هشام بن العاص هشام بن العاص بن وائل بن هاشم: صحابي، هو اخو عمرو بن العاص. اسلم بمكة قديما، وهاجر إلى بلاد الحبشة في الهجرة الثانية. ثم عاد إلى مكة حين بلغته هجرة النبي (ص) إلى المدينة، يريد اللحاق به، فحبسه ابوه وقومه، بمكة. فأقام إلى مابعد وقعة (الخندق) ورحل إلى المدينة، فشهد الوقائع. وقتل في اجنادين، وقيل: في اليرموك. وكان صالحا شجاعا.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 86

هشام بن العاص القرشي (ب د ع) هشام بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص ابن كعب بن لؤي القرشي السهمي. أمه أم حرملة بنت هشام بن المغيرة. وهو أخو عمرو بن العاص.
كان قديم الإسلام، أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم إلى مكة حين بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة، فحبسه قومه بمكة حتى قدم بعد الخندق.
وكان خيرا فاضلا. وكان أصغر سنا من عمرو. وقيل: إنما منعه قومه بمكة عن الهجرة إلى المدينة قبل أن يهاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: حدثني نافع، عن ابن عمر، عن أبيه قال: لما اجتمعنا للهجرة اتعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص، قلنا: الميعاد بيننا «أضاة بني غفار»، فمن أصبح منكم لم يأتها فقد حبس، فليمض صاحباه. فأصبحت عندها أنا وعياش، وحبس عنا هشام بن العاص، وفتن فافتتن. وقدمنا المدينة، وكنا نقول: «والله ما الله بقابل من هؤلاء توبة! قوم عرفوا الله وآمنوا به وصدقوا رسوله، ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم من الدنيا». وكانوا يقولونه لأنفسهم، فأنزل الله تعالى فيهم: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} إلى قوله {مثوى للمتكبرين}، قال عمر: فكتبتها بيدي، ثم بعثت بها إلى هشام. فقال هشام: فلما قدمت علي خرجت إلى ذي طوى، فجعلت أصعد فيها وأصوب، لأفهمها، فعرفت أنها أنزلت فينا، لما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا. فجلست على بعيري فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم.
قيل: إنه استشهد يوم أجنادين في خلافة أبي بكر سنة ثلاث عشرة، وقيل: بل استشهد باليرموك، ضرب رجلا من غسان فقتله، فكرت غسان على هشام فقتلوه، وكرت عليه الخيل، حتى عاد عليه عمرو أخوه، فجمع لحمه فدفنه.
وقال خالد بن معدان: لما انهزمت الروم يوم أجنادين، انتهوا إلى موضع ضيق لا يعبره إلا إنسان بعد إنسان، فجعلت الروم تقاتل عليه، وقد تقدموه وعبروه، فتقدم هشام فقاتلهم حتى قتل، ووقع على تلك الثلمة فسدها، فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل، فقال عمرو بن العاص: «أيها الناس، إن الله قد استشهده، ورفع روحه وإنما هو جثة فأوطئوه الخيل». ثم أوطأه هو، ثم تبعه الناس حتى قطعوه. فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون إلى المعسكر كر عليه عمرو، فجعل يجمع لحمه وعظامه وأعضاءه، ثم حمله في نطع فواراه.
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ابنا العاص مؤمنان». أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1223

