الشريف ناصر ناصر بن علي بن حسين بن فهد بن راضي: قائد شجاع، من اشراف المدينة المنورة. ولد ونشأ بها. وزار دمشق في اوائل سنة 1916م، مع الامير فيصل بن الحسين، ايام الحكمم العثماني، فتعرف سرا إلى بعض حملة الفكرة العربية. وتوجه فيصل إلى مكة، فرحل ناصر إلى المدينة. وقامت ثورة الشريف (الملك) حسين بن علي، على الترك (العثمانيين) بمكة، فكان ناصر اول من نادى بها في المدينة، ثم لحق بفيصل، وتولى القيادة بين يديه في زحفه إلى الشمال، فخاض المعارك في قتال العثمانيين، ودخل دمشق قبل فيصل. وسبقه في مطاردة فلول العثمانيين إلى حلب، فكان يقال له (فاتح حلب) واقام في دمشق (سنة 1918-1920) وغادرها بعد احتلال الفرنسيين لها، فتوجه إلى مكة، ولم يجد من رعاية الملك حسين ما يرضى، فقصد بغداد. واستمر في هذه إلى ان توفى. قال لورنس، في كلامه على الزحف إلى الازرق وعمان فدمشق: (واما ناصر الذي ظهرت مواهبه من اوائل ايام المدينة، وكان دائما في مقدمة الطليعة في الجيش العربي، فقد اختير مرة اخرى لقيادة الحملة وتنظيم حركاتنا المقبلة، وانه لجدير بأن يكون اول الداخلين إلى دمشق ليضيف اكليلا آخر من اكالليل الغار العديدة التي ضفرها لنفسه في المدينة والوجه والعقبة والطفيلة) وقال في بحث آخر: (ان ناصرا شق الطريق لحركة فيصل بن الحسين، فهو الذي اطلق الرصاصة الاولى في المدينة، وهو الذي اطلق الرصاصة الاخيرة في المسلمية قرب حلب يوم طلبت تركيا الهدنة) وكان هادئ الطبع، رضي الخلق، عرفته بدمشق ولقيته بها وبمكة مرات.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 349