ابن الجواليقي موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر ابن الحسن، ابو منصور ابن الجواليقي: عالم بالادب واللغة. مولده ووفاته ببغداد. كان يصلي إماما بالمقتفي العباسي. وقرأ عليه المقتفي بعض الكتب. نسبته إلى عمل الجواليق وبيعها. قال ابن المقفطي: وهو من مفاخر بغداد. من كتبه (المعرب -ط) في ما تكلمت به العرب من الكلام الاعجمي، و (تكملة اصلاح ما تغلط فيه العامة -ط) و (اسماء خيل العرب وفرسانها -خ) و (شرح ادب الكاتب -ط) و (العروض) صنفه للمقتفي. قال ابن الجوزي: لقيت الشيخ ابا منصور الجواليقي، فكان كثير الصمت، شديد التحري فيما يقول، متقنا محققا، وربما سئل المسألة الظاهرة التي يبادر بجوابها بعض غلمانه، فيتوقف فيها حتى يتيقن.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 335

ابن الجواليقي في الرياض هو من الإمامية وإليه أسند الشهيد الثاني في إجازته للحسين بن عبد الصمد والد البهائي وإليه ينسب بعض نسخ دعاء السمات وقد يطلق على بعض العامة وهو الشيخ موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي تلميذ أبي زكريا يحيى بن علي بن الحسن بن محمد الشيباني شارح ديوان الحماسة ’’اه’’.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 263

الجواليقي أو ابن الجواليقي اسمه أبو منصور موهوب بن أحمد بن الخضر ويوصف بالجواليقي هشام بن سالم من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 296