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 5- ص: 375

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 4- ص: 625

هشام بن العاصي بن وائل السهمي تقدم نسبه في أخيه عمرو. قال ابن حبان: كان يكنى أبا العاص، فكناه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا مطيع. وقال ابن سعد: أمه أم حرملة بنت هشام بن المغيرة، وكذا قال ابن السكن، كان قديم الإسلام هاجر إلى الحبشة. وأخرج ابن السكن بسند صحيح عن ابن إسحاق، عن نافع عن ابن عمر، عن عمر، قال: اتعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص حين أردنا أن نهاجر وأينا تخلف عن الصبح فقد حبس فلينطلق غيره، قال: فأصبحت أنا وعياش، وحبس هشام وفتن فافتتن... الحديث.
وأخرج النسائي، والحاكم، من طريق محمد بن عمر، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة- مرفوعا: «ابنا العاص مؤمنان، هشام، وعمرو».
ورويناه في أمالي المحاملي، من طريق عمرو بن دينار، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمر نحوه.
وأخرج البغوي من طريق أبي حازم، عن سلمة بن دينار، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: جئنا فإذا أناس يتراجعون في القرآن، فاعتزلناهم ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلف الحجرة يسمع كلامهم، فخرج مغضبا حتى وقف عليهم، فقال: «بهذا ضلت الأمم قبلكم، وإن القرآن لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض، إنما أنزل يصدق بعضه بعضا»، ثم التفت إلي وإلى أخي فغبطنا أنفسنا أن لا يكون رآنا معهم. رواه سويد بن سعيد، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه.
وقال الواقدي: بعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سرية في رمضان قبل الفتح.
وقال ابن المبارك في الزهد، عن جرير بن حازم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: مر عمرو بن العاص بنفر من قريش، فذكروا هشاما، فقالوا: أيهما أفضل؟ فقال عمرو: شهدت أنا وهشام اليرموك، فكلنا نسأل الله الشهادة، فلما أصبحنا حرمتها ورزقها. وكذا قال ابن سعد، وابن أبي حاتم، وأبو زرعة الدمشقي.
وذكره موسى بن عقبة، وأبو الأسود، عن عروة، وابن إسحاق، وأبو عبيد، ومصعب، والزبير، وآخرون، فيمن استشهد بأجنادين.
وقال الواقدي، عن مخرمة بن بكير، عن أم بكر بنت المسور، قالت: كان هشام رجلا صالحا، فرأى من بعض المسلمين بأجنادين بعض النكوص، فألقى المغفر عن وجهه، وجعل يتقدم في نحر العدو، ويصيح: يا معشر المسلمين، إلي، إلي، أنا هشام بن العاص، أمن الجنة تفرون... حتى قتل.
ومن طريق خالد بن معدان: لما انهزمت الروم بأجنادين انتهوا إلى موضع لا يعبره إلا إنسان واحد، فجعلت الروم تقاتل عليه، فقاتل هشام حتى قتل، ووقع على تلك الثلمة فسدها، فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يدوسوه، فقال عمرو: أيها الناس، إن الله قد استشهده، ورفع روحه: إنما هي جثة، ثم أوطأه وتبعه الناس حتى تقطيع ثم جمعه عمرو بعد ذلك وحمله في قطع فواراه.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 6- ص: 423

هشام بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم القرشي السهمي أخو عمرو بن العاص كان قديم الإسلام. أسلم بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم مكة حين بلغه مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم، فحبسه أبوه وقومه بمكة حتى قدم بعد الخندق على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وشهد ما بعد ذلك من المشاهد، وكان أصغر سنا من أخيه عمرو، وكان فاضلا خيرا. سئل عمرو بن العاص من أفضل؟ أنت أو أخوك هشام؟ فقال: أحدثكم عني وعنه: أمه بنت هشام بن المغيرة، وأمي سبية، وكانت أحب إلى أبيه مني، وتعرفون فراسة الوالد في ولده، واستبقنا إلى الله عز وجل فسبقني، أمسك على الستر حتى تطهرت، وتحنطت، ثم أمسكت عليه حتى فعل مثل ذلك، ثم عرضنا أنفسنا على الله فقبله وتركني. وقتل هشام بن الماص بالشام يوم أجنادين في خلافة أبي بكر سنة ثلاث عشرة. وروى ابن المبارك عن أهل الشام أنه استشهد يوم اليرموك. وقال الواقدي: أخبرنا عبد الملك بن وهب، عن جعفر بن يعيش، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة، قال: حدثني من حضر أن هشام بن العاص ضرب رجلا من غسان فأبدى منحره، فكرت غسان على هشام فضربوه بأسيافهم حتى قتلوه، فلقد وطئته الخيل حتى كر عليه عمرو، فجمع لحمه فدفنه. قال: حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان. قال: لما انهزمت الروم يوم أجنادين انتهوا إلى موضع لا يعبره إلا إنسان إنسان، فجعلت الروم تقاتل عليه، وقد تقدموه وعبروه، فتقدم هشام ابن العاص يقاتلهم حتى قتل، ووقع علي تلك الثلمة فسدها. فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل، فقال عمرو بن العاص: أيها الناس، إن الله قد استشهده ورفع روحه، وإنما هي جثة، فأوطئوه الخيل، ثم أوطأه هو، ثم تبعه الناس حتى قطعوه، فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون إلى العسكر كر إليه عمرو، فجعل يجمع لحمه وأعضاءه وعظامه ثم حمله في نطع فواراه. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ابنا العاص مؤمنان عمرو وهشام. رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1539

