البديع الاسطرلابي هبة الله بن الحسين بن يوسف الاسطرلابي، أبو القاسم، المعروف بالبديع: فيلسوف من علماء الاطباء ومن كبار علماء الفلك. من أهل بغداد. كان في اصبهان سنة 510 واشتهر بعمل الآلات الفلكية اختراعا. وحصل له من عملها مال كثير في خلافة (المسترشد) العباسي. ولما مات لم يخلفه في عملها مثله. وكان اديبا شاعرا، يميل إلى المجون والفكاهة. له (ديوان) جمعه هو، و (زيج) سماه (المعرب المحمودي) الفه للسلطان محمود أبي القاسم بن محمد. واولع بشعر ابن حجاج، فجمعه ورتبه وسماه (درة التاج من شعر ابن حجاج) وتوفى في بغداد، بعلة الفالج. وعرفه ابن العبري بهبة الله (الاصفهاني) وقال: كان في وسط المئة السادسة من الاطباء المشار اليهم في الآفاق ثلاثة افاضل معا، من ثلاث ملل، كل منهم هبة الله اسما معنى، من النصارى واليهود والمسلمين: هبة الله بن صاعد بن التلميذ، وهبة الله بن ملكا، وهبة الله بن الحسين).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 71
البديع الإسطرلابي اسمه هبة الله بن الحسين بن يوسف.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0
البديع الأسطرلابي هبة الله بن الحسين بن يوسف أبو القاسم البديع الأسطرلابي، كان وحيد عصره وفريد دهره في معرفة الهيئة والهندسة وصنعة الآلات الفلكية كالأسطرلاب والكرة والرخامة والطرجهارة، ومعرفة الرصد وتجزية أوقات الليل والنهار وساعاتهما، وعمل طلاسم للملوك والسلاطين، فأبدع فيها وأعجبتهم، وحصل بذلك أموالا طائلة، وتوفي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وله شعر رائق وأدب غزير، واختار شعر ابن حجاج وبوبه مائة وأحد وأربعين بابا، وقفاه وسماه ’’درة التاج من شعر ابن حجاج’’ وكان ظريفا في جميع حركاته، ومن شعره:
كن في زمانك مودودا لو اعترضت | له شكاة بكاه من يعاديه |
ولا تكن مقتا لو جب غاربه | لكان أكبر مسرور مصافيه |
ولما بدا خط بخد معذبي | كظلمة ليل في بياض نهار |
تهتك ستري في هواه ولم أزل | خليع عذار في جديد عذار |
قيل لي قد عشقته أمرد الخـ | ـ د وقد قيل إنه نكريش |
قلت فرخ الطاؤوس أحسن ماكا | ن إذا ما علا عليه الريش |
جدر ثم التحى حبيبي | فماج في عشقه خصومي |
وأرجفوا بالسلو عني | وشنعوا عنده لشومي |
وكيف أسلو وقد رماني | خداه بالمقعد المقيم |
وفروز الورد بالغوالي | ونقط البدر بالنجوم |
لنا صاحب يهوى محل فنائه | ولا يهتدي ضيف محل فنائه |
نزلت عليه مرة فأضافني | ولكن إلى الأقصين من بعدائه |
متيقظ فإذا استضيـ | ـ ف به يصير من النيام |
وتراه في عدد الطغا | م إذا رأى مضغ الطعام |
تبدو مصائبه العظا | م أوان تجريد العظام |
إن لي في هوى ذوي العذر عذرا | كلما أعتم الملام تبلج |
كان قتلي ورد الخدود قد صا | ر بلائي ورد عليه بنفسج |
صبها صرفا فلما | قابلت ضوء السراج |
ظنها في الكأس نارا | فطفاها بالمزاج |
أهدي لمجلسه الكريم وإنما | أهدي له ما حاز من نعائه |
كالبحر يمطره وما له | فضل عليه لأنه من مائه |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0
هبة الله بن الحسين بن أحمد البغدادي عرف بالبديع الاسطرلابي، كان أديبا فاضلا شاعرا بارعا حكيما عارفا بالطب والرياضي والهيئة والنجوم والرصد والزيج، متقنا عمل الآلات الفلكية سيما الأسطرلاب فنسب إليه، وحصل له مال جزيل من عمله، ولم يخلفه في صناعته مثله، وقد أقام على صحة ما يعمله من الآلات الحجج الهندسية، وبرهن عليها بالقوانين الاقليديسية، وأتى فيها باختراعات أغفلها المتقدمون، فزاد في الكرة ذات الكرسي وكمل نقصها الذي مرت عليه الأعوام، وأكمل نقص الآلات الشاملة التي وضعها الخجندي وجعلها لعرض واحد، وأقام الدليل على أنه لا يمكن أن تكون لعروض متعددة، فلما وصلت إلى البديع تأملها واهتدى إلى طريق لعملها لعروض متعددة، واختبر ما زاد فيها بالقواعد الهندسية فصح عمله، وحمل ما صنع منها إلى الأكابر والأجلاء من أهل هذا الفن فتلقوها بالقبول. وله في عمل الأسطرلاب والبركار والمساطر وغيرها من الآلات اليد الطولى وقد صار ما صنعه من ذلك من الذخائر التي يتغالى بها أهلها، وعانى عمل الطلاسم ورصد لها ما يوافقها من الأوقات السعيدة، وحملها إلى الملوك والأمراء والوزراء فجربوها فصحت وحصل له منها ومن سائر صنائعه أموال جمة.
وصنف رسالة في الآلات الشاملة التي كملها. ورسالة في الكرة ذات الكرسي.
واختار ديوان ابن الحجاج وسماه «درة التاج من شعر ابن الحجاج» رتبه على مائة وأحد وأربعين بابا، جعل كل باب في فن من فنون شعره. وله ديوان شعر دونه وجمعه بنفسه.
مات ببغداد بعلة الفالج سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
ومن شعره الرائق الفائق قوله:
وذو هيئة يزهو بخال مهندس | أموت به في كل وقت وأبعث |
محيط بأوصاف الملاحة وجهه | كأن به إقليدسا يتحدث |
فعارضه خط استواء وخاله | به نقطة والخد شكل مثلث |
أذاقني حمرة المنايا | لما اكتسى خضرة العذار |
وقد تبدى السواد فيه | وكارتي بعد في العيار |
قام إلى الشمس بآلاته | لينظر السعد من النحس |
فقلت أين الشمس قال الفتى | في الثور قلت الثور في الشمس |
يا صدور الزمان ليس بوفر | ما رأيناه في نواحي العراق |
إنما عم ظلمكم سائر الأر | ض فشابت ذوائب الآفاق |
أهدي لمجلسك الشريف وإنما | أهدي له ما حزت من نعمائه |
كالبحر يمطره السحاب وما له | فضل عليه لأنه من مائه |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2769
البديع بديع الزمان، ومن يضرب به المثل في عمل الأسطرلاب وآلات النجوم، أبو القاسم هبة الله بن الحسين البغدادي الأسطرلابي.
كان الناس يتنافسون في شراء عمله، فحصل أموالا.
وله نظم جيد، وخلاعة ومجون.
رتب ’’ديوان ابن الحجاج’’ على مائة وأربعين بابا، وسماه ’’درة التاج في شعر ابن حجاج’’.
وقيل: كان بارعا في الطب والفلسفة.
قال ابن النجار: هو وحيد دهره، وفريد عصره في علم الهيئة، مات بالفالج، سنة أربع وثلاثين وخمس مائة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 454