هانئ بن عروة هانئ بن عروة بن الفضفاض بن عمران الغطيفي المرادي: احد سادات الكوفة واشرافها. كان اول امره من خواص علي ابن أبي طالب. وحدث في ايام معاوية ان والي خراسان (كثير بن شهاب المذحجي) اختلس اموالا وهرب بها إلى الكوفة، واختبأ عند (هانئ) فطلبه معاوية، ونذر دم هانئ، فخرج هانئ إلى ان اتى مجلس معاوية، وهو لايعرفه، فلما نهض الناس ثبت في مكانه، فسأله معاوية عن امره، فعرف بنفسه، فدار بينهما حديث، وقال معاوية: اين المذحجي؟ قال: هو عندي في عسكرك يا أمير المؤمنين! فقال: (انظر ما اختانه، فخذ منه بعضا وسوغع بعضا). ثم كان عبيد الله بن زياد (امير البصرة والكوفة) يبالغ في اكرامه إلى ان بلغه ان مسلم بن عقيل (رسول الحسين إلى أهل الكوفة) مختبئ عنده؛ وكان ابن زياد جادا في البحث عن ابن عقيل، فدعا بهانئ وعاتبه، فأنكر، فأتاه بالمخبر، فاعترف وامتن من تسليمه. وغضب ابن زياد، وضربه، وحبسه، ثم قتله، في خبر طويل. وصلبه بسوق الكوفة. وفيه وفى ابن عقيل، يقول عبد الله بن الزبير الاسدي قصيدته التي اولها:

#إلى بطل قد هشم السيف وجههـ ، وآخر يهوى من طمار، قتيل و (طمار) كقطام: المكان المرتفع، يقال: انصب عليهم فلان من طمار، أي من عل.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 68

هانئ بن عروة بن الفضفاض بن نمران بن عمرو بن قعاس بن عبد يغوث المرادي ثم الغطيفي.
مخضرم، سكن الكوفة، وكان من خواص علي، ولما بايع أهل الكوفة مسلم بن عقيل بن أبي طالب للحسين بن علي نزل على هانئ المذكور، فلما قدم عبيد الله بن زياد قتل مسلم بن عقيل، وقتل هانئ بن عروة.
وذكر ابن سعد بأسانيده إلى الشعبي وغيره أن مسلما قدم الكوفة مستخفيا، والنعمان بن بشير أمير الكوفة، فبلغ يزيد بن معاوية مسير الحسين بن علي قاصدا الكوفة، فخشي أن النعمان لا يقاومه، فكتب إلى عبد الله بن زياد- وهو أمير البصرة يضم إليه إمرة الكوفة، فقدمها وصحبته شريك بن الأعور الحارثي، فنزل شريك على هانئ بن عروة- وتمارض، فعاده عبيد الله بن زياد، فأرادوا الفتك به، ففطن ورجع مسرعا، واستدعى بهانئ بن عروة، فأدخل عليه القصر وهو ابن بضع وتسعين سنة، فعاتبه ثم طعنه بالحربة وحز رأسه، ورمى به من أعلى القصر. والقصة مشهورة في جزء مقتل الحسين، والغرض منها قوله: إنه جاوز التسعين، فيكون أدرك من الحياة النبوية فوق الأربعين، فهو من أهل هذا القسم، وقد مضى ذكر أبيه عروة في القسم الثالث أيضا.