هشام بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم. وأمه أم حرملة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وكان قديم الإسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ثم قدم مكة حين بلغه مهاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة يريد اللحاق به فحبسه أبوه وقومه بمكة حتى قدم بعد الخندق على النبي - صلى الله عليه وسلم -
المدينة فشهد ما بعد ذلك من المشاهد. وكان أصغر سنا من أخيه عمرو بن العاص وليس له عقب.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
[قال: ابنا العاص مؤمنان. هشام وعمرو].
قال: أخبرنا عمرو بن حكام بن أبي الوضاح قال: حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -[قال: ابنا العاص مؤمنان].
قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن ابني العاص أنهما قالا: ما جلسنا مجلسا في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنا به أشد اغتباطا من مجلس جلسناه يوما جئنا فإذا أناس عند حجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتراجعون في القرآن. فلما رأيناهم اعتزلناهم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف الحجر يسمع كلامهم. فخرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مغضبا يعرف الغضب في وجهه حتى وقف عليهم [فقال: أي قوم. بهذا ضلت الأمم قبلكم باختلافهم على أنبيائهم وضربهم الكتاب بعضه ببعض. إن القرآن لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض ولكن يصدق بعضه بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به وما تشابه عليكم فآمنوا به]. ثم التفت إلي وإلى أخي فغبطنا أنفسنا أن لا يكون رآنا معهم.
قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال: قال سفيان بن عيينة: قالوا لعمرو بن العاص أنت خير أم أخوك هشام بن العاص؟ قال: أخبركم عني وعنه.
عرضنا أنفسنا على الله فقبله وتركني. قال سفيان: وقتل في بعض تلك المشاهد.
اليرموك أو غيره.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم ووهب بن جرير بن حازم وسليمان بن حرب قالوا:
حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت عبد الله بن عبيد الله بن عمير قال: بينما حلقة من قريش جلوس في هذا المكان من المسجد. في دبر الكعبة. إذ مر عمرو بن العاص يطوف فقال القوم: هشام بن العاص أفضل في أنفسكم أم أخوه عمرو بن العاص؟
فلما قضى عمرو طوافه جاء إلى الحلقة فقام عليهم فقال: ما قلتم حين رأيتموني؟ فقد علمت أنكم قلتم شيئا. فقام القوم: ذكرناك وأخاك هشاما فقلنا هشام أفضل أو عمرو.
فقال: على الخبير سقطتم. سأحدثكم عن ذاك. إني شهدت أنا وهشام اليرموك فبات وبت ندعو الله أن يرزقنا الشهادة فلما أصبحنا رزقها وحرمتها فهل في ذلك ما يبين لكم فضله علي؟ ثم قال: ما لي أراكم قد نحيتم هؤلاء الفتيان عن مجلسكم؟ لا تفعلوا.
أوسعوا لهم وأدنوهم وحدثوهم وأفهموهم الحديث فإنهم اليوم صغار قوم ويوشكون أن يكونوا كبار قوم. وإنا قد كنا صغار قوم ثم أصبحنا اليوم كبار قوم.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني ثور بن يزيد عن زيد بن زياد قال:
قال هشام بن العاص يوم أجنادين: يا معشر المسلمين إن هؤلاء القلفان لا صبر لهم على السيف فاصنعوا كما أصنع. قال فجعل يدخل وسطهم فيقتل النفر منهم حتى قتل.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني مخرمة بن بكير عن أم بكر بنت المسور بن مخرمة قالت: كان هشام بن العاص بن وائل رجلا صالحا. لما كان يوم أجنادين رأى من المسلمين بعض النكوص عن عدوهم فألقى المغفر عن وجهه وجعل يتقدم في نحر العدو وهو يصيح: يا معشر المسلمين إلي إلي. أنا هشام بن العاص. أمن الجنة تفرون؟ حتى قتل.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الملك بن وهب عن جعفر بن يعيش عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: حدثني من حضر هشام بن العاص: ضرب رجلا من غسان فأبدى سحره فكرت غسان على هشام فضربوه بأسيافهم حتى قتلوه. فلقد وطئته الخيل حتى كر عليه عمرو فجمع لحمه فدفنه.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني ثور بن يزيد عن خلف بن معدان قال:
لما انهزمت الروم يوم أجنادين انتهوا إلى موضع لا يعبره إلا إنسان وجعلت الروم تقاتل عليه وقد تقدموه وعبروه وتقدم هشام بن العاص بن وائل فقاتل عليه حتى قتل. ووقع على تلك الثلمة فسدها. فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل فقال عمرو بن العاص: أيها الناس إن الله قد استشهده ورفع روحه وإنما هو جثة فأوطئوه الخيل. ثم أوطأه هو وتبعه الناس حتى قطعوه. فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون إلى العسكر كر إليه عمرو بن العاص فجعل يجمع لحمه وأعضاءه وعظامه ثم حمله في نطع فواراه.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن عمر عن زيد بن أسلم قال:
لما بلغ عمر بن الخطاب قتله قال: رحمه الله فنعم العون كان للإسلام.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن يزيد بن أبي مالك عن أبي عبد الله الأودي. قال محمد بن عمر وحدثني نجيح أبو معشر عن محمد بن قيس. قال محمد بن عمر
وحدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قالوا: كانت أول وقعة بين المسلمين والروم أجنادين وكانت في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصديق. وكان على الناس يومئذ عمرو بن العاص.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 4- ص: 145

