ابن الازرق نافع بن الازرق بن قيس الحنفي، البكري الوائلي، الحروري، ابو راشد: رأس الازارقة، واليه نسبتهم. كان امير قومه وفقههم. من أهل البصرة. صحب في اول امره عبد الله بن عباس. وله (اسئلة) رواها عنه، قال الذهبي: مجموعة في (جزء) اخرج الطبراني بعضها في مسند ابن عباس من المعجم الكبير. وكان هو واصحاب له من انصار الثورة على (عثمان) ووالوا عليا، إلى ان كانت قضية (التحكيم) بين علي ومعاوية، فاجتمعوا في (حروراء) وهي قرية من ضواحي الكوفي، ونادوا بالخروج على علي، وعرفوا لذلك، هم ومن تبع رأيهم، بالخوارج. وكان نافع (صاحب الترجمة) يذهب إلى سوق الاهواز، ويعترض الناس بما يحير العقل (كما يقول الذهبي) ولما ولى عبيد الله بن زياد امارة البصرة (سنة 55هـ) في عهد معاوية، اشتد على (الحروريين) وقتل (سنة 61) زعيمهم ابا بلال: مرداس بن حدير (انظر ترجمته) وعلموا بثورة عبد الله بن الزبير على الامويين (بمكة) فتوجهوا اليه، مع نافع. وقاتلوا عسكر الشام في جيش ابن الزبير إلى ان مات يزيد بن معاوية (سنة 64) وانصرف الشاميون، وبويع ابن الزبير بالخلافة. واراد نافع واصحابه ان يعلموا رأى ابن الزبير في عثمان، فقال له خطيبهم (عبيدة بن هلال اليشكري) بعد ان حمد الله وذكر بعثة نبيه صلى الله عليه وسلم واثنى على سيرة ابي بكر وعمر: (. . . واستخلف الناس عثمان، فآثر القربى، ورفع الدرة ووضع السوط، ومزق الكتاب، وضرب منكر الجور، وآوى طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضرب السابقين بالفضل وحرمهم واخذ الفئ فقسمه في فساق قريش ومجان العرب، فسارت اليه طائفة، فقتلوه؛ فنحن لهم اولياء ومن ابن عفان واوليائه براء، فما تقول انت يا ابن الزبير؟) فقال: (قد فهمت الذي ذكرت به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو فوق ما ذكرت وفوق ما وصفت، وفهمت ما ذكرت به ابا بكر وهمر، وقد وفقت واصبت، وفهمت الذي ذكرت به عثمان؛ واني لا اعلم مكان احد من خلق الله اليوم اعلم بابن عفان وامره مني، كنت معه حيث نقم عليه، واستعتبوه فلم يدع شيئا الا اعتبهم، ثم رجعوا اليه بكتاب له يزعمون انه كتبه يأمر فيه بقتلهم، فقال لهم: ماكتبته، فان شئتم فهاتوا بينتكم، فان لم تكن حلفت لكم؛ فو الله ما جاؤوه ببينة ولا استحلفوه؛ ووثبوا عليه فقتلوه؛ وقد سمعت ما عبته به، فليس كذلك، بل هو خير اهل، وانا اشهدكم ومن حضرني اني ولي لابن عفان وعدو لاعدائه) ولم يرض هذا نافعا واصحابه، فانفضوا من حوله. وعاد نافع ببعضهم إلى البصرة، فتذكروا فضيلة الجهاد (كما يقول ابن الاثير) وخرج بثلاثمئة وافقوه على الخروج. وتخلف (عبد الله بن اباض) وآخرون، فتبرأوا منهم. وكان (نافع) جبارافتاكا، قاتله المهلب بن ابي صفرة ولقى الاهوال في حربه. وقتل يوم (دولاب) على مقربة من الاهواز.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 351

نافع بن الأزرق الحروري من رءوس الخوارج. ذكره الجوزجاني في كتاب الضعفاء.

  • دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 4- ص: 241