ابن سناء الملك هبة الله بن جعفر بن سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله السعدي، أبو القاسم، القاضي السعيد: شاعر، من النبلاء. مصري المولد والوفاة. كان وافر الفضل، رحب النادي، جيد الشعر، بديع الانشاء. كتب في ديوان الانشاء بمصر مدة. له (دار الطراز-ط) في عمل الموشحات، و (فصوص الفصول -خ) جمع فيه طائفة من انشاء كتاب عصره ولاسيما القاضي الفاضل، و (روح الحيوان) اختصر به الحيوان للجاحظ، و (ديوان شعر-خ). وفي دار الكتب الظاهرية بدمشق، الجزء الثاني من منظومة في (غزوات الرسول، صلى الله عليه وسلم) يظن انها له.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 71

ابن سنا الملك هبة الله بن جعفر.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0

ابن سناء الملك هبة الله بن جعفر بن سناء الملك، هو القاضي السعيد عز الدين أبو القاسم بن القاضي الرشيد المصري، الأديب الكامل المشهور. قرأ القرآن على الشريف أبي الفتوح والنحو على ابن بري. وسمع بالإسكندرية من السلفي، كان كثير التنعم وافر السعادة محظوظا من الدنيا، ولد سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وتوفي سنة ثمان وستمائة في العشر الأول من شهر رمضان، وهوعندي من الأباء الكملة لأنه جود الترسل والموشحات البديعة، وأما شعره فإنه في الذروة العليا ’’ كثير الغوص على المعاني، كثير الصناعة، واري زناد التورية، قال ابن سعيد المغربي’’: كان غاليا في التشيع وله مصنفات: منها ’’ ديوان موشحات’’ له، و’’كتاب دار الطراز’’، و ’’كتاب مصايد الشارد’’، ’’وكتاب فصوص الفصول وعقود العقول’’، وديوان شعره يدخل في مجلدين كله جيد إلى الغاية، واختصر ’’كتاب الحيوان’’ للجاحظ وسماه ’’روح الحيوان’’ وهي تسمية لطيفة، ولما انتشأ جعل في جملة كتاب الإنشاء بمصر، وأجري له على ذلك رزق كان يتناوله حضر الديوان أو لم يحضر، وأحبه أهل الدولة لدماثة كانت فيه وحسن عشرة وتودد ورب المال محبوب، فسار له ذكر جميل، قال العماد الكاتب: كنت عند القاضي الفاضل بخيمته بمرج الدلهمية، فأطلعني على قصيدة عينية كتبها إليه ابن سناء الملك من مصر وذكر أن سنه لم يبلغ العشرين سنة، فأعجبت بنظمها، ثم ذكر القصيدة وأولها:

وقال ياقوت الحموي: حدثني الصاحب الوزير جمال الدين الأكرم، قال: كان سناء الملك واسمه رزين رجلا يهوديا صيرفيا بمصر وكانت له ثروة، فأسلم ثم مات، وخلف ولده الرشيد جعفرا، وكان له مضاربات وقروض وتجارات اكتسب بها أموالا جمة ولم يكن عنده من العلم ما يشتهر إلا أنه ظفر بمصر بجزء من كتاب الصحاح الجوهري، وهو نصف الكتاب بخط الجوهري نفسه فاشتراه بشيء يسير، وأقام عنده محروسا عدة سنين إلى أن ورد إلى مصر رجل أعجمي ومعه النصف الآخر من صحاح الجوهري، فعرضه على كتبي بمصر، فقال له: نصف هذا الكتاب الآخر عند الرشيد بن سناء الملك، فجاءه به وقال: هذا نصف الكتاب الذي عندك، فإما أن تعطيني وزنه دراهم يعني من دراهم مصر السواد صرف أربعين درهما بدينار، وإما أن تعطيني النصف الذي عندك وأنا أدفع إليك وزنه دراهم، فجعل الرشيد يضرب أخماسا لأسداس ويخاصم نفسه في أحد الأمرين حتى حمل نفسه وأخرج دراهم ووزن له ما أراد، وكان مقدارها خمسة عشر دينارا، وبقيت النسخة عنده، ونشأ له السعيد ابنه هبة الله، فتردد بمصر إلى الشيخ أبي المحاسن البهنسي النحوي، وهو والد الوزير البهنسي الذي وزر للأشرف بن العادل، وكان عنده قبول وذكاء وفطنة، وعاشر في مجلسه رجلا مغربيا كان يتعانى عمل الموشحات المغربية والأزجال، فوقفه على أسرارها وباحثه فيها وكثر حتى انقدح له في عملها ما زاد على المغاربة حسنا، وتعانى البلاغة والكتابة، ولم يكن خطه جيدا، انتهى، قلت: وكان ينبز بالضفدع لجحوظ في عينيه، وفيه يقول ابن الساعاتي، وكتب ذلك على كتابه ’’مصايد الشوارد’’:
وفيه يقول أيضا وقد سقط عن بغل له، كان عاليا جدا ويسمى الجمل:
وهذا دليل على أن ابن سناء الملك كان شيعيا، وقال ابن سناء الملك:
وهو مأخوذ من قول ابن القيسراني:
وقد قيل في ابن سناء الملك ايضا:
ولما نظم ابن سناء الملك قصيدته التي امتدح بها تورانشاه أخا صلاح الدين، وأولها:
تعصب عليه شعراء الديار المصرية وهجنوا هذا الافتتاح، وكتب إليه الوجيه ابن الذروي:
فقال ابن المنجم:
قلت: لقد تحامل عليه من هجنه وتعنت من قبحه، ولكن هذا من الحسد الذي جبلت عليه الطباع الرديئة لأنه قال: ’’تقنعت لكن بالحبيب المعمم’’ فورى قوله ’’تقنعت’’ من القناعة ورشحه بالمعمم، فصار من التقنع بالقناع، وأشار بقوله ’’الحبيب المعمم’’ إلى قول أبي الطيب:
وكذلك تعنت شرف الدين علي بن جبارة على ابن سيناء الملك وعلق على شعره مجلدة سماها ’’نظم الدر في نقد الشعر’’، وواخذه في أشياء ما أظنه كان له ذوق يفهم بها مقاصد ابن سناء الملك. ومن ترسله ما كتب به إلى القاضي الفاضل يشكو من رمد أصابه، كتب المملوك: كتب الله لمولانا على نفسه الرحمة وعلى عدوه النقمة وآتاه فصل الخطاب والحكمة، وأسبغ عليه كما أسبغ به النعمة وعضد بآزائه الدولة وببقائه الملة وأعز بسلطانه الأمة وأدام الله أيامه حتى تطير من آفاقه النعائم وحتى تخلع أطواقها الحمائم وحتى تنزل من منازلها النجوم العواتم وحتى تسقط من كف الثريا الخواتم،
خدمته بعد أن حصلت عينه في قبضة الرمد وبعد أن قسا قلبه وطال عليه الأمد وبعد أن تعاقبت فيها الدمعتان دمعة الألم ودمعة الكمد وبعد أن أججت عليها نار الله المؤصدة وأصبحت منها في عمد ممددة وبعد أن سخر الله عليها الآلام سبع ليال وثمانية أيام وكأنها والله سبع سنين وثمانية أعوام، وبعد أن فصد في أسبوع واحد دفعتين وشرب المسهل ثلاث مرات، وكاد لأجل السجعة يكذب ويقول مرتين، وبعد أن ملأ الدار صراخا وأقلق الجار صياحا، وبعد أن كلمه العمى شفاها وخاطبه صراحا، وبعد أن مرت بعينه العبرات والعبر، وبعد أن قذفت من القذى برماد ورمت من الدموع بشرر، وبعد أن استشفى بتراب الربع الذي قال فيه الشاعر:
فضحك رمده من هذا الشاعر الكاذب وسخر منه باللحية والشارب، وأما الشاعر فلو أبصره ما أبصره بصر المملوك لما قال:
ولكان يسأل الله أن يقي سواد عينه بأن ينبت في خد معشوقه شوك القنا فضلا عن شوك الورد وأن يطلع كل نبات في كتاب أبي حنيفة على ذلك الخد، ولو علم جميل بن معمر مقدار أذى القذى لما دعا على محبوبته في قوله:
وأما القائل:
فخصمه على كذبه من أقسم به في هذا الشعر ولكنهم جهلوا ما لم يحيطوا بعلمه، وتكلم كل شاعر منهم وطرفه مخلص من يد سقمه ووالله لقد ناحت المملوك وهو في شدة المرض وساوسه وخاطبته هواجسه، وقالت له: لعلك عوقبت بما كنت تدعيه وتكذب فيه على عينك في شعرك ولا سيما في قولك:
وفي قولك:
وفي قولك:
ويعوذ المملوك بالله من فأل الشعر فوحيات مولانا، لقد جرت من أجفان المملوك دموع تكون كالطوفان بالنسبة إلى الإنسان، ولقد فاضت إلى أن كادت مياهها تغرقه ونيرانها تحرقه ولقد شرقت به مما تشرقه، ولقد ضاق بها منزله إلى أن قال ما قاله الشاعر:
ولقد ندب مقلته وبكاها وتوجع لها ورثاها، وقال لها ما قاله ذلك المتأخر المحسن:
وهي دموع لو تقاسمها العشاق الذين نزحت دموعهم ويبست عيونهم وجفت جفونهم لكانت تكفيهم وتفضل عنهم وتفيض من أيديهم ويقضون بها حقوق الغياب ويروون بها ديار الأحباب ولكان القائل:
قد تمتع بأحد مطلبيه ووجد الأيام قد ردت عليه أحد غائبيه ولو أدركها القائل:
#أرأيت عينا للبكاء تعار لقال المملوك له: نعم هذه عين خذها عارية وأقبلها هدية، وأما القائل:
فلو وجدها لوجد ما يبكي به عليهم أقاموا أو ظعنوا وأساءوا أو أحسنوا على أنها والله ما هي من الدموع التي تنفس من الخناق ولا تخفف عن الآماق ولا يرغب في مثلها العشاق ولا هي كما قيل حزن محلول على الخدين ولا ثقل موضوع عن العين بل دموع تزيد الكرب ولا تزيله وتعقد الهم ولا تحله ولا تحيله وتقتل الأهداب بتدبيقها وتقيد الأجفان بتلثيقها وتغلظ العذاب بغليظها وترقق قلب الحسود برقيقها، ولو أطال المملوك وقال ووسع المقال واستنخى الألسنة واستنجدها في وصف ما كان عليه من سوء الحال لقصر وقصر كل لسان وأقام الخبر عنها مقام العيان والجملة الملخصة أن عينه كانت تجر من وجهه بحبل من مسد وتنخس بأسنة الأسل وتجذب بمخالب الأسد، ومما جعل الأمر عظيما والعذاب أليما أن هذا المرض ما ألفه ولا عرفه ولا اجتاز الرمد قط على عينه ولا عبر على جفنه ولا مر على طرفه ولا أنست مقلته قط بالوهج الناري ولا تبرجت في الثوب الجلناري ولا قذيت قط إلا بالنظر إلى ثقيل، ولا جرت دمعتها إلا على فراق خليل ولا سخنت إلا في يوم سفر لمولانا وساعة رحيل ولا رابه بصره قط بعد صحة ولا خانه في لمحة ولا كان يكذبه في الأشياء بعدت عنه أو قربت منه، بل ينقلها إليه على ما هي عليه، لكن ربما أراه النجوم نهارا والأهلة أقمارا وأبدى له خطوط الأحزاز كأنها خطوط الغمر، وجلا عليه السهى في قد الشمس لا قد القمر، ولقد كان واثقا ببصره الجديد ونظره الحديد كثقته بالتوحيد يوم الوعيد:
ومن توابع الرمد التي كانت والله تضيق أنفاسه وتصدع رأسه الخرقة السوداء التي كانت كأنها لعنة الله على الكافر وفرار الأطباء إلى غمس الرجلين في الماء الفائر وكل منهما لا يغني نقيرا ولا فتيلا ولا ينفع كثيرا ولا قليلا ولكنها استراحة من طبه مستراح وسلاح من لا له سلاح، وأما اللبن الذي يغسل به العين ووضره وزيبق البيض وزفره والقطنة التي توضع على الجفن لترفعه وهي والله تطمره، فنعوذ بالله السميع العليم ولا تسأل عن أصحاب الجحيم وأما العواد فرأى المملوك منهم فنونا وعلق من ألفاظهم عيونا، فمنهم من يحضر شامتا ومنهم من قد أنعم الله عليه، لو كان صامتا، ومنهم من يقول الله يكفيك ويحميك بضم الياء، ومنهم من يقول الله يغنيك عن الإعادة والنادرة التي لو سمعها ابن المعتز لسلك سبيلها في البديع ولو رآها الصنوبري لوصفها إذ يظنها زهرة من زهر الربيع قول بعض السابقين في ميدان التخلف والواصلين للدرجة العليا من الكلفة والتكلف وقد رأى عين المملوك والمجلس حافل حاشد وجميع الحاضرين لما قاله سامع وبه شاهد فبهت وشك وأراد الكلام فتقيد لسانه ورام الإقدام على النطق فجبن جنانه، ثم تشجع فلم يفتح عليه إلا بأن قال: يا مولاي، هذه العين تزول، فقال المملوك: زاه زاه ما غلت والله رمدتي بهذه الواحدة ولقد كان يجب أن أسأل