هشام بن العاص بن وائل أخو عمرو بن العاص قتل بأجنادين

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 58

هشام بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم السهمي
أخو عمرو بن العاص قال النبي صلى الله عليه وسلم ابنا العاص مؤمنان هشام وعمرو قتل هشام بن العاص بأجنادين وكان من مهاجرة الحبشة وأمه أم حرملة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وهو أصغر سنا من أخيه عمرو بن العاص

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

هشام بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم القرشي السهمي المكي:
أخو عمرو بن العاص، ذكره الزبير بن بكار، فقال: كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم أجنادين شهيدا، وأمه: أم حرملة بنت هشام بن المغيرة. قال الزبير: وحدثني محمد بن سلام، قال: كان هشام بن العاص، مع أخيه عمرو بالشام، في خلافة عمر بن الخطاب، فلقوا العدو في مضيق، فقتل هشام بين الصفين، فأمسك المسلمون عن الإقدام عليه بخيولهم، ولم يقدروا على أخذه، فقال عمرو بن العاص: إنه جسد بلا روح فيه، فأوطئوه، فلما انجلت المعركة، جمعه عمرو في ثوب، بعد ما قطعته الحوافر، ودفنه.
فلما كان بعد ذلك، ورجع عمرو إلى مكة، دخل المسجد للطواف، فمر بمجلس من قريش، فنظروا إليه وتكلموا، فقال لهم: قد رأيتكم تكلمتم حين رأيتمونى، فما قلتم؟ قالوا: تكلمنا فيك، وفي أخيك هشام، أيكما أفضل؟ قال: أفرغ من طوافى وأخبركم.
فلما انصرف من طوافه، أتاهم، فقال: أخبركم عني وعنه، بيننا خصال ثلاث: أمه بنت هشام بن المغيرة، وأمي أمى. وكان أحب إلى أبيه منى، وفراسة الوالد في ولده فراسته، واستبقنا إلى الله عزوجل، فسبقنى.
وذكره ابن عبد البر فقال: كان قديم الإسلام، أسلم بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم مكة حين بلغه مهاجرة النبي صلى الله عليه وسلم، فحسبه أبوه وقومه بمكة، حتى قدم بعد الخندق على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أصغر سنا من أخيه عمرو، وكان فاضلا خيرا، ثم ذكر قول عمرو بن العاص فيه، حين سئل عنه بزيادة، وهو أنه قال بعد قوله: واستبقنا إلى الله تعالى فسبقني: أمسك على السترة حتى تطهرت، وتحفظت. ثم أمسكت عليه، حتى فعل مثل ذلك، ثم عرضنا أنفسنا على الله تعالى، فقبله وتركنى.
ثم قال: وقال الواقدي: حدثنا عبد الملك بن وهب، عن جعفر بن يعيش، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: حدثني من حضر أن هشام بن العاص قال: ضربت رجلا من غسان، فأبدى منحره، فكرت غسان على هشام، فضربوه بأسيافهم حتى قتلوه، فلقد وطئته الخيل، حتى كر عليهم عمرو، فجمع لحمه فدفنه، قال: وحدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، قال: لما انهزمت الروم يوم أجنادين، انتهوا إلى موضع لا يعبره إلا إنسان إنسان، فجعلت الروم تقاتل عليه، وقد تقدموه وعبروه، فتقدم هشام بن العاص، فقاتلهم حتى قتل، ووقع على تلك الثلمة فسدها، فلما انتهى المسلمون إليها، هابوا أن يوطئوه الخيل، فقال عمرو بن العاص: أيها الناس، إن الله استشهده، ورفع روحه، وإنما هي جثة، فأوطئوه الخيل، ثم أوطأه هو، ثم تبعه الناس حتى قطعوه، فلما انتهت الهزيمة، ورجع المسلمون إلى العسكر، كر إليه عمرو، فجعل يجمع لحمه وأعضاءه وعظامه، ثم حمله في نطع، فواراه.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «ابنا العاص مؤمنان: عمرو وهشام». رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وقتل هشام بن العاص بالشام يوم أجنادين، في خلافة أبي بكر، سنة ثلاث عشرة. وروى ابن المبارك عن أهل الشام، أنه استشهد يوم اليرموك. انتهى.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1

هشام بن العاص
أخو عمرو بن العاص بن وائل بن هشام بن سعيد بن سهم وأمه أم حرملة بنت هشام بن المغيرة من بني مخزوم أسلم بمكة قديماً وهاجر إلى الحبشة ثم قدم مكة حين بلغه مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم فحبسه أبوه وقومه بمكة حتى قدم بعد الخندق المدينة ثم خرج في تلك البعوث إلى الشام فقتل باليرموك في رجب سنة خمس عشرة وكان أصغر سناً من عمرو أخيه.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 9- ص: 1