبو سلمة أول من هاجر إلى أرض الحبشة. ويقال أيضا: إن أم سلمة أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة. وقيل: بل ليلى بنت أبي حثمة زوجة عامر بن ربيعة، تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة سنة اثنتين من الهجرة بعد وقعة بدر، عقد عليها في شوال، وابتنى بها في شوال، وقال لها: إن شئت سبعت عندك وسبعت لنسائي، وإن شئت ثلثت ودرت. فقالت: بل ثلث. وتوفيت أم سلمة في أول خلافة يزيد بن معاوية سنة ستين. وقيل: إنها توفيت في شهر رمضان أو شوال سنة تسع وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة. وقد قيل: إن الذي صلى عليها سعيد بن زيد.
حدثنا أحمد بن فتح، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري، قال: حدثنا عمي يحيى بن زكريا، قال: حدثنا الميمون، قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار، قال: لما توفيت أم سلمة أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد، وكان أمير المدينة يومئذ مروان.
وقال الحسن بن عثمان: بل كان الوالي يومئذ الوليد بن عتبة، وصلى عليها أبو هريرة، ودخل قبرها عمر وسلمة ابنا أبي سلمة، وعبد الله بن عبد الله بن أبي أمية، وعبد الله بن وهب بن زمعة، ودفنت بالبقيع رضي الله عنها.
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1920
أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي هند بنت أبي أمية المعروف بزاد الراكب، ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، كانت قبله عليه السلام عند أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فولدت له عمر وسلمة ودرة وزينب، وقد تقدم ذكرها في باب الهاء من الأسماء بما يغنى عن إعادته هاهنا. يقولون: إنها أول ظعينة دخلت المدينة شرفها الله تعظيما وتكريما مهاجرة. وقيل: بل ليلى بنت أبي حثمة زوج عامر بن ربيعة.
قال الزبير: حدثني محمد بن مسلمة، عن مالك بن أنس، قال: هاجرت أم سلمة وأم حبيبة إلى أرض الحبشة، ثم خرجت أم سلمة مهاجرة إلى المدينة شرفها الله تعظيما وتكريما، وخرج معها رجل من المشركين وكان ينزل بناحية منها إذا نزلت، ويسير معها إذا سارت، ويرحل بعيرها، ويتنحى إذا ركبت، فلما نظر إلى نخل المدينة المباركة قال لها: هذه الأرض التي تريدين، ثم سلم عليها وانصرف قال: وأخبرني محمد بن الضحاك عن أبيه قال: الرجل الذي خرج مع أم سلمة عثمان بن طلحة، وروى عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، قال: شهدت أم سلمة غزوة خيبر، فقالت: سمعت وقع السيف في أسنان مرحب.
وروى شعبة عن خليد بن جعفر، قال: سمعت أبا إياس يحدث عن أم الحسين
أنها كانت عند أم سلمة رضي الله عنها، فأتى مساكين، فجعلوا يلحون، وفيهم نساء، فقلت: اخرجوا- أو اخرجن- فقالت أم سلمة: ما بهذا أمرنا يا جارية، ردي كل واحد- أو واحدة- ولو بتمرة تضعيها في يدها.
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1939
أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية واسمه سهيل زاد الركب ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن جذيمة بن علقمة جذل الطعان ابن فراس بن غنم بن مالك بن كنانة. تزوجها أبو سلمة واسمه عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وهاجر بها إلى أرض الحبشة في الهجرتين جميعا فولدت له هناك زينب بنت أبي سلمة. وولدت له بعد ذلك سلمة وعمر ودرة بني أبي سلمة.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا عمر بن عثمان عن عبد الملك بن عبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن عمر بن أبي سلمة قال: خرج أبي إلى أحد فرماه أبو سلمة الجشمي في عضده بسهم فمكث شهرا يداوي جرحه ثم برئ الجرح. وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي إلى قطن في المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا فغاب تسعا وعشرين ليلة ثم رجع فدخل المدينة لثمان خلون من صفر سنة أربع. والجرح منتقض.
