المقدسي نصر بن ابراهيم بن نصر بن ابراهيم بن داود النابلسي المقدسي، أبو الفتح: شيخ الشافعية في عصره بالشام. اصله من نابلس. كان يعرف بابن أبي حافظ. وقام برحلة، وعمره نحو عشرين عاما، فتفقه بصور وصيدا وغزة وديار بكر ودمشق والقدس ومكة وبغداد. واقام عشر سنين في صور ثم تسع سنين في دمشق. واجتمع فيها بالامام الغزالي؛ وتوفى بها. وكان يعيش من غلة ارض له بنابلس، ولايقبل من احد شيئا. من كتبه (الحجة على تارك المحجة) في الحديث، و (الامالي -خ) قطعة منه، و (التهذيب) فقه، في عشر مجلدات، و (الكافي) فقه، في مجلد، و (التقريب) و (الفصول).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 20

المقدسي النابلسي الشافعي نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود الفقيه أبو الفتح المقدسي النابلسي الشافعي، شيخ الشافعية بالشام وصاحب التصانيف، منها ’’كتاب الحجة على تارك المحجة’’ وهو مشهور مروي، و’’الانتخاب الدمشقي’’ وهو كبير في بضعة عشر مجلدا و’’التهذيب في المذهب’’ في عشر مجلدات، و’’الكافي’’ في مجلد، ليس فيه قولان ولا وجهان، تفقه به جماعة دمشق، وتوفي يوم عاشوراء سنة تسعين وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب الصغير.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0