أبو منصور موهوب بن أبي طاهر أحمد بن محمد ابن الخضر بن الحسين الجواليقي البغدادي
ولد سنة 466 وتوفي يوم الأحد منتصف المحرم سنة 539 ودفن بباب حرب وصلى عليه قاضي القضاة الزينبي بجامع القصر.
(والجواليقي) نسبة إلى عمل الجواليق أو بيعها والجواليق جمع جوالق وهو وعاء معروف. وهو معرب جوال بالجيم الفارسية لأن الجيم والقاف لا يجتمعان في كلمة واحدة عربية البتة قال ابن خلكان وهي نسبة شاذة لأن الجموع لا ينسب إليها بل إلى أحادها إلا في كلمات شاذة محفوظة كأنصاري في النسبة إلى الأنصار والجواليق في جمع جوالق شاذ أيضا لأن الياء لم تكن في المفرد والمسموع فيه جوالق بضم الجيم وجمعه جوالق بفتحها وهو باب مطرد كرجل حلاحل بضم الحاء أي وقور جمعه حلاحل بفتح الحاء وشجر عدامل أي قديم جمعه عدامل ورجل عراعر أي سيد جمعه عراعر ورجل علاكد أي شديد جمعه علاكد وله نظائر كثيرة ’’اه’’.
(أقوال العلماء فيه)
ذكره ابن الأنباري في نزهة الألباء في طبقات الأدباء فقال: وأما أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي اللغوي فإنه كان من كبار أهل اللغة وكان ثقة صدوقا وأخذ عن الشيخ أبي زكريا يحيى الخطيب التبريزي وكان يصلي إماما بالإمام المقتفي لأمر الله وصنف له كتابا لطيفا في علم العروض وألف كتبا حسنة وقرأت عليه وكان منتفعا به لديانته وحسن سيرته ’’اه’’ وذكره ابن خلكان فقال: أبو منصور موهوب بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي البغدادي الأديب اللغوي كان إماما في فنون الأدب وهو من مفاخر بغداد قرأ الأدب على الخطيب أبي زكريا التبريزي يحيى بن علي ولازمه وتلمذ له حتى برع في فنه وهو متدين ثقة غزير الفضل وافر العقل مليح الخط كثير الضبط صنف التصانيف المفيدة وانتشرت منه مثل شرح أدب الكاتب والمعرب ولم يعمل في جنسه أكثر منه وتتمة درة الغواص للحريري سماه التكملة فيما يلحن فيه العامة إلى غير ذلك وكان يختار في مسائل النحو مذاهب غريبة وكان في اللغة أمثل منه في النحو وخطه مرغوب فيه يتنافس الناس في تحصيله والمغالاة فيه وسمع ابن الجواليقي من شيوخ زمانه وأكثر وأخذ الناس عنه علما جما وينسب إليه من الشعر شيء قليل ’’اه’’.
وذكره وأباه أحمد السمعاني في الأنساب فقال: الجواليقي أبو طاهر أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسين الجواليقي والد شيخنا أبي منصور كان شيخا صالحا سديدا وابنه الإمام أبو منصور موهوب بن أبي طاهر الجواليقي من أهل بغداد كان من مفاخر بغداد بل العراق وكان متدينا ثقة غزير الفضل وافر العقل مليح الخط كثير الضبط قرأ الأدب على أبي زكريا التبريزي والقاضي أبي الفرج البصري وتلمذ لهما وبرع في الفقه وصنف التصانيف وانتشر ذكره وشاع في الآفاق وقرأ عليه أكثر فضلاء بغداد وسمع أبا القاسم علي بن أحمد بن التستري وأبا طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري وأبا الفوارس طراد بن محمد الزينبي ومن بعدهم سمعت منه الكثير وقرأت عليه الكتب مثل غريب الحديث لأبي عبد وأمالي الصولي وغيرها من الأخبار المشهور ’’اه’’.
وذكره السيوطي في بغية الوعاة فقال: موهوب بن أحمد بن محمد بن الحسن بن الخضر أبو منصور الجواليقي النحوي اللغوي كان إماما في فنون الأدب صحب الخطيب التبريزي وسمع الحديث من أبي القاسم ابن التستري (البسري) وأبي طاهر بن أبي الصقر وروى عنه الكندي وابن الجوزي وكان ثقة دينا غزير الفضل وافر العقل مليح الخط والضبط درس الأدب في النظامية بعد التبريزي واختص بإمامة المقتفي وكان في اللغة أمثل منه في النحو وكان متواضعا طويل الصمت من أهل السنة لا يقول الشيء إلا بعد التحقيق يكثر من قول لا أدري ’’اه’’.
أخباره
قال ابن خلكان: جرت له مع الطبيب هبة الله بن صاعد المعروف بابن التلميذ واقعة عنده وهي أنه لما حضر إليه للصلاة به ودخل عليه أول دخلة فما زاده على أن قال السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله تعالى فقال له ابن التلميذ وكان حاضرا قائما بين يدي المقتفي وله إدلال الخاصة والصحبة ما هكذا يسلم على أمير المؤمنين يا شيخ فلم يلتفت ابن الجواليقي إليه وقال للمقتفي يا أمير المؤمنين سلامي هو ما جاءت به السنة النبوية وروى له خبرا في صورة السلام ثم قال يا أمير المؤمنين لو حلف حالف أن كافرا لم يصل إلى قلبه نوع من أنواع العلم على الوجه المرضي لما حنث لأن الله تعالى ختم على قلوبهم ولن يفك ختم الله إلا بالإيمان فقال له صدقت وأحسنت فيما فعلت وكأنما ألجم ابن التلميذ بحجر مع فضله وغزارة أدبه وحكى ولده أبو محمد إسماعيل وكان أنجب أولاده قال كنت في حلقة والدي يوم الجمعة بعد الصلاة بجامع القصر والناس يقرؤون عليه فوقف عليه شاب وقال يا سيدي قد سمعت بيتين من الشعر ولم أفهم معناهما وأريد أن تعرفني معناهما فقال قل فأنشده:

فقال له والدي يا بني هذا شيء من علم النجوم وسيرها لا من صنعة أهل الأدب فانصرف الشاب من غير حصول فائدة واستحيا والدي من أن يسأل ما ليس عنده منه علم وقام وآلى على نفسه أن لا يجلس في حلقته حتى ينظر في علم النجوم ويعرف تسيير الشمس والقمر فنظر في ذلك وحصل معرفته ثم جلس. ومعنى البيت المسؤول عنه أن الشمس إذا كانت في آخر القوس كان الليل في غاية الطول لأنه يكون آخر فصل الخريف وإذا كانت في آخر الجوزاء كان الليل في غاية القصر لأنه أخر فصل الربيع. ولبعض شعراء عصره وهو الحيص بيص كما في مختصر الخريدة للحافظ:
وقال ابن الأنباري في النزهة: كان يختار في بعض مسائل النحو مذاهب غريبة وكان يذهب إلى أن الاسم بعد لولا يرتفع بها على ما يذهب إليه الكوفيون وكان يذهب إلى أن الألف واللام في نعم الرجل للعهد على خلاف ما ذهب إليه الجماعة من أنها للجنس لا للعهد وحضرت حلقته يوما وهو يقرأ عليه كتاب الجمهرة لابن دريد وقد حكى عن بعض النحويين أنه قال أصل ليس لا آيس فقلت هذا الكلام كأنه من كلام الصوفية فكأن الشيخ أنكر علي ذلك ولم يقل في تلك الحال شيئا فلما كان بعد ذلك بأيام وقد حضرنا على العادة قال أين ذلك الذي أنكر أن يكون أصل ليس لا آيس أليس لا تكون بمعنى ليس فقلت للشيخ ولم إذا كان لا بمعنى ليس يكون أصل ليس إلا آيس فلم يذكر شيئا وكان الشيخ رحمه الله في اللغة أمثل منه في النحو وقال ابن الأنباري في ترجمة الحريري القاسم بن علي: يحكى أنه لما قدم بغداد شيخنا أبو منصور موهوب بن أحمد الجواليقي والحريري يقرأ عليه كتاب المقامات فلما بلغ في المقامة 21 إلى قوله:
قال له الشيخ أبو منصور ما الشغا قال الزيادة فقال له الشيخ أبو منصور إنما الشغا اختلاف منابت الأسنان ولا معنى له ها هنا وقال ابن الأنباري أيضا حكى شيخنا أبو منصور عن الشيخ أبي زكريا يحيى بن علي التبريزي عن أبي الجوائز الحسين بن علي الكاتب الواسطي قال رأيت سنة 414 وأنا جالس في مسجد قبا من نواحي المدينة امرأة عربية حسنة الشارة رائقة الإشارة ساحبة من أذيالها رامية القلوب بسهام جمالها فصلت هناك ركعتين أحسنتهما ثم رفعت يديها ودعت بدعاء جمعت فيه بين الفصاحة والخشوع وسمحت عيناها بدمع غير مستدعى ولا ممنوع وأنشأت تقول وهي متمثلة:
وسألتني عن البئر التي حفرها النبي صلى الله عليه وسلم، بيده وكان أمير المؤمنين يتناول ترابها منه بيده فأريتها إياها وذكرت لها شيئا من فضلها ثم قلت لها لمن هذا الشعر الذي أنشدته منذ الساعة فقالت بصوت شج ولسان منكسر أنشدناه حضري لاحق لبدوي سابق وصلت له منا علايق ثم رحلته الخطوب وقد رقت عليه القلوب وأن الزمان ليشح بما يشح ويسلس ثم يشرس ولولا أن المعدوم لا يحسن لقلت ما أسعد من لم يخلق فتركت مفاوضتها وقد صبت إلى الحديث نفسها خوفا أن يغلبني النظر في ذلك المكان وأن يظهر من صبوتي ما لا يخفى على من كان في صحبتي ومضت والنوازع وهواجس النفس تشيعها ’’اه’’.
(تشيعه)
عن صاحب رياض العلماء أنه قال فيه: ابن الجواليقي من الإمامية وإليه أسند الشهيد الثاني رحمه الله في إجازته للحسين بن عبد الصمد والد البهائي وإليه ينسب بعض نسخ دعاء السمات وقد يطلق على بعض العامة وهو – أي ابن الجواليقي الإمامي – الشيخ موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي ’’اه’’ ونسب ابن شهراشوب في المناقب إلى الجواليقي هذين البيتين في ذم يزيد حين ضرب ثنايا الحسين عليه السلام بقضيب الخيزران وهما:
ولعل المراد بالجواليقي هو هذا فيستأنس به لكونه من شرط كتابنا. وأما ما قاله صاحب الرياض من أن الشهيد الثاني أسند إليه في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد. فهو إشارة إلى قوله في الإجازة المذكورة: وأروي كتاب الجمهرة مع باقي مصنفات محمد بن دريد ورواياته وإجازاته بالإسناد المقدم إلى السيد فخار الموسوي عن أبي الفتح محمد بن الميداني عن ابن الجواليقي عن الخطيب أبي زكريا التبريزي عن أبي محمد الحسن بن على الجوهري عن أبي بكر بن الجراح عن ابن دريد المصنف إلى أن قال وعن السيد فخار جميع مصنفات الهروي صاحب كتاب الغريين عن أبي الفرج بن الجوزي عن ابن الجواليقي عن أبي زكريا الخطيب التبريزي عن الوزير أبي القاسم المغربي عن الهروي المصنف. وعن ابن الجواليقي عن أبي الصقر الواسطي عن الحبشي عن التنيسي عن الأنطاكي عن أبي تمام حبيب بن أوس الطائي صاحب الحماسة لها ولجميع تصانيفه ورواياته وبالإسناد إلى السيد فخار عن أبي الفتح الميداني عن ابن الجواليقي جميع كتبه ’’اه’’ وينبغي أن يكون مستند صاحب الرياض في كونه إماميا غير إسناد الشهيد الثاني في إجازته له كرواية بعض نسخ دعاء السمات أو غير ذلك فإن أسانيده إلى كتب اللغة والأدب قد اشتملت على غير الإمامية وروايته في تلك الإجازة عن الخطيب التبريزي تعين أن مراد صاحب الرياض به هو المترجم لا غيره من العامة ممن يطلق عليه ابن الجواليقي فإن الخطيب التبريزي شيخه وقد مر عن السيوطي أنه من أهل السنة ولعله لم يطلع على حاله وصاحب الرياض لا يشك في سعة اطلاعه والله أعلم.
(مشايخه)
قد علم مما مر أنه أخذ عن جماعة كثيرين دراسة ورواية (1) الخطيب التبريزي يحيى بن علي (2) القاضي أبو الفرج البصري (3) علي بن أحمد بن التستري (4) محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري (5) طراد بن محمد الزينبي (6) أبو الصقر الواسطي.
(تلاميذه)
(1) ابن الأنباري عبد الرحمن بن محمد (2) السمعاني عبد الكريم بن محمد صاحب الأنساب (3) الكندي (4) أبو الفرج ابن الجوزي (5) ولده إسماعيل (6) أبو الفتح محمد بن الميداني.
(مؤلفاته)
(1) شرح أدب الكاتب (2) ما تلحن فيه العامة (3) المقرب وهو ما عرب من كلام العجم ومر عن ابن خلكان أنه لم يعمل في جنسه أكثر منه (4) تتمة درة الغواص سماه التكملة فيما يلحن فيه العامة وذلك أن درة الغواص في أوهام الخواص فهو قد جعل لها تتمة في أوهام العوام فيكون ما تلحن فيه العامة وتتمة درة الغواص واحدا وقد عد السيوطي في مؤلفاته ما تلحن فيه العامة وتتمة درة الغواص فجعلهما اثنين فيكون تتمة درة الغواص في أوهام الخواص وما تلحن فيه العامة في أوهام العوام (5) كتاب في علم العروض.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 195