فمات منه لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة أربع من الهجرة. فاعتدت أمي وحلت لعشر بقين من شوال سنة أربع فتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليال بقين من شوال سنة أربع. وتوفيت في ذي القعدة سنة تسع وخمسين.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا مجمع بن يعقوب عن أبي بكر بن محمد بن عمر [عن أبي سلمة عن أبيه عن أم سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها: إذا أصابتك مصيبة فقولي اللهم أعطني أجر مصيبتي واخلفني خيرا منها. فعجل فقلتها يوم توفي أبو سلمة. ثم قلت: ومن لي مثل أبي سلمة؟ فعجل الله لي الخلف خيرا من أبي سلمة].
أخبرنا يزيد بن هارون عن عبد الملك بن قدامة الجمحي قال: حدثني أبي عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -[عن أبي سلمة أنه حدثها أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
ما من عبد يصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمره الله به من قول {إنا لله وإنا إليه راجعون} البقرة: 156. اللهم أجرني في مصيبتي هذه وعوضني منها خيرا منها. إلا آجره في مصيبته وكان قمنا أن يعوضه الله خيرا منها. فلما هلك أبو سلمة ذكرت الذي حدثني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: {إنا لله وإنا إليه راجعون} البقرة: 156. اللهم آجرني في مصيبتي وعضني منها خيرا منها. ثم قلت إني أعاض خيرا من أبي سلمة؟
قالت: فقد عاضني خيرا من أبي سلمة وأنا أرجو أن يكون الله قد آجرني في مصيبتي].
أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي. حدثنا عبد الواحد بن زياد. حدثنا عاصم الأحول عن زياد بن أبي مريم قال: قالت أم سلمة لأبي سلمة بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة وهي من أهل الجنة ثم لم تزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة. وكذلك إذا ماتت المرأة وبقي الرجل بعدها. فتعال أعاهدك ألا تزوج بعدي ولا أتزوج بعدك. قال: أتطيعيني؟ قلت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك. قال:
فإذا مت فتزوجي. ثم قال: اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يحزنها ولا يؤذيها. قال: فلما مات أبو سلمة قلت: من هذا الفتى الذي هو خير لي من أبي سلمة؟ فلبثت ما لبثت ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام على الباب فذكر الخطبة إلى ابن أخيها أو إلى ابنها وإلى وليها. فقالت أم سلمة: أرد على رسول الله أو أتقدم عليه بعيالي. قلت: ثم جاء الغد فذكر الخطبة فقلت مثل ذلك. ثم قالت لوليها: إن عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزوج. فعاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتزوجها.
أخبرنا أبو معاوية الضرير وعبيد الله بن موسى قالا: حدثنا الأعمش عن شقيق عن أم سلمة قالت: [قال رسول الله. ص: إذا حضرتم فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون. فلما مات أبو سلمة أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات فكيف أقول؟ قال: قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني خيرا منه. قال أبو
معاوية: عقبى حسنة. وقال عبيد الله: عقبى صالحة. قال: قلت: فأعقبني الله خيرا منه. رسول الله ص].
أخبرنا معن بن عيسى. حدثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن [أم سلمة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من أصيب بمصيبة فقال كما أمره الله {إنا لله وإنا إليه راجعون} البقرة: 156. اللهم أجرني في مصيبتي وأعقبني خيرا منها. فعل الله ذلك به. قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت: ومن خير من أبي سلمة؟ ثم قلتها. فأعقبها الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - فتزوجها].
أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني. حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن [ضمرة بن حبيب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على أم سلمة يعزيها بأبي سلمة فقال: اللهم عز حزنها واجبر مصيبتها وأبدلها بها خيرا منها. قال: فعزى الله حزنها وجبر مصيبتها وأبدلها خيرا منها وتزوجها رسول الله. ص].
