نصر بن شبث نصر بن شبث العقيلي: ثائر للعصبية العربية. من بني عقيل بن كعب بن ربيعة. كان اسلافه من رجال بني امية. وكانت اقامته في (كيسوم) بشمالي حلب. وفي ايامه مات هارون الرشيد، وحدثت الفتنة بين الامين والمأمون، وقتل الامين. فامتنع نصر عن البيعة للمأمون، وثار في كيسوم، وتغلب على ماجاورها من البلاد، وملك سميساط، واجتمع عليه خلق كثير من الاعراب، وقويت نفسه، وعبر الفرات إلى الجانب الشرقي (سنة 198) قال ابن الاثير في حوادث سنة 199 هـ: (وفيها قوى امر نصر بن شبث بالجزيرة، وحصر حران، واتاه نفر من شيعة الطالبيين، فقالوا له: قد وترت بني العباس، وقتلت رجالهم، فلو بايعت لخايفة كان اقوى لامرك؛ فقال: من أي الناس؟ قالوا: ابايع لبعض ىل علي بن أبي طالب؛ فقال: ابايع بعض اولاد السوداوات فيقول انه هو خلقني ورزقني! قالوا: فتبايع لبعض بني امية؛ قال: اولئك قد ادبر امرهم، والمدبر لايقبل ابدا، ولو سلم علي رجل مدبر لاعداني ادباره، وانما هواي في بني العباس، وما حاربتهم الا محاماة عن العرب، لانهم يقدمون عليهم العجم!) واستمر في امتناعه إلى ان ولى (المأمون) عبد الله بن طاهر (سنة 206) من الرقة إلى مصر، وامره بحرب نصر بن شيث، فذهب إلى الرقة، وقاتل نصرا وضيق عليه. وبينما كان نصر في كفر عزون (من قرى سروج) جاءه رسول من المأمون يدعوه إلى طاعته ويعده بالعفو عما كان منه، فأذعن نصر، واشترط شروطا، منها ان لا يطأ بساط المأمون فلم يرض المأمون شرطه. واشتد عبد الله بن طاهر في حربه، وطال حصاره في كيسوم، وانتهى امره بالاستسلام فسيره عبد الله إلى المأمون، وهو ببغداد، فدخلها في صفر (سنة 210) ولم اقف على خبر له بعد ذلك. وفيه يقول أحمد السلمي (اخو اشجع) في بدء ابيات:

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 23