ابن الجواليقي موهوب بن أحمد

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0

موهوب بن أحمد بن الحسن بن الخضر الجواليقي البغدادي: كان من كبار أهل اللغة إماما في فنون الأدب ثقة صدوقا، أخذ الأدب عن أبي زكريا يحيى الخطيب التبريزي ولازمه، وسمع الحديث من أبي القاسم ابن اليسري وأبي طاهر ابن أبي الصقر، وروى عنه الكندي وأبو الفرج ابن الجوزي، وأخذ عنه أبو البركات
عبد الرحمن بن محمد الأنباري، ودرس الأدب في النظامية بعد شيخه التبريزي، واختص بإمامة المقتفي لأمر الله، وكان من أهل السنة، طويل الصمت لا يقول شيئا إلا بعد التحقيق، ويكثر من قول لا أدري، وكان مليح الخط يتنافس الناس في تحصيله والمغالاة به، وكان يختار في بعض مسائل النحو مذاهب غريبة. قال ابن الأنباري: كان يذهب إلى أن الاسم بعد لولا يرتفع بها على ما يذهب إليه الكوفيون، وإلى أن الألف واللام في نعم الرجل للعهد، خلاف ما ذهب إليه الجماعة من أنها للجنس، قال: وحضرت حلقته يوما وهو يقرأ عليه «كتاب الجمهرة» لابن دريد، وقد حكى عن بعض النحويين أنه قال: أصل ليس لا أيس، فقلت: هذا الكلام كأنه من كلام الصوفية، فكأن الشيخ أنكر علي ذلك ولم يقل في تلك الحال شيئا، فلما كان بعد أيام وقد حضرنا الدرس على العادة قال: أين ذلك الذي أنكر أن يكون أصل ليس لا أيس، أليس لا تكون بمعنى ليس؟ فقلت: ولم إذا كانت لا بمعنى ليس يكون أصل ليس لا أيس فلم يذكر شيئا وسكت. قال: وكان الشيخ رحمه الله في اللغة أمثل منه في النحو.
وحكى ولد الجواليقي أبو محمد إسماعيل قال: كنت في حلقة والدي يوم الجمعة بعد الصلاة بجامع القصر والناس يقرؤون عليه، فوقف عليه شاب وقال: يا سيدي قد سمعت بيتين من الشعر ولم أفهم معناهما وأريد أن تسمعهما مني وتعرفني معناهما فقال: قل، فأنشد:

قال إسماعيل: فلما سمعهما والدي قال: يا بني هذا معنى من علم النجوم وسيرها لا من صنعة أهل الأدب، فانصرف الشاب من غير فائدة واستحيا والدي من أن يسأل عن شيء ليس عنده منه علم، فآلى على نفسه أن لا يجلس في حلقته حتى ينظر في علم النجوم ويعرف تسيير الشمس والقمر، فنظر في ذلك ثم جلس للناس. ومعنى
البيت أن الشمس إذا كانت في القوس كان الليل طويلا فجعل ليالي الهجر فيه، وإذا كانت في الجوزاء كان الليل قصيرا فجعل ليالي الوصل فيها.
وللجواليقي من التصانيف: شرح أدب الكاتب. كتاب العروض. التكملة فيما يلحن فيه العامة، أكمل به «درة الغواص» للحريري. المعرب من الكلام الأعجمي، وغير ذلك .
وكانت ولادته سنة ست وستين وأربعمائة، وتوفي يوم الأحد خامس عشر المحرم سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2735

ابن الجواليقى العلامة الإمام اللغوي النحوي، أبو منصور، موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسن بن الجواليقي، إمام الخليفة المقتفي.
مولده سنة 466.
سمع: أبا القاسم بن البسري، وأبا طاهر بن أبي الصقر، والنقيب طراد بن محمد الزيني، وعدة. وطلب بنفسه مدة، ونسخ الكثير.
حدث عنه: بنته؛ خديجة، والسمعاني، وابن الجوزي، والتاج الكندي، ويوسف بن كامل، وآخرون.
قال السمعاني: إمام في النحو واللغة، من مفاخر بغداد، قرأ الأدب على أبي زكريا التبريزي، ولازمه، وبرع، وهو ثقة ورع، غزير الفضل، وافر العقل، مليح الخط، كثير الضبط، صنف التصانيف، وشاع ذكره.
وقال ابن الجوزي: قرأ الأدب سبع عشرة سنة على التبريزي، وانتهى إليه علم اللغة، ودرس العربية بالنظامية، وكان المقتفي يقرأ عليه شيئا من الكتب، وكان متواضعا، طويل الصمت، متثبتا، يقول كثيرا: لا أدري.
مات في المحرم، سنة أربعين وخمس مائة، وغلط من قال: سنة تسع وثلاثين.
وقال ابن النجار: هو إمام أهل عصره في اللغة، كتب الكثير بخطه المليح المتقن، مع متانة الدين، وصلاح الطريقة، وكان ثقة، حجة، نبيلا.
وقال الكمال الأنباري: ألف في العروض، وشرح ’’أدب الكاتب’’، وعمل كتاب ’’المعرب’’ و ’’التكملة في لحن العامة’’، قرأت عليه، وكان منتفعا به لديانته، وحسن سيرته، وكان يختار في النحو مسائل غريبة، وكان في اللغة أمثل منه في النحو.
قال ابن شافع: كان من المحامين عن السنة.
قلت: خلف ولدين؛ إسماعيل وإسحاق، ماتا في عام، سنة خمس وسبعين.
فأما أبو محمد إسماعيل: فكان من أئمة العربية، كتب أيضا أولاد الخلفاء مع دين ونزاهة وسعة علم.
قال ابن الجوزي: ما رأينا ولدا أشبه أباه مثل إسماعيل بن الجواليقي.
قلت: روى عن ابن كادش، وابن الحصين.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 473