أخبرنا عفان بن مسلم. حدثنا حماد بن سلمة. أخبرنا ثابت البناني قال: حدثني ابن عمر بن أبي سلمة بمنى عن أبيه أن أم سلمة قالت: [قال أبو سلمة. قال رسول الله. ص: إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل {إنا لله وإنا إليه راجعون} البقرة: 156. اللهم عندك احتسبت مصيبتي فآجرني فيها. وأردت أن أقول وأبدلني بها خيرا منها فقلت: من خير من أبي سلمة؟ فما زلت حتى قلتها. فلما انقضت عدتها خطبها أبو بكر فردته. ثم خطبها عمر فردته. فبعث إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقالت: مرحبا برسول الله وبرسوله. أخبر رسول الله أني امرأة غيرى وأني مصبية وأنه ليس أحد من أوليائي شاهد. فبعث إليها رسول الله. ص: أما قولك إني مصبية فإن الله سيكفيك صبيانك. وأما قولك إني غيرى فسأدعو الله أن يذهب غيرتك. وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهد ولا غائب إلا سيرضاني. قال: قالت: يا عمر قم فزوج رسول الله.
قال رسول الله: أما إني لا أنقصك مما أعطيت أختك فلانة. رحيين وجرتين ووسادة من أدم حشوها ليف. قال وكان رسول الله يأتيها فإذا جاء أخذت زينب فوضعتها في حجرها لترضعها. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حييا كريما يستحيي فيرجع. فعل ذلك مرارا. ففطن عمار بن ياسر لما تصنع. قال: فأقبل ذات يوم وجاء عمار. وكان أخاها لأمها. فدخل عليها فانتشطها من حجرها وقال: دعي هذه المقبوحة المشقوحة التي آذيت بها رسول الله. فدخل فجعل يقلب بصره في البيت يقول: أين زناب؟ ما فعلت زناب؟ قالت: جاء
عمار فذهب بها. قال: فبنى رسول الله بأهله ثم قال: إن شئت أن أسبع لك سبعت للنساء].
أخبرنا عبد الله بن نمير. حدثنا أبو حيان التيمي عن حبيب بن أبي ثابت قال:
[قالت أم سلمة: لما انقضت عدتي من أبي سلمة أتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلمني بيني وبينه حجاب فخطب إلي نفسي فقلت: أي رسول الله وما تريد إلي. ما أقول هذا إلا رغبة لك عن نفسي. إني امرأة قد أدبر مني سني وإني أم أيتام وأنا امرأة شديدة الغيرة وأنت يا رسول الله تجمع النساء. فقال رسول الله: فلا يمنعك ذلك. أما ما ذكرت من غيرتك فيذهبها الله. وأما ما ذكرت من سنك فأنا أكبر منك سنا. وأما ما ذكرت من أيتامك فعلى الله وعلى رسوله. فأذنت له في نفسي فتزوجني. فلما كانت ليلة واعدنا البناء قمت من النهار إلى رحاي وثفالي فوضعتهما وقمت إلى فضلة شعير لأهلي فطحنتها وفضلة من شحم فعصدتها لرسول الله. فلما أتانا رسول الله قدم إليه الطعام فأصاب منه.
وبات تلك الليلة. فلما أصبح قال: قد أصبح بك على أهلك كرامة ولك عندهم منزلة فإن أحببت أن تكون ليلتك هذه ويومك هذا كان. وإن أحببت أن أسبع لك سبعت. وإن سبعت لك سبعت لصواحبك. قالت: يا رسول الله افعل ما أحببت].
أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا: حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
خطب أم سلمة فقال لها فيما يقول: فما يمنعك يا أم سلمة؟ قالت: في خصال ثلاث.
