الخبزأرزي نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري، أبو القاسم: شاعر غزل، علت له شهرة. يعرف بالخبزأرزي (أو الخبز رزي) وكان أميا، يخبز " خبز الأرز " بمربد البصرة في دكان. وينشد أشعاره في الغزل، والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله. وكان " ابن لنكك " الشاعر ينتاب دكانه " ليسمع شعره، واعتنى به وجمع له " ديوانا " وانتقل صاحب الترجمة إلى بغداد، فسكنها مدة، وقرئ عليه ديوانه. وأخباره كثيرة طريفة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 21
الخبزارزي البصري اسمه نصر بن أحمد.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 307
نصر بن احمد بن نصر بن مأمون البصري أبو القاسم الخبزارزي نصر بن علي الأزدي.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 209
الخبزرزي نصر بن أحمد.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0
الخبزأرزي نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون أبو القاسم البصري الشاعر، المعروف بالخبزأرزي، كان أميا لا يتهجى ولا يكتب، وكان يخبز خبز الأرز بمربد البصرة في دكان، وكان ينشد أشعار الغزل والناس يزدحمون عليه ويعجبون منه، وكان أبو الحسين محمد بن لنكك الشاعر مع علو قدره ينتابه ليسمع شعره، واعتنى به وجمع له ديوانا، وقرأ الخطيب عليه ديوانه، وحضر إليه يوم عيد ابن لنكك الشاعر وغيره، فقعدوا عنده وهو يخبز على طابقه فزاد في الوقود ودخن عليهم، فنهض الجماعة، فقال الخبزأرزي لابن لنكك: متى أراك يا ابن الحسين؟ فقال: إذا اتسخت ثيابي، لأنه سودها بالدخان وكانت جددا في يوم عيد، ثم إن ابن لنكك كتب إليه:
لنصر في فؤادي فرط حب | أنيف به على كل الصحاب |
أتيناه فبخرنا بخورا | من السعف المدخن للثياب |
فقمت مبادرا وظننت أني | أراد بذاك طردي أو ذهابي |
فقال متى أراك أبا حسين | فقلت له إذا اتسخت ثيابي |
منحت أبا الحسين صميم ودي | فداعبني بألفاظ عذاب |
أتى وثيابه كقتير شيب | فعدن له كريعان الشباب |
وبغضي للمشيب أعد عندي | سوادا لونه لون الخضاب |
ظننت جلوسه عندي لعرس | فجدت له بتمسيك الثياب |
فقلت: متى أراك أبا حسين | فجاوبني إذا اتسخت ثيابي |
فإذا كان التقزز فيه خير | فلم يكنى الوصي أبا تراب |
خليلي هل أبصرتما أو سمعتما | بأكرم من مولى تمشى إلى عبد |
أتى زائري من غير وعد وقال لي | أعيذك من تعليق قلبك بالوعد |
فما زال نجم الوصل بيني وبينه | يدور بأفلاك المسرة والسعد |
فطورا على تقبيل نرجس ناظر | وطورا على تعضيض تفاحة الخد |
ألم يكفني ما نالني من هواكم | إلى أن طفقتم بين ولاه وضاحك |
شماتتكم بي فوق ما قد أصابني | وما بي دخول النار بي طنز مالك |
كم أناس وفوا لنا حين غابوا | وأناس جفوا وهم حضار |
عرضوا ثم أعرضوا واستمالوا | ثم مالوا وجاوروا ثم جاروا |
لا تلمهم على التجني فلو لم | يتجنوا لم يحسن الاعتذار |
وكان الصديق يزور الصديق | لشرب المدام وعزف القيان |
فصار الصديق يزور الصديق | لبث الهموم وشكوى الزمان |
أستودع الله أحبابا حسدت بهم | غابوا وما زودوني غير تثريب |
بانوا ولم يقض زيد منهم وطرا | ولا انقضت حاجة في نفس يعقوب |
شكوت إلى إلفي سهادي وعبرتي | وقلت: احمرار العين يخبر عن وجدي |
فقال: محال ما ادعيت وإنما | سرقت بعينيك التورد من خدي |
عبدك أمرضته فعده | أمته إن لم تكن ترده |
قد ذاب لو فتشت عليه | يداك في الفرش لم تجده |
رأيت الهلال ووجه الحبيب | فكانا هلالين عند النظر |
فلم أدر من حيرتي فيهما | هلال الدجى من هلال البشر |
فلولا التورد في الوجنتين | وما راعني من سواد الشعر |
لكنت أظن الهلال الحبيب | وكنت أظن الحبيب القمر |
حب علي بن أبي طالب | دلالة باطنة ظاهره |
تخبر عن مبغضه أنه | نطفة رجس في حشا عاهره |
أخداك ورد أم ثناياك جوهر | وصدغاك مسك أم عذارك عنبر |
وأقمرت يا بدر الملاحة كلها | فما ضرنا البدر الذي ليس يقمر |