أبو منصور الجواليقي
وأما أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي اللغوي، فإنه كان من كبار أهل العلم، وكان ثقة صدوقاً، وأخذ عن الشيخ أبي زكرياء يحيى الخطيب التبريزي، وكان يصلي إماماً بالإمام المقتفي لأمر الله. وصنف له كتاباً لطيفاً في علم العروض.
وألف كتباً حسنة، منها: شرح أدب الكتاب، ومنها المعرب، ولم يعمل في جنسه أكبر منه، والتكملة فيما تلحن فيه العامة، إلى غير ذلك.
وقرأت عليه، وكان منتفعاً بع لديانته، وحسن سيرته، وكان يختار في بعض مسائل النحو مذاهب غريبة، وكان يذهب إلى أن الاسم بعد ’’لولا’’ يرتفع بها؛ على ما يذهب إليه الكوفيون، وقد بينت وجهه غاية البيان، في كتاب ’’الإنصاف في مسائل الخلاف’’، وكان يذهب إلى أن الألف واللام في ’’نعم الرجل’’، للعهد، على خلاف ما ذهب إليه الجماعة من أنها للجنس لا للعهد.
وحضرت حلقته يوماً وهو يقرأ عليه كتاب الجمهرة لابن دريد، وقد حكى عن بعض النحويين، أنه قال: أصل ’’ليس’’ ’’لا أيس’’، فقلت: هذا الكلام كأنه من كلام الصوفية، فكأن الشيخ أنكر علي ذلك، ولم يقل في تلك الحال شيئاً فلما كان بعد ذلك بأيام، وقد حضرنا على العادة، قال: أين ذلك الذي أنكر أن يكون أصل ’’ليس’’ ’’لا أيس’’؟ أليس ’’لا’’ تكون بمعنى ’’ليس’’؟ فقلت للشيخ: ولم إذا كان ’’لا’’ بمعنى ’’ليس’’ تكون أصل ’’ليس’’ ’’لا أيس’’! فلم يذكر شيئاً.
وكان الشيخ رحمه الله تعالى في اللغة أمثل منه في النحو أبو منصور، عن الشيخ أبي زكريا يحيى بن علي التبريزي عن أبي الجوائز الحسين بن علي الكاتب الواسطي، وقال: رأيت في سنة أربع عشرة وأربعمائة، وأنا جالس في مسجد قباء من نواحي المدينة امرأة عربية حسنة الشارة، رائقة الإشارة، ساحبة أذيالها، رامية القلوب بسهام جمالها، فصلت هناك ركعتين، أحسنتهما، ثم رفعت يديها، ودعت بدعاء جمعت فيه بين الفصاحة والخشوع، وسمحت عيناها يدمع غير مستدعًى ولا ممنوع، وانثنت تقول وهي متمثلة:

وسألتني عن البئر التي حفرها النبي صلى الله عليه وسلم بيده، وكان أمير المؤمنين يتناول ترابها منه بيده، فأريتها إياها، وذكرت لها شيئاً من فضلها، ثم قلت لها: لمن هذا الشعر الذي أنشدته منذ الساعة؟ فقال بصوت شج، ولسان منكسر: أنشدناه حضري لاحق، لبدويٍّ سابق، وصلت له منا علائق، ثم رحلته الخطوب، وقد رقت عليه القلوب، وإن الزمان ليشح بما يشح، ويسلس ثم يشرس، فلولا أن المعدوم لا يحسن لقلت: ما أسعد من لم يخلق! فتركت مفاوضتها، وقد صبت إلى الحديث نفسها خوفاً أن يغلبني النظر في ذلك المكان، وأن يظهر من صبوتي، على ما لا يخفى على من كان في صحبتي، ومضت والنوازع تتبعها، وهواجس النفس تشيعها.
وتوفي يوم الأحد منتصف ا لمحرم، سنة تسع وثلاثين وخمسمائة في خلافة المقتفي لأمر الله تعالى.

  • مكتبة المنار، الزرقاء - الأردن-ط 3( 1985) , ج: 1- ص: 293

  • دار الفكر العربي-ط 1( 1998) , ج: 1- ص: 342

  • مطبعة المعارف - بغداد-ط 1( 1959) , ج: 1- ص: 277

وأبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد الخضر الجواليقي صاحب اللغة

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 160

موهوب بن أحمد بن الخضر بن الحسن بن محمد أبو منصور بن أبي طاهر اللغوي المعروف بالجواليقي
إمام عصره في اللغة، قرأ على الخطيب التبريزي، وأبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي وكتب بخطه كثيرا من كتب الحديث والأدب بالخط الصحيح المليح، وعلى خطه المعتمد، وكان يصلي بالمقتفي لديانته وطهارته. وصنف كتبا مفيدة، منها: شرح أدب الكاتب، وكتاب المعرب، وكتاب التكملة فيما يلحن فيه العامة وكتاب العروض، وكتاب مختار في بعض مسائل النحو، وكتاب في اللغة.
توفي سنة أربعين وخمسمائة

  • جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 78

  • دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 300