أما أنا فكبيرة وأنا مطفل وغيور. فقال: أما ما ذكرت من الغيرة فندعو الله حتى يذهبه عنك. وأما ما ذكرت من الكبر فأنا أكبر منك والطفل إلى الله وإلى رسوله. فنكحته فكان يختلف إليها ولا يمسها لأنها ترضع حتى جاء عمار بن ياسر يوما فقال: هات هذه الجارية التي شغلت أهل رسول الله. فذهب بها فاسترضعها بقباء. فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأل عن الصبية أين زناب؟ قالت امرأة مع أم سلمة قاعدة. فأخبرته أن عمارا ذهب بها فاسترضعها. قال: فإنا قاسمون غدا. فجاء الغد وكان عند أهله. فلما أراد أن يخرج قال: [يا أم سلمة إن بك على أهلك كرامة وإني إن سبعت لك وإني لم أسبع لامرأة لي قبلك. وإن سبعت لك سبعت لهن].
أخبرنا الفضل بن دكين. حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل قال: حدثتني خالتي سكينة بنت حنظلة عن أبي جعفر محمد بن علي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على أم
سلمة حين توفي أبو سلمة فذكر ما أعطاه الله وما قسم له وما فضله. فما زال يذكر ذلك ويتحامل على يده حتى أثر الحصير في يده مما يحدثها.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد الأخنسي عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن أم سلمة قالت: لما خطبني رسول الله قلت:
إني في خلال لا ينبغي لي أن أتزوج رسول الله. إني امرأة مسنة. وإني أم أيتام. وإني شديدة الغيرة. قالت: فأرسل إلي رسول الله: أما قولك إني امرأة مسنة فأنا أسن منك ولا يعاب على المرأة أن تتزوج أسن منها. وأما قولك إني أم أيتام فإن كلهم على الله وعلى رسوله. وأما قولك إني شديدة الغيرة فإني أدعو الله أن يذهب ذلك عنك. قالت:
فتزوجني رسول الله فانتقلني فأدخلني بيت زينب بنت خزيمة أم المساكين بعد أن ماتت فإذا جرة فاطلعت فيها فإذا فيها شيء من شعير وإذا رحى وبرمة وقدر. فنظرت فإذا فيها كعب من إهالة. قالت: فأخذت ذلك الشعير فطحنته ثم عصدته في البرمة. وأخذت الكعب من الإهالة فأدمته به. قالت: فكان ذلك طعام رسول الله وطعام أهله ليلة عرسه.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: دخلت أيم العرب على سيد المسلمين أول العشاء عروسا وقامت من آخر الليل تطحن. يعني أم سلمة.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني مجمع بن يعقوب عن أبي بكر بن محمد بن عمر بن أبي سلمة عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب أم سلمة إلى ابنها عمر بن أبي سلمة فزوجها رسول الله. وهو يومئذ غلام صغير.
أخبرنا محمد بن عمر ومعن بن عيسى قالا: حدثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن [أبيه قال: لما بنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأم سلمة قال لها حين أصبح: ليس بك على أهلك هوان. إن شئت سبعت لك وسبعت عندهن. يعني نساءه. وإن شئت ثلاثا عندك ودرت. قالت: ثلاثا].
[أخبرنا وكيع بن الجراح عن شعبة عن الحكم قال: لما تزوج رسول الله أم سلمة أقام عندها ثلاثا وقال: إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك سبعت لسائر نسائي. قال:
قلت للحكم: ممن سمعت هذا؟ قال: هذا حديث عند أهل الحجاز معروف].
أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الملك بن أبي بكر قال: [لما تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم سلمة أقام عندها ثلاثا وقال: ليس بك على أهلك هوان. إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك سبعت لسائر نسائي وإلا فإنما هي ثلاث ثم أدور].
أخبرنا أنس بن عياض الليثي. حدثني عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن [عوف عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام قال: لما تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أم سلمة بنت أبي أمية أقام عندها ثلاثا ثم أراد أن يدور فأخذت بثوبه فقال: ما شئت. إن شئت أن أزيدك زدتك ثم قاصصتك به بعد اليوم. ثم قال رسول الله: ثلاث للثيب وسبع للبكر].
