هاشم بن عبد العزيز هاشم بن عبد العزيز بن هاشم، أبو خالد: وزير. كان خاصا بالأمير محمد بن عبد الرحمن الأموى، سلطان الأندلس، يؤثره بالوزارة، ولاه كورة جيان. قال ابن الأبار فيه:وهو أحد رجالات المروانيه بالأندلس، اجتمعت فيه خصال لم تجتمع فى سواه من أهل زمانه؛ بأس، إلى جود، إلى بيان. وقال ابن سعيد (فى المغرب): كان تياها، معجبا، حقودا، لجوجا، أفسد الدولة (؟) أصله من موالى عثمان بن عفان فى إلبيرة. عظم قدره بقرطبة أيام محمد بن عبد الرجمن. وكان على رأس جيش توجه إلى غرب الأندلس، فأسر، و فداه السلطان، فعاد إلى مكانته عنده. ولما مات الأمير محمد، وولى أبنه (المنذر) ولاه الحجابة مدة يسيرة، ثم نكبه، لأشياء حقدها عليه فى خلافة أبيه، فحبسه وعذبه ثم قتله.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 66

هاشم بن عبد العزيز الوزير أبو خالد
هو أخو القاضي أسلم بن عبد العزيز وكبيره وولاء سلفهما لعثمان بن عفان رضي الله عنه وكان هاشم خاصا بالأمير محمد بن عبد الرحمن يؤثره بالوزارة ويرشحه مع بنيه ومفردا للقيادة والإمارة وولاه كورة جبان فعلى يده بنيت أبدة وأكثر معاقلها المنيعة وهو أحد رجالات الموالي المروانية بالأندلس
اجتمعت فيه خصال لم تجتمع في سواه من أهل زمانه إلى ما كان عليه من البأس والجود والفروسية والكتابة والبيان والبلاغة وقرض الأشعار البديعة إلى ماله من القديم والبيت والسابقة فلو لم يعنه سلفه لنهضت به أدواته هذه الرفيعة، ونكبه المنذر بن محمد لأشهر من خلافته بعد أن ولاه الحجابة وأظهر عنه الرضا وذلك لأشياء حقدها عليه في خلافة أبيه محمد إذ كان يخرجه معه قائداً للجيش وبعد ذلك
وحكى عيسى بن أحمد بن محمد الرازي في كتاب الحجاب للخلفاء بالأندلس من تأليفه أن المنذر بن محمد أستخلف يوم الأحد لثلاث خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين ومائتين بعد وفاة أبيه بأربع ليال إذ كان غازياً بناحية رية فأغذ السير ودخل القصر يوم الأحد وصلى على أبيه وكانت وفاته ليلة الخميس لليلة بقيت من صفر ودفن وبويع للمنذر بقية الأحد ويوم الإثنين بعده وأستحجب هاشم بن عبد العزيز إلى أن قتله
قال ولما قدم المنذر نزل في السطح وقعد للبيعة في ثياب سفره وربما اتكأ على فراشه لما كان أخذه من النصب وألم السفر لطيه المراحل فلما دخل الناس قام هاشم وبيده كتاب البيعة فأفتتح قراءته فلما بلغ إلى ذكر الإمام محمد خنقته العبرة فلم يبن كلامه ثم أستدرك أمره ورجع من أول الكتاب حتى إذا انتهى إلى الموضع الذي انتهى إليه أولا أخذه أيضا الحصر فلحظه المنذر لحظة منكرة ورآها منه هاشم فمضى في قراءة الكتاب حتى أكمله فلم يشك كل من رأى تلك اللحظة أنه قاتله قال ولما وضع نعش الإمام محمد على قبره ألقى هاشم رداءه وقلنسوته ودخل القبر وبكى بكاء شديدا ثم قال متمثلا وهو يقبر

فكان ذلك مما أوقد عليه موجدة المنذر والبيتان لأبي نواس الحسن ابن هانئ يقولهما في محمد الأمين حين قتل، قال الرازي وذكر أن محمد بن جهود وعبد الملك بن أمية كانا يرفعان عليه ويغريان به وأنه خرج توقيع بخط يد الإمام المنذر فيه وهم فتنفس هاشم
فرفع عنه قال وحدث من كان حاضرا عند هاشم يعنى يوم القبض عليه إذ أقبل صاحب الرسائل مستحثاً له فخرج هاشم ومعه عمر ابنه فقبض منه كتبا كانت بيده وكان في رحبة داره قوم من أهل لبلة قد أتوا لشكر ابن أخيه وكان عاملهم فلما خرج هاشم اندفعوا مستهلين بالشكر فانتهرهم الفتى الذي أتى فيه وخرج عليهم وأغلظ لهم وقال لهم يا كذبة قال فرأيت هاشماً قد أربد وجهه غير أنه لم يقارضه بكلمة ومضى
وكان تحته فرس رائع أشقر فلما أتى عند باب الجنان كبا الفرس بهاشم فأستقل به ووقف وقد امتقع لونه ساعة ثم تقدم ودخل قال فلم ينفض أهل موكبه حتى خرج راجلا مكبلا فوالله ما رأيت يوماً أكثر باكياً من ذلك اليوم ولو قلت إنه لم تخل دار بقرطبة من بكاء على هاشم يوم حبس لما أبعدت ولصدقت فإنه كان رحمة مبسوطة للعامة والخاصة
قال وأمر المنذر بحبس أكابر أولاده غير فإنه كان عيناً للمنذر عليه يخاطبه بأسراره وجميع أخباره ولم يزل عبد الملك بن أمية يغرى به ويرفع عليه ويستعين بالسيدة أخت المنذر في مطالبته حتى كان من ضربه وهدم داره وإخراجه منها وقتله ما كان، قال وأخرج هاشم صبيحة الليلة التي قتل فيها ليلة الأحد لأربع بقين من شوال سنة ثلاث وسبعين غطيت جثته ورأسه بثوب وبعث به إلى أهله وكان موالده في أيام الأمير عبد الرحمن بن الحكم ومن شعره وكتب به من محبسه إلى جاريته عاج
وله وكتب به إلى وليد بن غانم الوزير في أسره أثناء مخاطبة
وله مما قاله بديهاً ووقع بذلك على ظهر رقعة لأحد أبنائه خاطبه فيها بشعر ضعيف
أو دع الشعر فهو خير من الغث إذا لم تجد مقالا سميناً وما أحسن قول عبد الجبار بن حمديس الصقلي في هذا المعنى
ولهاشم في إلبيرة يذم وروده عليها وهي مكان أوليته
فأجابه فتى من أهلها المتأدبين يعرف بابن وجيه

  • دار المعارف، القاهرة - مصر-ط 2( 1985) , ج: 1- ص: 1

هاشم بن عبد العزيز بن هاشم أبو خالد
أخو أسلم بن عبد العزيز القاضي، مذكور بفضل وأدب، كتب إليه ابن له بأبيات قالها خاطبه بهما لم تكن بتلك القوة، فوقع في ظهر رقعته بديهة:

  • دار الكاتب المصري - القاهرة - دار الكتاب اللبناني - بيروت - لبنان-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 1