وما نظرت عيني إلى الشمس ساعة | من الدهر إلا خلتها لك تنظر |
وما دمعتي تلك التي قد تحدرت | ولكنها ودق غدت تتحدر |
لهفي على تلك المحا | سن والمحاجر في المعاجر |
وحواجب كقوادم الـ | ـ خطاف في خلق الأباجر |
أمضى وأنفذ في القلو | ب من الخناجر في الخناجر |
وذي فطنة نكته في استه | على غير وعد بمثل الكتف |
فقلت له: أعصر فنادى | لحنت لقولك اعصر بفتح الألف |
فقلت: لك الويل من أحمق | فقال: وأحمق لا ينصرف |
بكم غفلة مما بنا من هواكم | فيا عجبا من قائل وهو غافل |
ويا رب سهم قد أصاب مقاتلا | ولم يدر رب السهم ما السهم فاعل |
نعم أقول لو أن القول مقبول | طال الهوى وتمادى القال والقيل |
ليس السلام بشافي القلب من دنف | ما لم يكن معه لمس وتقبيل |
وليس يرضى محب عن أحبته | حتى يفوز بما ضم السراويل |
يا قمرا صار حسنه علما | قتلت خلقا وما سفكت دما |
قاسمت بدر الدجى محاسنه | وازددت ظرفا ومضحكا وفما |
لو كان في جاهلية سلفت | صور تمثال حسنه صنما |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0
نصر بن أحمد بن نصر بن المأمون أبو القاسم البصري المعروف بالخبزارزي: شاعر أمي مجيد، كان لا يتهجى ولا يكتب، وكان خبازا يخبز خبز الأرز بدكان له في مربد البصرة، فكان يخبز وهو ينشد ما يقوله من الشعر، فيجتمع الناس حوله ويزدحمون عليه لاستماع شعره وملحه، ويتعجبون من إجادته في مثل حاله وحرفته. وكان ممن يفضل الذكور على الإناث، فكان أحداث البصرة يلتفون حوله ويتنافسون بميله إليهم ويحفظون شعره لسهولته ورقته. وكان شاعر البصرة ابن لنكك مع علو قدره يجلس اليه ويتردد على دكانه وعني بجمع ديوان شعره.
ذكر الخطيب في «تاريخ مدينة السلام» أن أبا محمد عبد الله بن محمد
الأكفاني قال: خرجت مع عمي أبي عبد الله الأكفاني الشاعر وأبي الحسين ابن لنكك وأبي عبد الله المفجع وأبي الحسن السماك في بطالة العيد، وأنا يومئذ صبي أصحبهم، فانتهوا إلى نصر الخبزارزي وهو يخبز على طابقه، فجلسوا يهنونه بالعيد وهو يوقد السعف تحت الطابق، فزاد في الوقود فدخنهم فنهضوا حين تزايد الدخان، فقال نصر لابن لنكك: متى أراك يا أبا الحسين؟ فقال له: إذا استخت ثيابي، ثم مضينا في سكة بني سمرة حتى انتهينا إلى دار أبي أحمد ابن المثنى، فجلس ابن لنكك وقال: إن نصرا لا يخلي المجلس الذي مضى لنا معه من شيء يقوله فيه ويجب أن نبدأه قبل أن يبدأنا، فاستدعى بدواة وكتب إليه:
لنصر في فؤادي فرط حب | أنيف به على كل الصحاب |
أتيناه فبخرنا بخورا | من السعف المدخن بالتهاب |
فقمت مبادرا وحسبت نصرا | أراد بذاك طردي أو ذهابي |
فقال متى أراك أبا حسين | فقلت له إذا اتسخت ثيابي |
منحت أبا الحسين صميم ودي | فداعبني بألفاظ عذاب |
أتى وثيابه كالشيب بيض | فعدن له كريعان الشباب |
وبغضي للمشيب أعد عندي | سوادا لونه لون الخضاب |
ظننت جلوسه عندي لعرس | فجدت له بتمسيك الثياب |
وقلت متى أراك أبا حسين | فجاوبني إذا اتسخت ثيابي |
ولو كان التقزز فيه خير | لما كني الوصي أبا تراب |
رأيت الهلال ووجه الحبيب | فكانا هلالين عند النظر |
فلم أدر من حيرتي فيهما | هلال السما من هلال البشر |
ولولا التورد في الوجنتين | وما راعني من سواد الشعر |
لكنت أظن الهلال الحبيب | وكنت أظن الحبيب القمر |
شاقني الأهل لم تشقني الديار | والهوى صائر إلى حيث صاروا |
جيرة فرقتهم غربة البي | ن وبين القلوب ذاك الجوار |
كم أناس رعوا لنا حين غابوا | وأناس خانوا وهم حضار |
عرضوا ثم أعرضوا واستمالوا | ثم مالوا وأنصفوا ثم جاروا |
لا تلمهم على التجني فلو لم | يتجنوا لم يحسن الإعتذار |
فلا تمن بتنميق تكلفه | لصورة حسنها الأصلي يكفيها |
إن الدنانير لا تجلى وان عتقت | ولا تزاد على الحسن الذي فيها |
إذا ما لسان المرء اكثر هذره | فذاك لسان بالبلاء موكل |
إذا شئت أن تحيا عزيزا مسلما | فدبر وميز ما تقول وتفعل |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2745