حدثني محمد بن عمر. حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: لما دخلت أم سلمة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي ترضع بنت أبي سلمة قال عمار بن ياسر: هذه الشقراء تمنع رسول الله أهله. فأخذها فأرضعها.
أخبرنا روح بن عبادة. حدثنا ابن جريج. أخبرني حبيب بن أبي ثابت أن عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أخبراه أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن [هشام يخبر أن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أنها لما قدمت المدينة أخبرتهم أنها بنت أبي أمية بن المغيرة فكذبوها ويقولون: ما أكذب الغرائب! حتى أنشأ ناس منهم للحج فقالوا: أتكتبين إلى أهلك؟ فكتبت معهم فرجعوا إلى المدينة فصدقوها وازدادت عليهم كرامة. قالت: فلما وضعت زينب جاءني رسول الله فخطبني فقلت: ما مثلي ينكح. أما أنا فلا ولد في وأنا غيور ذات عيال. قال: أنا أكبر منك. وأما الغيرة فيذهبها الله عنك. وأما العيال فإلى الله جل ثناؤه ورسوله. فتزوجها فجعل يأتيها فيقول: أين زناب؟ حتى جاء عمار فاختلجها وقال: هذه تمنع رسول الله. وكانت ترضعها. فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أين زناب؟ فقالت: قريبة بنت أبي أمية وافقها عندها: أخذها عمار بن ياسر. فقال النبي. ص: إني آتيكم الليلة. قالت: فوضعت ثفالي وأخرجت حبات من شعير كانت في جرتي وأخرجت شحما فعصدته له. ثم بات ثم أصبح وقال حين أصبح: إن بك على أهلك كرامة فإن شئت سبعت لك وإن أسبع لك أسبع لنسائي].
أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر. حدثنا يحيى بن سعيد. حدثنا سفيان. حدثني محمد بن أبي بكر بن حزم قال: حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن [الحارث بن هشام عن أبيه عن أم سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما تزوج أم سلمة أقام عندها ثلاثا ثم قال: ما بك على أهلك هوان. إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك سبعت لنسائي].
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا معمر عن الزهري عن هند بنت الحارث الفراسية قالت: قال رسول الله: إن لعائشة مني شعبة ما نزلها مني أحد. فلما تزوج أم سلمة سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل: يا رسول الله ما فعلت الشعبة؟ فسكت رسول الله. فعرف أن أم سلمة قد نزلت عنده.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: لما تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكروا لنا من جمالها. قالت: فتلطفت لها حتى رأيتها فرأيتها والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال. قالت: فذكرت ذلك لحفصة. وكانتا يدا واحدة. فقالت: لا والله إن هذه إلا الغيرة. ما هي كما يقولون. فتلطفت لها حفصة حتى رأتها فقالت: قد رأيتها ولا والله ما هي كما تقولين ولا قريب وإنها لجميلة. قالت: فرأيتها بعد فكانت لعمري كما قالت حفصة ولكني كنت غيرى.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس. حدثنا زهير. حدثنا محمد بن إسحاق.
حدثني عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام المخزومي عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج أم سلمة في شوال وجمعها إليه في شوال.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني عمر بن عثمان عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه قال: أعرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأم سلمة في شوال.
أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي. حدثني مسلم بن خالد عن موسى بن عقبة عن أمه عن أم كلثوم قالت: لما تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أم سلمة قال لها: إني قد أهديت إلى النجاشي أواقي من مسك وحلة وإني لا أراه إلا قد مات ولا أرى الهدية التي أهديت إليه إلا سترد إلي. فإذا ردت إلي فهي لك. قال: فكان كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مات النجاشي وردت إليه هديته. فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية أوقية من
مسك. وأعطى سائره أم سلمة وأعطاها الحلة.
