التصنيفات

نصر بن حجاج نصر بن حجاج بن علاط (بكسر العين وتخفيف اللام) السلمي ثم البهزي: شاعر. من أهل المدينة. كان جميلا. قالت إحدى نساء المدينة:

وسمع البيتين أمير المؤمنين عمر، فقال: لا أرى رجلا في المدينة تهتف به العواتق في خدورهم! وطلبه، فجاء، فأمر به فحلق شعر رأسه، ثم نفاه إلى البصرة. ولنصر أبيات في حلق جمته. وأطال ابن أبي الحديدي في خبره، فذكر له قصة مع امرأة اخرى في البصرة، فنفاه بسببها أبو موسى الاشعري إلى فارس، وان دهاقنة اعجبت به في فارس فكتب اميرها عثمان بن أبي العاص الثقفي بخبره إلى عمر، فجاءه: جزوا شعره وشمروا قميصه والزموه المساجد. ولما قتل عمر، عاد نصر إلى المدينة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 22

نصر بن حجاج بن علاط السلمي.
من أولاد الصحابة. وقد تقدم ذكر والده، وله مع عمر قصة، وكان في زمانه رجلا، فدل ذلك على أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقد ذكر ابن فتحون في ذيل الاستيعاب سبب ذلك، وقال: ذكر قصته قتادة فساقها مختصرة، ولم يذكر من أخرجها من المصنفين.
وقد أخرج ابن سعد والخرائطي بسند صحيح، عن عبد الله بن بريدة، قال: بينما عمر بن الخطاب يعس ذات ليلة في خلافته فإذا امرأة تقول:

فلما أصبح سأل عنه، فأرسل إليه، فإذا هو من أحسن الناس شعرا وأصبحهم وجها، فأمره عمر أن يطم شعره، ففعل، فخرجت جبهته فازداد حسنا، فأمره أن يعتم فازداد حسنا، فقال عمر: لا والذي نفسي بيده لا تجامعني ببلد، فأمر له بما يصلحه وصيره، إلى البصرة، زاد الخرائطي بسند ليس من طريق محمد بن سرين- أنه لما دخل البصرة كان يدخل على مجاشع بن مسعود لكونه من قومه، ولمجاشع امرأة جميلة يقال لها الخضراء، فكان يتحدث مع مجاشع، فكتب نصر في الأرض: إني أحبك حبا لو كان فوقك لأظلك أو كان تحتك لأقلك، وكانت المرأة تقرأ، ومجاشع لا يقرأ، فرأت المرأة الكتابة فقالت: وأنا، فعلم مجاشع أن هذا الكلام جواب، فدعا بإناء فكبه على الكتابة، ودعا كاتبا فقرأه فعلم نصر بذلك فاستحيا وانقطع في منزله فضنى حتى صار كالفرخ، فبلغ ذلك مجاشعا فعلم سبب ذلك، فقال لامرأته: اذهبي فأسنديه إلى صدرك وأطعميه الطعام، فعزم عليها ففعلت فتحامل نصر قليلا، وخرج من البصرة.
وذكر الهيثم بن عدي أن مجاشعا كان خليفة أبي موسى، وأن أبا موسى لما علم بقصته أمره أن يخرج إلى فارس، فخرج إليها وعليها عثمان بن أبي العاص، فجرت له قصة مع دهقانه، فقال له: اخرج عنا. فقال: والله لئن فعلتم هذا بي لألحقن بأرض الشرك، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب احلقوا شعره، وشمروا قميصه، وألزموه المسجد.
النون بعدها الضاد

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 6- ص: 382

السلمي نصر بن حجاج بن علاط بن خالد بن نويرة السلمي، ثم البهزي، تقدم ذكر والده في حرف الحاء في مكانه، قيل إن الفارعة أم الحجاج، كانت تحت المغيرة بن شعبة، فطاف ليلة في المدينة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فسمعها تنشد في خدرها:

فقال عمر: لا أرى معي في المدينة رجلا تهتف به العواتق في خدورها، علي بنصر بن حجاج، فأتى به، فإذا هو أحسن الناس وجها وأحسنهم شعرا، فقال عمر رضي الله عنه: عزيمة من أمير المؤمنين ليأخذن من شعرك، فأخذ من شعره، فخرج له وجنتان كأنهما شقتا قمر، فقال: اعتم، فاعتم، ففتن الناس بعينه، فقال عمر رضي الله عنه: والله لا تساكني ببلدة أنا فيها، قال: يا أمير المؤمنين ما ذنبي؟ قال: هو ما أقول لك، وسيره إلى البصرة، فسار إليها ونزل على مجاشع بن مسعود، فعشق امرأته شميلة. وكان مجاشع أميا ونصر وشميلة كاتبين، فكتب نصر على الأرض بحضرة مجاشع: إني قد أحببتك حبا لو كان فوقك لأظلك ولو كان تحتك لأقلك، فكتبت شميلة: وأنا، فقال مجاشع: ماكتبت وكتب؟ فقالت: كتب كم تحلب ناقتكم وتغل أرضكم، فكتبت وأنا، فقال: ما هذا؟ لذاك بطبق، وكفأ على الكتابة جفنة وأتى بمن قرأها فقال لنصر: ما سيرك عمر لخير، قم فإن وراءك أوسع لك، فنهض خجلا إلى منزل السلميين، فضني من حب شميلة، فبلغ مجاشعا فعاده، فوجده باليا لما به، فقال لشميلة: قومي إليه فمرضيه ففعلت، وضمته إلى صدرها، فعادت قواه فقال بعض العواد: قاتل الله الأعشى كأنه شهد أمرهما فقال:
فلما فارقته عاد إلى مرضه ولم يزل يتردد فيه حتى مات فقال أهل البصرة: أدنف من المتمنى، فذهبت مثلا، وقيل إنه بقي إلى أن مات عمر رضي الله عنه، وركب راحلته وأتى المدينة والله أعلم، وكتب نصر إلى عمر بعد حول:
وقالت المرأة:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0