الفقيه نصر الشيخ الإمام العلامة القدوة المحدث، مفيد الشام، شيخ الإسلام، أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود النابلسي المقدسي الفقيه الشافعي، صاحب التصانيف والأمالي.
ولد قبل سنة عشر وأربع مائة، وارتحل إلى دمشق قبل الثلاثين، فسمع ’’صحيح البخاري’’ من: أبي الحسن بن السمسار، صاحب الفقيه أبي زيد المروزي، وسمع من: عبد
الرحمن بن الطبيز، وأبي الحسن محمد بن عوف المزني، وابن سلوان المازني، وطبقتهم، وسمع من: هبة الله بن سليمان، وغيره، وبصور من: الفقيه سليم الرازي. وبغزة من: محمد بن جعفر الميماسي، سمع منه ’’الموطأ’’، وبالقدس من أبي القاسم عمر بن أحمد الواسطي، وأبي العزائم محمد بن محمد بن الغراء البصري، وأبي الفرج عبيد الله بن محمد المراغي النحوي، وأبي بكر محمد بن الحسن البشنوي الصوفي، وعدة، وبميافارقين من أبي الطيب سلامة بن إسحاق الآمدي، وسمع أيضا من أبي علي الأهوازي المقرئ، ومن عبد الوهاب بن الحسن بن برهان الغزال، لقيه بصور، وأجاز له من مكة أبو ذر عبد بن أحمد الهروي، ومن بغداد القاضي أبو الطيب، ومن صيدا الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع، وطائفة.
وصنف كتاب ’’الحجة على تارك المحجة’’، وأملى مجالس خمسة، وبرع في المذهب.
تفقه على الدارمي، وعلى الفقيه سليم وغيرهما، واستوطن بيت المقدس مدة طويلة، ثم تحول في آخر عمره، وسكن دمشق عشر سنين، وتخرج به الأصحاب.
حدث عنه: الخطيب -وهو من شيوخه- ومكي الرميلي، ومحمد ابن طاهر، وأبو القاسم النسيب، وجمال الإسلام أبو الحسن علي بن المسلم، والقاضي المنتجب يحيى بن علي القرشي، وأبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي، وعلي بن أحمد بن مقاتل، وحسان بن تميم، ومعالي بن الحبوبي، وأبو يعلى حمزة بن الحبوبي، وحمزة بن أحمد بن كروس، والقاضي أبو بكر بن العربي، وخلق كثير.
ولحقه أبو حامد الغزالي، وتفقه به، وناظره، وكان يشغل في جامع دمشق في الزاوية الغربية الملقبة بالغزالية.
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: قدم دمشق سنة ثمانين وأربع مائة، فأقام بها يدرس المذهب إلى أن مات، ويروي الحديث، وكان فقيها، إماما، زاهدا، عاملا، لم يقبل صلة من أحد بدمشق، بل كان يقتات من غلة تحمل إليه من أرض نابلس، فيخبز له كل يوم قرصة في جانب الكانون. حكى لنا ناصر النجار _ وكان يخدمه _ من زهده وتقلله وتركه الشهوات أشياء عجيبة.
قال غيث بن علي الأرمنازي: سمعت الفقيه نصرا يقول: درست على الفقيه سليم الرازي من سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة إلى سنة أربعين، ما فاتني منها درس، ولا وجعت إلا يوما واحدا، وعوفيت. وسألته في كم التعليقة التي صنفها؟ قال: في نحو ثلاث مائة جزء، ما كتبت منها حرفا إلا وأنا على وضوء، أو كما قال.
قال: وسمعت من يحكي أن الملك تاج الدولة تتش بن ألب آرسلان زار الفقيه نصرا يوما، فلم يقم له، ولا التفت إليه، وكذا ابنه الملك دقاق، فسأله عن أحل الأموال التي يتصرف فيها السلطان، قال: أحلها أموال الجزية، فقام من عنده، وأرسل إليه بمبلغ، وقال: هذا من الجزية، ففرقه على الأصحاب، فلم يقبله، وقال: لا حاجة بنا إليه، فلما ذهب الرسول، لامه الفقيه نصر المصيصي، وقال: قد علمت حاجتنا إليه، فقال: لا تجزع من فواته، فسوف يأتيك من الدنيا ما يكفيك فيما بعد، فكان كما تفرس فيه.
قال الحافظ ابن عساكر: كان -رحمه الله- على طريقة واحدة من الزهد والتنزه عن الدنيا والتقشف، حكى لي بعض أهل العلم قال: صحبت إمام الحرمين بخراسان، والشيخ أبا إسحاق ببغداد، فكان طريقه عندي أفضل من طريقة إمام الحرمين، ثم قدمت الشام، فرأيت الفقيه أبا الفتح، فكانت طريقته أحسن من طريقتيهما.
قلت: كان الفقيه نصر يعرف أيضا بابن أبي حائط، ألف كتاب ’’الانتخاب الدمشقي’’ في بضعة عشر مجلدا، وله كتاب ’’التهذيب’’ في المذهب، في عشرة أسفار، وله كتاب ’’الكافي’’ في المذهب، ما فيه أقوال ولا وجوه، وعاش نيفا وثمانين سنة، -رحمه الله-، ودفن بمقبرة باب الصغير.
قال الحافظ أبو القاسم: توفي في المحرم سنة تسعين وأربع مائة.
قلت: في جالسه غلطات، وأحاديث واهية.
قرأت على أبي المحاسن محمد بن هاشم بن عبد القاهر بن عقيل العباسي ببستانه، أخبرنا الفضل بن عقيل بن عثمان العباسي المعدل في سنة خمس وعشرين وست مائة، أخبرنا أبو الندى حسان بن تميم الزيات سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة، أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا سليم بن أيوب، أخبرنا القاضي محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق بن همام، أخبرنا معمر، عن الزهري، أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن حارثة بن النعمان، قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه جبريل جالس بالمقاعد، فسلمت عليه، واجتزت، فلما رجعت، وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم، قال لي: ’’هل رأيت الذي كان معي’’ ؟ قلت: نعم، قال: ’’فإنه جبريل، وقد رد عليك السلام’’.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران بنابلس، أخبرنا أحمد بن الخضر، أخبرنا حمزة بن أحمد بن فارس، أخبرنا نصر بن إبراهيم الزاهد، حدثنا عبدوس بن عمر التنيسي، أخبرنا أبو الفتح الفرغاني، أخبرنا علي بن عبد الله الصوفي، حدثنا محمد بن الحسن المقرئ، سمعت يوسف بن الحسين، سمعت ذا النون يقول: كان العلماء يتواعظون بثلاث، ويكتب بعضهم إلى بعض: من أحسن سريرته، أحسن الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس، وما أصلح أمر آخرته، أصلح الله أمر دنياه.
حكى الفقيه نصر عن شيخه نصر أنه قبل موته بلحظة سمعه وهو يقول: يا سيدي أمهلوني، أنا مأمور وأنتم مأمورون، ثم سمعت المؤذن بالعصر، فقلت: يا سيدي المؤذن يؤذن، فقال: أجلسني، فأجلسته، فأحرم بالصلاة، ووضع يده على الأخرى وصلى، ثم توفي من ساعته، رحمه الله.
أرخ ابن عساكر وفاة الفقيه نصر في يوم عاشوراء سنة تسعين، فقال من شيعه: لم يمكنا دفنه إلى قريب المغرب، لأن الخلق حالوا بيننا وبينه، ولم نر جنازة مثلها، وأقمنا على قبره سبع ليال.
قلت: وفيها مات شيخ المالكية أبو يعلى أحمد بن محمد بن الحسن العبدي البصري بن الصواف عن تسعين سنة، وله تصانيف جمة. ومسند أصبهان أبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسار، خاتمة من روى عن أبي عبد الله الجرجاني.
وشيخ همذان أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبدوس عن خمس وتسعين سنة.
وشيخ القراء ببغداد: أبو القاسم يحيى بن أحمد السيبي، تلا على الحمامي، وعمر مائة وسنتين.
حكى الفقيه نصر الله المصيصي، عن الفقيه نصر قال: أدركت القضاعي، ولو أردت أن أسمع منه لفعلت، ولكني تورعت لأجل أنه كان يترسل للمصريين، ثم احتجت في التخريج، فرويت عنه بالإجازة.
قال نصر الله: أول ما تفقه الفقيه نصر بالقدس، ثم سار إلى ديار بكر، ورأى الكازروني، ثم لقي سليما.
إلى أن قال: وكان أبوه فاميا، وكان الفقيه ربعة، إلا أنه لم يبق منه غير اللحم والعظم، وكان في القدس يعمل الدعوات لتلاميذه، وينفق عليهم شيئا كثيرا من وقف كان عليهم.
النسفي، الكرجي:

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 165

نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود المقدسي الفقيه أبو الفتح المعروف قديما بابن أبي حافظ والمشهور الآن بالشيخ أبي نصر الزاهد الجامع بين العلم والدين مصنف كتاب الانتخاب الدمشقي وهو فيما بلغني كبير في بضعة عشر مجلدا وكتاب الحجة على تارك المحجة وكتاب
التهذيب وكتاب المقصود وكتاب الكافي وكتاب شرح الإشارة التي صنفها سليم الرازي وغير ذلك
تفقه على الفقيه سليم بصور ثم دخل إلى ديار بكر وتفقه على محمد بن بيان الكازروني ودرس العلم ببيت المقدس مدة ثم انتقل إلى صور وأقام بها عشر سنين ينشر العلم مع كثرة المخالفين له من الرافضة ثم انتقل منها إلى دمشق فأقام بها تسع سنين يحدث ويفتي ويدرس وهو على طريقة واحدة من الزهد والتقشف وسلوك منهاج السلف متقشفا متجنبا ولاة الأمور وما يأتي من الرزق على أيديهم قانعا باليسير من غلة أرض كانت له بنابلس يأتيه منها ما يقتاته ولا يقبل من أحد شيئا
وسمع الحديث من جماعة وحدث كثيرا
سمع بدمشق من عبد الرحمن بن الطبيز وعلي بن السمسار ومحمد بن عوف المزي وابن سلوان وأبي علي الأهوازي
وبغزة من محمد بن جعفر الميماسي
وبآمد من هبة الله بن سلمان
وبصور من الفقيه سليم
وسمع أيضا من خلق كثيرين وأملى مجالس ووقع لنا بعضها
روى عنه أبو بكر الخطيب وهو من شيوخه وأبو القاسم النسيب وأبو الفضل يحيى بن علي وجمال الإسلام أبو الحسن السلمي وأبو الفتح نصر الله المصيصي وهما من أخص تلامذته وأخصهما به نصر الله وأبو يعلى حمزة بن الحبوبي وخلق
قال الحافظ ابن عساكر سمعت من يحكي أن تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان
زاره يوما فلم يقم له وسأله عن أحل الأموال التي يتصرف فيها السلطان فقال الفقيه نصر أحلها أموال الجزية
فخرج من عنده وأرسل إليه بمبلغ من المال وقال هذا من مال الجزية ففرقه على الأصحاب
فلم يقبله وقال لا حاجة بنا إليه فلما ذهب الرسول لامه الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد وقال له قد علمت حاجتنا إليه فلو كنت قبلته وفرقته فينا
فقال لا تجزع من فوته فسوف يأتيك من الدنيا ما يكفيك فيما بعد فكان كما تفرس فيه
قال وسمعت بعض من صحبه يقول لو كان الفقيه أبو الفتح في السلف لم تقصر درجته عن واحد منهم لكنهم فاتوه بالسبق
وكانت أوقاته كلها مستغرقة في عمل الخير من علم وعمل
وحكي عن بعض أهل العلم أنه قال صحبت إمام الحرمين أبا المعالي الجويني بخراسان ثم قدمت العراق فصحبت أبا إسحاق الشيرازي فكانت طريقته أفضل من طريقة أبي المعالي ثم قدمت الشام فرأيت الفقيه أبا الفتح فكانت طريقته أحسن من طريقتهما جميعا
توفي الشيخ أبو الفتح نصر يوم الثلاثاء تاسع المحرم سنة تسعين وأربعمائة بدمشق وخرجوا بجنازته وقت الظهر فلم يمكنهم دفنه إلا قريب الغروب لكثرة الناس
وقبره معروف في باب الصغير تحت قبر معاوية رضي الله تعالى عنه
قال النووي سمعنا الشيوخ يقولون الدعاء عند قبره يوم السبت مستجاب

  • دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 5- ص: 351

وشيخ دمشق الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الزاهد

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 143

نصر بن إبراهيم بن نصر إبراهيم.
أبو الفتح المقدس النابلسى الزاهد، شيخُ المذهب، له ’’الحجة على تارك المحجه’’، و’’الانتخاب’’ ’’الدمشقى’’، و’’التهذيب في المذهب’’، و’’الكافى’’، و’’المقصود’’، و’’شرح الإشارة’’ لسُليم، تفقه على سليم الرازى، وكتب عنه تعليقة في ثلثمائة جزء، روى عنه الحديث وعن جماعة، وأملى عنه، ومن شيوخه الخطيب أقام بالقدس الشريف مدة طويلة، ثم بصُور عشر سنين، ثم قدم دمشق سنة ثمانين وأربعمائة، فسكنها وعظم واجتمع به الغزالي بها واستفاد منه، ومات سنة تسعين عن نيّف وثمانين سنة، ودفن بباب الصغير بجنب قبر معاوية، قال النووى: سمعنا الشيوخ يقولون الدعاء عند قبره يوم السبت مستجاب.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1