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي. حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أم سلمة أن تصلي الصبح بمكة يوم النحر. وكان يومها. فأحب أن توافقه.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره ومعه في ذلك السفر صفية بنت حيي وأم سلمة. فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هودج صفية وهو يظن أنه هودج أم سلمة. وكان ذلك اليوم يوم أم سلمة. فجعل رسول الله يتحدث مع صفية فغارت أم سلمة. وعلم رسول الله بعد أنها صفية فجاء إلى أم سلمة فقالت: تتحدث مع ابنة اليهودي في يومي وأنت رسول الله؟ قالت: ثم ندمت على تلك المقالة. فكانت تستغفر منها. قالت: يا رسول الله استغفر لي فإنما حملني على هذا الغيرة.
قال محمد بن عمر: أطعم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم سلمة بخيبر ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا. أو قال قمح.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه قال: ماتت أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنة تسع وخمسين فصلى عليها أبو هريرة بالبقيع.
أخبرنا محمد بن عمر عن ابن جريج عن نافع قال: صلى أبو هريرة على أم سلمة بالبقيع.
أخبرنا محمد بن عمر عن الزبير بن موسى عن مصعب بن عبد الله عن عمر بن أبي سلمة قال: نزلت في قبر أم سلمة أنا وأخي سلمة وعبد الله بن عبد الله بن أبي أمية وعبد الله بن وهب بن زمعة الأسدي. فكان لها يوم ماتت أربع وثمانون سنة.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 8- ص: 69
أم سلمة اسمها: هند بنت أبي أمية بن المغيرة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت قبله تحت أبي سلمة بن عبد الأسد، أخو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، ولها منه: زينب، وعمر ابني أبي سلمة، ربيب النبي صلى الله عليه وسلم.
وتوفيت سنة تسع وخمسين، بعد عائشة بستة أيام، ويقال: سنة إحدى وستين.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها سنة أربع من الهجرة، وصلى عليها سعيد بن زيد لما توفيت.
روى عنها: عبد الله بن عباس، وعائشة، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وأبو الطفيل وغيرهم.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أم حبيبة بنت أبي سفيان: أم سلمة هند بنت أبي أمية، وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، هاجرا جميعا إلى أرض الحبشة، ثم قدما المدينة، فأصابته جراحة بأحد، فمات من جراحته، وكان تزوجها وهي بكر، فولدت له: سلمة، وعمر، وذرة، وزينب، ولم يصب رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ولدا.
قال محمد بن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر، وعبد الله بن الحارث، ومن لا أتهم، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، قال: وكان الذي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة ابنها سلمة، فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت حمزة، وهما صبيان صغيران فلم يجتمعا حتى ماتا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل جزيت سلمة بتزويجه إياي أمه.
أخبرنا خيثمة، حدثنا يحيى بن أبي طالب.
وحدثنا محمد بن محمد بن الأزهر، حدثنا الحارث بن محمد التميمي، قالا: حدثنا روح بن عبادة، أخبرنا ابن الجريج، أخبرني حبيب بن أبي ثابت، أن عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو، والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن هشام أخبراه أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أخبرته: أنها لما قدمت المدينة أخبرتهم أنها بنت أبي أمية، فكذبوها، ويقولون: ما أكذب الغريب، حتى أنشأ ناس منهم للحج، فقالوا: أتكتبين إلى أهلك؟ فكتبت معهم، فرجعوا إلى المدينة يصدقونها، وازدادت عليهم كرامة.
