اوحد الزمان هبة الله بن علي بن ملكا البلدي، أبو البركات، المعروف بأوحد الزمان: طبيب، من سكان بغداد. عرفه الظهير البيهقي بفيلسوف العراقين، وقال: ادعى انه نال رتبة ارسطو. كان يهوديا واسلم في آخر عمره. وكان في خدمة المستنجد بالله العباسي، وحظى عنده. واتهمه السلطان محمد بن ملكشاه بأنه اساء علاجه فحبسه مدة. قال ابن خلكان: واصابه الجذام، فعالج نفسه بتسليط الافاعي على جسده بعد ان جوعها، فبالغت في نهشه، فبرئ من الجذام وعمى. ويظهر انه عاد اليه بصره بعد زمن. وتوفى بهمذان عن نحو ثمانين سنة، وحمل تابوته إلى بغداد. من كتبه (المعتبر) في الحكمة، منه قطعة مخطوطة، و (اختصار التشريح من كلام جالينوس) و (مقالة في سبب ظهور الكوكب ليلا واختفائها نهارا) و (الاقرباذين) ثلاث مقالات، ورسالة (في العقل وماهيته -خ) قلت: ثقات المؤرخين مختلفون في اسم جده (ملكا) او (ملكان) فهو عند ابن أبي اصيبعة والصفدي، بغير نون؛ وعند ابن خلكان وابن قاضي شهبة، بنون. ووجدت خطأ (سنة 617) لطبيب آخر اسمه (هبة الله بن ملكا) من أهل تكريت، لا اعلم صلته بصاحب الترجمة، و (ملكا) فيه بغير نون، فترجح عندي بحذفها. اما وفاة المترجم له، فجعلها ابن قاضي شهبة بين سنتي 550 و 560 وقال الصفدي: في حدود 560 عن ثمانين عاما؛ وانفرد الظهير البيهقي بالخبر الآتي: في سنة 547 اصاب السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه قولنج بعدما افترسه اسد، فحمل أبو البركات (هبة الله) من بغداد إلى همذان، فلما يئس الناس من حياة السلطان خاف أبو البركات على نفسه، ومات ضحوة، ومات السلطان بعد العصر، وحمل تابوت أبي البركات إلى بغداد.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 74
أوحد الزمان الطبيب البغدادي اسمه هبة الله بن ملكا.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 9- ص: 0
أوحد الزمان الطبيب هبة الله بن علي بن ملكا أبو البركات الطبيب الفاضل، كان يهوديا، وسكن بغداد وأسلم في آخر عمره، خدم المستنجد، ودخل يوما على الخليفة، فقام الحاضرون سوى قاضي القضاة، فإنه لم يقم له، فقال: يا أمير المؤمنين، إن كان القاضي لم يوافق الجماعة لكوني على غير ملته، فأنا أسلم ولا ينتقصني، فأسلم، وكان له اهتمام بالغ في العلوم وفطرة فائقة، وكان مبدأ تعلمه الطب أن أبا الحسن سعيد بن هبة الله كان له تصانيف وتلامذة، وكان لا يقرئ يهوديا، وكان أوحد الزمان يشتهي أن يقرأ عليه، وثقل عليه بكل طريق فما مكنه، وكان يتخادم للبواب ويجلس في الدهليز، فلما كان بعد سنة جرت مسألة وبحثوا فيها، ولم يتجه لهم عنها جواب، فدخل وخدم الشيخ وقال: يا سيدنا بإذنك أتكلم. فقال: قل، فأجاب بشيء من كلام جالينوس، و قال: يا سيدنا هذا جرى في اليوم الفلاني في ميعاد فلان، فاستعلم حاله فأوضحه، فقال: إذا كنت كذا فما نمنعك فقربه وصار من أجل تلامذته، وكان في بغداد مريض بالمالنخوليا يعتقد أن على رأسه دنا وأنه لا يفارقه، فيتحايد السقوف القصيرة ويطأطئ رأسه، فأحضره أبو البركات عنده وأمر غلامه أن يرمي دنا بقرب رأسه وأن يضربه بخشبة يكسره، فزال بذلك الوهم عن الرجل وعوفي، وأصر أبو البركات في آخر عمره وكان يملي على الجمال بن فضلان وعلى ابن الدهان المنجم وعلى يوسف والد عبد اللطيف وعلى المهذب النقاش ’’كتاب المعتبر’’، وهو كتاب جيد، وله مقالة في سبب ظهور الكواكب ليلا وخفائها نهارا، واختصار ’’التشريح’’، و’’كتاب القارباذين’’، ومقالة في الدواء الذي ألفه وسماه برشعثا، ورسالة في العقل، وغير ذلك، ومن تلامذته: المهذب بن ميل، وتوفي في حدود الستين وخمسمائة، وقد مر له ذكر في ترجمة ابن التلميذ هبة الله بن صاعد، وعاش ثمانين سنة، وكان كثيرا ما يلعن اليهود، فقال مرة بحضور ابن التلميذ: لعن الله اليهود، فقال: نعم وأبناء اليهود، فوجم لذلك وعرف أنه عناه.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0
أبو البركات العلامة الفيلسوف، شيخ الطب، أوحد الزمان، أبو البركات، هبة الله بن علي بن ملكا البلدي، اليهودي كان، ثم أسلم في أواخر عمره، خدم الخليفة المستنجد.
قال الموفق بن أبي أصيبعة: تصانيفه في غاية الجودة، وله فطرة فائقة، أضر بأخرة، وكان يملي على الجمال بن فضلان، وابن الدهان، والمهذب ابن النقاش، ووالد الموفق عبد اللطيف، كتابه المسمى بـ’’المعتبر’’.
قيل: سبب إسلامه أنه دخل إلى الخليفة، فقام له الكل سوى القاضي، فقال: يا أمير المؤمنين، إن كان القاضي لم يقم لأني غير ملته، فأنا أسلم. فأسلم.
خلف ثلاث بنات، وعاش نحو الثمانين.
وهو صاحب ترياق برشعثا، وله رسالة في ماهية العقل.
ومن تلامذته المهذب علي بن هبل.
مات سنة نيف وخمسين وخمس مائة. وبرع في علم الفلسفة إلى الغاية.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 15- ص: 168