الرمد أن يشرفني بالحضور لأحرز الفائدة وكلما مر بالمملوك عجب ولا أعجب من تعجبه من هذا الرمد، وإن تعجبه منه بله في لبه وعمى في قلبه، كيف لا ترمد عين غاب عنها من غرة مولانا نورها وضياءها، وكيف لا تظمأ، وقد أقلعت عنها من بركة قربه أنواؤها وكيف لا تسخن وقد تقلصت عنها ظلالها وفاء أفياؤها، وما كانت سلامتها السالفة إلا بنظرها لطلعته الميمونة ولاكتحالها بغبار موكبه الذي السعادة به مقرونة والصحة به مضمونة لا مظنونة، وما فرج الله عنه إلا بأدعية مولانا التي تخلصه كل وقت من العقاب والعقبات وتحرسه من بين يديه ومن خلفه بمعقبات، وما أذهب عنه غير رمده وكمل له عافية جسده إلا سعيه إلى الدار الكريمة وتقبيل الأرض بين يدي سيدنا الأجل الأشرف أعلى الله قدره وإمرار يده الشريفة على مقلته، وجلا ناظره بنور غرته وتهنئته بهذا الشهر الشريف عرف الله مولانا بركة أيامه وأعانه على ما فرض وعم بأعماله الصالحة شريف مقامه وأعانه على ما فرض على نفسه من صيامه وقيامه وأراه فيه من البركات ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وجعل من نعمة عليه فيه الصحة التي لا طمحت نفس الأمراض إلى زوالها عنه ولا طمعت وألبسه فيه العافية، فإنها أشرف لباس ولا نزع عنه سرابيلها، فإنها التي تقي الحر وتقي البأس وتقبل الله فيه أدعيته، ولو قال: وأدعية الخلائق فيه، لكان قد خلط الأعلى بالأدون، ومزج الأعز بالأهون، لأن أدعيته أدام الله أيامه يحملها الروح الأمين، وتكتبها ملائكة اليمين، وتتعطر بها أفواه المقربين وترد حظيرة القدس فلا يضرب دونها حجاب وتصل إلى جنة عدن فتجدها مفتحة الأبواب ولا يقصد بها إلا الدار الأخرى ولا يبتغي بها الحياة الدنيا، ولا يرجو بها إلا أن تقربه إلى الله زلفى وأدعية الخلائق له، فإنما هي لأنفسهم لأن بقاءهم معذوق ببقائه، وسلامتهم مرتبطة بسلامة حوبائه، وأرزاقهم واصلة إليهم من يده وقلمه، ووجود الجود عندهم موصول بوجوده فأعاذهم الله من عدمه، نعم ويعود إلى تمام حديث رمده وإلى بشارة مولانا بأن شفاعة أدعيته له قد قبلت وأن بركة هذا الشريف قد عادت عليه بعوائد فضل ربه، وفكت ناظره من إسار كربه، إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم، وما سطر خدمته إلا بعد أن زال ألمها وانفش ورمها وخمدت جمرتها، وذهبت حمرتها، وظهر إنسانها وجفت أجفانها، ورقأت دموعها وعاد إليها هجوعها وكملت بحمد الله صحتها، ونقيت بحمد الله صفحتها وقد ذخرها المملوك ليفدي بها مواطىء مولانا إن رضيها لفدائه أو أن يهبها لمن يبشره بإيابه ويهنئه بلقائه، وجعلها سراجا يهتدي به إلى تسطير مدائح مولانا وتحبيرها، وتصنيف سيرة دولته الفاضلية، وتفسيرها، وتاب إلى الله أن ينسب إلى عينه ما يدعيه الشعراء في شعرهم وينحوه الكتاب في نثرهم من أن نومها مفقود وأن هدبها بالنجم معقود، وأن جفنها بالسهاد مكحول، وأن سوادها بالدمع مغسول، وأن ربعها بالقذى مأهول أو أنها رأت الطيف وما كانت رأته أو قرأت ما في وجه الحبيب وما كانت قرأته إلى غير ذلك مما يزخرفونه من زورهم ويطلقون به ألسنتهم لغرورهم، فعسى يمحى بهذا الحديث ذاك القديم وسوى ذلك، فالحديث الذي يأكل الأحاديث أن الأيام كانت تحس معه في بعض المعاملة وتجامله بعض المجاملة، ولا تسقيه كأس الصروف صرفا ولا ترسل إليه من الهموم صنفا إلا كفت عنه صفا، ولا تبكي له عينا إلا تضحك له سنا، ولا تذيقه خوفا إلا تتبعه