قالت: فلما وضعت زينب جاءني النبي صلى الله عليه وسلم فخطبني، فقلت: ما مثلي ينكح، أما أنا فلا يولد لي، وأنا غيور، وذات عيال، قال: أنا أكبر منك، وأما الغيرة فيذهبها الله، وأما العيال فإلى الله ورسوله، فتزوجها، فجعل يأتيها، فيقول: أين رباب؟ حتى جاء عمار بن ياسر فاختلجها، فقال: هذه تمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت ترضعها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أين
زناب؟ فقالت قريبة بنت أبي أمية، فواقفها عندها: أخذها عمار بن ياسر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني آتيكم الليلة، قالت: فوضعت ثقالي، وأخرجت حبات من شعير في جرن، وأخذت شحما فعصدته به، قال: فبات، ثم أصبح، فقال حين أصبح: إن لك على أهلك كرامة، فإن شئت سبعت لك، وإن أسبع أسبع لنسائي.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد، حدثنا يونس، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة في شوال، وجمعها في شوال، فقالت له: سبع عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت فعلت، ثم سبعت عند صواحبك، وإن شئت فثلثت، ثم أدور عليك بيومك، فقال: لا، بل ثلث.
مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 956
هند أم سلمة بنت أبي أمية
أم المؤمنين المخزومية عنها ولداها عمر وزينب ونافع مولاها ونافع العمري وهي آخر أمهات المؤمنين موتا ماتت في إمرة يزيد وأما الواقدي فقال سنة 59 ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
قالت أبى سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل عليهن أحد برضاعة الكبير س ق"
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة
ويقال لأبي أمية زاد الراكب وكانت أول مهاجرة من النساء واسمها هند زوج النبي صلى الله عليه وسلم
روت عنها زينب بنتها في الوضوء والزكاة وغيرهما وعبد الله بن رافع مولاها وكريب في الصلاة والطلاق وابن سفينة مولاها وأبو وائل
وقبيصة بن ذؤيب وعبيد بن عمير وعكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث في الصوم وابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث في الصوم وسليمان بن يسار في الصوم وحميد بن عبد الرحمن في النكاح وضبة بن محصن في الجهاد وسعيد بن المسيب في الضحايا وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق في الأطعمة وعبيد الله بن القبطية في الفتن وخيرة ام سعيد والحسن
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1
أم سملة بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية أم المؤمنين
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 30
هند أم سلمة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين اسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم تقدم ذكرنا لها واسم أبي أمية سهيل ماتت بعد الحسين بن علي بن أبي طالب في آخر سنة إحدى وستين حين جاءها نعيه
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
أم سلمة بنت أبي أمية
وأم سلمة بنت أبي أمية
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
هند بنت أبي أمية حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر مخزوم، المخزومية:
أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ذكرها أبو عمر بن عبد البر، وذكر أن اسم أبي أمية والد هند، حذيفة، يعرف بزاد الراكب، وهو أحد أجواد قريش المشهورين بالكرم.
واختلف في اسم أم سلمة، فقيل: رملة، وليس بشيء. وقيل: هند، وهو الصواب، وعليه جماعة من العلماء في اسم أم سلمة.
كانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أبي سلمة بن عبد الأسد وكانت هي وزوجها أول من هاجر إلى أرض الحبشة.
ويقال أيضا: إن أم سلمة أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة، وقيل: بل ليلى بنت أبي حثمة، زوجة عامر بن ربيعة.
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة سنة ثنتين من الهجرة، بعد وقعة بدر، عقد عليها في شوال، وابتنى بها في شوال.
وتوفيت أم سلمة رضي الله عنها، في أول خلافة يزيد بن معاوية، سنة ستين، وقيل: إنها توفيت في شهر رمضان أو شوال سنة تسع وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة. وقد قيل: إن الذي صلى عليها سعيد بن زيد. ودفنت بالبقيع. رحمها الله تعالى، ورضى عنها.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1
أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم:
اسمها هند. تقدمت.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1
أم سلمة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم روت عن النبي صلى الله عليه وسلم اسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد شمس بن عمر بن مخزوم واسم أبيها سهل سمعت أبي يقول ذلك. نا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أبا صالح كاتب الليث قال: اسم أم سلمة هند بنت أبي أمية نا عبد الرحمن هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر حدثنا عبد الرحمن قال سمعت يحيى بن معين يقول: أم سلمة هند.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 9- ص: 1