أمنا، وكان يذمها تارة ويشكرها أخرى وتنسيه مرارة البلوى ما يذوقه من حلاوة النعماء، ثم رآها في هذا الوقت قد استحالت معه حالتها وانتقضت عليه عادتها وجاءته بعدد الرمل عربدة، والحصى قوقلة، والقطر أخلافا متلونة كأنها سهام مرسلة وسقته من تسنيم عينا يشرب بها المقربون من المصائب صرفا بلا مزاج، ومدت عليه من ظلالها ليلا يهتدى فيه بشهاب، ولا يمشى فيه بسراج، وما قنعت له ببعد مولانا وبينه، وأنها أخرجت نور وجهه الكريم من عينه إلى أن حسنت لوالد المملوك التوجه إلى البيت الحرام وجعلته مغرما بالسفر إليه أتم غرام:
وكم رققه المملوك وحننه وأوضح له الغلط الدنيوي وبينه وأعلمه أنه يذيقه اليتم وإن فارق سن الحدوثة وقارب سن الكهل، وذكره أن الكرش منثورة والعاملة كثيرة والكلفة كبيرة والذرية الضعيفة التي كان ذلك الشيخ رحمه الله يتقي الله خوفا عليها قد أسندها إليه وصيرها في يديه وتوكل بعد الله فيها عليه وأن الوزر بتضييعها ربما أحبط الأجر وضيعه وعكس الأمل وقطعه وأسهب الأصدقاء في هذا المعنى وأطنبوا وخلجوا بالعذل وأجلبوا، فما زاده التسكين إلا نبوة ولا الترقيق إلا قسوة ولا التحنين إلا جفوة ولا العذل إلا تصميما على السفر ولا التفنيد إلا اعتزاما على ركوب الغرر، وإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهورب العرش العظيم، وفي بقاء مولانا أدام الله دولته ووجود جوده ما يغني المملوك عن الآباء قربوا أو بعدوا وراحوا أو قعدوا قسوا أو حنوا وسخوا أو ضنوا لا زال جنابه الكريم كعبة تطوف بها الآمال وكنزا يستغنى منه بالمال إلى أن يستغني به عن المال وله أدام الله أيامه فيما أنهاه علو رأيه وفضل الآية إن شاء الله تعالى، وقال:
وقال أيضا:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال في مليح مرض:
وقال في بادهنج:
وقال:
وقال يذم خالا:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال في الجلنار:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
ومن موشحاته:
#يريك إذ تلفت طرف شادن، سقيما، وعما عنه تبتسم المعادن، نظيما
#وخيم في ضمير القلب ساكن، مقيما، ولم تزل القلوب له مواطن، قديما
#بغصن أجتني منه ولكن، نعيما، ويحييني بهاتيك المحاسن، نديما
#تحرك من شايلي السواكن، كريما، وتحيي من مسراتي الدفائن، رميما
#غزالا فاتر الأجفان فاتن، وسيما، عليه رونق للحسن باين، وسيما
#أيا من لم تدع منه السكائن، سليما، متى تغدو بعشاق مساكن، رحيما ومن ذلك:
#الراح في الزجاجة، أعارها خد النديم، حمرة الورد #واستوهبت نسيمه، فهيجت نشر العبير، مع شذا الند
ومن ذلك:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0

ابن سناء الملك القاضي الأثير البليغ المنشئ أبو القاسم هبة الله بن جعفر ابن القاضي سناء الملك محمد بن هبة الله المصري، الشاعر المشهور.
قرأ القرآن على الشريف أبي الفتوح، والنحو على ابن بري، وسمع من السلفي، وله ’’ديوان’’ مشهور، ومصنفات أدبية، وكتب في ديوان التوسل مدة.
قال ابن خلكان: هو هبة الله ابن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر ابن المعتمد سناء الملك السعدي، كان أحد الرؤساء النبلاء، وكان كثير التنعم، وافر السعادة، له رسائل دائرة بينه وبين القاضي الفاضل، وهو القائل:

وله:
توفي في رمضان، سنة ثمان وست مائة، عن بضع وستين سنة.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 16- ص: 41